جريدة زمان التركية:
2025-05-01@19:12:48 GMT

وظائف البعثة الدبلوماسية .. التجسس!

تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT

بقلم: هيثم السحماوي
أوضحت في المقال السابق ثلاث وظائف للبعثة الدبلوماسية، وهم التمثيل الرسمي للدولة، وحماية مصالح الدولة ومصالح رعاياها، وتعزيز وتقوية العلاقات بين الدولتين. وهنا أتحدث عن المهمتان الباقيتان للبعثة الدبلوماسية وهما التفاوض والمتابعة.
فمن وظائف البعثة الدبلوماسية في الدولة مراقبة الوضع بشكل عام في الدولة التي تعمل بها، بمعنى أن تكون بمثابة عين ولسان وأذن الدولة التي تمثلها.

وهنا أمر هام تثيرها هذه الوظيفة الدبلوماسية وهي مسألة التجسس!

والتجسس له تاريخ في العلاقات الدبلوماسية بين الدول، حيث أن الدول تعطي صفة دبلوماسية، لمجموعة البعثة الدبلوماسية للدولة، ويحتمون بالحصانة الدبلوماسية، ويكون من مهمتهم الإطلاع على بعض الأخبار بطرق غير مشروعة (التجسس)، مثلما كان أثناء الحرب الباردة . وهنا اشترطت إتفاقية فيينا في هذه الوظيفة للبعثة الدبلوماسية أن تتم بالوسائل المشروعة.
والسؤال الهام هنا في هذه الحالة وهو: اكتشاف دولة معينة أن أحد أعضاء بعثة دبلوماسية تابع لدولة معينة على أرضها يعمل بالتجسس فهل تقدمه للمحاكمة؟

بالطبع لا وكل ما تستطيع فعله هو إعلان بأنه شخص غير مرغوب فيه، وتطرده من الدولة، للحصانة الدبلوماسية التي يتمتع بها، وذلك بخلاف لو كان هذا الشخص الذي يقوم بأعمال التجسس، ليس لديه حصانة دبلوماسية فهنا تستطيع الدولة القبض عليه وتقديمه للمحاكمة.
وما ينبغي الإشارة اليه هنا أن هذه الوظيفة هامة وهي لا تعني مجرد نقل الأخبار فقط، ولا تعني أن تكون البعثة الدبلوماسية مجرد (messenger) لنقل الأخبار الموجودة في الصحف والإذاعة، ولكن لابد فيها من تحرى الدقة، حيث أن دولة البعثة ستعتمد على هذه المعلومات والبيانات لتحديد موقفها تجاه أمر معين أو القيام بإتخاذ إجراءات محددة تجاه هذه الدولة… الخ.
وهذه المعلومات تصدر من البعثة الدبلوماسية لحكومة دولتها في صورة تقارير، يمكن أن تكون شفوية ويمكن أن تكون مكتوبة.

الوظيفة الخامسة التي ذكرتها إتفاقية فيينا هي وظيفة التفاوض. في مسألة أو موضوع بين دولتين أو مجموعة من الدول (التفاوض متعدد الأطراف).

ومسألة التفاوض من المسائل أو الموضوعات الهامة التي تحتاج لفنون ومهارات وأسس للقيام بالتفاوض على أكمل وجه منها ضرورة الإلمام بالموضوع محل التفاوض قبل البدء بالتفاوض فيه ، وتحري الدقة الشديدة .. الخ.

ومن المشاكل ذات الصلة بالموضوع التي يمكن أن أذكرها لحضراتكم هنا تبين أهمية تحرى الدقة والانتباه الشديد من البعثة الدبلوماسية بشكل عام، وبشكل خاص أثناء عملية التفاوض والإتفاقيات. ماحدث في حرب عام 1967 (حرب النكسة)، حيث أصدر مجلس الأمن الدولي القرار المشهور رقم 242، هذا القرار قد اعتمدته بريطانيا كحل وسط، وفي أحد بنوده ينص على وفقا لنص القرار( إنسحاب إسرائيل من أراض احتلتها مؤخرا) وجاءت الترجمة العربية تقول ( انسحاب اسرائيل من الأراضي العربية) فهنا دب الخلاف في كلمة أراض والأراضي، أي أن الدول العربية تمسكت بالألف واللام، مما يؤدي إلى انسحاب اسرائيل من كل الأراضي العربية -بما في ذلك فلسطين وسوريا-، بينما تمسكت اسرائيل بعدم وجود الألف واللام بمعنى أنه لا يستلزم عليها الانسحاب من كل الأراضي وإنما يكفي فقط إنسحابها من بعض الاراضي وتبقى أراضي أخرى تحت سيطرتها ..
يسعدني التواصل وإبداء الرأي.

 

Tags: التجسسالدبلوماسيينتجسس الدبلوماسيينوظائف البعثة الدبلوماسية

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: التجسس الدبلوماسيين البعثة الدبلوماسیة أن تکون

إقرأ أيضاً:

الجامعة العربية تدين قرار الاحتلال بإغلاق صندوق ووقفية القدس

أدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية (قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة) قرار الوزير المتطرف في حكومة الاحتلال الإسرائيلي إيتمار بن غفير بإغلاق صندوق ووقفية القدس، المؤسسة الخيرية والتنموية والإنسانية، والذي يأتي إطار السياسات الإسرائيلية الممنهجة في فرض وقائع جديدة تستهدف تقويض الوجود الفلسطيني، وطمس الهوية العربية لمدينة القدس المحتلة. 

وأضافت في بيان لها اليوم، الأربعاء، أن الخطوة تأتي استمراراً للإغلاقات المتواصلة لجميع المؤسسات والجمعيات والهيئات العاملة في القدس الشرقية، واستكمالاً لجرائم الإبادة والتهجير والاستيطان والتهويد والضم، التي تمعن سلطات الاحتلال بارتكابها في تحد وانتهاك صارخين للقانون وإرادة المجتمع الدولي.

وحذرت الأمانة العامة من السياسات الإسرائيلية الممنهجة والرامية إلى تهويد القدس وكسر صمود المقدسيين، تطالب المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته الأخلاقية والقانونية بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية خاصة المتعلقة بالأوضاع في القدس الشرقية، من خلال خطوات جادة وفاعلة تجبر الاحتلال على التراجع عن سياسته الاستعمارية العنصرية بالامتثال لقرارات الشرعية الدولية، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، لتمكينه من ممارسة حقه في تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

طباعة شارك جامعة الدول العربية الجامعة العربية المسجد الاقصى القدس

مقالات مشابهة

  • الإمارات تستعرض خطة انطلاقة «المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصادياً» في جامعة الدول العربية
  • المستشارة ياسمين موسى: مصر تواصل جهودها الدبلوماسية لإبراز جرائم الاحتلال في غزة
  • الجامعة العربية تدين قرار الاحتلال بإغلاق صندوق ووقفية القدس
  • موسم الحج.. العراق يسبق الدول العربية بخدمات غير مسبوقة
  • الجزائر ترفع أسعار إيجار البعثة الدبلوماسية الفرنسية وتُقلّص مساحة إقامة السفير
  • الإدارية العليا: مكافأت الموظف جوازية وليست حق مكتسب لمجرد شغل الوظيفة
  • العراق تاسع أرخص الدول العربية بالبنزين
  • مؤشر الذكاء العالمي لعام 2025.. لبنان في القمة بين الدول العربية
  • هذه هي عصا الاقتصاد السحرية التي أخضعوا بها الشعوب
  • وفد الأمانة العامة للجامعة العربية يصل بغداد للاطلاع على استعدادات القمة العربية