كيف تتغلب الصين على الغرب في حرب المعادن؟
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
حاول الغرب، على مدى السنوات القليلة الماضية، كسر قبضة الصين على المعادن التي تشكل أهمية بالغة للدفاع والتكنولوجيات الخضراء، ورغم جهودها، أصبحت الشركات الصينية أكثر هيمنة.
في المقابل تحاول الصين توسيع عملياتها وزيادة العرض؛ ما يؤدي إلى انخفاض الأسعار، ولا تستطيع الأطراف الأخرى المنافسة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مؤشر أبو ظبي عند أدنى مستوى في عامينمؤشر أبو ظبي عند أدنى مستوى في ...list 2 of 2النفط يواجه ضغوط الإبقاء على الفائدة مرتفعةالنفط يواجه ضغوط الإبقاء على ...end of list مراكمة الاستثمارات
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن مدير معهد باين في كلية كولورادو للمناجم، مورغان بازيليان، قوله: "الصين لا تقف مكتوفة الأيدي في انتظار أن نلحق بها.. إنها تزيد استثماراتها الضخمة بالفعل في جميع جوانب سلسلة توريد المعادن المهمة".
وأضاف: "خذ النيكل على سبيل المثال، وهو ضروري لبطاريات السيارات الكهربائية. تضخ مصانع المعالجة الصينية المنتشرة في الأرخبيل الإندونيسي كميات هائلة من المعدن من منشآت جديدة ومتوسعة، مما أثر في السوق بصورة كبيرة".
وفي الوقت نفسه، علقت شركة التعدين العملاقة غلينكور ومقرها سويسرا عملياتها في مصنع النيكل التابع لها في كاليدونيا الجديدة، وهي أرض فرنسية، وخلصت إلى أنها لا تستطيع البقاء على الرغم من عروض المساعدة المالية المقدمة من باريس. كما قالت شركة هوريزونتي مينيرالز البريطانية -التي كان متوقعا أن يصبح منجمها البرازيلي الجديد مصدرا غربيا رئيسيا- الشهر الماضي إن المستثمرين أنقذوا البلاد، مستشهدين بزيادة العرض في السوق. وتم إغلاق ما لا يقل عن 4 مناجم للنيكل في غرب أستراليا. وتم تأجيل أو تعليق مشاريع الليثيوم في الولايات المتحدة وأستراليا بعد زيادة الإنتاج الصيني في الداخل وفي أفريقيا جنوب الصحراء. كما أوقف منجم الكوبالت الوحيد المخصص في الولايات المتحدة عملياته العام الماضي، بعد 5 أشهر من حضور كبار الشخصيات المحلية حفل افتتاحه، ويقول أصحابها إنهم يكافحون ضد الإنتاج الكبير من الصين من إندونيسيا والكونغو الديمقراطية. الإنتاج الصينيوفي العام الماضي، انخفض الإنتاج غير الصيني من الكوبالت المكرر إلى أدنى مستوى له منذ 15 عاما، وفقا لشركة دارتون كوموديتيز، في حين ارتفعت حصة تعدين الليثيوم داخل الصين أو من قبل الشركات الصينية في الخارج من 14% في عام 2018 إلى 35% هذا العام، وفقا لشركة فاست ماركيتس، وهي شركة تقدم معلومات السلع.
وفي الوقت نفسه، زادت معالجة الليثيوم داخل الصين من 63% عام 2018 إلى 70%، وفقا للشركة.
وقد هاجم التوسع الصيني السريع المنتجين الغربيين، الذين يقولون إن الاقتصاد المحلي الصيني لا يستطيع دائما استيعاب تدفق المعادن الذي تجلبه شركاتها إلى السوق.
وكان نمو مبيعات السيارات الكهربائية في الصين بشكل أبطأ من المتوقع في العام الماضي، وهو ما يعني أن ثمة عددا أقل من المشترين لإنتاج المعادن في الصين، ما ساهم في تراجع الأسعار العالمية.
ويقول رئيس أبحاث المعادن الأساسية في فاست ماركيتس، وليام آدامز: "إنها الطريقة التي تفعل بها الصين الأشياء.. لقد اتجهوا إلى بناء المزيد من القدرات سواء كان ذلك في الألومنيوم أو الأسمنت أو النيكل".
وأضاف أن الشركات الصينية "تسعى جميعها للحصول على حصة في السوق، والنتيجة هي الحصول على فائض في العرض".
ويدق المسؤولون الغربيون أيضا ناقوس الخطر؛ فردا على سؤال الشهر الماضي حول هيمنة الصين على النيكل، قالت كريستيا فريلاند نائبة رئيس الوزراء الكندي، إن السوق غُمرت، وهو ما أفقد الشركات في الأسواق الحرة الجدوى الاقتصادية.
وأضافت: "نعتقد أن هذا السلوك يمكن أن يكون متعمدا، ويمكن أن يحدث بغرض دفع الشركات في بلادنا، ولدى حلفائنا، إلى التوقف عن العمل".
وتستمر الشركات الصينية في النمو، وذلك بفضل سنوات من عمليات الاستحواذ القوية. وقالت شركة زيجين ماينينغ، وهي شركة صينية مدعومة من الدولة، إنها ستزيد إنتاج الليثيوم بنحو 85 مرة هذا العام من قاعدة منخفضة، وبـ5 مرات أخرى في العام المقبل.
وينبع النمو المتوقع من شرائها عام 2022 لأصول غربية في منجم غير مستغل في الأرجنتين، من المقرر أن يبدأ في ضخ الليثيوم هذا العام.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات أسواق الشرکات الصینیة
إقرأ أيضاً:
مدبولي: مصر صدرت مستحضرات الطبية بقيمة مليار دولار العام الماضي
شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم، احتفالية هيئة الدواء المصرية، التي تقام بالمتحف المصري الكبير، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بمناسبة حصول الهيئة على اعتماد منظمة الصحة العالمية "مستوى النُضج الثالث" في مجال الدواء، وذلك بحضور الفريق المهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، والمهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، والدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية.
كما شارك في الاحتفالية كل من الدكتور إبراهيم صابر خليل، محافظ القاهرة، والمهندس عادل النجار، محافظ الجيزة، والدكتور أدهم إسماعيل، مدير إدارة البرامج بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، والدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار السيد رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، والدكتور هشام ستيت، رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية، وعددٍ من السفراء وكبار المسئولين، ورئيس لجنة الصحة بمجلس الشيوخ، ورؤساء عدد من الهيئات الحكومية، ونقيب الأطباء، ونقيب الأطباء البيطريين، وشركاء الصناعة في هذا القطاع، وقيادات هيئة الدواء المصرية.
وفي مستهل كلمته، رحب الدكتور مصطفى مدبولي بالحضور في هذا الحدث الهام، والذي يأتي في سياق إنجاز وطني تاريخي حققته مصر مُمثلةً في هيئة الدواء المصرية، بحصولها على اعتماد منظمة الصحة العالمية لمستوي النضج الثالث في الرقابة على الأدوية.
وأضاف رئيس الوزراء، أن هذا الإنجاز يعكس الجهود الكبيرة التي بذلتها الهيئة، التي لم تدخر جهدًا في تطوير منظومة رقابية مُتكاملة وفقاً لأعلي المعايير الدولية، مما عزز مكانة مصر إقليمياً وعالمياً كمرجع موثوق به في هذا المجال الحيوي.
وتابع قائلاً: لقد نجحنا في بناء بنية تحتية متطورة في قطاع الدواء، تعتمد على قدرات وطنية هائلة وإمكانات كبيرة للقطاعين العام والخاص، ذلك القطاع الذي يُعد شريكًا رئيسيًا في قيادة القطاع الدوائي، وبفضل هذه الجهود استطاعت مصر تصدير ما قيمته مليار دولار من المستحضرات الطبية خلال العام المالي الماضي، ونطمح إلى مُضاعفة هذا الرقم ليصل إلى 3 مليارات دولار بحلول عام 2030، وذلك في إطار استراتيجية الدولة لتعزيز صادراتنا من الأدوية التي تُصدر بالفعل لأكثر من 147 دولة حول العالم.
وأوضح رئيس الوزراء أن الحكومة تواصل عملها الجاد لتوطين صناعة الدواء، خاصةً الأدوية المُتطورة مثل أدوية الأورام والأنسولين، بما يضمن تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الأمن الدوائي المصري، مُضيفاً أن الحكومة تسعي أيضاً إلى دعم التعاون مع القطاع الخاص والشركاء الدوليين لنقل التكنولوجيا المُتقدمة، وتطوير كوادر مصرية قادرة على الابتكار والريادة في هذا المجال.
وعلى صعيد توافر الأدوية، أشار الدكتور مصطفى مدبولي خلال كلمته، إلى أن الحكومة تبعث برسالة طمأنة واضحة للشعب المصري، مؤكدًا الحرص على المُتابعة الدورية لتأمين مخزون استراتيجي من الأدوية والمُستلزمات الطبية، وضمان استدامة توافرها بجودة عالية.
وأشار رئيس الوزراء، إلى أن جهود هيئة الدواء المصرية تأتي في هذا السياق عبر ضمان توافر المواد الخام والمستحضرات الطبية ومتابعة العمليات الإنتاجية والاستيرادية، فضلاً عن إطلاق حملات تفتيشية مُستمرة لمكافحة الممارسات الخاطئة في السوق الدوائية، مؤكدا أن الحكومة مُلتزمة بمواصلة هذه الجهود لضمان توفير احتياجات المواطنين، مع تعزيز قدراتنا التصديرية بما يدعم الاقتصاد الوطني.
وفي ختام كلمته، أعرب رئيس مجلس الوزراء عن تقديم خالص الشكر لـ الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، على رؤيته ودعمه المستمر للقطاعين الدوائي والطبي، كما وجه الشكر لجميع شركائنا من القطاعين الحكومي والخاص على إسهاماتهم القيمة وما يبذلونه من جهود لتحقيق المزيد من الإنجازات لصالح مصرنا الغالية وشعبها العظيم.