تقرير يكشف كواليس مناقشات واشنطن مع الثلاثي الأوروبي قبل الاعتراف بالدولة الفلسطينية
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
كشف تقرير لمجلة "بوليتيكو" الأميركية، كواليس اجتماعات مسؤولين في البيت الأبيض مع آخرين من أوروبا في الأيام التي سبقت إعلان إسبانيا والنرويج وأيرلندا الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقال مسؤولون أميركيون وأيرلنديون للمجلة، إن بعض المسؤولين الأوروبيين أجروا مناقشات مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، "لتجنب إغضاب البيت الأبيض، حيث يؤمن الرئيس بأن أفضل طريقة للوصول إلى حل الدولتين هو الدبلوماسية المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
وأوضح مسؤول أيرلندي بارز للمجلة، أنه خلال تلك المناقشات، "أكد المسؤولون الأميركيون أنه على الرغم من عدم موافقة واشنطن على الخطوة، فإنهم يتفهمون سبب اتخاذنا هذا القرار الآن، ويبدو أنهم قبلوه كتطور لا مفر منه".
وأضاف المسؤول، الذي فضّل مثل بقية المسؤولين في التقرير عدم الكشف عن هويته: "لم تكن هناك معارضة حقيقية".
من جانبه، قال مسؤول أميركي مطلع على المناقشات، إن واشنطن أوضحت للدول الثلاث بشكل واضح، أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية "لن يكون خطوة مفيدة".
وتابع في تصريحاته لبوليتيكو: "نعتبر هذه الخطوة حقيقة لا مفر منها في سياسات إسبانيا وأيرلندا، بينما النرويج لديها أسباب خاصة (بسبب اتفاقيات أوسلو)". في إشارة إلى اتفاقيات السلام عام 1993 بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، التي أسست لعملية سلام تنتهي بحل الدولتين، لكنها تعثرت في نهاية المطاف.
وفي إعلان مشترك مع أيرلندا وإسبانيا، الأربعاء، أكد رئيس الوزراء النرويجي، يوناس غار ستور، أن بلاده ستعترف بالدولة الفلسطينية اعتبارا من 28 مايو، رغم التحذيرات الإسرائيلية.
وردت إسرائيل على الفور باستدعاء سفرائها في الدول الثلاث "للتشاور".
فيما رحبت منظمة التحرير الفلسطينية ودول عربية أخرى بقرار الدول الثلاث. واعتبرت حركة حماس القرار "خطوة مهمة" على طريق تثبيت حقوق الفلسطينيين في أرضهم وفي إقامة دولتهم.
الكواليسأشار تقرير "بوليتيكو" إلى أن دبلن كانت مصممة على اتخاذ قرار الاعتراف دون الإضرار بعلاقاتها مع الولايات المتحدة، وحرصت وزارة الخارجية الأيرلندية على إطلاع نظيرتها في واشنطن بشكل سريع على المحادثات التي أجرتها مع الحكومات الأوروبية ذات النهج المماثل، وهي بلجيكا ومالطا والنرويج وسلوفينيا وإسبانيا.
وقال المسؤول الأيرلندي: "لم يكن بوسعنا أن نكون أكثر وضوحا بشأن نوايانا قبل أسابيع أو أشهر، للتأكد من عدم وجود مفاجآت أو شكوك في واشنطن لسنا بحاجة لها".
وانتقدت الولايات المتحدة الخطوة الأوروبية الثلاثية، وقالت، الأربعاء، إن "الدولة الفلسطينية يجب أن تتحقق من خلال المفاوضات وليس باعتراف من أطراف منفردة".
وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، إن "الرئيس بايدن مؤيد قوي لحل الدولتين وكان كذلك طوال حياته المهنية".
لكن، وفق تقرير "بوليتيكو"، فقد قلل المسؤولون الأميركيون من أهمية هذا الإعلان خلف الكواليس.
وقال المسؤول الأميركي للمجلة: "بغض النظر عن كل ما شهده الشرق الأوسط هذا الأسبوع، ومن بينه قرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية التحرك لإصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، وقادة حماس إسماعيل هنية ويحيى السنوار ومحمد الضيف، فإن جهود الدول الثلاث ربما لا يكون لها تأثير كبير".
وتابع: "حاولوا تكوين مجموعة كافية لإحداث ضجة، لكن من وجهة نظرنا ما حدث كان أشبه بموجة صغيرة".
وتعترف بالفعل نحو 144 دولة من أصل 193 دولة أعضاء في الأمم المتحدة بدولة فلسطين، بما في ذلك أغلب دول نصف الكرة الأرضية الجنوبي، وروسيا والصين والهند.
لكن لم يتم اتخاذ مثل هكذا خطوة حتى الآن سوى من عدد قليل من دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27.
ولا تعترف أي من دول مجموعة السبع بالأراضي الفلسطينية كدولة ذات سيادة. وتضم مجموعة السبع كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
وأشارت المملكة المتحدة وأستراليا في الشهور القليلة الماضية، إلى أنهما ربما تتخذان ذات الخطوة قريبا.
واعتبر وزير خارجية فرنسا، ستيفان سيجورنيه، أن الاعتراف بدولة فلسطين "ليس من المحظورات"، لكنه اعتبر أن "الوقت ليس مناسبا الآن لبلاده للقيام بذلك".
وكانت الولايات المتحدة ومعظم دول أوروبا الغربية، قد أبدت استعدادها للاعتراف بدولة فلسطينية يوما ما، لكن ليس قبل التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا الشائكة، مثل الحدود النهائية ووضع القدس.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: بالدولة الفلسطینیة الولایات المتحدة بدولة فلسطین
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي: الاتفاق مع واشنطن لتجنب الرسوم الجمركية يتطلب جهودًا كبيرة
أعلن المفوض الأوروبي للاقتصاد، فالديس دومبروفسكيس، في تصريحات صحفية أمس الجمعة، أن هناك "عملاً كبيرًا أمامنا" يجب القيام به من أجل التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة يهدف إلى تجنب الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأكد دومبروفسكيس أن التوصل إلى معايير واضحة لمنع فرض هذه الرسوم يتطلب مزيدًا من الجهود على الجانب الأوروبي.
وقال المسؤول الأوروبي خلال مؤتمر صحفي في واشنطن، بعد أسبوع من الاجتماعات في العاصمة الأمريكية: "ثمّة عمل كثير أمامنا للتوصل إلى معايير ملموسة من أجل تجنّب فرض رسوم جمركية".
تأتي هذه التصريحات في وقت حساس، حيث يسعى الاتحاد الأوروبي للحد من التصعيد التجاري الذي بدأته إدارة ترامب بعد عودتها إلى البيت الأبيض، حيث اتهم الرئيس الأمريكي في وقت سابق الشركاء التجاريين للولايات المتحدة بـ"سرقة" الاقتصاد الأمريكي.
من جهتها، فرضت واشنطن رسوما جمركية إضافية بنسبة 10% على العديد من المنتجات الأوروبية التي تدخل السوق الأمريكي، وهي خطوة هددت إدارة ترامب بزيادتها إلى 20% في حال عدم التوصل إلى اتفاق تجاري.
وتابع دومبروفسكيس قائلاً إن الكتلة الأوروبية تأمل في تجنب المزيد من التصعيد التجاري، خاصة أن هذه الإجراءات تضر بالاقتصاد العالمي بشكل عام.
وخلال الاجتماعات الربيعية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي التي اختتمت في واشنطن، كانت هذه الاجتماعات فرصة للاتحاد الأوروبي لتوضيح موقفه أمام المسؤولين الأمريكيين بشأن ضرورة التوصل إلى اتفاق سريع.
وقد عقد دومبروفسكيس لقاء مع وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، حيث شدد خلاله على رغبة الاتحاد الأوروبي في الوصول إلى اتفاق يجنّب العالم تبعات الرسوم الجمركية على الاقتصاد العالمي.