السويداء-سانا
أقامت مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بالسويداء بالتعاون مع مديرية التربية اليوم جلسة حوارية تشاورية حول دليل الأنشطة لـ”مرحلة الألف يوم الأولى من حياة الطفل”، الذي أعده المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة في وزارة التربية، وذلك بمشاركة ممثلين عن المنظمات غير الحكومية المعنية بالأطفال.

وجرى خلال الجلسة التي استضافها مقر مؤسسة عين الزمان للتنمية الاجتماعية بمدينة السويداء عرض محتويات الدليل المتمحورة حول علوم تنمية الدماغ في مرحلة الطفولة المبكرة والرعاية المستجيبة الأولية للطفل والخصائص والاحتياجات النمائية في هذه المرحلة العمرية والبيئة الداعمة لتعلم الطفل المبكر ونموه وألعاب وأنشطة دعم نماء الطفل وتعلمه المبكر في دور الحضانات، إضافة لجملة من المواضيع المتعلقة بهذه المرحلة والفئة المستهدفة بالدليل.

وأشار المشاركون بالجلسة إلى أهمية الرضاعة الطبيعية والاهتمام بتغذية الأطفال ونومهم ولعبهم وبرنامج اللقاحات الخاصة بهم وتطوير سلوكيات وثقافة المجتمع بالتعامل معهم وتعزيز معرفة الأمهات والمربيات بالخصائص النمائية للطفل وإحداث دور للحضانة في جميع المؤسسات.

وبين المنسق في الفريق الوطني للمركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة مالك الشومري أن هذه الجلسة جاءت وفق الاتفاق بين المركز في وزارة التربية ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل حول الدليل التدريبي الذي يعتبر الأول من نوعه، ويهتم بحياة الطفل من عمر يوم وحتى ثلاث سنوات كون هذه المرحلة تؤثر في نماء الطفل العام وتكوينه، لافتاً إلى أهمية الدليل للاستثمار في مرحلة الطفولة المبكرة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة والالتزام الوطني بحقوق الطفل وتغيير أوضاع الأسرة والأوضاع الاجتماعية ووضع الأطفال في مراكز الرعاية أو دور الحضانات.

ولفتت عضو المكتب التنفيذي لمحافظة السويداء المحامية رغدى الغوثاني في تصريح لمراسل سانا إلى أهمية مناقشة أنشطة الدليل والتعرف على أهدافه والمشاركة مع المنظمات غير الحكومية التي تعنى بالطفولة المبكرة ليصار للأخذ بملاحظات وآراء ومقترحات القائمين بالعمل فيها للوصول إلى دليل متفق عليه من الأطراف كافة.

وأشار مدير الشؤون الاجتماعية والعمل بالسويداء المهندس سامر بحصاص في تصريح مماثل إلى أن الجلسة تأتي ضمن إطار النهج التشاركي لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل مع الشركاء الاجتماعيين، وتكتسب أهمية لما يقدمه الدليل من معلومات تستند إلى تجارب وخبرات في التعامل مع الأطفال وتنشئتهم.

عمر الطويل

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: الشؤون الاجتماعیة والعمل الطفولة المبکرة

إقرأ أيضاً:

مراحل تطور حياة الإنسان الانفعالية والاجتماعية: الفرد العراقي بين التقاليد والتحولات المجتمعية

آخر تحديث: 20 نونبر 2024 - 12:09 صبقلم: د. مصطفى الصبيحي تعد حياة الإنسان العراقي رحلة معقدة من التغيرات الانفعالية والاجتماعية التي يتداخل فيها تأثير التقاليد الراسخة مع التحولات الجذرية التي شهدها المجتمع العراقي على مر العقود، لاسيما في ظل الحروب والاضطرابات الأمنية التي مر بها البلد. تبدأ رحلة الفرد العراقي منذ الطفولة، حيث يُنشأ في بيئة تُعلي من شأن العائلة والتقاليد المجتمعية. في هذه المرحلة، يتلقى الطفل العراقي تعاليمه الأولى حول الانتماء للأرض والعائلة والعقيدة، مع تربية تقليدية تركز على التضامن والتكافل. لكن الطفولة في العراق، رغم كونها مليئة بالحب والرعاية، لا تخلو من الاضطرابات التي قد تؤثر على تكوين شخصية الطفل في مجتمعه.مع بداية مرحلة المراهقة، يشهد الفرد العراقي بداية الصراع الداخلي بين ما تربى عليه من قيم اجتماعية وبين الرغبة في التحرر والتفرد. لكن هذا الصراع لا يمر في بيئة محايدة، بل في وسط من التوترات السياسية والاجتماعية التي تمزق البلاد. الحروب التي مر بها العراق، من حرب الخليج إلى الاحتلال الأمريكي ثم النزاع مع تنظيم داعش، كانت لها تأثيرات عميقة على نفسيات الأجيال المختلفة. في ظل هذه الأجواء، يزداد تعقيد المشاعر والتفاعلات النفسية للمراهق العراقي. فالفرد في هذه المرحلة لا يواجه فقط تحديات النمو الشخصي، بل يتعين عليه التكيف مع بيئة مليئة بالعنف والخوف والدمار. ثم يأتي الشباب العراقي، الذي يتحمل تبعات مرحلة العمر الحرجة في وسط من الحروب المستمرة. الشباب العراقي في هذا العصر لا يعرف الاستقرار العاطفي والاجتماعي؛ بل يشهد مرحلة من التحولات الكبيرة، إذ يعاني من شظف العيش جراء الحروب والأزمات الاقتصادية. هذا الجيل، الذي نشأ في ظل الحروب المستمرة، يجد نفسه في صراع دائم مع ماضيه الذي يعكس صورًا مأساوية من الدمار والتهجير والفقد. كانت حرب العراق مع داعش بمثابة نقطة فارقة في حياة كثير من العراقيين، حيث عايش الشباب مشاهد القتل والدمار التي طالت العديد من العائلات. كثير من الشباب فقدوا أحبائهم، سواء كانوا في قتال ضد التنظيم الإرهابي أو ضحايا لجرائمه. الفقد كان متكررًا، حيث لا يقتصر الأمر على الموت في المعركة، بل يشمل مشاهد مقتل الأب أو الأم أو الأخ على يد أفراد التنظيم، ما يعمق من الانكسار النفسي والتدمير العاطفي للشخصية العراقية. في هذا السياق، يصبح الشاب العراقي أكثر تبلدًا في مشاعره، أكثر شكًا في المستقبل، ولكن في نفس الوقت أكثر تمسكًا بتقاليد العائلة والقبيلة، تلك التي تمثل آخر حصون الأمان. الشخصية العراقية في مرحلة النضج تواجه ضغوطًا اجتماعية ونفسية غير مسبوقة. جيل الشباب الذي كان قد شاهد مقتل أحد أفراد أسرته على يد داعش أو غيرها من القوى الإرهابية، يعاني من اضطرابات نفسية طويلة الأمد نتيجة مشاهد العنف المتكررة. التحدي الأكبر هنا لا يكمن فقط في إعادة بناء الحياة بعد هذه الصدمات، بل في كيفية التوفيق بين الهوية الشخصية والعاطفية من جهة، وبين التوقعات المجتمعية من جهة أخرى. يظل الانتماء الاجتماعي والعائلي أحد الركائز التي تحاول الشخصية العراقية التمسك بها رغم كل الأزمات. على الرغم من الضغوطات النفسية والعاطفية الهائلة، تظل الأسرة العراقية بمثابة الملاذ الآمن للفرد، حيث لا يزال المجتمع يشد من أزره في مواجهة الصدمات. مع دخول مرحلة الشيخوخة، يظل الفرد العراقي محملاً بذكريات الحرب والنزوح، ومشاهد الفقد التي ستظل تلاحقه. تعكس الشخصية العراقية في هذه المرحلة مقاومة حية للظروف القاسية التي مرت بها، لكن هذا لا يعني أن التعايش مع الجراح النفسية والاجتماعية يكون سهلاً. لا تزال مشاهد الموت والحروب تلاحق الفرد العراقي حتى في سنواته المتقدمة، حيث لا يمكنه أن يتجاهل الألم الذي عايشه من جراء مقتل أحبائه. كما أن عمليات النزوح والتهجير التي شملت العديد من الأسر العراقية أثرت بشكل كبير في تكوين الهوية الاجتماعية للفرد، حيث أصبح المنفى أو العودة إلى الأراضي التي دُمرت من جراء الحرب جزءًا من معاناته اليومية.الواقع العراقي، بكل ما يحمله من تضحيات وآلام، قد ساهم في تشكيل شخصية عراقية شديدة الصلابة والتحدي، لكنها في الوقت نفسه، مليئة بالقلق والانكسار العاطفي. فالفرد العراقي، رغم كل ما مر به من تحولات اجتماعية وسياسية، يظل متمسكًا بتقاليده العائلية والدينية التي تمثل له جزءًا من مقاومته الداخلية. وبالرغم من التحولات الكبرى التي شهدها العراق، يبقى الأمل في إعادة بناء الذات والمجتمع حاضرًا، على الرغم من الألم الذي تسببه الحروب والأزمات السياسية التي طالما أثرت على كل جوانب الحياة في البلاد.

مقالات مشابهة

  • “وسائل التواصل الاجتماعي ومشاهير صناعة محتوى” .. جلسة حوارية
  • مناقشة تعديل وتطوير قانون حماية المستهلك ضمن جلسة حوارية تشاركية في حمص
  • جلسة حوارية في السويداء لمناقشة التعديلات المقترحة للقوانين المرتبطة بعمل التجارة ‏الداخلية وحماية المستهلك
  • أكاديمية البحث العلمي تشارك في جلسة حوارية بمؤتمر المناخ بأذربيجان
  • اليوم.. مهرجان القاهرة السينمائي ينظم جلسة حوارية مع أحمد حافظ
  • “المجلس الأعلى للأسرة” يخصص مركزا لحماية الأطفال بمجمع دور الرعاية الاجتماعية
  • من التأسيس إلى الريادة: 5 سنوات من العطاء في مسيرة تنمية الطفولة المبكرة
  • وزارة الشؤون الاجتماعية تحيي الذكرى السنوية للشهيد بفعالية مركزية وزيارة لضريح الشهيد الصماد
  • مراحل تطور حياة الإنسان الانفعالية والاجتماعية: الفرد العراقي بين التقاليد والتحولات المجتمعية
  • ارتباط بين الربو في مرحلة الطفولة وعواقب طويلة الأمد على الذاكرة