أثار اعلان ثلاث دول أوربية الاعتراف بدولة فلسطينية عددا من التساؤلات خاصة مع الانتقادات التي وجهتها الحكومة الإسرائيلية وتعرضها للعزلة والانتقاد العالمي، وهو ما انعكس بالايجاب علي فلسطين والتضامن معها بدعم جهود إقامة دولتها المستقلة.

وحسب بعض وكالات الأنباء العربية، أن هذه الخطوة تأتي في صالح فلسطين وستشجع دولًا أخرى للاعتراف بهابما يؤدي لزيادة عدد هذه الدول، وبالتالي المضي قدمًا في الحصول على موافقة مجلس الأمن حال اقتناع الولايات المتحدة وبريطانيا بهذا القرار.

ووسلطت وسائل الاعلام الضوء علي أن هذا الاعتراف يؤدي لمزيد من العزلة الدولية على إسرائيل والدول الراعية لها، وحشد مزيد من الدعم في المؤسسات الأممية والدولية لصالح قيام الدولة الفلسطينية والدفاع عن مصالحها.

وفي مرحلة ما بعد الحرب، قد يكون هناك تفكير في فرض عقوبات من هذه الدول على إسرائيل، حال تماديها في الانتهاكات بحق الفلسطينيين، وإن لم تستجب للجهود الدولية من أجل إقامة الدولة الفلسطينية.

 

وانزلقت إسرائيل لمزيد من العزلة الدولية بعد أن خالفت ثلاثُ دول أوروبية موقفا تنتهجه باقي دول الاتحاد الأوروبي وأعلنت نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية، بما يضيف لضغوط عالمية آخذة في التصاعد بالفعل على إسرائيل بسبب زيادة حادة في عدد الشهداء في الحرب بقطاع غزة.

وليس للخطوة، التي وصفها متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية بأنها مشينة، تأثير عملي يذكر في قطاع غزة الذي تحول جزء كبير منه إلى أطلال وحطام أو في الضفة الغربية المحتلة. ومع تعرضها لضغوط وحجب للأموال من إسرائيل، تواجه السلطة الفلسطينية في الضفة صعوبات جمة حتى في دفع رواتب موظفيها.

 

لكن الخطوة تأتي في إطار تراكم المشاكل على إسرائيل، إذ حذرت واشنطن من أنها قد تحجب بعض الأسلحة عنها إذا استمرت حرب غزة وفرضت كذلك عقوبات على مستوطنين ينتهجون العنف.

كما تواجه إسرائيل اتهامات بالإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية واحتمال إصدار مذكرة اعتقال لرئيس وزرائها بنيامين نتنياهو من المحكمة الجنائية الدولية.

 

وقاوم نتنياهو لفترة طويلة فكرة حل الدولتين وزادت مقاومته لتلك الفكرة شراسة منذ أن عاد للسلطة على رأس حكومة ائتلافية مع أحزاب يمينية قومية ودينية متطرفة بنهاية 2022.

كما تظل حكومته تنظر بشكوك عميقة للسلطة الفلسطينية التي تشكلت قبل ثلاثة عقود بموجب اتفاقات أوسلو المؤقتة للسلام وتتهمها بتصرفات عدائية منها دفع أموال لأسر مسلحين قتلتهم القوات الإسرائيلية وتشجيع معاداة السامية في الكتب المدرسية.

 

ويسلط هذا التعليق الضوء على الأجواء التي تشبعت بالمرارة بتأثير الحرب في قطاع غزة ومدى صعوبة التوصل لتسوية سياسية على أساس دولة فلسطينية مستقلة بجانب إسرائيل، فيما يبدو الطريق مغلقا أمام إمكانية إجراء محادثات سلام.

واستدعت إسرائيل سفراءها من أوسلو ومدريد ودبلن ردا على الخطوة. كما استدعت وزارة الخارجية سفراء الدول الثلاث.

ويقول كلا البلدين إن الاعتراف بدولة فلسطينية يتعين أن يأتي نتيجة مفاوضات وليس من خلال إعلانات فردية. ورفضت دول أوروبية كبيرة أخرى مثل فرنسا وبريطانيا الانضمام إلى الثلاثي الذي أعلن استعداده الاعتراف بدولة فلسطينية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فلسطين الحكومة الإسرائيلية العزلة الدولية على إسرائيل إسرائيل

إقرأ أيضاً:

ماكرون: فرنسا قد تعترف بدولة فلسطين في جوان المقبل

 قال أمس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن بلاده قد تتخذ خطوة نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية شهر جوان المقبل، مشيرا إلى أن هذا القرار  لن يكون بدافع إرضاء أي طرف، بل لأنه “خطوة عادلة” تهدف إلى دفع عجلة الحل السياسي.

وقال خلال مقابلة على قناة فرانس 5: “علينا أن نتحرك نحو الاعتراف (بالدولة الفلسطينية)، وسنفعل ذلك خلال الأشهر القليلة المقبلة، لا أفعل ذلك لإرضاء أحد. سأفعله لأنه سيكون مناسبا في وقت ما”.

وأضاف “ولأنني أيضا أرغب في المشاركة في جهود جماعية تمكن المدافعين عن  فلسطين من الاعتراف بإسرائيل بدورهم، وهو أمر لا يفعله كثيرون منهم”.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، قال ماكرون إن الاعتراف المتوقع قد يكون في جوان   بمناسبة مؤتمر عن فلسطين يعقد في نيويورك وتتقاسم رئاسته مع السعودية.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الفلسطينية ترحب بالموقف الفرنسي بشأن الاعتراف بدولة فلسطين
  • إسرائيل تعتبر اعتراف فرنسا بدولة فلسطين مكافأة للإرهاب
  • ماكرون: فرنسا قد تعترف بدولة فلسطين في جوان المقبل
  • الخارجية الفلسطينية ترحب بنية ماكرون الاعتراف بدولة فلسطين
  • وزير الخارجية الإسرائيلي ينتقد عزم ماكرون الاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • ماكرون: اعتراف فرنسا بدولة فلسطينية مستقلة يونيو المقبل
  • بعد تصريح ماكرون.. ساعر يعلق على الاعتراف بدولة فلسطينية وهمية بشكل أحادي
  • محكمة العدل الدولية تبدأ قريباً جلسات حول “التزامات إسرائيل” في الأراضي الفلسطينية
  • ماكرون : فرنسا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية خلال الأشهر المقبلة
  • طرد سفير إسرائيل من مقر الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا.. تصعيد دبلوماسي وتداعيات سياسية