دعم القدرات النوعية لمواجهة التحديات ومواكبة العصر
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
تشكل القدرات النوعية من الأسلحة والجيوش المدربة في العصر الحاضر أهمية كبرى، للآثار المترتبة عليها، فبإمكان سلاح متطور كالمسيَّرات والصواريخ البرمائيات من المسيَّرات أن تحدث تفوقا نوعيا بدلا من الاعتماد على الجيوش والأسلحة التقليدية التي يتم تدميرها بسهولة وتحتاج إلى أعداد كبيرة من القدرات البشرية، وليس معنى ذلك التخلي عن الاهتمام ببقية الفروع الأخرى من العتاد والقدرات، بل يجب السعي دائما للحصول على أفضل أنواع الأسلحة وأفضل الوسائل وأجودها في تحطيم قدرات العدو.
خلال السنوات الماضية عانى شعبنا اليمني من تفوق القدرات الجوية لدى دول العدوان التي شنت الحرب بناء على معطيات الكم الموجود لديها من الأسلحة المكدسة، لا لتحرير الأرض المحتلة (فلسطين) من الاحتلال الصهيوني، بل لحماية العروش والعدوان على الأشقاء والجيران، ثم أنه قبل العدوان تم تدمير الأسلحة الفعالة لدى الجيش اليمني، من منظومات الدفاع الجوي، والطيران وتم اغتيال القادة والضباط، وتشتيت الكفاءات القتالية من خلال ما سميت بإعادة الهيكلة، ولما أيقن المعتدون أنهم نفذوا خططهم في تدمير الجيش، تم الانتقال إلى الخطة الأخرى المتمثلة بتحطيم وتدمير السلم الاجتماعي بين أطياف العمل السياسي والحزبي حتى يكون هناك مبرر للحصول على التأييد، أما من يعارض فسيتم القضاء عليه وانهاء تأثيره على الساحتين الوطنية والسياسية.
فخلال تلك السنوات دمر الطيران الحربي المعادي كل البنى التحتية ولم يفرق بين الأهداف العسكرية وغيرها من الأعيان المدنية، ولكن دخول الطيران المسيَّر والصواريخ بعيدة المدى، شكل قوة ردع وإسناد للجيش اليمني واللجان الشعبية وتحت الضربات النوعية والأهداف الاستراتيجية رضخ المعتدون وجنحوا للهدنة والتفاوض.
رأينا كيف يحاول الأمريكان والصهاينة وغيرهم تدمير الأهداف المدنية من عمليات اغتيال وتدمير باستخدام المسيَّرات والصواريخ في أفغانستان والعراق وسوريا وفلسطين، وأيضا من خلال دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا من خلال الأسلحة النوعية والمتطورة، من أجل إحداث توازن والقضاء على التفوق العددي والنوعي للأسلحة الروسية.
وإذا كان العدوان الأمريكي- الصهيوني- السعودي- الإماراتي على بلادنا يستغل كل ما يمكن أن يدمر بلادنا خدمة لذلك التحالف القذر الذي يعيث فسادا وإجراما يندى له جبين الإنسانية على أرض غزة وفلسطين، فإن اليمن وجهت اهتمامها بالقدرات النوعية لصالح حماية اليمن من المعتدين والمحتلين، وفي نصرة قضايا الأمة وأهمها مظلومية الشعب الفلسطيني الذي يواجه الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.
حلقت المسيَّرات اليمنية والصواريخ متعددة الأحجام والقدرات في أجواء المملكة السعودية وضربت بعض الأهداف الحساسة والاستراتيجية ولازال هناك بنك من الأهداف التي يمكن أن تطالها، ومثل ذلك الإمارات العربية التي ما تزال متطاولة أياديها في ممارسة الغواية والأذية، ولم تنل حظها من المسيَّرات والصواريخ اليمنية، ووصلت القدرات النوعية اليمنية إلى العمق في استهداف الأراضي المحتلة، وهي بداية مبشرة بالكثير إسنادا لمظلومية الأشقاء في أرض فلسطين، مما أربك حسابات الصهاينة والمتصهينين من العرب حكاما وأمراء خونة وعملاء، وكان الفعل في جانب استهداف الامداد البحري موفقا، حتى أن الداعم الأساسي للصهاينة أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرها من دول الحلف شكلت تحالفا لاستهداف اليمن وشن الحرب والهجوم عليه لمنعه من القيام بمهامه في ضرب السفن المتجهة إلى الكيان الغاصب والمجرم.
إن احتكار الأسلحة والتحكم في توزيعها، لم يعد مجديا في ظل المناخ العالمي الحالي ولا يترك أثره إلا لمن رضي التبعية والعمالة، كما هو شأن الأنظمة التي باعت ثروات بلدانها ورهنتها لدى المجرمين الطامعين في السيطرة على الموارد وكل مصادر الطاقة والقوة، أما من يملك قراره فبإمكانه الاستفادة من ثورة المعلومات والتكنولوجيا في تصنيع ما يحقق له التفوق من خلال امتلاك الأسلحة النوعية والقدرات الذاتية هي التي تحول المستحيل إلى ممكن إذا توفرت النوايا والإرادة والعزيمة.
الأسلحة النوعية من المسيَّرات والصواريخ بعيدة المدى تحتاج إلى دعم سخي أكثر من ذي قبل لخطورة المراحل القادمة في الجو والبر والبحر، فقد كان التحدي بالأمس هو مواجهة الصهاينة العرب وقد داست أقدامهم أرضنا ومازالوا يعربدون فيها وهو ما يستوجب إكرامهم حتى يتعلموا دروس التاريخ القريب والبعيد، أما اليوم وقد انضم اليهم الحلف الصليبي والصهاينة، فإن الأمر يحتاج إلى إمكانيات أكبر لإنجاز أسلحة تضرب في عمق الأراضي المحتلة، وتضرب في البحر لإكمال المهمة وحماية الشواطئ من المحتلين والمجرمين، وأيضا تأمين الجو من الهجمات التي استباحها المجرمون من صهاينة العرب والحلف الصليبي الجديد واليهود.
لقد حاول حلف العدوان استغلال تفوقه في الجو لضرب القدرات النوعية فاستهدف بعض المعسكرات وضرب هنا وهناك، لكنه لم يجد شيئا واستمرت الضربات اليمنية تحقق أهدافها، مما جعله يستعين بالعملاء والخونة الذين جندهم لمساعدته في استهداف المسيَّرات والصواريخ وبدأ من المحافظات الساحلية، لكن يقظة ومكر الله بهم كان لهم بالمرصاد، ولن يستسلم العدو طالما أن هناك من يستميله بالاغراء والمال والسلطة والجاه، لكن إيمان أهل اليمن بالله ومناصرتهم للقضايا العادلة هو المعادلة المستحيلة التي تتحطم عليها أوهام المجرمين والقتلة ولو كان الأمر سعيا وراء تحقيق مصلحة أو ابتغاء مكسب مادي لكان قد حسم لصالح الأعداء نظرا لما يمتلكونه من إمكانيات هائلة وعظيمة جعلتهم ينساقون وراء طغيانهم وكبرهم.
دفعت غزة بالأمس الثمن جراء الخيانة والعمالة وتحالف المجرمين وتكالبهم عليها واليوم الدور على رفح وفي كلتا الحالين تؤكد القدرات النوعية اليمنية أن معركتها مستمرة مع العدو الصهيوني والمتحالفين معه وستمارس كل أنواع الدعم لحماية المظلومية سواء باستهداف سفن الإمداد والتموين في البحر، لكن هذه المرة بمدى أوسع وبقدرات تحقق النجاح التام، ولن يقصر محور المقاومة في الدعم والاسناد سواء من حزب الله في لبنان أو سوريا أو العراق أو الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولن يكون هناك تراجع طالما أن هناك عدواناً مجرماً يستبيح كل القيم والمبادئ والأخلاق ولا يرقب في المستضعفين إلَّاَ ولا ذمة، حتى أنه بلغ التبجح بممثل الكيان الصهيوني إتلاف ميثاق الأمم المتحدة التي أعطته شرعية وجوده على أرض فلسطين من خلال قرار التقسيم، لأنها أعادت الاعتراف بأحقية الفلسطينيين أن تكون لهم دولة مستقلة وأن يعيشوا بحرية وكرامة على أرضهم وبلادهم.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
كيف يتعامل المصابون بالأمراض المزمنة مـع التحديـات الغذائية خلال العيـد؟
تشكل فترة العيد تحديًا غذائيًا لمرضى الأمراض المزمنة، إذ تزداد المغريات من الأطعمة التقليدية والحلويات الغنية بالسكر والدهون، مما قد يؤدي إلى اضطرابات صحية تستدعي الحذر في الاختيارات الغذائية.
وحول كيفية إدارة التغذية خلال هذه الفترة، حاورت "عُمان" الدكتورة أميرة بنت ناصر الخروصية، استشارية طب السمنة بالمركز الوطني لعلاج أمراض السكري والغدد الصماء، للحديث عن التحديات الغذائية التي يواجهها المرضى خلال العيد، وأفضل الطرق للحفاظ على صحتهم دون الشعور بالحرمان.
وأشارت الدكتورة أميرة الخروصية إلى أنه بإمكان الأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة الاستمتاع بتناول طعام العيد في أجواء عائلية دون الشعور بالحرمان، مع ضرورة ضبط العادات الغذائية من خلال التخطيط المسبق للوجبات، والتقليل من تناول الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات، واختيار كميات معتدلة، وتجنب الإفراط في الاستهلاك، موضحة أن الأطعمة التقليدية العمانية، مثل الحلوى الغنية بالسكر والدهون، إلى جانب اللحوم الدسمة، قد تؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم وزيادة ضغط الدم، خاصة في حالة عدم انتظام مرض السكري، مما قد يؤدي إلى ارتفاع سريع في مستويات السكر في الدم، ويتسبب في الجفاف وكثرة العطش والتبول، وقد يؤدي عدم الانتظام في العلاج إلى مضاعفات تستدعي زيارة الطبيب.
الأخطاء الشائعة
وتحدثت الخروصية عن الأخطاء الشائعة خلال العيد مثل الإفراط في تناول السكريات والأطعمة الدهنية، وقلة الحركة، وعدم شرب الماء بكميات كافية، وقلة النوم، وعدم الالتزام بتناول الأدوية بحسب تعليمات الطبيب، مؤكدة أنه يمكن تجنب هذه الأخطاء عبر التحكم في الحصص الغذائية، وتنويع الأطعمة الصحية، وشرب كمية كافية من الماء، وممارسة نشاط بدني خفيف بعد الأكل، والالتزام بتناول الأدوية، خاصة لمرضى السكري الذين يعتمدون على الإنسولين، مضيفة إن الجهاز الهضمي يكون أقل قدرة على التعامل مع الأطعمة الدسمة بعد فترة الصيام، مما قد يؤدي إلى اضطرابات هضمية وارتفاع مفاجئ في سكر الدم أو ضغط الدم، لذا يُفضل البدء بوجبات خفيفة ومتوازنة، ثم زيادة الكمية تدريجيًا.
البدائل الغذائية
وفي ما يتعلق بالبدائل الغذائية، أكدت الدكتورة ضرورة تناول مرضى السكري لكميات صغيرة جدًا من الحلويات التقليدية، ويفضل اختيار الحلويات المعدة بمُحليات طبيعية أو منخفضة السكر، مع مراقبة نسبة السكر في الدم بعد تناولها، وتناولها بعد وجبة رئيسية تحتوي على البروتين لتقليل امتصاص السكر في الدم، وفحص مستوى السكر قبل الوجبة وبعدها بساعتين، خاصة لمن يستخدمون الإنسولين.
وأوضحت أنه يمكن لمرضى ارتفاع الضغط الاستمتاع بأطباق العيد التقليدية إذا اختاروا الأطعمة قليلة الملح والدهون، وتقليل الملح أثناء الطهي أو تجنب إضافته بعد الطهي، والاعتماد على البهارات الطبيعية بدلًا من المصنعة، إضافة إلى تقليل شرب القهوة والمشروبات المنبهة، والالتزام بأخذ الأدوية خلال فترة العيد.
كما لفتت إلى أهمية ضبط كميات الطعام خلال الولائم عبر تناول وجبة خفيفة مسبقًا لتقليل الشهية، واستخدام أطباق صغيرة، والبدء بالخضار والبروتينات لتجنب الإفراط في تناول الكربوهيدرات، ونصحت المرضى الذين يقومون بعدة زيارات أثناء العيد بالاكتفاء بشرب الماء والفواكه، وأخذ كميات قليلة من الطعام خلال كل زيارة.
تنظيم الوجبات
أما فيما يتعلق بتنظيم مواعيد وكميات الطعام، أوضحت الخروصية أن التوزيع الأمثل للوجبات يشمل ثلاث وجبات متوازنة مع وجبتين خفيفتين، مع التركيز على البروتينات والألياف للحفاظ على استقرار مستويات السكر والضغط، والبدء بوجبة إفطار خفيفة غنية بالبروتين والألياف، لتجنب الضغط على الجهاز الهضمي ومنع الارتفاعات الحادة في مستويات السكر والضغط.
وأشارت إلى أن الإفراط في تناول الكربوهيدرات والدهون بعد الصيام قد يؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي وعسر الهضم وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مفاجئ في نسبة السكر، مما يزيد من مخاطر المضاعفات الصحية، وأكدت أن الحد الأقصى الموصى به لمرضى السكري هو 25-30 جرامًا من السكر يوميًا، ويفضل توزيعها على مدار اليوم وتجنب السكريات المكررة، كما يمكن لمرضى الكوليسترول المرتفع تقليل التأثير السلبي للأطعمة الدسمة عبر تناول الألياف، مثل الخضروات والشوفان، وتجنب الدهون المشبعة، وزيادة النشاط البدني، والالتزام بأخذ الأدوية.
وترى الخروصية أن مرضى القولون العصبي وارتجاع المريء يجب أن يتجنبوا الأطعمة الدسمة والحلويات الغنية بالدهون، وأن يعتمدوا على وجبات صغيرة ومتكررة، وتجنب تناول الطعام قبل النوم مباشرة، وتناول الطعام ببطء، مضيفة إن تناول الحلويات بعد وجبة غنية بالدهون يزيد من خطر ارتفاع السكر في الدم، حيث قد لا يعاني المريض من أعراض مباشرة، لكنه قد يصاب بالخمول والتعب بعد الوجبة بسبب ارتفاع السكر والدهون.
وفيما يتعلق بالنشاط البدني، بيّنت الخروصية أن تحقيق التوازن بين الطعام والحركة يكون بالمشي بعد الوجبات، وممارسة تمارين خفيفة يوميًا، وشرب الماء بانتظام لتسهيل الهضم، مشيرة إلى أن المشي لمدة 20-30 دقيقة بعد تناول وجبات العيد الثقيلة يساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم، وأكدت أن قلة الحركة تزيد من فرص ارتفاع السكر والكوليسترول وضغط الدم أو عدم التحكم فيه، لذا من المهم تجنب الجلوس لفترات طويلة وممارسة النشاط البدني المنتظم.
وأشارت إلى أن تناول الطعام مساءً قد يكون له تأثير أكبر على مرضى السكري، لأن استجابة الأنسولين والعملية الأيضية تكون أقل كفاءة في المساء، مما قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم في اليوم التالي.
وفيما يتعلق بالتوعية الغذائية والاستعداد المسبق، أكدت أن توعية الأسر تتم من خلال حملات توعوية، وتوفير وصفات صحية بديلة، وإدراج خيارات صحية ضمن الولائم العائلية التي تلائم مرضى الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، وأضافت إن التخطيط المسبق يساعد المرضى في تحديد وجباتهم بناءً على احتياجاتهم الصحية، مع ضرورة مراعاة المرونة في تناول أطعمة العيد المختلفة، حتى لا يشعر المرضى بالحرمان أو العزلة أثناء المناسبات الاجتماعية.
وأوصت بضرورة متابعة المرضى مع أخصائيي التغذية قبل العيد، خاصة لمرضى السكري الذين يستخدمون الأنسولين بجرعات متعددة، لضبط النظام الغذائي وجرعات الأنسولين وتوفير بدائل مناسبة تساعدهم على الاستمتاع بالطعام دون مخاطر صحية.
وأشارت إلى أهمية تشجيع كبار السن على تناول أطعمة صحية عبر تحضير وجبات لذيذة ومغذية لهم، وإشراكهم في اختيار البدائل الصحية، مع عدم إشعارهم بالحرمان.
واختتمت الخروصية حديثها مؤكدة أن النصيحة الأهم هي الاعتدال، حيث يمكن الاستمتاع بالمأكولات خلال أيام العيد لكن بكميات معتدلة، مع تجنب الإفراط في السكريات والدهون، وزيادة النشاط البدني، والالتزام بأخذ الأدوية، والعودة إلى العادات الصحية ونمط الحياة الصحي بعد العيد.
كما أكدت أنه من الأفضل أن تقدم المطاعم والمخابز خيارات صحية للحلويات والمخبوزات، مثل استخدام بدائل طبيعية للسكر، وتقليل الدهون المشبعة، لتلبية احتياجات المرضى، مما يساعدهم على التمتع بمأكولات العيد دون التأثير على صحتهم.