تشير دراسة جديدة إلى أن الحمض النووي الفيروسي القديم الذي ما يزال موجودا في الجينوم البشري قد يكون مرتبطا باضطرابات نفسية كبيرة.

ووجدت الدراسة التي أجرتها جامعة كينغز كوليدج في لندن أنه تم العثور على الآلاف من تسلسلات الحمض النووي الناشئة عن الالتهابات الفيروسية القديمة في الدماغ، ويساهم بعضها في القابلية للإصابة بالاضطرابات النفسية مثل الفصام، والاضطراب ثنائي القطب، والاكتئاب.

إقرأ المزيد فيروسات "عملاقة" عمرها 1.5 مليار سنة في ينابيع يلوستون الساخنة!

ويتكون نحو 8% من الجينوم (المجموعة الكاملة من الحمض النووي) من تسلسلات تسمى الفيروسات الراجعة الداخلية البشرية (HERV)، نتاج عدوى فيروسية قديمة حدثت منذ مئات الآلاف من السنين.

وكان يُعتقد أن هذه الفيروسات "الأحفورية" ليس لها وظيفة مهمة، وأنها مجرد نفايات حمض نووي. ومع ذلك، اكتشف العلماء مكان وجود هذه الفيروسات "الأحفورية" في حمضنا النووي، ما ساعدهم على فهم الوظائف التي قد تؤديها.

وهذه الدراسة هي الأولى التي تظهر أن مجموعة محددة من الفيروسات الراجعة الداخلية البشرية التي يتم التعبير عنها في الدماغ البشري تساهم في قابلية الإصابة بالاضطرابات النفسية.

وقال الدكتور تيموثي باول، المؤلف الرئيسي المشارك في الدراسة والمحاضر الأول في معهد الطب النفسي وعلم النفس وعلم الأعصاب (IoPPN)، من كلية كينغز كوليدج في لندن: "تستخدم هذه الدراسة نهجا جديدا وقويا لتقييم مدى الاستعداد الوراثي للاضطرابات النفسية. ويضفي آثاره على التعبير عن التسلسلات الفيروسية القديمة الموجودة في الجينوم البشري الحديث. وتشير نتائجنا إلى أن هذه التسلسلات الفيروسية ربما تلعب دورا أكثر أهمية في الدماغ البشري مما كان يعتقد في الأصل، مع ارتباط تعبير محدد للفيروسات الراجعة الداخلية البشرية بزيادة القابلية لبعض الاضطرابات النفسية".

إقرأ المزيد الحمض النووي يكشف حقيقة جريمة ارتكبت قبل 58 عاما

ونظر الباحثون في بيانات من دراسات كبيرة شملت عشرات الآلاف من الأشخاص، سواء كانوا يعانون من أمراض عقلية أو لا يعانون منها، بالإضافة إلى معلومات من عينات دماغ تشريح الجثث من 800 شخص.

ووجدوا أن بعض الجينات أثرت بشكل تفضيلي على التعبير عن الفيروسات الراجعة الداخلية البشرية.

وأبلغ الباحثون عن خمسة توقيعات قوية للتعبير عن فيروسات راجعة داخلية مرتبطة بالاضطرابات النفسية، بما في ذلك اثنتين مرتبطتين بخطر الإصابة بالفصام، وواحدة مرتبطة بخطر الإصابة بكل من الاضطراب ثنائي القطب والفصام، وواحدة مرتبطة بخطر الإصابة بالاكتئاب.

وقال الدكتور رودريغو دوارتي، المؤلف الأول وزميل الأبحاث في معهد الطب النفسي وعلم النفس وعلم الأعصاب (IoPPN): "نحن نعلم أن الاضطرابات النفسية لها مكون وراثي كبير، حيث تساهم أجزاء كثيرة من الجينوم بشكل متزايد في القابلية للإصابة. وفي دراستنا، تمكنا من التحقق من أجزاء من الجينوم المقابلة للفيروسات الراجعة الداخلية، ما أدى إلى تحديد خمسة تسلسلات ذات صلة بالاضطرابات النفسية. وفي حين أنه ليس من الواضح بعد كيف تؤثر هذه الفيروسات على خلايا الدماغ لتسبب هذه الزيادة في المخاطر، فإن النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى أن تنظيم التعبير عنها مهم لوظيفة الدماغ".

وأشار الدكتور دوغلاس نيكسون، المؤلف الرئيسي المشارك في الدراسة والباحث في معاهد فاينشتاين للأبحاث الطبية في نورثويل هيلث بالولايات المتحدة الأمريكية: "هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم الوظيفة الدقيقة لمعظم الفيروسات الراجعة الداخلية، بما في ذلك تلك التي تم تحديدها في دراستنا. ونعتقد أن الفهم الأفضل لهذه الفيروسات القديمة، والجينات المعروفة المتورطة في الاضطرابات النفسية، لديه القدرة على إحداث ثورة في أبحاث الصحة العقلية وتؤدي إلى طرق جديدة لعلاج هذه الحالات أو تشخيصها".

المصدر: إندبندنت 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أخبار الصحة الحمض النووي الصحة العامة امراض امراض نفسية دراسات علمية بالاضطرابات النفسیة هذه الفیروسات الحمض النووی التعبیر عن فی الدماغ

إقرأ أيضاً:

عاجل.. رسالة صوتية من «الصحة» بشأن الفيروسات المنتشرة حاليا.. هل نواجه متحور لكورونا؟

علّق الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، على الأمراض التنفسية المنتشرة في الوقت الحالي، قائلا: «قبل مايو 2023 كان فيروس كورونا له مسار وحده، وقالت منظمة الصحة العالمية إن هناك جائحة وطارئ عالمي، وفي مايو 2023، أعلنت المنظمة انتهاء اعتبار كورونا كطارئ عالمي، وهنا لم تعلن انتهاء وجود كورونا، بل أكدت أنه لم يعد طارئا عالميا يستعدي أن يكون له مسار وحده، لكن يُعامل معاملة الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي».

 الفيروسات المنتشرة حاليا

وأضاف عبدالغفار في رسالة صوتية منشورة عبر الصفحة الرسمية لوزارة الصحة والسكان على «فيسبوك»، إن كورونا أصبحت مثل الإنفلونزا والبار إنفلونزا والأدنو فيرس وفيرس المخلو: «لم نقل إطلاقاً مفيش كورونا»، موضحاً أن الفيروسات المنتشرة حالياً بكثرة هي الإنفلونزا العادية: «لا تنسخ تجربة انتهت من الناحية العلمية».

وحول إجابة التساؤل الخاص بـ«هل هناك متحورات جديدة لكورونا؟»، قال متحدث وزارة الصحة في رسالته: «نعم هناك متحورات جديدة على مستوى العالم.. زي ما فيه كل سنة متحورات جديدة للإنفلونزا»، موضحا أنه يتم تغيير تطعيمات الإنفلونزا كل عام، لأن الفيروس نفسه يتغير حتى يكون سريع الانتشار.

الوضع الصحي الحالي في مصر

أكد عبدالغفار، أن تحورات الفيروسات التنفسية أمر طبيعي، موضحا أن قلق العلماء يبدأ عندما يؤدي المتحور إلى شدة في الحالات المرضية أو زيادة معدلات دخول المستشفيات أو وفاة، لافتا إلى أن الوضع في مصر هو الوضع المعتاد كل عام في هذه الفترة، ولا يوجد أكثر من ذلك.

مقالات مشابهة

  • تاج الدين: كل الفيروسات قابلة للتغير والتحور
  • الصحة تعلن تفاصيل إنتاج أقلام الأنسولين.. ونتائج مشروع الجينوم المصري
  • متحدث الصحة: المرحلة الأولى من "الجينوم المصري" تثبت عدم صحة مزاعم "الأفروسنتريك"
  • «الصحة»: الدور المنتشر حاليا مجموعة من الفيروسات التنفسية المختلفة
  • هل يرتبط المستقبل بالنجوم والكواكب؟.. حقيقة تنبؤات الأبراج السنوية
  • بحث عن شيء غير موجود
  • عاجل.. رسالة صوتية من «الصحة» بشأن الفيروسات المنتشرة حاليا.. هل نواجه متحور لكورونا؟
  • موجود في الأسماك واللحوم ومنتجات الألبان .. مصادر فيتامين (أ)
  • برد ولا كورونا.. الفرق بين أعراض الفيروسات التنفسية والمتحورات الجديدة وخطة العلاج
  • محمد فايز فرحات: عدم الاستقرار بالمنطقة يرتبط بسياسات الاحتلال الإسرائيلي