#كلام عن #حرب_السرديات _ #ماهر_أبوطير
لا يوجد حريات سياسية وإعلامية مطلقة في هذا الكوكب، على الرغم من أن سقوف الحريات تتفاوت بين بلد وآخر، لكن الأزمات تكشف سلوكا ثانيا من حيث التعامل مع هذه الحريات.
خذوا مثلا الاعتقالات في الولايات المتحدة ودول أوروبية للمتضامنين مع فلسطين خلال أحداث غزة الحالية، فالتحريض على هؤلاء وصل أعلى درجاته، من جانب قوى سياسية واقتصادية، ونفذت أجهزة الأمن آلاف الاعتقالات، تحت عناوين مختلفة من تهديد السلم الاجتماعي، مرورا بمعاداة السامية وصولا إلى تعطيل الحياة الجامعية، والذرائع هنا متوفرة في كل دول العالم.
الأمر ذاته انطبق بشكل أو آخر على أي أكاديمي أو سياسي أو إعلامي أميركي أو غربي تضامن مع فلسطين، حيث تم الهجوم على هؤلاء وطرد بعضهم من مواقعهم، والتنكيل بهم بوسائل مختلفة، علنا، لإخافة غيرهم من ذات الطبقات الذين فضلوا الغنائم على المعارك.
مقالات ذات صلة نتنياهو في غزة كيف يفكر وماذا يخطط 2024/05/22هذا يعني أن لحظة الصدام بين المصلحة السياسية لأي دولة أو نظام أو مجموعة سياسية أو حزب أو اتجاه، وتعريفات هذه المصلحة الدقيقة، وبين سلوك السياسيين أو الإعلاميين أو النخب الشعبية، تؤدي في حالات كثيرة إلى إنتاج موقف مضاد للحريات كليا، وهو أمر ينطبق حتى على سلوك المعارضات إذا انتقدها أحد، وعلى سلوك من نفترضهم يدافعون عن الحريات، إذا قام أحد بالتشكيك بهم أو مسّ مقاماتهم، فالمأساة هنا مشتركة بين الجميع.
الأمر رأيناه أيضا في إسرائيل، فقد قتلت مئات المراسلين الصحفيين الفلسطينيين، لمجرد أنهم ينقلون الحقيقة، والعالم الغربي يتفرج على قتل الإعلاميين، مع بضعة بيانات إدانة هنا أو هناك، لكن إسرائيل لم تتوقف، وتم إلحاق هذا بمنع بث شبكات تلفزة ومداهمة مكاتبها، ومنع بث وكالات أنباء دولية، وفي حالات اعتقال مراسلين وصحفيين وتوقيفهم، بسبب نقل آلاف الصور والفيديوهات، لأن الاحتلال يخوض حرب السرديات أيضا، كون تل أبيب تريد أن لا تهددها سردية ثانية، لا سردية الفلسطينيين، ولا سردية المتضامنين معهم، والإعلام أخطر وسيلة لنشر السرديات، وتعزيزها بالأدلة إلى درجة اأ ما تبثه وسائل الإعلام أحيانا يتم استعماله كأدلة جنائية لإدانة القادة والدول والأنظمة والجيوش، وهذا السلوك الإسرائيلي يأتي مبررا تحت غطاء خوض الحرب، حيث لا حريات للطرف الآخر، بل إن الحريات في إسرائيل ذاتها يتم خفضها والتحكم بها، من خلال الرقابة العسكرية، التي تعمل بقوة دون الالتفات إلى قصة ديمقراطية إسرائيل، وسمعتها أمام مجتمع الاحتلال من جهة، والمجتمع الدولي.
هذه نماذج برزت في الحالات الاستثنائية، أي حالات الحروب والأزمات والفوضى الداخلية في دول تتغنى بوجودها السياسي، بكونها ديمقراطية، بل إن أميركا تصف نفسها بأهم ديمقراطية في العالم، فيما إسرائيل تصف كينونتها بكونها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وسط دول وجزر وأنظمة معتمة أصلا، ولا تؤمن بفتح الفم للمواطن إلا لدى طبيب الأسنان.
ما يراد قوله هنا بالمقابل إن منطقة الشرق الأوسط، اختصرت على نفسها كل هذه المسارات، وحددت سقوف التعبيرات الإعلامية والسياسية، وفي نماذج معينة لا توجد سقوف أصلا، ونشهد اليوم تفاهما ضمنيا بين الدول الديمقراطية، وغير الديمقراطية، من حيث خفض الحريات حال نشوب أزمات محددة، حيث لم تعد عواصم الشرق الأوسط تهتم أصلا بتقييمات منظمات حقوق الإنسان، ولا تصنيفات الحريات، خصوصا، حين يكون السلوك الرسمي المحلي متعلقا بأزمة ذات ظلال إقليمية أو دولية، وبحيث يأخذ الكل راحته في فرض التقييدات المتعددة.
لكن وسط كل هذه المشاهد يبرز الإعلام البديل، عنصرا حساسا برغم كل محاولات تقييده، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، مثلما يعيد الغاضبون في كل مكان إنتاج أدوارهم السياسية لمواصلة التعبير عن مواقفهم، بوسائل تتكيف مع القيود المفروضة في سياق الالتفاف عليها.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: كلام حرب السرديات
إقرأ أيضاً:
مستشفيات جامعة بني سويف تستقبل المرضى والمصابين من غزة
استقبلت مستشفيات جامعة بني سويف 7 حالات من مرضى الأشقاء الفلسطينيين ومصابي الحرب لتقديم كافة أوجه الدعم الطبي والرعاية الصحية العاجلة لهم.
ويأتي ذلك في إطار جهود جامعة بني سويف برئاسة الدكتور منصور حسن رئيس جامعة بني سويف ، الدكتور خالد الحديدي عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة المستشفى، عماد البنا المدير التنفيذي لمستشفيات جامعة بني سويف.
وقد قام الدكتور عماد البنا ويرافقه سرحان محمد مدير عام الشئون المالية والإدارية وأطباء من مختلف الأقسام باستقبال 7 حالات من مصابي الحرب في غزه يرافقهم 13 فردا من ذويهم.
وأكد الدكتور عماد البنا أن مستشفيات جامعة بني سويف في خدمة الأشقاء الفلسطينيين، ومستعدة لاستقبال أي مرضى ومصابين من الأشقاء الفلسطينيين، مشيرا إلى جاهزية المستشفى بالفرق الطبية المتخصصة، والكوادر المختلفة، وتزويدها بكافة الإمكانات الطبية من أشعة، وتحاليل، وغيرها للتعامل مع الحالات، وتوفير جميع الأدوية، والأجهزة، والمستلزمات الطبية؛ لاستقبال حالات المصابين الفلسطينيين.
وأوضح المدير التنفيذي لمستشفيات جامعة بني سويف إنه قد تم توقيع الكشف الطبي على كافة الحالات فور وصولها إلي المستشفى، وتشخيصهم تشخيصاً دقيقاً، والتي تباينت تخصصاتهم ما بين الأنف والأذن، والمسالك، والعظام، والقلب والجراحة وتم التأكد من استقرار حالتهم الصحية.
وأضاف أن الجامعة حريصة على دعم الأشقاء الفلسطينيين وتقديم كل أوجه الدعم المختلفة لهم سواء من المرضي أو المصابين أو المرافقين للحالات وتقديم كافة أوجه الرعاية من السكن والغذاء وكافة الخدمات التي تعمل على توفير كافة سبل الراحة لهم.
والجدير بالذكر أن المستشفى استقبلت 6 حالات أخرى من الأخوة الفلسطينيين ومرافقيهم منذ أسبوعين وتم تقديم الخدمة الطبية اللازمة لهم ومتابعة جميع الحالات، حتى تعافيها وتماثلها للشفاء.