ذكرى الوحدة الـ34.. توافق الرئاسي ضمان لردع الإرهاب الحوثي ومزايدات الإخوان
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
بين انفصالية الحوثي ومزايدة الإخوان، انتهى المطاف بالوحدة اليمنية عالقة بين فكي كماشة التنظيمات الإرهابية لتمزيق لحمة البلد.
وتأتي الذكرى الـ34 لتوحيد شطري اليمن الشمالي والجنوبي التي تصادف اليوم 22 مايو/أيار، ولا تزال مليشيا الحوثي وجماعة الإخوان ترفعان شعار "الوحدة أو الموت"، لتبرير جرائمهما ومحاولة اجتياح الجنوب مرة أخرى.
وتقومان بذلك دون النظر للواقع الذي أفرزته حرب الانقلاب، في وقت تكرس الجماعتان عمليا تشطير البلد ماديا ومعنويا وبنزعة مستبدة، كان آخرها منع المليشيات إحياء يوم 22 مايو/أيار بداعي مشاطرة أسى إيران.
في المقابل، يرفع الجنوبيون الذين قادوا مشروع الوحدة قبل أن يتم الانقلاب على حلم البلد باجتياح أراضيهم في صيف 1994، خيار فك الارتباط للانتصار لقضيتهم على جميع المستويات ولمواجهة شتى المشاريع الهدامة وللحفاظ على المنجز الأكبر المتمثل بتحرير الجنوب من مليشيات الحوثي وتنظيمات الإرهاب كالقاعدة وداعش وحتى الإخوان.
وما بين الذكرى الـ34 للوحدة والذكرى 30 لإعلان فك الارتباط، يرى آخرون يقفون بالمنتصف أن انقسام اليمنيين يمنح القوى الحية جنوبا وشمالا فرصة للحفاظ على التوافق الذي يشكله المجلس الرئاسي والانتصار للقضية الجنوبية وضبط بوصلة المعركة نحو تحرير صنعاء من تمدد الحوثي.
إفراغ الوحدة من مضمونها
وعشية الذكرى الـ34 لالتئام شطري البلد، رفض رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بشدة "إفراغ الوحدة من مضمونها الوطني، والسياسي، والأخلاقي، وأن يغدو مجرد شعار مضلل يخفي خلفه نزعة التسلط والتفرد بالسلطة والثروة.
وقال العليمي في خطابه، إن نزعة مليشيات الحوثي تتجسد "بالتشدق بحديثها الأفاق عن الوحدة اليمنية، في حين أنها تمعن كل يوم بتكريس وقائع للتقسيم ماديا ومعنويا، وتعمل بشكل ممنهج على تفتيت البنية الاجتماعية وتشطير مكوناتها على أساس طبقي وطائفي ومناطقي".
وتعهد العليمي باعتبار "القضية الجنوبية أساسا للحل الشامل، والانفتاح على كل الخيارات لتمكين أبناء اليمن من تحقيق تطلعاتهم، وتقرير مركزهم السياسي، ونمائهم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بموجب المرجعيات".
وأضاف: "يكفي أننا نجتمع اليوم في العاصمة المؤقتة عدن كقيادة توافقية موحدة، لمواجهة المخاطر المتجددة كما فعل أسلافنا الأوائل على مدى نحو 7 عقود من الدفاع عن النظام الجمهوري الذي لم يسبق أن مر بوقت أكثر صعوبة مما يعيشه الآن، حيث تطارد جماعة إرهابية بشكل هستيري أهلنا في كل مكان، مودية بحياة مئات الآلاف من الأرواح، وتشريد الملايين على نحو يفوق كل الحروب العنصرية على مر تاريخها المظلم".
وفيما أشاد العليمي بمناقب الرعيل الأول الذي ساهم في ولادة الجمهورية اليمنية، أعرب عن تقديره "لأولئك الذين تصدروا تصويب مسار هذا المشروع الوطني بعد حرب صيف عام 1994، بداية بانطلاق الحراك الجنوبي السلمي، وانتهاء بمقاومة الحوثي".
وأوضح أن "الطريقة المثلى للاحتفاء بالأعياد الوطنية، تكون بالوقوف الجاد لمواجهة التحديات القائمة، والعمل على معالجة قضايا الحاضر، ومتطلبات المستقبل دون الاستغراق في تباينات الماضي، وصراعاته، وإنما تحويله إلى فرصة للمراجعة والتقييم، والمضي قدما نحو مستقبل أفضل".
وكشف العليمي استمرار رفض الحوثي للسلام شكلا ومضمونا حتى الآن"، مؤكدا "ذهاب الحوثي باتجاه مغامرة عسكرية شاملة، لفرض إرادته القمعية على الشعب اليمني الذي قاوم، وسيقاوم هذا المشروع الاستبدادي إلى الأبد".
لا بد من صنعاء
وغاية بوصلة اليمنيين شمالا وجنوبا استعادة الدولة وإعادة صنعاء إلى عهدها العربي سلما أو حربا والتصدي للانقلاب الحوثي والتنظيمات الإرهابية.
وهذا ما أكده متحدث المقاومة الوطنية في اليمن العميد الركن صادق دويد، حين قال إن الـ26 سبتمبر/أيلول و14 أكتوبر/ تشرين الأول، الجمهورية والاستقلال، و22 مايو/أيار محطات تحول كبرى في تاريخ اليمن المعاصر.
لكنها وفقا للمتحدث العسكري "جميعا بدون صنعاء مجرد عناوين"، في إشارة إلى هدم مليشيات الحوثي مشروع الوحدة لصالح مشروعها الطائفي التمددي، مضيفا أن "تحرير صنعاء من أيادي الظلاميين هو الجهاد المقدس، وأن مليشيات الحوثي خطر يهدد اليمن كله، ومشروعه العنصري الطائفي يفخخ مجتمعنا شمالا وجنوبا".
من جهته، تعهد المجلس الانتقالي الجنوبي في بيان في الذكرى 30 لإعلان فك الارتباط التزامه باستعادة الدولة وبناء دولة الشراكة والمواطنة والتنمية والأمن والاستقرار.
وأكد الانتقالي ضرورة "معالجة مشكلة الوحدة بالحوار، وهو الأمر الذي لا تزال قوى نظام 7 يوليو/تموز 1994 إلى اليوم تتهرب منه، مما ولد الشرعية لكل مكونات العمل الوطني الجنوبي، لمقاومة الاحتلال بكل أشكاله وعبر مختلف مراحل مسيرتها النضالية".
كما تعهد بالتصدي "بكل شجاعة لكل محاولات استهداف الجنوب في جبهات القتال مع مليشيات الحوثي الإرهابية، وفي مواجهة التنظيمات الإرهابية في مسرح العمليات، ومواجهة كافة أشكال الاستهداف لقضيتنا وإرادتنا الوطنية، سياسيا واقتصاديا، وعسكريا وأمنيا، بإرادة وطنية لا تلين ولا تعرف سوى الانتصار".
ضرورة التصحيح
في السياق، أكد الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية في اليمن سعيد بكران ضرورة "التصحيح وخلق واقع جديد يذهب نحو السلام والحياة والتعايش".
وطالب بكران، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، النخب في شمال اليمن للعمل بشجاعة على مراجعة كل الأدبيات الوحدوية المقدسة وفتح نقاشات من أجل استخلاص العبر والدروس كي لا يتكرر نفس السيناريو الرهيب.
نقلا عن العين الإخبارية
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: ملیشیات الحوثی
إقرأ أيضاً:
يوسف ندا.. ماهر فرغلي يكشف تفاصيل وفاة المستثمر الأول للجماعة الإرهابية
كشف ماهر فرغلي، الباحث في شئون الجماعة الإسلامية، تفاصيل وفاة القيادي في التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية يوسف ندا الذي كان يشغل منصب مسئول العلاقات الخارجية للجماعة.
وفاة يوسف ندا ممول عمليات جماعة الإخوان الإرهابيةوقال ماهر فرغلي، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية فاتن عبد المعبود، خلال تقديمها برنامج صالة التحرير، المذاع على قناة صدى البلد، إن يوسف ندا رمز كبير وموته سوف يترك فراغًا في الجماعة.
وأضاف أن يوسف ندا كان أحد مؤسسي بنك التقوى واسمه ورد في تحقيقات 11 سبتمبر وله العديد من المؤلفات وكان ينسبها لآخرين.
ولفت ماهر فرغلي، الباحث في شئون الجماعة الإسلامية إلى أن يوسف ندا تخلى عن دوره في الفترة الأخيرة لمجموعة شبابية بينهم همت غالب بسبب تقدمه في السن.
وأوضح أن وفاته لن تؤثر على مصادر تمويل جماعة الإخوان وهناك مسئولين آخرين عن ذلك، مشيرا إلى أن الراحل كان الممول الرئيسي والمستثمر الرئيسي لها وكان الضلع الاقتصادي لها.