أردوغان: لا يمكن منع مجازر فلسطين ما دام الغرب يقف خلف "إسرائيل"
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
أنقرة - صفا
شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، على استحالة منع المجازر في فلسطين ما دام الغرب يقف خلف الحكومة الإسرائيلية.
وقال أردوغان في كلمة خلال حفل توزيع جوائز الخير الدولية بأنقرة، إن "غزة تشهد واحدة من أكثر عمليات الإبادة الجماعية وحشية في القرن الأخير منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول الماضي) أمام أعين العالم أجمع".
وأشار إلى تحويل غزة إلى مقبرة ضخمة للأطفال خلال آخر 229 يوما.
وأضاف: "فقدوا إنسانيتهم إلى حد قتل الأطفال في الحاضنات، وقصف المستشفيات ودور العبادة، ومهاجمة شاحنات المساعدات، وإسقاط القنابل على المدنيين الأبرياء الذين ينتظرون في طوابير للحصول على الطعام".
وتابع: "فعلوا كل ذلك بالأسلحة والقنابل والطائرات والدعم الدبلوماسي غير المشروط من أولئك الذين تشدقوا لنا بحقوق الإنسان والحريات لسنوات".
وأكد الرئيس التركي أن "الذين يقدمون الدعم اللوجستي والعسكري لـ"إسرائيل" يتحملون مسؤولية إراقة الدماء في غزة بقدر المحتلين".
وأردف: "لا تظنوا أن أحزان الأبرياء الذين ماتوا في غزة لن تُذكر، ولا تظنوا أن الظالمين سيفلتون من العقاب، أبدا، فدماء أهل غزة ملتصقة بجباه المحتلين وحماتهم".
وأفاد الرئيس أردوغان بأن حماس أعلنت قبولها عرض وقف إطلاق النار، لكن "إسرائيل" واصلت موقفها المتعنت.
وأشار إلى أن "الحكومة الإسرائيلية لم تكتف بذلك وكشفت عن نواياها الحقيقية من خلال مهاجمة رفح، الملاذ الأخير للمدنيين".
وأكمل: "يجب على الجميع قبول أنه ما دامت القوى الغربية تقف وراء (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو، رغم كل فساده وغطرسته، فلا يمكن منع المجازر في فلسطين".
وشدد أردوغان على أن "نتنياهو غذى معاداة السامية وعرّض أمن مواطنيه للخطر من أجل إطالة أمد حياته السياسية".
ولفت إلى أن "العالم مرشح لأن يشهد صراعات جديدة إذا استمرت التوسعية الصهيونية على هذا النحو".
وأوضح أن "التوترات التي اندلعت الشهر الماضي بين إسرائيل وإيران مجرد إشارة على ذلك، في وقت تتزايد فيه الهجمات الإسرائيلية ضد لبنان ودول أخرى في المنطقة".
وأكد أردوغان أن "تركيا تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاتلي المقاومة الفلسطينية الذين يدافعون ببسالة عن أرضهم".
وأضاف أن الفلسطينيين أضحوا مفخرة الإنسانية بمواقفهم الصامدة ونضالهم رغم كل الصعاب.
وزاد: "رغم الإبادة الجماعية التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية منذ 229 يوما، لم تتمكن من كسر الإرادة الفولاذية لشعب غزة أو القضاء على إرادتهم القتال".
وقال إن الفلسطينيين "تعرضوا لشتى أنواع التنكيل، واختبروا كل أوجه القصور في النظام العالمي، لكنهم لم ينحنوا أبدا للظلم والظالمين".
واستطرد: "من هنا أحيي مرة أخرى أبناء غزة ورام الله البواسل، بالنيابة عني وعن وطني، وأترحم على شهداء فلسطين وأتمنى الشفاء العاجل للجرحى".
من جهة أخرى، أشار أردوغان إلى أن إجمالي حجم المساعدات الإنسانية التي أرسلتها تركيا إلى غزة تجاوز 54 ألف طن.
ولفت إلى استمرار علاج المرضى والجرحى الفلسطينيين في تركيا.
كما أشار إلى إيقاف تركيا الاستيراد والتصدير إلى "إسرائيل" بشكل كامل في أبريل/ نيسان الماضي.
وأضاف: "تخلينا عن حجم التجارة الذي يبلغ نحو 9.5 مليارات دولار".
في السياق ذاته قال أردوغان: "لدينا مسؤولية تجاه أشقائنا الفلسطينيين الحالمين بالعودة إلى ديارهم وأوطانهم منذ 76 عاما، ولا يمكن لنا أن نتجاهلهم".
وبيّن أن "الاعتراف بدولة فلسطين ووقف المجازر في غزة يتصدران جدول أعمال اجتماعاتنا مع القادة الأجانب".
ورحب الرئيس التركي بإعلان النرويج وفنلندا وإسبانيا الاعتراف بدولة فلسطين.
وصباح الأربعاء، أعلنت كل من النرويج وإيرلندا وإسبانيا بشكل متزامن، اعترافها رسميا بدولة فلسطين اعتبارا من 28 مايو/ أيار الجاري، لتقرر بعد ذلك خارجية الاحتلال استدعاء سفراء الدول الـ3 في "تل أبيب" للتشاور.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: أردوغان
إقرأ أيضاً:
مستشرق إسرائيلي يحرض ضد تركيا.. ستحل محل إيران
تواصل الصحافة العبرية تسليط الضوء على ما يحدث في سوريا وتحذيراتها من الدور التركي هناك.
المستشرق الإسرائيلي إيال زيسر يحذر هو الآخر من الدور التركي في سوريا الجديدة.
وقال في مقال في صحيفة "إسرائيل اليوم" إنه في الوقت الذي "بدأ فيه العد التنازلي في إيران لسقوط حكم آيات الله، فإن تركيا تسير في الاتجاه المعاكس وتتجه نحو التأسلم".
ويذكر زيسر في مقاله بالجهود التي قامت بها إيران بالمنطقة لحصار "إسرائيل" إلا أن سقوط "نظام الأسد في سوريا أنهى المشروع الإيراني وأعاد طهران إلى الوراء".
ومع ذلك فيبدو أن الإسرائيليين يبحثون عن عدو جديد، وهو ما يعبر زيسر بقوله "في الحياة لا يوجد فراغ، وسرعان ما ملأت تركيا بقيادة أردوغان مكان إيران".
ويتهم زيسر أردوغان بأنه الشخص الذي يقف وراء الحاكم الجديد لسوريا أبو محمد الجولاني، حيث " موّل ودعم جيشه ومنحه الضوء الأخضر للقيام بالهجوم وتحطيم النظام في دمشق".
ويزعم زيسر أنه ليس إسرائيل وحدها التي ستتضرر من الدور التركي في سوريا الجديدة بل الأردن والدول العربية، في مسعى للتحريض على الدور التركي.
ويزعم زيسر أنه "بينما تخشى إسرائيل من تسرب الإرهاب من سوريا إلى أراضيها، تخشى الأردن من تسرب الأفكار الثورية للإسلام الراديكالي إلى داخل المجتمع الأردني".
وبحسب زيسر فإن أردوغان يسعى إلى دفع إيران الشيعية بعيدًا عن المنطقة، "حيث توجد بين الدولتين خصومة دينية وسياسية ومنافسة على السيطرة في منطقتنا".
ويشكك زيسر بقدرة أردوغان على السيطرة على سوريا، ويضيف: "صحيح أن الجولاني استعان به، لكن من المشكوك فيه أن يرغب في أن يصبح تابعًا أو حتى وكيلًا لأردوغان. كما أن تركيا لا تملك الموارد الاقتصادية والعسكرية لتصبح "المالك" في سوريا".
ويمضي زيسر في التحريض على تركيا ويقول إن "لدى أردوغان أيضًا طموحات كبيرة - للعودة إلى مجد الماضي، إلى أيام الإمبراطورية العثمانية التي كانت تهيمن على جميع أنحاء الشرق الأوسط. والتعصب الإسلامي المدعوم بكراهية إسرائيل هو الرابط الذي يسعى من خلاله لربط أجزاء اللغز الشرق أوسطي وضمان سيطرته عليها".