هل يستطيع نتنياهو استغلال اعتراف دول بفلسطين لصالحه ؟
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
سرايا - تواجه إسرائيل المزيد من الضغوط الدولية بسبب الحرب التي تخوضها بقطاع غزة ضد حركة "حماس"، حيث أعلنت أمس الأربعاء ثلاث دول أوروبية هي إسبانيا وإيرلندا والنرويج الاعتراف بدولة فلسطينية، الأمر الذي يثير تساؤلات حول تداعيات ذلك على الداخل الإسرائيلي ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
وتأتي هذه الخطوة في إطار تراكم المشاكل على إسرائيل، إذ حذرت واشنطن من أنها قد تحجب بعض الأسلحة عنها إذا استمرت حرب غزة وفرضت كذلك عقوبات على مستوطنين ينتهجون العنف.
كذلك تواجه إسرائيل اتهامات بالإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية واحتمال إصدار مذكرة اعتقال لرئيس وزرائها بنيامين نتنياهو من المحكمة الجنائية الدولية.
وقاوم نتنياهو لفترة طويلة فكرة حل الدولتين وزادت مقاومته لتلك الفكرة شراسة منذ أن عاد للسلطة على رأس حكومة ائتلافية مع أحزاب يمينية قومية ودينية متطرفة بنهاية 2022.
كما تظل حكومته تنظر بشكوك عميقة للسلطة الفلسطينية التي تشكلت قبل ثلاثة عقود بموجب اتفاقات أوسلو للسلام وتتهمها بتصرفات عدائية منها دفع أموال لأسر مسلحين قتلتهم القوات الإسرائيلية وتشجيع معاداة السامية في الكتب المدرسية.
كيف ردت إسرائيل على قرار الدول الأوروبية الثلاث؟
- وصف نتنياهو قرار الدول الثلاث بأنه "مكافأة للإرهاب" وقال إن دولة فلسطينية ستحاول "تكرار مذبحة السابع من أكتوبر مرارا".
- استدعت إسرائيل سفراءها من أوسلو ومدريد ودبلن ردا على الخطوة.
- إلى جانب ذلك، استدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية سفراء الدول الثلاث لتعرض عليهم لقطات فيديو لهجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر.
• ترى لورا بلومنفيلد محللة شؤون الشرق الأوسط في كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة في واشنطن، أن قرار الدول الثلاث "جريء دبلوماسيا لكنه لا ينم عن إدراك (للحساسيات) وغير مثمر".
• أضافت بلومنفيلد أنه "بالنسبة للإسرائيليين سيزيد من الارتياب وسيعزز ما يقوله نتنياهو عن أن الإسرائيليين يقفون وحدهم. بالنسبة للفلسطينيين فإنه يرفع سقف التوقعات بصورة غير حقيقية دون أن يحدد سبيلا صوب إدراك الأحلام الوطنية المشروعة".
• بالنسبة لنتنياهو الذي يجد صعوبة في الحفاظ على تماسك ائتلاف منقسم في زمن الحرب والذي تحملّه إسرائيل على نطاق واسع مسؤولية كارثة السابع من أكتوبر، قد يدعمه إعلان الدول الثلاث مؤقتا بتعزيز صورة التحدي في مواجهة عالم معاد.
• أوضح يوناتان فريمان المتخصص في العلاقات الدولية في الجامعة العبرية بالقدس أن "هذا يعزز حقا الرواية التي سمعناها منذ اليوم الأول لهذه الحرب ومفادها أنه في النهاية لا يمكننا الاعتماد إلا على أنفسنا. وأعتقد أن هذا قد يساعد تفسير الحكومة الإسرائيلية وتوصيفها لما تفعله في هذه الحرب".
• لكن الثمن الذي ستدفعه إسرائيل على المدى الطويل لاعتراضها طريق التحرك نحو إقامة دولة فلسطينية قد يكون أفدح، بدءا من تضييع الهدف الثمين المتمثل في تطبيع العلاقات مع السعودية الذي كان الهدف الرئيسي لنتنياهو في السياسة الخارجية قبل الهجوم.
• بالنسبة لكل من الإدارة الأميركية وحكومات أخرى منها ألمانيا، وهما صديقتان تقليديتان لإسرائيل، فإن الاحتجاجات الغاضبة في العديد من دول العالم ضد تل أبيب، تكبدهما كلفة سياسية تتزايد فداحة.
• يقول كلا البلدين إن الاعتراف بدولة فلسطينية يتعين أن يأتي نتيجة مفاوضات وليس من خلال إعلانات فردية.
• رفضت دول أوروبية كبيرة أخرى مثل فرنسا وبريطانيا الانضمام إلى الثلاثي الذي أعلن استعداده الاعتراف بدولة فلسطينية.
• ألون ليل، المدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية وهو منتقد لحكومة نتنياهو، يعتقد أن اعتراف الدول بشكل منفرد بفلسطين أقل أهمية من السياق الأوسع الذي يتضمن القضايا المقامة ضد إسرائيل وقادتها في المحاكم الدولية في لاهاي.
• وفق ليل فإنه "إذا كان ذلك ضمن تحرك أوسع يثير الزخم وجزءا من تحركات المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية والعقوبات على المستوطنين وغيرها، فهناك فرصة أن تلاحظ إسرائيل أن العالم موجود".
إقرأ أيضاً : الجيش "الإسرائيلي" يحرق مراكز إيواء شمالي غزة ويتوغل في رفحإقرأ أيضاً : انتقاد أمريكي غير مسبوق .. استراتيجية إسرائيل في غزة "هزيمة ذاتية"إقرأ أيضاً : تحذيرات للسفن بعد الإعلان عن حادث مريب على بعد 98 ميلاً جنوب الحديدة
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الدول الثلاث
إقرأ أيضاً:
هيئة فلسطينية: إسرائيل تفرض عقوبات انتقامية على الأسيرات
كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية أن إدارة السجون الإسرائيلية فرضت عقوبات انتقامية على الأسيرات الفلسطينيات في سجونها، وحرمتهن من أدنى المقومات الإنسانية.
وقالت الهيئة الفلسطينية، في بيان أمس الأحد، إن محاميها تمكن من زيارة بعض المعتقلات اللاتي يصل عددهن إلى 95، ونقلن له صورة عما يتعرضن له في السجون.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بذكرى وعد بلفور.. منظمة التحرير الفلسطينية: نتعرض لأكبر جريمة إبادةlist 2 of 2فيديو يكشف مساهمة شركات إسرائيلية في هدم منازل رفحend of listوبينت الهيئة أن سلطات إدارة السجون الإسرائيلية تعمدت فرض عقوبات انتقامية إضافية على الأسيرات، بحرمانهن من أدنى المقومات الإنسانية؛ من لباس وطعام وعلاج.
وأشارت إلى أن إدارة السجون عزلت الأسيرات بالكامل عن العالم، إلى جانب ما يتعرضن له من تفتيش عار وضرب وقمع.
كذلك بينت الهيئة الفلسطينية أن أغلب الأسيرات اعتُقلن بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وصدرت بحقهن أوامر اعتقال إداري، دون محاكمة.
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قبل أكثر من عام، تحدثت منظمات حقوقية إسرائيلية وفلسطينية ودولية عن تردّي أوضاع المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، خاصة في سجن سدي تيمان السيئ الصيت الذي يقع في قاعدة عسكرية إسرائيلية بصحراء النقب جنوبي إسرائيل.
وأشارت الهيئة الحكومية إلى أن عدد حالات الاعتقال من الضفة الغربية المحتلة والقدس بلغت منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثر من 11 ألفا و500.