مخيم الشاطئ.. تجمّع للاجئين بغزة خرج منه قادة وعلماء ومفكرون
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
مخيم الشاطئ مخيم فلسطيني في قطاع غزة، أنشئ عام 1949 بعد النكبة الفلسطينية على مساحة لا تزيد على نصف كيلومتر مربع، لإيواء 23 ألف لاجئ هُجّروا من مدن وقرى الساحل الفلسطيني.. تضاعف عدد قاطنيه وأصبح ذا كثافة سكانية عالية، خرج منه قادة وعلماء ومفكرون، وتعرّض كباقي مناطق القطاع للقصف والمجازر والاعتداءات.
التسميةسُمي المخيم بمخيم الشاطئ لأنه يقع بمحاذاة شاطئ البحر الأبيض المتوسط، كما يسميه سكان قطاع غزة بـ"معسكر الشاطئ".
يقع المخيم في منطقة السهل الساحلي شمال غربي مدينة غزة، ويبعد عنها 4 كيلومترات، ويتبع إداريا لها، ويمتد إلى ساحل البحر المتوسط، ويرتفع عن مستوى سطح البحر نحو 25 مترا.
توسّع المخيم مع الوقت بعد إنشائه فأصبح متاخما لأحياء غزة، فمن جهة الشمال يحده حي العطاطرة من مدينة جباليا، ومن جهة الشرق يحده حي التفاح، ومن جهة الجنوب والجنوب الشرقي يحده حي الزيتون، أما غربا فيحده البحر الأبيض المتوسط، على امتداد 5 كيلومترات.
وتبلغ مساحة المخيم نحو نصف كيلومتر مربع، ويعدّ ثالث أكبر مخيمات اللاجئين في قطاع غزة، وأكثرها اكتظاظا بالسكان، وتشرف عليه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
حين تأسس المخيم بلغ عدد سكانه 23 ألف لاجئ، رُحّلوا عن قرى ومدن فلسطينية مختلفة منها: هربيا وبربرة وبرير والجورة ودير سنيد ودمرة والجية وجولس والسوافير والمجدل وحمامة وأسدود والبطاني وعبدس وسمسم وهوج وكرتية والمسمية ويافا واللد والرملة والخصاص ويبنة وغيرها، وفق ما ورد في موسوعة القرى الفلسطينية.
وبعد نحو 10 سنوات رحّلت قوات الاحتلال نحو 1300 عائلة من المخيم إلى مشروع الشيخ رضوان السكني، ثم رحّلت نحو 5 آلاف لاجئ بعد هدم غرفهم.
إلا أن أعداد سكان المخيم بقيت في تزايد، ففي عام 2017 بلغ عدد سكانه نحو 40 ألف نسمة، وارتفع في العام التالي إلى نحو 41 ألف نسمة، وفي آخر إحصائية عام 2023 بلغ عددهم نحو 47 ألفا، وفق إحصائيات موسوعة القرى الفلسطينية.
لكن الأونروا ذكرت على موقعها أن عدد اللاجئين الذي يقطنون في المخيم والمسجلين لديها بلغوا نحو 91 ألف نسمة.
التاريختأسس مخيم الشاطئ عام 1949 لإيواء نحو 23 ألف لاجئ نزحوا إليه من مناطق الساحل الفلسطيني وبعض مدن وقرى الوسط.
حين نزح اللاجئون إليه أول مرة سكنوا الخلاء، وذلك إبان تأسيسه، ثم انتقلوا إلى خيم انتشرت في المكان، ومع مرور الوقت بدأ السكان بناء غرف بدل الخيم سقفها من صفيح، بعدها سكنوا في بيوت مسقوفة من قرميد، ثم في بيوت إسمنتية.
أدى المخيم دورا بارزا في مقاومة الاحتلال منذ سبعينيات القرن الـ20، كما كان له دور كبير في الانتفاضة الأولى، ومنه أُبعد أول شخص في انتفاضة الحجارة وهو الدكتور خليل قوقا.
كما كان للمخيم دور كبير في انتفاضة الأقصى عام 2000، ومنه خرجت أول عملية فدائية بحرية بقيادة الشهيد حمدي إنصيو.
وبعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من غزة عام 2005، شنت عدة هجمات وحروب على القطاع، وتعرض خلالها مخيم الشاطئ للقصف والمجازر واغتيال القادة كبقية مناطق القطاع.
كان آخرها الحرب التي شنتها قوات الاحتلال على القطاع عقب عملية طوفان الأقصى، التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على مستوطنات غلاف غزة، إذ بدأ الجيش الإسرائيلي حملة عسكرية موسعة جوية وبرية.
وتعرض المخيم لقصف عنيف، وارتكبت فيه مجازر كبيرة، كما تعرض سكانه لحركة نزوح قسرية أجبروا عليها حين وصل الاقتحام البري من الاحتلال إلى المخيم.
مؤسسات في المخيميضم المخيم 25 مدرسة، 4 منها تعمل بنظام فترة واحدة، و22 مدرسة تعمل بنظام فترتين، كما يضم 17 منشأة للأونروا، ومركز توزيع غذاء، ومركزا صحيا واحدا، ومكتب إغاثة وخدمات اجتماعية، إضافة إلى مكتب صيانة وصحة بيئة.
مشاكل المخيميعاني المخيم من انقطاع الكهرباء ونسبة بطالة عالية، إضافة إلى القيود التي تفرضها إسرائيل على صيد الأسماك، كما يعاني من تكدس سكاني عالٍ وتلوث في المياه وقلة موارد البناء، ويؤثر عليه الحصار على نحو كبير.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات مخیم الشاطئ
إقرأ أيضاً:
32 شهيدا بغزة وسموتريتش يدعو لبدء مرحلة الحسم
أفادت مصادر طبية للجزيرة باستشهاد 32 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على مناطق عدة في قطاع غزة منذ فجر اليوم الثلاثاء.
كما دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي عشرات الآليات الثقيلة التابعة لبلديات القطاع وشركات خاصة تستخدم لإزالة الركام وشق الطرق.
يأتي ذلك فيما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن مجلس الوزراء الأمني المصغر (الكابينت) سينعقد اليوم، لمناقشة استمرار العمليات العسكرية في غزة، مشيرة إلى أن بعض الوزراء -وعلى رأسهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش– يضغطون لبدء مرحلة أعنف من القتال أو ما يسمونها "مرحلة الحسم".
وأفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 5 فلسطينيين -بينهم طفلة وامرأة- وإصابة آخرين في غارة لقوات الاحتلال الإسرائيلية استهدفت خيمة تؤوي نازحين بمخيم جباليا.
كما ارتفع عدد الشهداء إلى 11 في قصف إسرائيلي استهدف منزلا بمدينة خان يونس جنوبي القطاع فجر اليوم.
وذكر مراسل الجزيرة أن 4 فلسطينيين استشهدوا إثر قصف من مسيّرة إسرائيلية في بني سهيلا شرقي المدينة.
كما استشهد فلسطيني آخر برصاص الاحتلال في منطقة المواصي جنوب غربي خان يونس.
وفي الشق العملياتي، قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إنها سيطرت على طائرة استطلاع إسرائيلية خلال تنفيذها مهام استخباراتية متعددة في سماء مدينة خان يونس.
إعلان تدمير آلياتوقد عمدت قوات الاحتلال إلى تدمير وإحراق ما بقي في غزة من معدات وآليات ثقيلة كانت تستخدم لإزالة الركام وشق الطرق.
واستنكرت مديرية الدفاع المدني في غزة بشدة -في بيان لها- تدمير الاحتلال 9 آليات داخل مقر بلدية جباليا، مؤكدة أنها استخدمتها في إزالة الركام وإنقاذ الجرحى وانتشال الشهداء.
وأعرب مدير الإمداد في المديرية الدكتور محمد المغير عن استهجانه استهداف هذه المعدات، مشيرا إلى أنه تم توفير إحداثيات مكان وجودها، وأن الاحتلال لم يعلن المكان الذي توجد فيه الآليات منطقة إخلاء أو منطقة عسكرية خطيرة.
كما وصفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الاستهداف بأنه "إمعان إجرامي في حرب الإبادة" بغزة.
وقالت حماس إن تدمير الاحتلال معدات -بينها 9 جرافات أدخلت من مصر ضمن وقف إطلاق النار- يعد تنكرا من الاحتلال لالتزاماته.
وأوضحت أن جرائم التدمير في قطاع غزة لن تنجح في دفع الفلسطينيين لمخططات التهجير التي وصفتها بـ"الخبيثة".
يشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يرتكب بدعم أميركي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلا عن أزمة إنسانية وصحية غير مسبوقة، وفق تقارير دولية وأممية.