جامعة النيل الأهلية تستضيف ورشة عمل حول "الظاهرة الثقافية لجمع المقتنيات"
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
تستضيف جامعة النيل، برئاسة الدكتور وائل عقل، رئيس الجامعة، ورشة عمل تدريبية موسعة حول "الظاهرة الثقافية لجمع المقتنيات" بالتعاون مع الأكاديمية العربية الألمانية الشبابية للعلوم والإنسانيات (AGYA) بالمقر الرئيسي للجامعة بالشيخ زايد في الفترة من 24 إلى 26 مايو الجاري.
يدور موضوع ورشة العمل حول استكشاف الأشكال والأوجه المتنوعة لجمع المقتنيات في أوراسيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الماضي والحاضر، وسوف تناقش الورشة طرق الحفاظ على التراث، والأثر الشخصي والمجتمعي للتجميع.
يشارك في فعاليات الورشة نخبة من المتخصصين من مختلف الجامعات في مصر والوطن العربي والعالم، حيث يشارك من مصر جامعات القاهرة وكفر الشيخ والنيل، ومن ألمانيا جامعة فريدريك الكسندر، وهي أكبر جامعة حكومية بحثية في المانيا، وجامعة هايدلبرغ، وهي جامعة عامة بحثية، وجامعة هومبولت أقدم جامعة في برلين، وجامعة لايبزيغ واحدة من أقدم الجامعات في العالم وثاني أقدم جامعة في ألمانيا، وجامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونيخ وهي واحدة من أقدم الجامعات وأكثرها شهرة في ألمانيا وواحدة من أكبر الجامعات في أوروبا، وجامعة ماينز، وجامعة برلين الحرة.
ويشارك في ورشة جامعة النيل الأهلية من هولندا جامعة أمستردام وهي جامعة حكومية للبحث العلمي، ومن باكستان جامعة القائد الأعظم إسلام آباد، ومن الأردن جامعة الزيتونة.
تفاصيل ورشة جامعة النيل الأهليةوأشارت الدكتورة لبنى سعيد، رئيس برنامج تصميم المنظومات الميكرو إلكترونية (MSD) في جامعة النيل الأهلية، والرئيس المشارك لـــ الأكاديمية العربية الألمانية الشبابية للعلوم والإنسانيات (AGYA) في مصر، أن ورشة العمل تأتي بالتزامن مع احتفالات مصر والعالم باليوم العالمي للمتاحف، وهو يوم دولي يقام سنويًا في 18 مايو من كل عام ويسلط الضوء على ما يخص المتاحف على المستوى الدولي والتنبيه إلى التحديات التي تواجهها المتاحف، وزيادة الوعي العام بالدور الذي تلعبه المتاحف في تنمية المجتمع، كما أنه يشجع الحوار بين المتخصصين في المتاحف، ومن هذا المنطلق جاءت فكرة ورشة العمل التي يتخللها عدة جلسات حوارية حول التحديات المحتملة للحفاظ على التراث، والإشكاليات التي تعترض التراث المتنازع عليه في مجموعات المتاحف.
كما تتطرق ورشة عمل جامعة النيل الأهلية إلى عمل استعراض للمتحف المصري والمتحف القبطي وتنظيم زيارات لهم والتعرض إلى تاريخهم والمجموعات التراثية الموجودة داخلهم، ومناقشة مستقبل المتحف المصري بين الأصالة والتكنولوجيا الرقمية، وغيرها من الموضوعات التي تتناول الممارسات الثقافية في عملية الحفاظ على التراث وغيرها والتعرض إلى حقب زمنية مختلفة على مستوى العالم فيما يخص موضوع الورشة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جامعة النيل النيل وائل عقل رئيس الجامعة الظاهرة الثقافية الأكاديمية العربية الألمانية جامعة النیل الأهلیة
إقرأ أيضاً:
عندما تستضيف جامعة ييل بن غفير فقل على القانون السلام
لا يختلف اثنان على أن الولايات المتحدة الأمريكية تعد القوة الاقتصادية والعسكرية الأولى في العالم، ولكنها تملك كذلك قوة لا تقل أهمية عن هذه القوى، وهي قوتها الناعمة. ومفهوم القوة الناعمة Soft Power صاغهُ جوزيف ناي - وهو أستاذ أمريكي للعلوم السياسية وعميد سابق لمدرسة جون كيندي الحكومية في جامعة هارفارد Harvard University، الذي تولى عدة مناصب رسمية منها، مساعد وزير الدفاع للشؤون الأمنية الدولية في حكومة بيل كلينتون، ورئيس مجلس الاستخبارات الوطني - لوصف القدرة على الجذب والضم دون الإكراه أو استخدام القوة كوسيلة للإقناع. وصاغ جوزيف ناي هذا المصطلح في كتابه الصادر عام ١٩٩٠م بعنوان «مُقدرة للقيادة: الطبيعة المتغيرة للقوة الأمريكية». وقام لاحقا بتطوير هذا المفهوم في كتابه الصادر عام ٢٠٠٤م بعنوان «القوة الناعمة: وسائل النجاح في السياسة الدولية». وتعني القوة الناعمة، أن يكون للدولة قوة معنوية من خلال ما تجسده من أفكار ومبادئ وأخلاق، ومن خلال كذلك الدعم في مجالات عدة، منها حقوق الإنسان والثقافة والعلوم والبحوث العلمية والفنون، وكذلك البنية التحتية، ما يؤدي بالآخرين إلى الإعجاب والتأثر بهذه العناصر في هذه الدولة والانجذاب لها. ومن أهم عناصر القوة الناعمة الأمريكية التي تفوقت بها على دول العالم الأخرى هي مؤسسات التعليم العالي. حيث تعد الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية واحدة من أهم عناصر القوة الاستراتيجية الناعمة لأمريكا، فمن بين أفضل ١٠٠ جامعة في العالم تستحوذ الولايات المتحدة على أكثر من ٧٠٪ منها. ومن هذه الجامعات، جامعة هارفارد، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT، وجامعة ييل، وجامعة كولومبيا، وجامعة ستانفورد، وغيرها من الجامعات. وكما هو معروف يعد مجال القانون من أعرق التخصصات الأكاديمية في الولايات المتحدة والعالم. وتعد جامعة ييل Yale University التي تأسست عام ١٧٠١م، وتحديدا كلية القانون في الجامعة، والتي تأسست عام ١٨٢٤م من أكثر كليات القانون نخبوية وصعوبة في القبول في الولايات المتحدة والعالم. حيث تبوأت -حسب بعض مؤسسات التقييم في مرحلة من المراحل- المركز الأول في دراسة القانون على مستوى كل الجامعات الأمريكية. وأخرجت هذه الكلية للعالم عدد كبير من أساتذة القانون الدستوري والقانون الدولي والقضاء، وكذلك عدد كبير من كبار الساسة في العالم، كرؤساء دول -كالرئيس جيرالد فورد والرئيس جورج بوش الأب والرئيس بيل كلينتون- ورؤساء حكومات ووزراء ورؤساء جامعات وغيرهم. حتى أصبح يشار لخريجي كلية القانون من جامعة ييل بالبنان. لكن، عندما استضافت هذه الجامعة العريقة بتاريخ ٢٣ إبريل الحالي شخصية مجرمة عنصرية منبوذة دوليا، كإيتمار بن غفير، الذي يشغل منصب وزير الأمن القومي في الكيان الصهيوني الفاشي منذ ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٢م حتى تاريخه - تخللتها فترة إستقالة قصيرة -، وهو زعيم حزب عوتزما يهوديت «القوة اليهودية»، وهو حزب كاهاني عنصري متطرف معادٍ للعرب والفلسطينيين والمسلمين، ويعمل بكل تطرف على طرد الفلسطينيين من أراضيهم. وواقع وتاريخ بن غفير وحزبه المتطرف اختزلته صحيفة هاآرتس العبرية، عندما علقت على نجاحه في انتخابات الكنيست التي جرت في نوفمبر ٢٠٢٢م، بـ «اليوم الأسود في تاريخ إسرائيل». وقد اكتسب بن غفير سمعته السيئة هذه، عندما هدد في المظاهرات التي سبقت اغتيال إسحاق رابين عام ١٩٩٥م بتصفيته. وأسس بعدها مع باروخ مارزيل لجنة يمينية عنصرية، دعت لإطلاق سراح ليغآل عامير قاتل رابين. وبحلول شهر فبراير من عام ٢٠٠٩م تم توجيه ٤٦ لائحة اتهام ضد بن غفير -أُدين بـ ٨ منها-، منها: الشغب، وتخريب الممتلكات، وعرقلة عمل ضباط الشرطة، وحيازة مواد دعائية للمنظمات الإرهابية، والتحريض على العنصرية، ودعم منظمة إرهابية. وبعد ٦ سنوات تم توجيه ٧ لوائح اتهام أخرى ضده، بمجموع ٥٣ لائحة اتهام. وقبل ذلك رفض الجيش الصهيوني - الذي يعد أسوأ جيوش العالم أخلاقيا - تجنيد بن غفير عندما بلغ سن ١٨ عاما، بسبب سجله الجنائي السيئ. ويشرف بن غفير بنفسه على مسالخ التعذيب في السجون والمعتقلات الصهيونية بحق ١١ ألفا من المعتقليين الفلسطينيين في هذه السجون والمعتقلات سيئة السمعة والتي تقوم بشتى أنواع التعذيب وإنتهاك الكرامة، بحق هؤلاء الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال الفلسطينيين. ويعد حاليا بن غفير من أكثر الشخصيات السياسية في الكيان الصهيوني احتقارا للقانون، وتحديدا القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وهو دائم التحريض -وبشكل علني- على قتل الفلسطينيين المدنيين العزل في قطاع غزة وهدم ممتلكاتهم وتهجيرهم وتجويعهم حتى الموت - حيث بلغ عدد الشهداء فيه حتى الآن ما يقارب ٥٢ ألف شهيد و ١١٢ ألف جريح-، ويكيل الشتائم بشكل دائم للمحكمة الجنائية الدولية، ولكل الشخصيات السياسية والمؤسسات الحقوقية في العالم، التي تنتقد قيام الكيان الصهيوني بخرق اتفاقيات جنيف الأربع لعام ١٩٤٩م -القانون الدولي الإنساني-، والإبادة الجماعية، والجرائم التي يتعرض لها سكان غزة والتي بدأت تطال بشكل آخر سكان الضفة الغربية.
وأنا هنا أتساءل؟ كيف سيبرر كبار أساتذة القانون لطلبتهم في جامعة ييل مكانة وسيادة القانون؟ وهم يرون أن هذه الجامعة العريقة تستضيف مجرما متطرفا عنصريا خارجا عن القانون كـ بن غفير؟ الذي يُجمع حتى الداخل الإسرائيلي على تطرفه وعنصريته وإجرامه. إن مثل هذه التصرفات التي تقوم بها الإدارة الأمريكية وبعض المؤسسات التعليمية الأمريكية العريقة، من تعصب أعمى للكيان الصهيوني، واستخدام كل الوسائل لتكميم الأفواه وتجريم كل من ينتقد هذا الكيان -الذي لا يخفي إجرامه واحتقاره للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني- يعد بمثابة هدم متعمد لقوة ناعمة أمريكية عظيمة. وهي قوة إستقلالية هذه المؤسسات التعليمية ورقيها وتحضرها واحترامها لحقوق الإنسان، والذي كشفت أزمة غزة حقيقتها. وأنها مجرد شعارات ليس لها واقع على الأرض عندما يتعلق الأمر بالكيان الصهيوني المحتل المجرم.
خالد بن عمر المرهون متخصص في القانون الدولي والشؤون السياسية.