الثورة نت:
2025-02-08@08:58:29 GMT

عن الوطاف الصهيوني و(الحمار الأمريكي)..!

تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT

 

 

بسقوط أكثر من 140 ألف مواطن عربي فلسطيني بين شهيد وجريح ومفقود، فيما أكثر من مليونين مشردون بلا مأوى وبلا غذاء ومع ذلك تحرص أمريكا ومعها بريطانيا على حياة المدنيين في قطاع غزة..!
يشكلون لجاناً ويبثون جلسات استماع توحي للمتلقي وكأن هاتين الدولتين تستوطن قادتهما الكثير من المشاعر الإنسانية والحرص على تطبيق القانون الدولي الإنساني.

.!
لكن في كل مواقفهم يقومون بمسرحيات تمثيلية ساخرة، يضحكون بها على عقول العالم وكأن هذا العالم يقطنه قطعان من الأغبياء..!
القادة والمسؤولون في البلدين، يكذبون كما يتنفسون، ومع ذلك نجد المحللين وحتى الإعلامين ومراسلي وسائل الإعلام الأمريكية -البريطانية يسيرون على طريق قادتهم ويتبنون منطقهم ومنهجهم السفسطائي المثير للسخرية..!
جلسات استماع المسؤولين الأمريكيين ليست أكثر من (فضائح) تكشف بشاعة السقوط الأخلاقي لهذه المنظومة الاستعمارية الوقحة، ومحاولة لتظليل شعوبهم وشعوب العالم..!
(بايدن) في أمريكا يعلن عن تعليق شحنات السلاح للصهاينة، (بلينكن) يرفع تقريراً (حلمنتيشياً) ساخراً جاء كمن يفسر الماء بالماء.. الخلاصة تبرئية الصهاينة من تهمة انتهاك القانون الدولي الإنساني!
بريطانيا تعبر عن مشاعرها الإنسانية وتؤكد أن السلاح سينساب للكيان وإن علقته أمريكا ستعوض عنه بريطانيا، فلا مشكلة..!
بعض الأطراف الدولية تشجعت وأدانت جرائم الصهاينة ومنهم طبعا الحكام والأنظمة العربية والإسلامية ولكن على طريقة المثل الشعبي اليمني الذي يقول (إضرب الوطاف يفهم الحمار)..!
هؤلاء الذين لا يملكون الشجاعة لمواجهة أمريكا وبريطانيا، وليست لديهم القدرة على مواجهة الكيان الصهيوني، فاختاروا أسهل الطرق وهي إدانة الكيان الصهيوني بكثير من الخجل ومساواة المقاومة به..!
تكشف تداعيات الأحداث وبصورة يومية منذ أن تفجرت معركة الطوفان أن أمريكا هي الحاضرة في العدوان ليس كداعم ومشجع للكيان الصهيوني وحسب، بل انها من تتبنى جرائم العدوان، وتشجعه عليها وعلى مواصلة ارتكابها حتى القضاء على المقاومة التي تتعاظم رغبة أمريكا في القضاء عليها وعلى رموزها وعلى دورها ورسالتها، بل والقضاء عليها ليس ككيان منظم، بل كفكرة ليس على مستوى فلسطين، بل على مستوى الوطن العربي، الذي تطلب أمريكا من شعوبه التخلي عن نزعات فكرية وثقافية وعقائد وأيديولوجيات، وتبني ثقافة بديلة تعبر عن مرحلة التحضر وفق النمط الأمريكي، ثقافة استلابية تتحرر من قيم وأخلاقيات دينية ووطنية وقومية، وتعتنق بدلا عنها قيماً ومفاهيم استهلاكية تؤمن بالحرية المشاعية، الحرية التي تنسيك قضايا وجودية مثل قضية فلسطين والقومية والوحدة والعدالة الاجتماعية، وتتخلى عن معتقدات دينية، وتقبل بالانفتاح والتحرر من العادات والتقاليد والترابط الاجتماعي وتؤمن بالحرية الليبرالية، بما تتفرع عنها من سلوكيات انحلالية تبدأ بالتمرد على المعتقدات والتقاليد وصولا للإيمان بحرية (المثلية) والتفسخ المجتمعي بزعم التحضر والتقدم والتطور مواكبة للعصر..!
إن ضرب المقاومة والتخلص منها هدف وغاية أمريكية قبل أن تكون صهيونية، ومخطط استراتيجي بالنسبة لواشنطن والمنظومة الاستعمارية الغربية التي بدأت الاعداد له منذ رحيل الزعيم الخالد جمال عبدالناصر، التي تعد مرحلته أسوأ مرحلة بالنسبة للمحاور الاستعمارية وأمريكا والكيان الصهيوني ولقوى الرجعية العربية المتحالفة معها..!
وكانت البداية من تطويع (مصر) النظام والنخب والمجتمع، إلا ما رحم ربي من بعض المكونات النخبوية والاجتماعية التي قاومت ولاتزال تقاوم هذا المخطط وإن بأصوات يزداد خفوتها مع ازدياد المعاناة الاقتصادية والحياة المعيشية للمواطن..!
برحيل الزعيم عبدالناصر سارعت واشنطن وحلفاؤها إلى تهيئة المسرح المصري وعزله عن امتداده العربي، من خلال خطاب ثقافي يشيطن قيم مرحلة عبدالناصر وأهدافه الوطنية والقومية، وإحلال آخر بديلا عنه يكرس القيم والمفاهيم (القُطرية)، فغدت مصر (فرعونية) أكثر من كونها عربية -إسلامية، وكأن (السلام) مع الصهاينة وعزل مصر عن أمنها أعظم إنجاز لقوى الاستعمار وأعداء الأمة العربية، ثم ذهبت أمريكا تشكل بنفسها الترويكا النخبوية الحاكمة لمصر وهي من تخلصت من الرئيس السادات في لحظة شعور منها أن كاريزمية السادات ورغم ذهابه للقدس وإبرامه اتفاق (كامب ديفيد) وتطبيع علاقة مصر مع الكيان الصهيوني لايزال يتمتع بـ(كاريزمية) تجره نحو الماضي القريب بعنفوانه وأن في ذاكرته شيئا من كرامة يصعب تطويعها ودفعه للقبول بفكرة الارتهان المطلق، فكان لا بد من التخلص منه ليحل محله آخر أكثر طواعية، وهكذا استطاعت واشنطن والصهاينة السيطرة على النخب السياسة في مصر وخاصة تلك التي تمسك مفاصل السلطة ولم يكن النظام الحالي في مصر رغم البروبجندا السائدة إلا امتداداً لنظام (مبارك)، ولم يكن النظام المصري الحالي إلا الحاجز الذي عمل على صد الإرادة الشعبية بالتغيير، وقطع الطريق أمام ثورة حقيقية كانت تعتمل في الشارع المصري، غير أن هذه الثورة تم احتواؤها، ثم إفراغها من أهدافها، وكما حدث في مصر، حدث في أكثر من قطر عربي ومن قدر له نجاح الإرادة الشعبية فيه، ذهب إلى حالة الاحتراب والتمزق الاجتماعي ليصبح يعيش في كنف اللا دولة واللا نظام واللا قانون..!
المقاومة في فلسطين بنظر أمريكا والصهاينة بؤرة من شأنها أن تصيب بالعدوى الأخر العربي، وتظل تقرع أجراس الوعي الجمعي العربي، وهذا يشكل خطرا على المخططات الاستعمارية ولذا نرى في فلسطين مذابح وحرب إبادة غايتها إرهاب وإرعاب الوعي الجمعي العربي ودفعه بعيدا عن فكر وثقافة المقاومة..!
* الوطاف : البردعة التي توضع على ظهر الحمار.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

وزير الدفاع الأمريكي: سنزود إسرائيل بكل الاسلحة التي تحتاجها

قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، خلال تصريحاته مساء اليوم الاربعاء،  بأنه  سيتم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي تحتاجها،  وفقا لقناة العربية. 

مندوب باكستان في الأمم المتحدة: طرد سكان غزة يناقض القانون الدولي حزب الله يعلق على تصريحات ترامب بشأن غزة

وقد اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء اليوم الأربعاء، شابين من مدينة جنين.

وبحسب وكالة الانباء الفلسطينية "وفا"، قالت مصادر محلية، إن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب رياض ماهر الأطرش بعد مداهمة منزله في حي "خروبة" في المدينة، والشاب مخزوم الخالدي من منزله في حي "صباح الخير" في المدينة.

وتواصل قوات الاحتلال عمليات نسف وحرق المنازل في مخيم جنين، حيث دوت أصوات الانفجارات الناجمة عن تفخيخ المنازل وتفجيرها في المخيم، فيما تصاعدت أعمدة الدخان بعد حرق الاحتلال منزلا فيه.

ويستمر عدوان الاحتلال غير المسبوق على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ16 على التوالي، حيث استشهد خلاله 24 مواطنا وأصيب واعتقل العشرات.

أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الأربعاء، مداخل بلدة حزما شمال شرق القدس المحتلة.

وأغلقت قوات الاحتلال المداخل المؤدية إلى البلدة بحواجز عسكرية، ومنعت المواطنين من الخروج، وفتشت المركبات ودققت في بطاقات راكبيها، كما اقتحمت وسط البلدة وأطلقت قنابل الصوت والغاز السام.

 كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، ثمانية مواطنين خلال العدوان المتواصل على بلدة طمون جنوب طوباس.

وأفاد مدير نادي الأسير في طوباس كمال بني عودة، بأن قوات الاحتلال اعتقلت منذ صباح اليوم ثمانية مواطنين وهم: محمد أسامة جميل بني عودة، ناصر علي حمد بني عودة، علي هايل علي حمد بني عودة، وسيم سليمان عبد الله بني عودة، إبراهيم طاهر بني عودة، محمد عمر اشتيوي، مصطفى برهان عادل مصطفى بشارات، علي باسم رشيد حمدان.

وأضاف أن قوات الاحتلال ما زالت تداهم منازل المواطنين في البلدة لليوم الرابع على التوالي، وتنفذ حالات اعتقال، فضلا عن عشرات حالات الاحتجاز والتحقيق الميداني

مقالات مشابهة

  • الاتحاد البرلماني العربي يستنكر “التصريحات العنصرية” التي تدعو إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة
  • سمير راغب: أمريكا ليست على استعداد لخوض حرب في فلسطين
  • الخارجية الإيرانية: مقترح ترامب يتوافق مع خطة النظام الصهيوني لإبادة فلسطين
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنزود إسرائيل بكل الاسلحة التي تحتاجها
  • مندوب فلسطين بالأمم المتحدة يدعو واشنطن للسماح بعودة أهل غزة للأرض التي خرجوا منها 
  • خسارة “إسرائيل” في طوفان الأقصى لا تعوَّض مهما حاولت أمريكا
  • أكثر من 10 آلاف فلسطيني في سجون العدو الصهيوني
  • قيادي بحماس: العدوان الصهيوني على الضفة لن يوقف ضربات المقاومة الفلسطينية
  • ما هي الدول الأوروبية التي تعاني أكثر من غيرها من مشاكل التركيز والذاكرة؟
  • «تمسكت بحقوق شعبنا».. فلسطين ترحب بمواقف الدول التي رفضت التهجير والضم