الولاء والبراء والصرخة ضد أعداء الإسلام
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
الصرخة ليست مجرد شعار سياسي أو ديني ولكنها منهج حياة للدنيا والآخرة إن صدقت النوايا لوجه الله تعالى، وشخصيا كنت كغيري ممن نمتعض من أولئك الذين يرددون الصرخة في أول عهدنا بها على اعتبار انها شعار ديني والدين ليس بحاجة لمن يزايد عليه ويضعه في قالب سياسي والعكس، ولم ندرك أبعاد ذلك الشعار على أعداء الإسلام من اليهود والنصارى والملحدين إلا بعد حين، وقد استطاع المرجفون في غفلة من العقل استطاعوا وهم يضمرون شرا لأصحاب الشعار وأنصاره ويكيلون لهم كماً من التهم والأباطيل عقائديا وفكريا ووطنيا أن يسوقوا بضاعتهم الفاسدة في منابرهم الظلامية واجتماعاتهم، مستخدين كل وسائل الإعلام التقليدية والحديثة بأن الحوثيين شر مستطير، وفي مجالس الغيبة والنميمة وضعوا الخطط والبرامج للتحريض، وجندوا لذلك أباليس الأنس من معدومي الضمير والوطنية، وربما استطاعوا أن يغرروا على البسطاء وغير البسطاء من الناس في بداية الأمر حتى وصل بهم الظلال والتضليل ونشر شائعات الدجل والتغرير القول أن الحوثي والأمريكان والصهاينة منسجمين ومتفاهمين لكل ما حدث ويحدث لليمنيين من حرب وحصار وجوع وفقر وافتقار متعمد، حتى جاءت أحداث غزة ووقوف انصار الله بشموخ وشجاعة غير مألوفة للقادة العرب والمسلمين ضد الصهاينة والأمريكان والإنجليز نصرة لأهل غزة وللأقصى، فضرب إسرائيل في عقر دارها، وضرب سفن الأمريكان والإنجليز سفنهم ومدمراتهم العسكرية والتجارية وكسر شموخ وهيبة الأمريكان والصهاينة والإنجليز تحت إرادة اليمنيين، وكان ذلك الموقف بمثابة حرب صريحة ضد من يحارب أهل غزة ويساند العدو الصهيوني المحتل سواء بالموقف أو المال أو السلاح، أمريكيين كانوا أو من الغرب أجمعين لا فرق، وهذا الموقف المتميز والفريد سلب الألباب للعدو قبل الصديق وفضح أولئك المرجفين في الداخل وعراهم على الملاء، ليتضح للعالمين ان ذلك الشعار يحمل بحق عداوة لأعداء الدين المشركين كانوا من الصهاينة أو الأمريكيين، وأن من يناصبون العداء للحوثيين هم ممن تضررت مصالحهم وتصدعت أيدولوجياتهم وتكسرت في صخرة الصرخة، أما الصرخة فقد أضحت اليوم رمزاً للبراءة من أعداء الله لكل العرب والمسلمين وليس فقط شعار للحوثيين، فالولاء والبراء جزء أصيل من الدين الإسلامي الحنيف الذي جاء به سيد الخلق أجمعين وأمام المرسلين محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام، وهناك من الآيات القرآنية والاحاديث النبوية الشريفة ما يؤكد ذلك، وليس كما روج البعض بأنها بدعة وضلالة، فالولاء والبراء مصطلحان دينيان يشيران إلى التزام المسلمين بالإيمان والتعلق به والتحلي بأخلاقه، ويشيران أيضًا إلى إبعاد المسلمين عن الشرك والكفر والمعصية، أما الوفاء فهو مصطلح يشير إلى الإخلاص والصدق والإيمان بالعهد والوفاء بالعهد والوعد، ويعتبر الوفاء من أهم الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها المسلم، ويعتبر جزءًا من الولاء والبراء، فالإنسان الوفي هو الذي يحافظ على الوعود والعهود التي يقطعها، ويظل مخلصًا لدينه ولمبادئه وقيمه، وهذا ما ينبغي أن يتحلى به المسلم في حياته اليومية، كما أن الولاء والبراء في الإسلام يعد من أصول العقيدة الإسلامية فيجب على كل مسلم يدين بهذه العقيدة أن يوالى أهلها ويعادى أعداءها، فيحب أهل التوحيد والإخلاص ويواليهم، ويبغض أهل الإشراك ويعاديهم، وذلك من ملة إبراهيم والذين معه، الذين أمرنا بالاقتداء بهم، قال تعالى: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) الممتحنة آية 4، وقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء ۘ بعضهم أولياء بعض ۚومن يتولهم منكم فإنه منهم ۗ إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) المائدة آية 51، ويقول رسولنا الكريم محمد صل الله عليه وسلم: (إِنَّ أَوْثَقَ عُرَى الْإِيمَانِ: أَنْ تُحِبَّ فِي اللهِ، وَتُبْغِضَ فِي اللهِ) .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
عُمان عبر الزمان يحتفي بتدشين الهوية البصرية والعملة والطابع
دشّن متحف "عُمان عبر الزمان" الهوية البصرية للمتحف، التي جاءت لتواكب تطلعات وأفكار الأجيال وما تقدمه قاعات العرض المتحفية، وذلك برؤية تستلهم عراقة التاريخ وأصالته، وقد رعى حفل التدشين -الذي أقيم مساء أمس- معالي نصر بن حمود الكندي أمين عام شؤون البلاط السلطاني ورئيس مجلس أمناء متحف "عُمان عبر الزمان"، ويأتي حفل تدشين الهوية البصرية تزامنًا مع الذكرى الثانية لافتتاح المتحف.
وبدأ الحفل بكلمة المهندس اليقظان بن عبدالله الحارثي مدير عام متحف "عُمان عبر الزمان" جاء فيها: يسعدنا أن نعلن اليوم عن تدشين الهوية الجديدة لمتحف "عُمان عبر الزمان"، هذا الشعار الذي تفضل جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - باعتماده ليكون تعبيرًا عن التزامنا المستمر بالحفاظ على تراث عُمان العريق، واضعين نصب أعيننا رؤيتنا للحفاظ على إرث هذا الوطن الغالي وتقديمه بصورة عصرية تعكس قيمنا وتطلعاتنا وبأسلوب حداثي يجذب الأجيال الجديدة ويواكب التحولات العالمية، وها نحن اليوم وفي إطار هذه الهوية الجديدة نسعد بالإعلان عن إصدار الطابع البريدي والعملة التذكارية الخاصة بالمتحف التي تجسد هذه المرحلة المهمة وتوثق إرثنا الثقافي بصورة تليق بتاريخنا المجيد.
ثم قُدِّمَ عرض مرئي سلط الضوء على المتحف الذي شهد العديد من الإنجازات، أبرزها حصول المتحف على جائزة أفضل مشروع في فئة التراث والثقافة على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ضمن جوائز أفضل مشروعات عام 2024 المصاحبة لمعرض الإضاءة في دبي، كما تم اختياره ضمن القائمة القصيرة لأفضل خمسة متاحف عالميًا لفئة قاعات العرض المتحفي ضمن جوائز "ميوزيز + هيرتج" لعام 2024، كما نال جائزة "أفضل تصميم خارجي" ضمن جائزة "فرساي" العالمية للهندسة المعمارية والتصميم.
وقام معالي نصر الكندي راعي المناسبة بإزاحة الستار عن شعار المتحف في اللوحة الترحيبية وعلى لوحة الشرف لجائزة "فرساي" العالمية للهندسة المعمارية والتصميم التي فاز بها المتحف مؤخرًا كأفضل تصميم خارجي، لأجمل المتاحف عالميًا.
العملة والطابع
كما تم خلال الحفل تدشين عملة تذكارية من إصدار البنك المركزي العُماني عن متحف "عُمان عبر الزمان" من الفضة تحتفي بالمتحف كصرح ثقافي ومعماري معاصر حيث يُبرز تصميم العملة مبنى المتحف المتميز المحاط بسلسلة جبال الحجر وشعار المتحف بالإضافة إلى بعض النقوش المستلهمة من الأبواب العُمانية التقليدية والمعالم الرئيسية، ويعبر وجه العملة عن "الخنجر" واسم سلطنة عُمان واسم البنك المركزي العُماني باللغتين العربية والإنجليزية وسنة الإصدار، أما ظهر العملة فيحمل صورة مبنى متحف "عُمان عبر الزمان" محاطًا بسلسلة من جبال الحجر وشعار المتحف ونقوش من الأبواب التراثية العُمانية.
كما يصور الطابع البريدي التذكاري لمتحف "عُمان عبر الزمان" النمط المعماري الاستثنائي للمتحف الذي استُلهم من جبال الحجر الشامخة كدلالة على الارتقاء بـ"عُمان" إلى القمم العالية.
وقال سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية عضو مجلس أمناء المتحف: إن وجود شعار لمتحف "عُمان عبر الزمان" يمثل أحد رموز الهوية، ويعبر عن التلاقي في جوانبه الحضارية والتاريخية، وما يضمه المتحف من مقتنيات ووثائق تاريخية وحضارية تشكل جوانب في تاريخ سلطنة عُمان الممتد عبر الزمن.
وأضاف الضوياني: إن متحف "عُمان عبر الزمان" يمثل ركيزة أساسية في التعريف بسلطنة عُمان في جوانبها الحضارية والتاريخية ومعلما مهمًا من المعالم في محافظة الداخلية، حيث استضاف مجموعة من البرامج والمعارض والمؤتمرات المختلفة على الصعيدين المحلي والدولي.
دلالات الهوية
وتحدثت فاطمة بنت محمد بن سالم الهنائية مصممة جرافيك أولى وهي مصممة الشعار عن الهوية البصرية والمدلولات الخاصة بالرموز والألوان، قائلة: استلهمت فكرة شعار المتحف من تعانق الخيوط الذهبية في مقبض السلطان برغش بن سعيد حيث إن الخيوط المتعانقة ترمز لترابط الأزمنة وتمتد إلى الأعلى حيث الماضي يعانق الحاضر ليخلق مستقبلًا زاهرًا يحمل في إرث الأجداد ومجدًا لحاضر مشرق، والخيوط تنسج حكاية من تاريخ سلطنة عُمان عبر الزمان، وتنحني في انسيابية لتحاكي انحناءات صخور الأفيوليت في جبال الحجر التي استُلهم منها تصميم مبنى المتحف، وتظهر في الشعار الدائرة التي تعبر عن إطار يحتضن ترابط الأزمنة في نسيج مستمرٍ لا ينقطع، كما تعكس تواصل الأجيال حيث تلتقي الأفكار والخبرات في حلقة مترابطة يثريها التنوع وتقويها الروابط، واستخدم الشعار مزيجًا من درجات اللون الذهبي والنحاسي ليسطع كشمس الحاضر حاملًا في طياته ظلال النحاس الدافئة من الزمن الغابر، وهذا الشعار ليس مجرد رمز إنما قصة تروي ماضٍ يعانق الحاضر ليصنع مجدًا، وتعبيرٌ عن هويةٍ تحمل في طياتها تراثًا عريقًا ومستقبلًا لا يعرف الحدود.