فضل تحفيظ القرآن الكريم للأطفال
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
يُقبل كثير من المسلمين على حفظ القرآن وتعليم أطفالهم أجزاء من القرآن ، ولكنهم يجدون صعوبة في تثبيت الحفظ والآيات، ويكثر نسيانهم. ولا يُستنكر على الإنسان نسيان شيءٍ من محفوظه – وقد قال الله تعالى – لإمام الحفَّاظِ وسيِّدِهم صلّى الله عليه وسلّم: ﴿ سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى * إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ ﴾ سورة الأعلى «عن ابن عباس رضي الله عنهما: إلاَّ ما أراد الله أنْ ينسيكَهُ لِتَنْسَى، وقيل: لما جُبِلْتَ عليه من الطِّباع البشريَّة لكن سَتَذْكُره بعد» وعَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: سَمِعَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم رَجُلاً يَقْرَأُ في سُورَةٍ بِاللَّيْلِ فَقَالَ: «يَرْحَمُهُ اللهُ، لَقَدْ أَذْكَرَنِي كَذَا وَكَذَا آيَةً، كُنْتُ أُنْسِيتُهَا مِن سُورَةِ كَذَا وَكَذَا» نسيان القرآن نوعان: الأول: الذي ينشأ لاشتغاله بأمرٍ دنيويٍّ – ولا سيَّما إنْ كان محظوراً- حتَّى يؤدِّيَ بصاحبه إلى إهمال مراجعة القرآن، وترك تلاوته، وهذا هو المذموم.
قال سبحانه: ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ وليس المقصود (بالأمر الدُّنيوي): بذل الوقت في كسب الرزق والمعاش، ولكن المقصود هو الإفراط، وراء الدُّنيا وشهواتها، بحيث يتعلَّق قلبه بها، ممَّا يؤدِّي إلى هجر القرآن الثاني: الذي لا ينشأ عن تقصيرٍ وإهمال، وإنَّما هو ناتج عن ضعف الذَّاكرة، أو تقدُّم السنِّ، أو الانشغال بأمورٍ لا طاقة له في دفعها، وكذا تعلُّم العلم الواجب أو المندوب، أو الاشتغال بتعليم العلوم الشَّرعية، فكلُّ ذلك لا يدخل – إنْ شاء الله – في هجر الحفظ المذموم يختلف الناس في طرقهم في حفظ المعلومات وفهمها، ويتبين الاختلاف بينهم عند حفظ الآيات القرآنية، فالبعض قد يأخذ وقتًا طويلًا في الحفظ ثم ينسى سريعًا، والبعض قد يحفظ بصورة أسرع وتثبت الآيات في ذهنه فترةً أطول، ليس لأن المشكلة في ذهن الحافظ، بل ربّما تكون لحاجته لفهم نفسه، وتجربة أساليب حفظ مختلفة، حتى يصل للطريقة المناسبة له، وذلك بعد أن يستعين بالله. ولذا ، هذه بعض النصائح التي تعين -بعد الله- على الحفظ بشكل أسرع، ويكون ثابتًا أكثر.
1- الحفظ بالنظر يلزم منك النظر إلى مصحف، والتقيد بطبعة واحدة للمصحف، فلا تنتقل بين أشكال المصاحف! لأن العقل يحفظ الصورة، ومكان الآيات، والحركات التشكيلية، ثم تكرار الآيات باستمرار. 2- كثرة السماع للآيات مع مراعاة الآتي: أ- اختيار قارئ مُجود ومحفظ. ب- تفهّم وتدبّر الكلام المسموع؛ فالفهم يلعب دوراً كبيراً في ترسيخ الكلام في الذاكرة. ج- تكرار السماع والتركيز على أخطائك. 3- حفظ القرآن بالتكرار أحد أنجح طرق حفظ الآيات، هي تكرارها ، وهناك طرق كثيرة لتكرار الآيات، ومن أحد الطرق: 1- تحديد مقدار الحفظ.
2- تكرار الآية الأولى 20 مرة. 3- وتكرار الآية الثانية 20 مرة إلى أن تصل إلى الآية الرابعة. 4- يتم الربط بين الأربع آيات الأولى وتكرارهم 20 مرة. 5- حفظ 4 آيات غيرهم وتكرارهم 20 مرة. 6- الربط بين الآيات السابقة والحالية وهكذا إلى أن يتم حفظ المقدار كاملا 4- الحفظ بالكتابة أحد أهم الطرق التي تساعد على تثبيت الآيات في الذهن سواءً كانت الكتابة على الورق أو الكتابة الالكترونية.
5- حفظ القرآن بالتلقين هناك نسبة من الناس يحفظون الآيات بتلقينها وأخذها من المعلم، ولا سيّما الأطفال، وكبار السن، أو الذين يحتاجون لمن يرافقهم في رحلة تعلم القرآن (تطبيق مدكر يوفر لك التعلم على يد المعلمين والمعلمات بالتلقين والتسميع المتكرر ) كثيرٌ من الناس يستسهلونَ سورًا مُعينة، كسورة يوسف، والكهفِ وطه ومريم، وجزءُ عمَّ وتبارك فلو بدأتَ حِفظك من السورِ التي تراها سهلةً، فسيكونُ في ذلك تشجيعٌ للنفس، وحافزٌ على الاستمرار والمُتابعة، بإذن الله تعالى وعونه. اللهم يا رحيم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك، اللهم ارفعنا وانفعنا بالقرآن العظيم اللهم ارزقنا تلاوته وفهمه وحفظه وتدبره والعمل به على أحب الوجوه التي ترضيك عنا، اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، وجلاء همومنا، وذهاب أحزاننا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تحفيظ القرآن حفظ القرآن
إقرأ أيضاً:
الأوقاف تبين أهم محطاتها للعناية بالقرآن الكريم وأهله في 2024
بينت وزارة الأوقاف المصرية أهم محطاتها للعناية بالقرآن الكريم وأهله في خلال عام 2034
حيث كثفت الأوقاف المصرية جهودها في عام ٢٠٢٤ في مجال العناية بالقرآن الكريم وأهله، ما يؤكد التزامها الدائم بتعزيز الثقافة القرآنية، ونشر علوم القرآن بين مختلف فئات المجتمع. جاءت هذه الجهود من خلال سلسلة من البرامج والمبادرات المتنوعة التي شملت المقارئ القرآنية، ومجالس الإقراء، ومراكز التلاوة، وحلقات التحفيظ، والمبادرات النوعية، والمسابقات القرآنية، والأمسيات الابتهالية.
استهدفت الوزارة تنظيم المقارئ القرآنية بمختلف أنواعها لتلبية احتياجات الأئمة والأعضاء والجمهور على حد سواء، إذ بلغ إجمالي عدد المقارئ خلال العام (٢٢١٢٤٠) مقرأة موزعة بين مقارئ «الأئمة، والأعضاء، والجمهور، والنموذجية، والسيدات، والواعظات». وتمثل هذه المقارئ منصة حيوية لنشر علوم القرآن الكريم، وتنوعت أهدافها بين تعزيز مهارات التلاوة والإقراء والتدبر.
وكثفت الوزارة جهودها في مجال مجالس الإقراء التي تمثل إحدى أبرز الوسائل للحفاظ على الإتقان في تلاوة القرآن الكريم؛ فعقدت (٩٠٠) مجلس إقراء على أيدي كبار القراء، إضافة إلى مقرأة الفجر اليومية التي عُقدت بـ(١١) مسجدًا، ومقرأة سورة الكهف في مسجدَي الإمام الحسين والسيدة زينب. هذه المجالس أسهمت في تيسير وصول العلوم القرآنية لجميع الفئات العمرية والاجتماعية.
كما وسَّعت الوزارة نطاق خدماتها من خلال مراكز التلاوة التي بلغ عددها (١٤) مركزًا، فعقدت (٧١٠) مجلسًا لتعليم أحكام التلاوة والتجويد؛ ما أتاح فرصة للراغبين في تحسين تلاواتهم تحت إشراف متخصصين. كما أكدت الوزارة أهمية التحفيظ المباشر عبر مكاتب التحفيظ التي عُقدت بها (١١٥٢٧٤) حلقة، موزعة بين «مكاتب التحفيظ المعتمدة، ومكاتب التحفيظ بالمكافأة»، التي أفرزت آلاف الحفظة الجدد في خلال العام.
ولم تغفل الوزارة توظيف التقنية الحديثة في دعم جهودها لخدمة للقرآن الكريم، إذ استحدثت برامج التحفيظ عن بُعد، التي شهدت تنظيم (١١٤٢٤) حلقة تحفيظ إلكترونية. كما أطلقت مبادرة «حصن طفلك بالقرآن» التي استهدفت الأطفال في إجازة نصف العام الدراسي، فعقدت أكثر من (١٠٨٠٠٠) جلسة تحفيظ في (٦٠١٤) مسجدًا.
وعززت الوزارة جهودها بمبادرة «صحح قراءتك» التي انطلقت في (١٥٠٣) مسجدًا موزعة على مستوى الجمهورية، وشملت النساء أيضًا عبر جلسات خاصة بمسجد السيدة نفيسة. أسهمت هذه المبادرة في تحسين مهارات التلاوة وتصحيح الأخطاء الشائعة لدى المشاركين، إذ تم عقد (٣٦٠٧٢٠) جلسة في خلال العام.
وعلى صعيد العناية بالمواهب الصوتية، نظمت الوزارة مقرأة كبار القراء التي عُقدت أربع مرات شهريًّا بمسجد مصر الكبير؛ ما أتاح الفرصة لتلاقي كبار المقرئين وتبادل الخبرات، إضافة إلى الأمسيات الابتهالية التي بلغت (٢٣٨) أمسية، أضافت بُعدًا روحانيًّا وثقافيًّا مميزًا لجهود الوزارة.
فيما تميزت جهود الوزارة أيضًا بتنظيم مسابقات قرآنية متنوعة شملت مسابقات محلية ودولية، أبرزها المسابقة العالمية الحادية والثلاثين للقرآن الكريم بمشاركة (١٠٠) متسابق من (٦١) دولة، بجوائز مالية تجاوزت (١١) مليون جنيه. كما شملت مسابقات «لحفظ القرآن الكريم والقراءات القرآنية، والأصوات الذهبية، والمسابقة الثقافية الكبرى لمراكز إعداد محفظي القرآن الكريم».
أطلقت الوزارة مبادرات فريدة مثل أول مقرأة للفتيات الفائزات في المسابقات العالمية، وأخرى للأسر القرآنية وذوي الهمم؛ ما يؤكد اهتمام الوزارة بكل فئات المجتمع ودعم المتميزين في المجال القرآني. كما عُقدت ختمات قرآنية جماعية بمناسبة استقبال شهري شعبان ورمضان في المساجد الكبرى والمقارئ النموذجية.
وحرصت الوزارة على دمج الجهود الميدانية مع التقنيات الحديثة في تعليم وتحفيظ القرآن الكريم، ما جعل الوصول إلى علومه أكثر سهولة ومرونة. ولم تغفل الوزارة تأهيل المحفظين الجدد، إذ تم اعتماد (١٤٨) محفظًا جديدًا بالتعاون مع وزارة التضامن ليصل العدد الإجمالي إلى (٢٨٧٢) محفِّظًا معتمدًا.
وشددت الوزارة على دور المساجد في تعزيز الروحانية ونشر ثقافة القرآن الكريم، من خلال المقارئ والجلسات التحفيزية والمبادرات التي ركزت على غرس قيم القرآن الكريم في نفوس المشاركين.
تؤكد الجهود المبذولة نجاح الوزارة في تحقيق رؤيتها الشاملة لدعم الحفظة، وتشجيع التفوق القرآني، وخلق بيئة تعليمية متكاملة تتناسب مع مختلف الأعمار والمستويات؛ كما أسهمت في إبراز مصر بوصفها منارة عالمية في علوم القرآن الكريم.
وواصلت الوزارة تعاونها المثمر مع المحافظات المختلفة لإقامة مسابقات قرآنية محلية في «سيناء، والوادي الجديد، ومطروح، والمنيا»، إلى جانب مسابقة النوابغ الدولية بالتعاون مع محافظة جنوب سيناء؛ ما عزز انتشار الأنشطة القرآنية في جميع أنحاء البلاد.
بذلك تؤكد الوزارة التزامها بالمضي قدمًا في تطوير منظومة العناية بالقرآن الكريم من خلال تعزيز الشراكات، وإطلاق مبادرات جديدة تخدم أهل القرآن، وتوفير جميع الإمكانيات اللازمة لدعم أنشطتها المتنوعة، واستدامة مكانة مصر الرائدة في هذا المجال، والوفاء برسالة الوزارة في خدمة الدين والمجتمع على السواء.