كيف تتحكم في بياناتك التي يمتلكها غوغل؟
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
شركة غوغل تملك عنك الكثير والكثير من البيانات، تخيل كم البيانات التي تمنحها عبر متصفح كروم وخدمة بريد غيميل وخرائط غوغل ويوتيوب، وكلها خدمات وتطبيقات تدخل في أنشطة حياتنا اليومية المختلفة.
وعموما جمع تلك البيانات ضريبة متوقعة لأي خدمات مجانية، لكي تستخدمها الشركة في الإعلانات الموجهة التي تراها باستمرار، لكن ما يهمنا أن غوغل توفر لوحة تحكم شاملة يمكنك استخدامها للاطلاع على بعض البيانات التي تجمعها الشركة عن أنشطتك اليومية.
يمكنك استخدامها لحذف كل ما جمعته غوغل من بيانات، أو إيقافها من جمع أي بيانات في المستقبل، أو حذف بياناتك تلقائيا بعد فترة محددة (مثل 3 أشهر). يمكنك معرفة كيفية استخدام الخيارات المتاحة لك كالآتي:
العثور على بياناتك
البداية سهلة، عليك فتح صفحة حسابك على غوغل في المتصفح الذي تختاره، ثم تسجيل الدخول إذا كنت بحاجة إلى ذلك. من هذه الصفحة، يمكنك رؤية اشتراكاتك في غوغل، والأجهزة التي سجلت الدخول إليها باستخدام حسابك، وكلمات المرور المحفوظة لديك، وغيرها من المعلومات.
ما يهمنا الآن هو البيانات، التي يمكنك الوصول إليها من خلال:
الضغط على البيانات والخصوصية (Data & Privacy) على اليسار. انزل قليلا لأسفل في الصفحة حتى تصل إلى إعدادات السجل (History settings)، وهي مقسمة إلى 3 فئات رئيسية: بيانات الويب والتطبيقات، وبيانات الموقع، وبيانات يوتيوب.
اضغط على خيار “نشاطي” (My Activity) في أسفل هذا الجزء للاطلاع على قائمة كاملة بهذه البيانات. سترى كل الأنشطة التي قمت بها التي سُجلت في منتجات غوغل، بدايةً من الأحدث.
اختر التصفية حسب التاريخ والمنتج (Filter by date & product) لحصر النتائج في نطاقات تواريخ معينة أو تطبيقات محددة. واضغط على أي عنصر في القائمة لمعرفة المزيد من التفاصيل حوله إذا كانت متوفرة. ويمكنك مثلا فتح فيديوهات يوتيوب التي شاهدتها، أو مواقع الويب التي زرتها.
حذف بياناتك
عندما يتعلق الأمر بالبيانات التي سبق أن جمعها غوغل وسجّلها، يمكنك حذفها بعدة طرق مختلفة:
إذا كنت تنظر إلى قائمة الأنشطة الكاملة، انقر على حذف (Delete) ويمكنك حذف السجلات من آخر ساعة، أو آخر يوم، أو ضمن مدى زمني مخصص. كما يمكنك الضغط على “كل الوقت” (All time) لحذف كل شيء.
إذا كنت قد اخترت تصفية القائمة حسب التاريخ أو المنتج، اضغط على حذف النتائج: وهذا يؤدي إلى حذف كل شيء يطابق اختيارك للتصفية. وعموما يمكنك الضغط على علامة “إكس” (X) بجوار أي نشاط لحذفه مباشرة.
من المفيد أن يتوفر هذا المخزن المركزي لجميع بياناتك عبر منصة ويب واحدة، لكن بإمكانك العثور على بعض أنواع البيانات في أماكن أخرى كذلك، فيمكنك مثلا حذف نشاطك على الويب من داخل متصفح كروم إذا كنت مسجّل الدخول إلى غوغل، أو يمكنك الاطلاع على سجلّ مشاهداتك على يوتيوب من خلال موقع يوتيوب نفسه.
الحذف التلقائي وإيقاف تجميع بياناتك
إذا كنت ترغب في حذف غوغل لبياناتك تلقائيا أو التوقف عن جمع البيانات كليا، فعليك الاستعانة بالفئات الثلاث التي ذكرناها سابقًا: الويب والتطبيقات، والموقع، ويوتيوب.
من قائمة الأنشطة، اضغط على نشاط الويب والتطبيقات، أو سجل الموقع، أو سجل يوتيوب. تتشابه شاشة الخيارات التالية التي ستراها في الفئات الثلاث:
اضغط على إيقاف التشغيل (Turn off) لإيقاف جمع البيانات في هذه الفئة المحددة. إذا حددت هذا الخيار، يمكنك اختيار إيقاف التشغيل مع الاحتفاظ بأي بيانات مجمعة حتى الآن أو إيقاف التشغيل وحذف السجل بالكامل.
في حال اخترت حذف البيانات، ستظهر لك شاشة لعرض ما سيجري حذفه قبل تأكيد الإجراء. في أسفل الصفحة، حدد خيار الحذف التلقائي لمسح البيانات في هذه الفئة بعد فترة زمنية معينة: بعد 3 أشهر أو 18 شهرًا أو 36 شهرًا.
كما سترى بعض الإعدادات الفرعية في هذه الصفحات، مثل عمليات البحث التي تقوم بها على يوتيوب أو النشاط الصوتي الذي قد تجمعه من خلال تفاعلك مع مساعد غوغل.
بالتأكيد توجد بعض التنازلات التي يجب أخذها في الاعتبار هنا، في حال إيقاف تتبع نشاطك. فإذا كنت تبحث عن مقهى بعينه على خرائط غوغل، فمن المفيد أن يظهر لك تلقائيا عندما ترغب في الحصول على الاتجاهات إليه. وبنفس الكيفية، إذا أعجبتك بعض مقاطع الفيديو على يوتيوب، فربما ترغب في مشاهدة المزيد من نفس أنواع تلك المقاطع بدلا من عرضها عشوائيا.
ربما يوفر لك خيار الحذف التلقائي بعض التوازن في هذا الشأن، لأنه يعني أنك ستحصل على مستوى معين من التخصيص دون الحاجة إلى حفظ كافة أنشطتك على خوادم غوغل طوال الوقت.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
أهمية حوكمة وإدارة البيانات في تحقيق التميز المؤسسي
إنّ مُعظم المنظمات تعتمد اعتمادًا كُليًا على البيانات ولأنّ التحول الرقمي لا يعتمد بالدرجة الأولى على تطوير الأجهزة والآلات فحسب، بل يتعلق الأمر في تكامل التحول الرقمي في جميع المؤسسات العامة، وتُشير نتائج دراسة أعدتها منظمة (PricewaterhouseCoopers) في عام 2019م إلى أنّ جودة البيانات المتوفرة داخل المنظمة وتكاملها وحوكمتها تؤثر تأثيرًا إيجابيًا في توفير التكاليف بنسبة (33%)، وتعمل على زيادة الإيرادات بنسبة (31%)، وتمنحها خطط ورؤى واضحة في تلبية خدمات المستفيدين، وصنع قرارات أكثر دقة، إذ تتيح نظم المعلومات فرصًا متعددة لإحداث تغيرات في أداء المؤسسات العامة وعملياتها بالتالي حوكمتها، فهي توفر المُمكنات التي تعزز من إمكانية تقديم الخدمات، ومشاركة المستفيدين في تطويرها، وهذا يتحقق بوجود نظم معلومات قادرة على إدارة المعلومات والبيانات وتحسين جودتها وآليات تبادلها. إنّ الهدف الأساسي من الاهتمام بالبيانات هو تحويلها إلى أصول معرفية ذات قيمة للمؤسسة لدعم اتخاذ قرارات مُستنيرة، لذلك لا بد من إدارة هذه البيانات وحوكمتها بطريقة ممنهجة. وقد عرفت منظمة Data Management Association (DAMA) حوكمة البيانات، بأنها الإطار التنظيمي لوضع الاستراتيجيات والأهداف والسياسات لإدارة البيانات بشكل فعّال حيث تتألف من العمليات والسياسات والتنظيم والتقنيات اللازمة لإدارة وضمان توافر البيانات وإمكانية استخدامها وسلامتها واتساقها وقابليتها للتدقيق.
وترتكز حوكمة البيانات على مجموعة من المبادئ «مجموعة قواعد يجب أن يلتزم بها» والسياسات «مجموعة الأدلة تتبناها المنظمة لتحقيق مبدأ معين» والمقاييس «الخطوات والعمليات التي من خلالها تُنفذ السياسات» والإجراءات «الخطوات والعمليات التي من خلالها تُنفذ السياسات كذلك» ودليل الممارسات «يتضمن أفضل الممارسات والتوصيات ويجب أخذها في الاعتبار»، وتتداخل هذه المرتكزات مع جميع جوانب المعرفة بمعنى مسؤولة عن المراقبة وليس التنفيذ. بينما تُعنى إدارة البيانات بتنفيذ هذه المبادئ والسياسات ضمن دورة حياة البيانات منذ إنشائها وحتى التخلص منها. وقد أشارت منظمة «DAMA International» إلى أنّ البيانات تُعدّ أصلًا ثمينًا للمؤسسات في عالم اليوم، الذي يعتمد بشكل كبير على البيانات، فممارسات إدارة البيانات الفعّالة والكفؤة تُعدّ غايةً في الأهمية للمؤسسات من أجل استغلال إمكانات بياناتها بالكامل. فإدارة البيانات هي عملية تنظيم وحوكمة وتحليل البيانات بهدف تحسين جودتها وضمان توفرها واستخدامها بكفاءة لدعم اتخاذ القرارات وتحقيق الأهداف المؤسسية. وتتكون إدارة البيانات من عشرة مكونات رئيسة، هي نمذجة وتصميم البيانات، وحفظ البيانات وعملياتها، وأمن البيانات، وتكامل البيانات وتوافقها، وتوثيق وإدارة المحتوى، ومرجعية البيانات، وتخزين البيانات وذكاء الأعمال، ووصف البيانات، وجودة البيانات، وهيكلة البيانات، وتشمل هذه العملية جمع البيانات من مصادر متعددة، وتخزينها بشكل آمن، وتنظيمها بحيث تكون سهلة الوصول والاستخدام، كما تتضمن إدارة البيانات تطبيق سياسات وإجراءات لضمان دقتها وسلامتها وحمايتها من التهديدات الأمنية.
وتُعد إدارة البيانات جزءًا أساسيًا في تعزيز التحول الرقمي والابتكار المؤسسي، حيث تتيح تحويل البيانات إلى أصول استراتيجية تُسهم في تحقيق الميزة التنافسية. ومن خلال التكامل بين الأدوات التكنولوجية والسياسات المؤسسية، يُمكن أن تُسهم إدارة البيانات في تحسين الكفاءة التشغيلية وضمان الامتثال للمعايير التنظيمية. إنّ إدارة البيانات وحوكمتها مترابطتان بشكل وثيق، إذ أنّ إدارة البيانات تشمل جوانب تقنية متنوعة مثل نمذجة البيانات وتخزين البيانات وأمان البيانات، في حين أنّ حوكمة البيانات توفر الإطار الشامل لفرض السياسات وضمان جودة البيانات وتحديد الأدوار والمسؤوليات، فإدارة البيانات تمثل تنفيذ المهام المتعلقة بالبيانات، بينما تحدد حوكمة البيانات القواعد والإرشادات التي تتبع إدارة البيانات للحفاظ على البيانات كأصل موثوق وقيّم. وفي سياق «رؤية عُمان 2040»، التي تهدف إلى وجود جهاز إداري مرن ومبتكر وصانع للمستقبل، تتضح أهمية إدارة البيانات كركيزة أساسية لضمان الكفاءة والفعالية المؤسسية، فالبيانات كما أسلفنا تُعتبر الوقود الذي يغذي نظم التخطيط والتنظيم والمتابعة، حيث تُمكّن المؤسسات من تحليل المعطيات وتحديد الأولويات واستشراف المستقبل بناءً على معطيات دقيقة ومدروسة، حيث تُسهم حوكمة البيانات في تحقيق مبادئ الحوكمة الرشيدة التي ترتكز عليها «رؤية عُمان 2040»، إذ تتضمن وجود سياسات وإجراءات واضحة لتنظيم استخدام البيانات وحمايتها من المخاطر، مع تعزيز الشفافية والمساءلة في التعامل معها. هذه الحوكمة تدعم الأداء المؤسسي المُستدام عبر توفير بيانات موثوقة تُساعد في توجيه المشروعات والموارد بكفاءة لتحقيق أعلى مستويات الإنتاجية والمرونة.
كما تتيح حوكمة البيانات تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني، مما يُدعم التنمية الاقتصادية ويواكب الطفرات التقنية المتسارعة والصناعية كذلك. علاوة على ذلك، تُسهم حوكمة البيانات في تعزيز اتخاذ القرارات، حيث توفر البيانات المؤسسية أساسًا قويًا للقرارات المبنية على منظومة معرفية مُتكاملة، مما يقلل من الاعتماد على الحدس أو الاجتهاد الشخصي، ويتيح ذلك للمؤسسات صياغة سياسات وخطط تتسم بالدقة وتستجيب للتغيرات السريعة في البيئة الاقتصادية والطفرات التقنية المُتسارعة. علاوة على ذلك، يُمكّن التخطيط المستند إلى البيانات من تحقيق الأهداف الاستراتيجية لـ«رؤية عُمان 2040»، مثل تحسين مؤشر تطوير الحكومة الإلكترونية ومؤشر الكفاءة الحكومية، لتحقيق مراتب مُتقدمة إقليميًا وعالميًا.وبالنظر إلى التحول الرقمي، الذي يمثل إحدى الركائز الأساسية لـ«رؤية عُمان 2040»، يعتمد اعتمادًا كبيرًا على البيانات وحوكمتها، فمن خلال التحول الرقمي، تصبح المؤسسات قادرة على تقديم خدمات حديثة ومتكاملة تُلبي احتياجات المستفيدين بكفاءة عالية، مع تعزيز الابتكار في تقديم الخدمات، كما يُمكن أن يعزز التحول الرقمي في تعزيز الثقة بين المؤسسات والجمهور وتحسين الأداء المؤسسي واستدامته.
وبناءً على البيانات المُدارة بكفاءة، يُمكن للمؤسسات أنّ توجد بيئة عمل مرنة ومبتكرة وقادرة على التكيّف مع المتغيرات المتسارعة، مما يُعزز ذلك من مكانة سلطنة عُمان كدولة رائدة في الحوكمة الرشيدة والتحول الرقمي. لذلك، ينبغي على المؤسسات الاستثمار في تطوير نظم إدارة وحوكمة البيانات لضمان دقة البيانات وكفاءة استخدامها في دعم عملية اتخاذ القرارات، كما يجب التركيز على بناء قدرات تقنية وبشرية متقدمة لتعزيز التحول الرقمي وتقديم خدمات حديثة ومتكاملة، بالإضافة إلى تبني سياسات شاملة لحماية البيانات وضمان الشفافية والمساءلة، مما يعزز الثقة لدى المستفيدين، بالإضافة إلى العمل على استغلال البيانات لتطوير مؤشرات الأداء وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لتطوير حلول مبتكرة تواكب التحولات والطفرات التقنية المتسارعة لا سيما أدوات الذكاء الاصطناعي.
عارف الفزاري كاتب عماني
عبد الواسع المطري.. قائد المنتخب الوطني يطارد فوزا تاريخيا في خليجي 26