البراحة …
البراحة أصحابه سودانيين كانوا من مغتربي الأمارات جمعتني الصدفة بأحدهم سنة 2000م في إحدى شركات الكهرباء وكان يتحدث عن مشروعهم الحلم.

بعد سنوات زرت المستشفى فوجدت تحفة معمارية وطبية سبقت زمانها في ذلك الموقع وبسببه إزدهرت الاستثمارات الصغيرة من مطاعم وصيدليات وسوبرماركتات.

لم أكن أعلم أن الدعامة إحتلوه (عنوة واقتدارا) إلا من الأخبار التي تواترت اليوم فطافت بخاطري هذه الذكرى.

هل تصدقوا أنني لا زلت أذكر ملامح ذلك المؤسس من سنة 2000م ولم أنسها ، لماذا ؟
ربما لأنه أثار إعجابي كسوداني اغترب واستفاد ويريد أن يقدم لمجتمعه ما يفيد.

نسيت أن أقول لكم أن ذلك المستثمر كان شماليا جلابيا وربما كان من قبيلة العبابدة على ما أذكر.

الجلابة يغتربون ويكافحون ويستثمرون في بلدهم عرق السنين ثم يأتي إخوة لهم في الوطن يحتلون ويسيطرون على عرق جبينهم ويحولونه لثكنات قتالية لأنهم بزعمهم يحاربون الفلول ودولة 56!

أكرر دعوتي لإسناد لجان التعويضات وإعادة الإعمار للمتضررين الحقيقيين.


#كمال_حامد ????

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

غزة.. إعادة التفكير في كل شيء تقريبًا!

ترقب جميع العرب بأطيافهم وأديانهم المختلفة طوفان الأقصى في بدايته المفاجئة بشغف ينبئ عن انتظار الخطوة الآتية، الخطوة التي ستغير كل شيء. جميعنا علم أنّ رد الاحتلال سيكون وحشيًا، فهو احتلال ككل احتلال عبر التاريخ، وحشي وعنيف ولا يَمت للإنسانية بصلة؛ لكن لم يكن أكثر المتشائمين يستطيع تخيل المدى الذي سيتوقف عنده رد الاحتلال على الطوفان. فأن يكون الرد بإبادة المدنيين على مرأى ومسمع العالم، فهو تطرف لم يصل إليه الاتحاد السوفيتي في حربه على أفغانستان، ولا أمريكا في حربها على العراق وأفغانستان كذلك، رغم أنهما ليستا بريئتين البتة.

هذا الرد الجبان في إبادة القطاع -قطاع غزة- بمن فيه من بشر وما فيه من نبات وحيوان وحجر، أحدث هزة في ربوع العالم أجمع، هذه الهزة التي أعادت تشكيل رؤيتنا للأشياء كلها وللمفاهيم، وأعادت إلى كثير منا بعض صوابه ورشده، في رؤيته لنفسه أولًا وفي رؤيته للآخر القريب والبعيد، دون إغفال ما للعرق والدين واللون والمصلحة من أهمية في الحكم والتصرف. بدأ التاريخ البشري بالفضاء المفتوح، حيث يبحث المرء عن قوته ويُؤمِّن عائلته أينما اتفق وفي أي بقعة جغرافية كانت، دون أن يستقر بها. ثم تطور فأصبح يزرع الأرض ويستوطنها، أي يجعلها وطنًا له ما دامت تمنحه الماء والكلأ، في حالة أشبه بالبداوة أو هي كذلك. إلى أن تشكلت القبيلة، ثم الدولة الحديثة بحدودها المرسومة وجوازات السفر الخاصة بكل دولة.

في خضمّ هذا كله، كان الاقتصاد البشري يتطور ويتغير بوتيرة متسارعة جدًا، فمن المقايضات والملح والبرونز وغيرها من مراحل الاقتصاد، إلى أن وصلنا إلى النظام العالمي الجديد بأمواله وشركاته ومؤسساته الاقتصادية المختلفة. هذا النظام الذي جعل للمال القيمة الأولى في الحياة؛ فكي تستقر لابد من المال، وكي تأكل وتشرب لابد من المال، وكي تعيش.. لابد من المال. ما تأثير هذا كله إذن؟ من هنا طرأ تغيّر وتحوّل جذري في تفكير الإنسان المعاصر، ولم يعد التعلق بالوطن مُقتصرًا على مرابع الصبا وموطن الآباء والأجداد؛ بل بما يمنحه الوطن للمرء من أمن واستقرار غذائي وصحي ومالي.

فمتى ما تحققت هذه الشروط، كان الوطن دائم الحضور في وجدان المرء شديد التعلق به، ومتى ما غابت؛ فإنه يبحث عنها في مكان آخر. بعبارة أخرى، فإن الوطن شركة تمنح المرء ميزات جيدة من راتب وتعليم وصحة وهلم جرا، وهو ما يجعل الإنسان يهاجر لشركة أخرى تقدم ميزات أفضل. لكن، ما علاقة غزة بهذا كله؟ لقد غيرت غزة وأهل غزة المعادلة تمامًا، وأعادت إلى الناس شيئًا من رشدهم، وعرّت الجانب الآخر من الكرة الأرضية لا أمام العرب والمسلمين الذين اعتادوا الاضطهاد والتنكيل؛ بل أمام مواطني الغرب أنفسهم.

فكيف يكون الاحتلال دولة؟ ثم كيف يُعامل الاحتلال باعتباره دولة في قلب العالم العربي ولكنه يتبع أوروبا حتى في المحافل الرياضية! بل كيف لدولة يحيط العرب بها من كل مكان أن تتحدث لغة أخرى غير العربية؟ فلن يتعجب أحد إن اختار إنسان شهد مصرع عائلات جيرانه أن يغادر مسرعًا تلك البقعة الجغرافية التي يتربص فيها الموت بكل أحد يدخلها وإن كان عابرًا، بل ولن يلومه أحد. لكن الغزّي اختار البقاء في أرضه وعلى أنقاض منزله مدافعًا عن وطنه، منافحًا عن أهله، رغم علمه بأنه معرّض للموت في أي لحظة، ولكنه يأبى الاستسلام. في المقابل؛ كيف لإنسان يدّعي أنه صاحب الأرض والبيت أن يغادر مسرعًا الوطن الحلم، ويهرول هاربًا إلى البلدان الأصلية التي جاء منها قبل سنوات. فوفقًا لبعض الإحصائيات فإن عدد المهاجرين الإسرائيليين للخارج يصل إلى نصف مليون إنسان، وهو رقم هائل جدًا وخطير. فمن يستطيع الهجرة؟ أصحاب الأموال والمهارات والعقول! أؤمن أن للثقافة العربية الأصيلة بمكوناتها الدينية والاجتماعية والجمعية عبر الأحقاب المتعاقبة والدول التي تجيء وتروح عبر هذه البقعة الجغرافية النابضة بالحياة من رأس الحد إلى موريتانيا أهميتها البالغة وتأثيرها القَارّ في النفوس والوجدان، وهو ما يجعل تأثر أهلها بالبروباغاندا الغربية الحديثة أمرًا عسيرًا. فالدين مكوّن رئيس في الشعوب الآسيوية عامة وعند العرب خاصة باعتبار أن أكثرهم من المسلمين، وذلك لأن العبادات في الإسلام متصلة متواصلة لا انقطاع فيها ولا فواصل بينها. فالصلوات الخمس لا تُؤدى كل جمعة أو كل اثنين، بل في كل الأيام؛ في الحرب والسلم، وهو ما يعرف تأثيره علماء النفس وخبراء العادات. فالعادة كالسلسلة -الحميدة خصوصًا- إذا فوّتها مرتين متتاليتين، فسيصعب عليك استكمال السلسلة وستواجه صعوبة في الرجوع إلى المسار. لذلك فإن الصلوات الخمس يوميًا، ترسّخ الدين في قلوب المسلمين، ومع الدين تأتي المبادئ؛ وكما هو معلوم فإن أصعب الخصوم من يدافع عن مبدأ أو عن دين، وقد ذكرتُ الإسلام ولم أذكر النصرانية أو اليهودية هنا؛ وذلك لأنه تم تحييد هذه الأديان بفعل السلطة السياسية، وبقي الدين الإسلامي الوحيد الذي يصل الخلق بالخالق دون وسيط. يجب أن نتعلم من طوفان الأقصى لا الأشياء الظاهرة البارزة فحسب، بل يجب أن نفتش ونسائل حتى المُسلَّمات. فالحركات الفكرية والأفلام والإعلام بكافة جوانبه وطرائقه، ليست بريئة بتاتًا. فتمجيد الخونة والجواسيس في الأفلام قد يلاقي من يروق له، ووصم المحافظ على سلامته العقلية والإنسانية بالرجعية والتخلف والسلطوية، في مسائل العائلة والجنس -ذكر وأنثى- والأب ودور الرجل؛ ليست بريئة أيضًا، صحيح أننا نراجع أنفسنا بعد الوقوع في الوحل غالبًا، لكن مراجعة النفس بعد الوقوع أفضل من ترك الحبل على الغارب، أما عن الوطن، فقد أجاد شوقي بفخامته الأميرية في قوله:

وطَني لَو شغِلتُ بِالخلدِ عَنهُ

نازَعَتني إِلَيهِ في الخلدِ نَفسي

علاء الدين الدغيشي كاتب وشاعر عماني

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية: مصر استقبلت آلاف السودانيين ويعيشون في بلدهم الثاني
  • الزعبي يرتكب جريمة لا تُغتفر!
  • حريق يأتي على 60 دونمًا وعشرات الأشجار في آثار أم قيس
  • حريق واسع يأتي على معمل عشوائي في النجف
  • د. الخشت: تجديد الثقة للدكتور أيمن عاشور يأتي بعد الإنجازات المتميزة
  • أحمد مجاهد يكشف لـ«الباز» تفاصيل محاولة الإخوان اقتحام معرض الكتاب في 2014
  • جوائز مصر لرواد الأعمال تعلن إطلاق جائزة التميز للشباب لتعزيز التنمية والابتكار
  • كلما تقدمت خطوة في حياتي.. يأتي ما يحطمني
  • غزة.. إعادة التفكير في كل شيء تقريبًا!
  • من اليابان يأتي العجب .. فتيات يتزوجن أنفسهن