سودانايل:
2025-05-02@23:18:46 GMT

النوايا أساس العطايا

تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT

د.ليلى الضو أبو شمال
ذات مرة وفي قديم الزمان حيث كان الأمن والأمان والاطمئنان كنت أتحدث عن الوطن وأقول لمحدثي أنني لا أميل للخروج خارج أسواره، ولا أحس بالراحة الا فيه،، فقال لي ولماذا كل هذا الإنتماء ؟ فأرض الله كلها لنا، ومن قال أن هذا المكان لك ؟ وضرب مثلا بالآية الكريمة (ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرة وسعة)، ولحظتها كنت أتساءل هل في هجرتنا كانت نية أنها لله سبحانه وتعالى كيف يكون الخروج في سبيل الله ومتى يكون؟ وجدت أننا نخرج بحثا عن اتساع في الأرض ، اي للدنيا، وما نوايانا كانت ( قل صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين)، فأدركت ان النوايا هي أساس العطايا وتذكرت حديث رواه الترمذي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم حين قال ( من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأت من الدنيا الا ما قدر له)، وإن الله يعلم في قلوبنا حيث أن الواحد منا يسعى للخروج من أرضه بحثا عن حال أفضل ، ولا شك أن هذا الحال هو حال الدنيا وضعف النفس وقلة الحيلة ، وحال من خرج لا يقل عن حال من بقي، فان وفقه الله لعمل أفضل ونعم مادية الا أنه يشكو من الغربة ووحشتها ويحن للأهل ومقاربتهم ومجالستهم وهذا هو معيار احتياجات الدنيا ، أما معيار الآخرة وحقيقة الوجود فنجده يتمثل في ذاك الرجل الذي بترت أحد أصابع رجليه نتيجة المرض الذي أصابه فأتوا لمواساته وقالوا له كيف حالك فقال( مبسوط الحمد والشكر لله) وبعدها بترت ساقه وحين زاروه قال( مبسوط الحمد والشكر لله) فبترت الساق الثانية فكان أكثر سعادة ورضا وقال الحمد والشكر لله وهكذا فقد كل أطرافه، وما أصابه من ذلك الا نعيم الرضا بما تلقاه من خالقه حتى ذهب للقائه باسما فرحا راضيا ،،كما يتمثل في مشهد آخر لرجل فقد أحد أبنائه وأتوا لعزائه فقابلهم برضا وابتسامة وقال لهم كانوا خمسا اخذ الله واحد وترك لي أربعة وهو راض بقضاء الله وقدره ، وغير ذلك من أمثال حية في حياتنا تدل على أن هؤلاء هم من عرفوا أصل الحياة الدنيا ونعيمها الزائل وعينهم ترنوا لنعيم خالد عند الخالق.


إننا حين نولد ننشأ على ما كان عليه أبوانا في ديننا وفي عاداتنا وفي أخلاقنا وفي بيئتنا ، ويبقى من العسير أن تتبدل تلك الفطرة بما تدخل عليها من مكتسبات إن كانت خيرا أو شرا، إلا أنه ومع تقدم السنوات نصير أكثر نضجا واستيعابا ، ونحاول في كثير من الأحيان أن نبدل حالنا لحال نراه أفضل مما كنا عليه وأرى في ذلك أن تكون بدايات التغيير مع عمر النضوج وهو تجديد النية مصحوبة بمفهوم النية في شرعنا الحنيف وهو إخلاص العمل بنية التقرب إلى الله،،فان فعلنا نجونا فحياتنا ( معائش وأكل وشرب وعمل ) هي ابتغاء مرضاة الله وعلاقتنا بالأقربين والأصدقاء والجيران هي استحضار الإخلاص والتقرب إلى الله وعملنا وعلمنا ونومنا هي لله لتفتحت علينا أبواب السماء والرضا من خالق الأرض والسماء.
كم من مصائب ابتلينا بها لنقص أصاب عقولنا وادراكنا فلتكن هناك مراجعات بين الحين والآخر ووقفة تأمل مع النفس التي بين جنبينا وليكن دائما حديث النفس حاضرا لقد أرغمنا على أشياء كثيرة كنا فيها مسيرين وليس مخيرين ولكن الفعل تسبقه النية، فإذا عزمت فتوكل على الله والعزيمة تسبقها نية مصدرها القلب، فإن أصابك من ذلك الأمر خير فهو خير وإن أصابك شر فهو خير كيف لا وقد قال سبحانه وتعالى ( كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون) ، سبحانه تجلت عظمته و قدرته يعلم ولا نعلم وهو علام الغيوب.

leila.eldoow@gmail.com
////////////////////////  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

بمناسبة عيد العمال.. الحزاوي: «العمل الشريف هو أساس بناء المجتمع»

وجهت الخبيرة الأسرية، داليا الحزاوي، مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، التحية والتقدير لعمال مصر في عيدهم، واصفة عيد العمال بأنه عيد الكفاح والبناء.

لا نهضة بدون عمال مصر الشرفاء

وأضحت الحزاوي، أنه لا تنمية ولا نهضة بدون عمال مصر الشرفاء، فهم الذين يبذلون الجهد والتعب لتحقيق الإنجازات، وبصمة العامل المصري في كل مكان حولنا، فهو أساس كل عمل وإنجاز يتحقق.

داليا الحزاوي عيد العمال فرصة لتعليم أبنائنا قيمة العمل

وتابعت الحزاوي، عيد العمال فرصة لتعليم أبنائنا قيمة العمل وأهميته، حتى لو كان عملًا بسيطًا، المهم أن يكون عملًا شريفًا، وجميعنا نكمل بعض ونخدم المجتمع، فمصر لا تبنى إلا بسواعد أبنائها.

العمل الشريف هو أساس بناء المجتمع

وأكدت الحزاوي، أنه يجب علينا أن نغزر في أبنائنا أن العمل الشريف هو أساس بناء المجتمع، وأن جميع المهن مهمة وتستحق التقدير، ويجب تشجيع الأبناء على الاجتهاد في الدراسة والالتزام بعمل الواجبات المدرسية، فهذا يعد عملًا عظيمًا يستحق التقدير ايضًا.

عيد العمال

والجدير بالذكر، أن العالم يحتفل اليوم الأول من مايو بعيد العمال الذي يُطلق عليه أيضًا يوم العمال أو يوم العمال العالمي، وهو يوم لإحياء ذكرى النضالات والمكاسب التاريخية التي حققها العمال والحركة العمالية وقد جرى الاحتفال به في العديد من البلدان في 1 مايو من كل عام.

اقرأ أيضاًاحتفالًا بعيد العمال.. توزيع حقائب مواد غذائية على عمال الوحدات المحلية بسوهاج

موعد صرف منحة عيد العمال 2025 للعمالة غير المنتظمة في مصر

موعد إغلاق البنوك في مصر بمناسبة عيد العمال

مقالات مشابهة

  • إلهام شاهين من الساحل الشمالي: أحلى مكان في الدنيا
  • أبو نعامة: العمل الجاد والمخلص هو أساس البناء والتنمية
  • صندوق الاستثمارات يجمع 1.25 مليار دولار من صكوك دولية
  • صندوق النقد يحذر مصر
  • بمناسبة عيد العمال.. الحزاوي: «العمل الشريف هو أساس بناء المجتمع»
  • لا يهم القحاتة والتقزميين وال ثمود أيًا كانت الضحية طالما هي في أماكن سيطرة الجيش
  • دعاء آخر الليل لتفريج الهم .. كلمتان يكفيانك هموم الدنيا
  • «رزقي الحلو من الدنيا».. وليد سعد يوجه رسالة رومانسية لزوجته
  • سلام: بيروت كانت وستبقى مدينة جامعة لكل أبنائها
  • إذا كانت فيك هذه الصفة فلا تتعجبي من صمت زوجك!