==============
د.فراج الشيخ الفزاري
========
ولن تركع لأحد ابدا..من أين جاء ، هذا الغازي, أو ذهب....وواهم من يعتقد أن دخول شندي عابثا بأمنها واستقرارها،هي لعبة أو نزهة كما دخلوا غيرها من المدن..فقد دخلها من قبل ( الباشا) صباحا، بخيله وعتاده وخيلائه ، فقبر بها مساءا ، ولا زال رماد رفاته وومن معه تحت الثري تهيجه الرياح وتعبث به وتبثه في وجه كل من جاء بعده غازيا من السابلة أو القابلة.
مدينة الابطال الصناديد ...لايزال في احشائها اللهب لمن يعبث بخصلات شعرها..وفي جوفها السموم والغضب لمن يقرب صدرها.. الموت الزوؤم لمن يحاول هتك سترها وتدنيس شرفها ، لو بكلمة شاردة..فرجال شندي غير عن كل الرجال... ونساء شندي غير عن كل النساء ..و أطفال شندي غير عن كل الأطفال... حتي مجانينها و
دراويشها، يستفيقون عنوة من جذبة الوجد عندما تغزو الكلاب عرينها ..
هي شندي...في تفردها..مدينة النخوة والهمة والجمال. كريمة الخصال ، حنينة ومفتوحة الذراعين في استقبال من يطلب ودها والعيش الكريم في ربوعها.. فقد سكنها الأغراب من الكجر والغجر..ومن الصحراء والنهر..و..البحر ،وغيرهم كثر..فعاشوا فيها عزازا مكرمين إخوانا..ما داموا حافظين للود والاستقامة..ولكنها سيل جارف... ور يح عاتية،تقتلع الجذور،وسموم قاتلة لمن تجاوز الحدود و نكث العهود غير المكتوبة أو مس كرامة أهلها الطيبين.
اكتب ، كل ذلك ، مذكرا من نسي ، أو متناسيا، مدينة شندي وعظمتها وعظمة أهلها وبأسهم في المحن عبر تأريخهم المجيد....اكتب ذلك ، وفي الخاطر ما يعكره ويكدره بما نقرأ ، هذه الأيام، في وسائل التواصل الاجتماعي، عن غزو وشيك قد تقوم به بعض الفصائل المتمردة لمدينة شندي..وهو غزو مقصود لكسر كبرياء هذه المدينة العظيمة.. و في عمري فتلك مغامرة فاشلة و محفوفة المخاطر و لن تنجح أبدا.. فالذي يغزو للسلب والنهب..ليس كالذي يدافع عن النفس والعرض..فلا خوف علي شندي ولا علي أهلها الكرام المكرمين..ولن يضير
أرضنا الطاهره في شيء ان تقبر في اديمها تلك الجثامين للهالكين المعتدين من أين جاءوا أو ذهبوا ..لا
فرق..فالأرض تحفظها
عظة و عبرة لكل الغزاة الطغاة الفاشلين.
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com
//////////////////////////
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
(حلو يا الزين) … (الدبلوماسية، وقون المغربية)
*◼️(حلو يا الزين) … (الدبلوماسية، وقون المغربية)…*
جمهور الكرة ب(شندي) فى نهاية (الثمنينات والتسعينات) يذكر جيدا هتافا محببا لجماهير المدرجات وهي تهتف لقناص نادي النيل العريق، الحلفاوي النبيل والهداف الخطير الزين ابراهيم، (حلو يا الزين.. حلو يا الزين)..
الزين سليل اسرة رياضية فاضلة مع اشقائه(محمد وحسين ومصطفى الربع) حياهم الله جميعا، كان يبدع ويمتع فى احراز الأهداف الحاسمة وجندلة الخصوم مستخدما مهارته الفائقة فى هز الشباك، ومثل جيلا عظيما من نجوم كرة القدم فى شندى انذاك هدافا لنادي لنيل، وكان المخضرم سعد الريح فى (الاهلي) ، والمكير اسماعيل دوكة (النسر)، والخطير محمد الزين (الحوش) ، وكبيرهم (الفلتة) احرف من لعب كرة القدم فى الدنيا قبل معرفتنا ب(ميسي وكريستيانو وفنيسيوس) المرحوم (عبدالمحمود الخواجة) نجم ساردية، جميعهم خلدوا اسماءهم فى ذاكرة الكرة الشنداوية .
تذكرت الهتاف المحبب وانا اقرأ بيان مجلس السلم الافريقي الذى صدر مساء امس واعلن موقفا موحدا رافضا لمؤامرة الجنجويد ومشايعيهم تكوين “حكومة موازية” وانا اردد ” حلو يا الزين ” ، والزين هنا هو “الزين ابراهيم حسين” سفيرنا باثيوبيا والاتحاد الافريقي الذى احرز هدفا قاتلا فى مرمي المليشيا المتمردة، يحاكي روعة جندلة الزين ابراهيم الشنداوي للخصوم، ومن عجب ان الهدف جاء مع لحظات الافطار ليشابه كذلك ” قون المغربية” الذى كنا نقول انه ” احسن من مية” لانه يسدل الستار على هزيمة لاتعوض.
“اخر مسمار” فى نعش طموحات ال دقلو التامرية ومشايعيهم من القحاتة “جناح تاسيس” دقه مجلس السلم والامن الافريقي امس ببيانه الرافض لتاسيس الحكومة الموازية .
كان غريبا بالطبع ان ياتي الموقف الافريقي متاخرا، بعد موجة ادانات عاتية غمرت “مشروع حكومة ال دقلو” واغرقته وطمرته وشيعته الى مزبلة التاريخ.
الاتحاد الافريقي وبحكم ارتباطه الحيوى بالسودان بحكم علاقات الجغرافيا والمحيط الواحد كان ينبغي ان يبادر برفض توجه التقسيم الذى نحت اليه المليشيا بدعوتها الخطيرة المهددة لوحدة دوله الاعضاء، وارتجينا ان يكون موقفه هاديا وحاديا لدول العالم ومؤسساته الدولية، ولكنه تاخر كثيرا فى الرفض والادانه، فقد سبقته على سبيل المثال لا الحصر “مصر واريتريا وتركيا والسعودية وقطر والاردن والكويت والولايات المتحدة” .
ومما ضاعف حيرة المراقبين ان ما عبر عنه البيان الافريقي القوى من موقف رافض للحكومة الموازية واي توجه لتقسيم السودان جاء متاخرا لايام عن مجلس الامن الدولي الذى شدد على وحدة وسيادة بلادنا مشيعا هو الاخر “طموحات ال دقلو” فى انشاء اية سلطة تهدد بتقسيم السودان..
وحق لنا ان نحتفي ببيان مجلس السلم الافريقي لانه وجه ضربة موجعة للمليشيا واصاب احلامها فى مفتل حينما اجمع وبكامل عضويته على رفض الحكومة الموازية فى موقف لم تشذ عنه حتى الدول التى كانت تتخذ مواقفا سالبة تجاه السودان مثل نيجيريا.
المجلس دعا جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي صراحة إلى “عدم الاعتراف بأي حكومة موازية أو كيان يسعى إلى تقسيم السودان أو حكم أي جزء من أراضيه أو مؤسساته، كما حث الدول الأعضاء والمجتمع الدولي على الامتناع عن تقديم أي دعم أو مساعدة لأي جماعة مسلحة أو سياسية تهدف إلى إنشاء حكومة موازية أو كيان منفصل داخل السودان”.
تستحق الدبلوماسية السودانية التحية على هذا الانتصار الكبير، فقد تجلت حنكة سفيرنا فى الاتحاد الافريقي الزين ابراهيم حسين فى هذا الانجاز الباهر ، وهو يتحرك بهدوء دبلوماسي وفى صمت بين اعضاء المجلس لاصدار هذا البيان المحترم الذى خاطب فى الاساس شواغل دول القارة الافريقية ومخاوفهم من التقسيم ، قبل ان يعبر عن موقف تجاه السودان، ف(خميرة عكننة) الوحدة وبذور الانقسام موجودة فى دول عديدة ، وهو الامر الذى يستدعي قفل الباب امام مغامرات المتمردين واجندة المخربين والعملاء الذين تستخدمهم المخابرات العالمية ودول الشر لتنفيذ طموحات التقسيم وخلق كيانات موازية للحكومات التى تحظي باعتراف المجتمع الدولي…
شكرا سعادة السفير محمد عروشي، الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الاتحاد الأفريقي ورئيس مجلس السلم والأمن للاتحاد الأفريقي للشهر الحالي، على خطابه الذى فتح الباب امام الموقف الافريقي التاريخي تجاه السودان، والتهاني تمتد لسعادة السفير المعتق علي يوسف وزير الخارجية على الانجاز الذى تحقق وسفرائه يدكون معاقل المليشيا فى كل مكان… و( حلو يا الزين)..
محمد عبدالقادر
رئيس تحرير صحيفة«الكرامة»
إنضم لقناة النيلين على واتساب