إنترسبت: ثغرة أمنية مجهولة تمكن الحكومات من معرفة من تراسله
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
نبه موقع إنترسبت الأميركي إلى ثغرة أمنية مجهولة بتطبيق واتساب تمكن الحكومات من معرفة من تراسله، وحذر المهندسون في شركة ميتا (فيسبوك) من أن الدول يمكنها مراقبة الدردشات، ويخشى الموظفون أن تستغل إسرائيل هذه الثغرة لانتقاء أهداف الاغتيال في غزة.
وذكر الموقع أنه في شهر مارس/آذار، أصدر فريق أمن واتساب تحذيرا داخليا لزملائه بأنه رغم التشفير القوي للبرنامج، فقد ظل المستخدمون عرضة لشكل خطير من أشكال المراقبة الحكومية.
ووفقا لتقييم التهديد الذي لم يُبلغ عنه مسبقا، وحصل عليه الموقع، فإن محتويات المحادثات بين مستخدمي التطبيق البالغ عددهم 2 مليار مستخدم تظل آمنة، لكن الدوائر الحكومية، كما كتب المهندسون، كانت "تتجاوز تشفيرنا" لمعرفة المستخدمين الذين يتواصلون مع بعضهم البعض، وعضوية المجموعات الخاصة، وربما حتى مواقعهم. وحث التقييم على أن يخفف واتساب من الاستغلال المستمر لنقاط الضعف في تحليل حركة المرور التي تمكن الدول من تحديد من يتحدث إلى من.
وعلى خلفية الحرب المستمرة على غزة، أثار التحذير من التهديد احتمالا مزعجا لدى بعض موظفي ميتا. وتكهن موظفو واتساب بأن إسرائيل ربما تستغل هذه الثغرة الأمنية كجزء من برنامجها لمراقبة الفلسطينيين في الوقت الذي تساعد فيه المراقبة الرقمية في تحديد من يجب قتله في جميع أنحاء قطاع غزة، حسبما قال 4 موظفين لموقع إنترسبت.
ومن جانبها قالت كريستينا لونيغرو، المتحدثة باسم ميتا، إن "واتساب ليس له أبواب خلفية وليس لدينا أي دليل على وجود ثغرات في طريقة عمل واتساب".
نقاط الضعف
ومع ذلك، وبالرغم من أن التقييم يصف "نقاط الضعف" بأنها "مستمرة"، ويذكر واتساب تحديدا 17 مرة، إلا إن لونيغرو قالت إن الوثيقة "ليست انعكاسا لثغرة أمنية في واتساب"، بل فقط "نظرية"، وليست فريدة من نوعها بالنسبة إلى واتساب. ولم تجب لونيغرو عندما سئلت عما إذا كانت الشركة قد حققت فيما إذا كانت إسرائيل تستغل هذه الثغرة الأمنية.
وأشار الموقع إلى أنه رغم عدم إمكانية قراءة محتويات اتصالات واتساب، فإن التقييم يوضح كيف يمكن للحكومات استخدام وصولها إلى البنية التحتية للإنترنت لمراقبة متى وأين تتم الاتصالات المشفرة، مثل مراقبة ساعي البريد الذي ينقل مظروفا مختوما.
وهذه النظرة إلى حركة الإنترنت الوطنية كافية للتوصل إلى استنتاجات قوية حول الأفراد الذين يتحدثون مع بعضهم البعض، حتى لو ظلت مواضيع محادثاتهم غامضة.
وجاء في التقييم: "حتى مع افتراض أن تشفير واتساب مستحيل الكسر، فإن هجمات "الجمع والربط" المستمرة ستظل تنتهك نموذج الخصوصية المقصود لدينا". وأضاف أن "طبيعة هذه الأنظمة هي أنها ستقتل الأبرياء ولن يعرف أحد السبب".
ولفت الموقع إلى تقرير مشترك لمجلة +972 آند Local Call الشهر الماضي أن الجيش الإسرائيلي يستخدم نظاما برمجيا يسمى "لافندر" لإعطاء الضوء الأخضر تلقائيا لاغتيال الفلسطينيين في غزة.
ومن خلال الاستفادة من مجموعة هائلة من البيانات حول سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، يقوم لافندر خوارزميا بمنح "كل شخص تقريبا في غزة تصنيفا من 1 إلى 100، معبرا عن مدى احتمالية أن يكونوا مسلحين"، حسبما جاء في التقرير، نقلا عن 6 أجهزة استخبارات إسرائيلية.
وختم الموقع بأن واتساب قد يتبنى وضع أمان متشددا للمستخدمين المعرضين للخطر مشابها لـ"وضع القفل" من آبل لنظام التشغيل آي أو إس. ولكن حتى هذا الإعداد الإضافي يمكن أن يعرض المستخدمين للخطر في غزة أو في أي مكان آخر، وفقا لماثيو غرين، أستاذ التشفير بجامعة جونز هوبكنز.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات فی غزة
إقرأ أيضاً:
ولد الوالد يتحدث عن موقف القاعدة من الحكومات العربية وفوضى الجهاد الأفغاني
ووفقا لما قاله ولد الوالد في الحلقة الثانية من برنامج "مع تيسير"، فقد مهدت معركة جاجي سنة 1987 لميلاد القاعدة في العام التالي لها.
ولم يكن قادة التنظيم يفكرون في مواجهة الحكومات العربية ولا إسقاطها، لأنهم كانوا مهتمين بالقضية الأفغانية فقط، غير أن بن لادن -حسب ولد الوالد- كان يدعم بشكل شخصي بعض الجهاديين الذين كانوا يقاتلون أنظمة عربية.
ومن بين هذه الجماعات التي دعمها -حسب ولد الوالد- جماعة الجهاد والجماعة الإسلامية في مصر، وبعض القبائل في اليمن الجنوبي (قبل الاتحاد)، وكان يقول إنه يدعم اليمن بشكل أكبر من دعمه لأفغانستان.
كما دعم بن لادن بعض الجماعات في كشمير والفلبين والصومال والجزائر وإريتريا، لكن لم يقدم أي دعم عسكري أو مالي للمسلمين في البوسنة، حسب ولد الوالد.
وكان مؤسس القاعدة -كما يقول ولد الوالد- يعتقد بقدرة الأمة العربية -حال اجتماعها- على تحرير مقدساتها وبلادها، وعدم استطاعة أي قوة في العالم مواجهتها.
الانضمام للقاعدةأما عن ولد الوالد نفسه، فقد وصل إلى أفغانستان بعد معركة جاجي بـ3 سنوات، والتقى بن لادن في معسكر الفاروق، وكان تصنيفه طالب علم أكثر منه مقاتلا، حسب قوله.
وفي معسكر الفاروق، شاهد ولد الوالد أسلحة لم يرها من قبل، ووجد دروسا في الفقه والعقيدة وتجويد القرآن، إلى جانب التدريبات البدنية والقتالية والنفسية التي يصفها بالشديدة.
إعلانوبعد فترة التدريب التي لا تتجاوز 3 أشهر، والتي تخللتها متابعة دقيقة لسلوك المجاهد ومدى التزامه بالسمع والطاعة كان يتم ترشيحه إلى الجهة التي سينضم إليها، بما في ذلك الانضمام للقاعدة.
وفي تلك الفترة، كان من بين شروط الانضمام للقاعدة عدم الانضمام سابقا لأي جماعة أخرى (تم إلغاء هذا الشرط لاحقا)، وقد كان ولد الوالد عضوا في جماعة الإخوان المسلمين، لكنه وجد أن برنامج الجماعة لا يلبي طموحاته.
ووفقا لولد الوالد، فإن لديه تحفظا على فكرة التغيير من خلال العمل السياسي والانتخابات، ويعتقد أن التركيز على الدعوة وإعادة الناس لدينهم من جهة، فضلا عن إيمانه بأن الدول الإسلامية المحتلة لن تتحرر إلا بالجهاد.
وأنهى ولد الوالد علاقته الرسمية بالإخوان المسلمين حتى ينضم للقاعدة بشكل رسمي، لا سيما أنه كان قد ابتعد عن الجماعة قبلها بسنوات عندما رأى منها غلوا في الترخص وتغليبا للسياسية على ما سواها، كما يقول.
وبعد إنهاء فترة التدريب في معسكر الفاروق، عاد ولد الوالد إلى مدينة بيشاور الباكستانية، التي يقول "إنها كانت تضج في ذلك الوقت بالمجاهدين والمؤمنين والصادقين والمنافقين والفجار".
وعندما التقى الشخص الذي أرسلوه إليه في بيشاور، عرض عليه الرجل موقف القاعدة القائم على مناصرة التنظيمات الإسلامية الأخرى وعدم الصدام معها، وأنهم يبرؤون من الحكومات العربية، لكنهم لا يقاتلونهم.
لكن سؤالا كان يلح على ولد الوالد في ذلك الوقت -كما يقول- وهو لماذا لا يتحد بن لادن وعبد الله عزام وغيرهم من قادة الجهاد في كيان واحد لنصرة قضايا الأمة.
وعندما تحدث ولد الوالد في هذا الأمر، وجد أن عبد الله عزام آثر الإبقاء على تشغيل مكتب الخدمات ودعم المجاهدين في شمال أفغانستان، بينما بن لادن فضَّل العمل العسكري على طريقته.
فوضى الجهاد في بيشاوروقبل أن يحسم أمر انضمامه للقاعدة، حاول ولد الوالد التعرف على مجتمع بيشاور الذي وجد فيه بشرا من كل الدول ومن كل التوجهات، بمن فيهم المجاهدون والمنافقون والتكفيريون الذين كفّروا بن لادن وعبد الله عزام.
إعلانوكانت المدينة -التي كانت توصف بعاصمة الجهاد الأفغاني– تعج بالمضافات والمعسكرات والأحزاب التي يقول ولد الوالد إنها تحولت إلى فوضى جهادية ومخابراتية وإعلامية لا حصر لها.
وصُدم ولد الوالد بما رآه في بيشاور، التي ذهب إليها وفي ذهنه صورة مضيئة عن الجهاد ونصرة المسلمين، ليجد مسلمين يقاتلون مسلمين آخرين بالسلاح، مما دفعه لمغادرة المدينة.
وقد التقى ولد الوالد أبا مصعب السوري، الذي قال إنه كان يرى وجوب قتال الحكومات العربية قبل قتال العدو، وهو أمر خالفه فيه بن لادن، ولم يذهب معه في هذه الطريق.
ووفقا لحديثه، فقد تحدث ولد الوالد مع بن لادن في هذه المسألة وأقنعه بضرورة محاولة إصلاح الأنظمة العربية سلما، لأن الحرب ستكون عواقبها وخيمة، وقد اقتنع مؤسس القاعدة بهذا الرأي، وأوقف دعمه حركات الجهاد التي كانت تواجه هذه الأنظمة وأبقى على مساعدة المحتاجين فقط.
وانتقد أبو مصعب هذا السلوك واعتبر أنه تحويل للقاعدة من تنظيم جهادي إلى حركة دعوية، لكنه عاد لاحقا إلى بن لادن بعد عودة الأخير من السودان إلى أفغانستان، واقترب منه وشجعه على إعلان الجهاد ضد الولايات المتحدة.
غير أن هذا التقارب لم يفكك الخلافات المنهجية بين الرجلين، التي منعت بن لادن من الانخراط مع السوري الذي انتقل بعائلته من لندن إلى جلال آباد، واستمر هذا الخلاف حتى أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، التي وحدت الجميع تحت راية بن لادن، كما يقول ولد الوالد.
8/4/2025