في أحدث استخدام للمرسوم "54" في تونس، قضت محكمة، الأربعاء، بسجن إعلاميين: المحلل والمعلق السياسي، مراد الزغيدي، ومقدم البرامج التلفزيونية والإذاعية، برهان بسيس.

وقال الناطق باسم المحكمة الابتدائية بتونس، محمد زيتونة، لوكالة فرانس برس إن المحكمة قررت سجن الزغيدي وبسيس بجريمتين: استعمال شبكة وأنظمة معلومات واتصال لإنتاج وترويج وإرسال وإعداد أخبار وإشاعات كاذبة بهدف الاعتداء على حقوق الغير والإضرار بالأمن العام، واستغلال أنظمة معلومات لإشاعة أخبار تتضمن نسبة أمور غير حقيقية بهدف التشهير بالغير وتشويه سمعة والإضرار ماديا ومعنويا.

والزغيدي وبسيس موقوفان احتياطيا، منذ 12 مايو، بسبب تصريحات ومنشورات على شبكات التواصل الاجتماعي اعتبرت منتقدة لسلطة الرئيس التونسي، قيس سعيد.

ومنذ انتفاضة تونس عام 2011، أصبحت حرية الصحافة مكسبا رئيسيا للتونسيين وأصبحت وسائل الإعلام التونسية واحدة من بين الأكثر انفتاحا في أي دولة عربية.

لكن السياسيين والصحفيين والنقابات يقولون إن حرية الصحافة تواجه تهديدا خطيرا في ظل حكم سعيد، الذي وصل إلى السلطة عام 2019 عبر انتخابات حرة. ويرفض سعيد هذه الاتهامات، قائلا إنه لن يصبح دكتاتورا بحسب تقرير لوكالة رويترز.

وتجمع صحفيون تونسيون قرب المحكمة بتونس العاصمة، الأربعاء، للاحتجاج على المحاكمة، ورفعوا شعارات تطالب بإنهاء ما وصفوه بالقيود والانتهاكات المستمرة على الصحفيين.

وقال زياد دبار، نقيب الصحفيين: "كل الصحفيين في حالة سراح مؤقت إلى أن يأتي ما يخالف ذلك.. باب السجن مفتوح أمام الصحفيين بسبب كلمة واحدة".

وأضاف "الأخطر أن القضاء أصبح يفتش في نوايا الصحفيين وما يقصدون بما يقولون ويكتبون".

وقال دبار: "التهديدات والقيود التي يواجهها الصحفيون في تونس غير مسبوقة، وسنتجه نحو خطوة تصعيدية".

مراد الزغيدي مراد الزغيدي

والزغيدي محلل ومعلق تلفزيوني على المواضيع السياسية والاجتماعية، ويعمل مع بسيس الذي يقدم برامج إذاعية وتلفزيونية في محطات خاصة تتطرق للشأن العام في البلاد.

وتم اعتقاله الزغيدي بسبب "تدوينة على مواقع التواصل الاجتماعي يساند فيها صحفيا موقوفا، وكذلك عن جملة تصريحاته خلال برامج تلفزيونية منذ شهر فبراير الماضي".

ودافع الإعلاميان المعروفان عن نفسيهما، الأربعاء، خلال جلسة محاكمتهما وأكدا أنهما كانا يمارسان عملهما المتمثل في تحليل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في تونس التي اعتبرت مهدا لما يسمى بـ "الربيع العربي".

وقال الزغيدي خلال الجلسة: "إن عملي كمحلل سياسي يتطلب مني التحدث في الشأن العام.. أريد أن أعرف ما هي العبارة أو الكلمة التي حكم عليها بأنها مخالفة" للقانون، وفقا لصحفية في فرانس برس.

تونس.. السجن لاعلاميَين بسبب تصريحات انتقدت السلطة قضت محكمة تونسية، الأربعاء، بسجن المحلل والمعلق السياسي، مراد الزغيدي، ومقدم البرامج التلفزيونية والإذاعية، برهان بسيّس، سنة لكل منهما على خلفية تصريحات منتقدة للسلطة، وفق ما أفاد متحدث قضائي وكالة فرانس برس.

وأضاف "أنا لست معارضا ولا مؤيدا للرئيس، أحيانا أؤيد خياراته وأحيانا أنتقدها، وهذا يدخل في عملي الإعلامي".

بينما انتقد محاميه، كمال مسعود، المرسوم عدد 54 ووصفه بأنه "غير دستوري"، داعيا إلى "تجنب استخدامه".

وشدد المحامي على أنه "إذا دخلت السياسة قاعات المحاكم فإن العدل يغادرها"، مطالبا رئيسة المحكمة بالاستقلالية في حكمها.

برهان بسيس برهان بسيس

نزار عياد، محامي بسيس، أكد أن توقيف الأخير يأتي على خلفية ما اعتبر "إساءة إلى رئيس الجمهورية عبر البرامج الإذاعية والتدوينات".

وأضاف أن السلطات لاحقت بسيس إثر تصريحات إعلامية ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تعود إلى ما بين عامي 2019 و2022.

وقال بسيس خلال الجلسة: "أنا منشط (مدير جلسة) لذا يجب أن أطرح كل الآراء بغض النظر عن توجهاتها"، مستنكرا ظروف توقيفه "كما لو كنت مجرما خطيرا".

تزامن توقيف الزغيدي وبسيس وتوقيف المحامية والمعلقة التلفزيونية سنية الدهماني بالقوة من قبل رجال الشرطة في 11 مايو. 

وعقب إلقاء القبض على الدهماني، خرج المحامون أمام مقر هيئة المحامين رافعين شعارات "المحاماة حرة والبوليس على بره" و"سنواصل الكفاح" و"يا سنية لا تهتمي الحريات تفدى بالدم".

واستدعى قاضي التحقيق الدهماني بشبهة نشر شائعات والمساس بالأمن العام إثر تصريحاتها.

ونددت دول غربية بموجة الاعتقالات، التي جرت منذ مطلع مايو، وبينهما الزغيدي وبسيس.

ونددت الولايات المتحدة، منتصف مايو، بموجة التوقيفات، واعتبرت أن ممارسات السلطات تناقض حريات يكفلها الدستور.

بينما أعربت فرنسا عن "قلقها"، فيما أعرب الاتحاد الأوروبي عن "قلقه" إزاء موجة التوقيفات، مؤكدا أن حرية التعبير واستقلالية القضاء يشكلان "أساس" شراكته مع تونس.

وندد الرئيس التونسي سعيد بما اعتبره "تدخلا سافرا" في شؤون بلاده في أعقاب الانتقادات الدولية.

اعتقالات "قانونية" أم "انتكاسة للحريات"؟.. ماذا يحدث في تونس؟ بعد حوالي 13 عاما من الثورة التونسية التي أطلقت شرارة الربيع العربي في 2011، إلا الحريات في تونس تواجه العديد من التحديات والتضييق، وهو ما تؤكده منظمات تونسية.

وأصدر سعيد، في سبتمبر عام 2022، مرسوما عرف بـ"المرسوم 54"، ينص على "عقاب بالسجن لمدة خمسة أعوام" وغرامة تصل إلى خمسين ألف دينار "لكل من يتعمد استعمال شبكات وأنظمة معلومات واتصال لإنتاج، أو ترويج، أو نشر، أو إرسال، أو إعداد أخبار أو بيانات أو إشاعات كاذبة أو وثائق مصطنعة أو مزورة أو منسوبة كذبا للغير بهدف الاعتداء على حقوق الغير أو الإضرار بالأمن العام أو الدفاع الوطني".

خلال عام ونصف عام، حوكم أكثر من 60 شخصا، بينهم صحفيون ومحامون ومعارضون للرئيس، بموجب هذا المرسوم، وفق النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين.

يحتكر الرئيس سعيد السلطات في البلاد، منذ صيف عام 2021، وغير الدستور. ومن المرتقب أن تنظم الانتخابات الرئاسية نهاية العام الحالي، وفقا لفرانس برس.

ونددت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان صدر، في 17 مايو الحالي، بـ "تصعيد القمع الحكومي في الأسابيع الأخيرة والإجراءات التي تهدف إلى تكميم حرية التعبير".

لا يزال نحو 40 شخصا بعضهم معارضون بارزون ورجال أعمال وناشطون سياسيون موقوفين منذ فبراير الفائت، ويتهمهم سعيّد "بالتآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی تونس

إقرأ أيضاً:

صادي يجيب عن تساؤلات نائب برلماني

أجاب وزير الرياضة، وليد صادي، اليوم الخميس، على سؤال موجه له من طرف نائب برلماني، خلال جلسة عامة عُقدت بالمجلس الشعبي الوطني.

وفي رده عن سؤال النائب ماسينيسا، بخصوص كيفية تشغيل هياكل التنظيم للرياضيين وأجهزة الأنشطة البدنية والرياضية المنصوص عليها في القانون 13-05 لتفعيل وسائل ومناهج كشف المواهب الرياضية الشبانية وتطويرها. وهل تضمن هذا القانون الإجراءات والتسهيلات لهاته المواهب المواءمة بين مساراتهم الدراسية؟ أجاب الوزير، وليد صادي موضحا:”المادة 91 من القانون 13/05 خولت للإتحاديات الرياضية الوطنية مهام تطوير برامج البحث عن المواهب الرياضية الشابة وقصد تفعيل ذلك”.

وأضاف المتحدث:”تم إدراج مديرية منهجية على مستوى كل الإتحادات الرياضية الوطنية بموجب المرسوم التنفيذي رقم 13/430 الذي يحدد كيفيات تنظيم إتحاديات رياضية وطنية وسيرها وكذا قانونها الأساسي النموذجي المعدل والمتمم المسماة المديرية المنهجية للترقية والتكفل بالمواهب الرياضية الشابة، والتي بدورها تسطر برنامج سنوي لإكتشاف المواهب الرياضية الشابة، تتم المصادقة عليه من طرف الجمعية العامة من طرف الإتحاديات الرياضية الوطنية ويدرج ضمن برنامج عملها السنوي ويتم تمويل هذا البرنامج بتخصيص نسبة 20%  من الإعانات الإجمالية التي تتحصل عليها كل إتحادية رياضية وطنية من طرف الوزارة طبقا للقرار الوزاري المؤرخ بتاريخ 10 ديسمبر 2006، الذي يحدد شروط منح الإعانات للإتحادات الرياضية الوطنية.

وتابع ذات المتحدث:”ويخضع تنفيذ هذا البرنامج لراقبة الهيكل المختص على مستوى الإدارة المركزية قصد ضمان رقابة نوعية من طرف وزارة الرياضة.تم إعتماد في الهيكل التنظيمي لوزارة الرياضة مديرية فرعية قائمة بذاتها مهامها التكفل بمواهب رياضية شابة، وتجسيد البرامج المسطرة من طرف الإتحادات الرياضية”.

أما بخصوص أجهزة الدعم للنشاطات البدنية وهياكل دعمها، أوضح الوزير:”بموجب المادة 110 من القانون 13/05 إعتبار اللجنة الوطنية لرياضة النخبة والمستوى العالي وكشف المواهب الرياضية جهاز من أجهزة الدعم وتم تكريس ذلك بموجب المرسوم التنفيذي 16/02 المؤرخ في 3 جانفي 2016. نصت المادة 117 من القانون رقم 13/05 على إسناد مهام تكوين المواهب الرياضية الشابة لمؤسسات تحت الوصاية كالثانويات الرياضية والتي يهدف عملها على دعم المواهب الرياضية الشابة، تمنح المتمدرسين إمتياز متابعة التكوين على مستوى معاهد التابعة لقطاع الوزارة”.

مقالات مشابهة

  • 2.3 مليار دولار عائدات السياحة في تونس منذ بداية العام
  • صادي يجيب عن تساؤلات نائب برلماني
  • روسيا تعاقب امرأة في القرم بالسجن 15 عاما بتهمة الخيانة
  • محمد حسن كنجو.. سفاح صيدنايا الذي قبض عليه في عمليات طرطوس
  • النفطي: فرص واعدة لتعميق التعاون بين تونس ومصر
  • حصاد 2024.. أبرز الهواتف الصدفية القابلة للطي التي أطلقت خلال العام
  • استمرار البحث عن جثتين لشخصين انهارت عليهما حفرة أثناء التنقيب عن الآثار بكرداسة
  • عبد المنعم سعيد: الحروب العالمية الحالية ليست استثنائية
  • محكمة تقضي بالسجن لـ20 عاما على زوجة رئيس تونس الأسبق زين العابدين بن على
  • حكم قضائي جديد يدين عائلة بن علي في تونس: 20 عاماً سجناً ضد ليلى الطرابلسي وصخر الماطري