العلامة ناجي:عربدة أمريكا تُبيّن أن الشعار هو المناسب لهذه المرحلة العلامة الخولاني:الصرخة عكست موقف الشهيد القائد ومشروعه التنويري في إصلاح واقع الأمة

يحيي اليمنيون هذه الأيام الذكرى السنوية للصرخة 1445 هـ التي أطلقها الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي في وجه المستكبرين عقب أحداث الـ 11 من سبتمبر ودخول الأمة العربية بعدها مرحلة جديدة من الصراع، حيث جاءت الصرخة بعد أن رأى الشهيد القائد أن قوى الهيمنة والاستكبار أمريكا وإسرائيل ومن يتحالفون معهما يسعون للسيطرة على الأمة، الأرض والإنسان والمقدرات، ليصبح خيار موقف البراءة والمباينة لأعداء الأمة، والسعي للتصدي لمؤامراتهم التدميرية، منسجماً مع الدين الإسلامي، ومنسجماً مع القرآن الكريم.


مشروع الصرخة انطلق يوم الخميس 17 يناير 2002م، حينما أعلن الشهيد القائد في محاضرة بعنوان “الصرخة في وجه المستكبرين”، بداية انطلاق المشروع القرآني لإخراج الأمة من حالة الغفلة والصمت والانكسار والتدجين والخنوع، وهتف بهتاف الحرية والبراءة..

الثورة/ أحمد السعيدي

البداية مع العلامة محمد مفتاح- مستشار المجلس السياسي الأعلى الذي قال عن أهمية الصرخة:
“الصرخة مقدمة الثقافة والتوعية والتعبئة لمواجهة تيار الانحلال والفساد العالمي ومقاطعة البضائع الأمريكية والصهيونية، ورفع شعار الصرخة في وجه المستكبرين جاء في الوقت الذي خنعت فيه أقوى الدول والأنظمة لأمريكا، والصرخة لم تعد حكرا على تيار واحد، بل أصبحت شعارا لكل الأحرار في مواجهة الطغيان الأمريكي خصوصاً إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني المسلم من حرب إبادة جماعية على يد الكيان الصهيوني بدعم مباشر من أمريكا- أم الإرهاب”.

حصن الصرخة
فيما تحدث لـ”الثورة” العلامة فؤاد ناجي- نائب وزير الأوقاف عن أهمية هذه المناسبة قائلاً: ” الصرخة في وجه المستكبرين، هي شعار الحرية وهتاف البراءة من أعداء الله الذي يجسد مظهراً من مظاهر الإيمان والحكمة اليمنية التي تجلت في هذه الصرخة التي أثبتت من خلال الواقع والأحداث والمستجدات جدوائيتها وصوابيتها وأهميتها وآثارها وفاعليتها ودورها في بناء الأمة في مختلف المجالات، ودورها في تحصين الأمة من الاختراق، فاليهود والأمريكان حينما يرون الإنسان يرفع هذا الشعار لا يمكن أن يطمعوا في استقطابه لأن يكون عميلا لهم، أو أن يفكروا في أن يحولوه جنديا في خندقهم، بل عندما يرون الإنسان يرفعها يعتقدون أن هذا الإنسان قد نال حصانة كاملة من مؤامراتهم ومخططاتهم ودسائسهم، وبالتالي لا يمكن أن يحاولوا استقطابه، وقد شاهدنا في الوثائقي الأخير الذي عرضته وسائل الإعلام والإعلام الأمني عن الخلية التي ضُبطت في الحديدة من تلك العناصر الرخيصة التي باعت بلدها وخانت أهلها، وفي معركة نحن نقاتل فيها اليهود، فإذا بها تقدم الخدمات للصهاينة والأمريكان لتدلهم على الصواريخ والأسلحة التي نحاصر بها اليهود، ونضرب بها الصهاينة، لأنهم لو رفعوا هذا الشعار لما فكر الأعداء في استقطابهم، كما هو حال عمار عفاش وطارق عفاش، حينما حاربوا الصرخة إذا بالأحداث والأيام تجرهم إلى أن يقفوا في مربع الأمريكان ومربع الصهاينة ومربع اليهود، فالصرخة هي كلمة حق في وجه السلطان الجائر وهو أمريكا والصهاينة، والصرخة هي مثال للكلمة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء، والصرخة هي إعلان للولاء والبراء. ولاء لأولياء، وبراء من أعداء الله التي أراد الله أن تكون واضحة وعلنية، كما قال في سورة التوبة، ” وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ».

صرخة الوعي
وأضاف العلامة ناجي- عضو رابطة علماء اليمن: الصرخة تعكس وعياً في من يحملها بأنه أصبح محيطاً ومدركا بمؤامرة الأمريكان، ومخططاتهم، وأصبح منتبها ويقظا، وأيقظته الصرخة لأن الصرخة لا تصرخ دائما إلا للغافلين والنائمين والموتى والذين هم في سبات، والصرخة لا يصرخ بها إلا المنتبهون أمام الغافلين، حينما يصرخ الإنسان هذا دليل على أنه يقض ومنتبه، وحذر على درجة عالية من الآن، وطبعا الصرخة هي موقف ديني أمام أعداء الله، والله سبحانه وتعالى ذكرنا في القرآن بالقصص، المواقف الكبيرة التي وقفها أنبياء الله وأولياؤه على مر الزمان، أمام أهل الباطل بدءاً من نوح، وإبراهيم، وصالح وشعيب وموسى وعيسى وكل الأنبياء إلى نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، حينما وقفوا تلك المواقف، أو من أولياء الله كما هو حال أهل الكهف ومؤمن آل ياسين ومؤمن آل فرعون، وسحرة فرعون، الذين وقفوا المواقف الكبيرة التي سجلت لهم في كتاب الله سبحانه وتعالى».

شعار المرحلة
وتابع العلامة ناجي: أما عن أهمية الصرخة في المرحلة الراهنة فالصرخة هي شعار المرحلة، وحينما نرى ماذا تفعل أمريكا من عربدة في فلسطين المحتلة، وفي بلدان العالم الإسلامي والعربي، نرى ونعتقد ونؤمن ونجزم أن الشعار المناسب لهذه المرحلة هو شعار الصرخة الذي شاهدناه وجربناه في اليمن، كيف مثل نقلة نوعية بالأمة وأوصل الوضع إلى أن يهرب الأمريكان الذين حاصرتهم الصرخة في السفارة، واضطروا إلى الرحيل والمغادرة، ولو صرخ الناس في مصر والأردن لارتعدت فرائص أمريكا والصهاينة، ولخرج العملاء من تلك المناطق يجرون ذيول الخيبة والهزيمة والخسارة، فما يحتاجه اليوم العالم في وجه عربدة أمريكا هو هذا الشعار. هذا الشعار العالمي، لأن من دعا إليه هو ذلك الشهيد القائد الذي كان عالمي الرؤية والنظرة والاهتمام، وهو من وحي القرآن، وهو ليس شعارا لطائفة، بل هو من صميم القرآن، وهو موقف ديني يجب أن ننظر إليه بهذه النظرة، لأن المسيرة ليست تياراً سياسياً أو كياناً حزبياً، بل هي مسيرة القرآن ومسيرة الإسلام ومسيرة أنبياء الله وأولياءه وأعلام هداه، وهي للناس كل الناس، وهكذا، الشعار هو شعار وعنوان لهذا المشروع القرآني ينضم إليه ويقترن به العديد من الإجراءات والخطوات والأعمال في مقدمتها المقاطعة، وقد وصل اليوم في اليمن إلى موقف مكتمل عسكريا واقتصاديا وإعلاميا وسياسيا، من القمة إلى القاعدة، ومن القاعدة إلى الشعب الذين أصبحوا يجسدون الموقف، ولا سيما ونحن نرى هذه الصرخة من صرخ بها كيف أثبتوا أنها قول وفعل، ولو أتت الأحداث على غزة وتفرجنا عليها، لكان البعض يسخر منا أننا لم نكن عند مستوى هذه الصرخة وهذا الشعار، لكن ثبات هذا الموقف للقيادة والشعب، هو دليل على أن هؤلاء الذين رفعوا الصرخة أصحاب قول وفعل ومبادئ وأوفياء لهذا الشعار، ولهذا المبدأ، فهذه الصرخة بدأت بتكبير الله، وستكون العاقبة والنتيجة هي النصر للإسلام بإذن الله شاء من شاء وأبى من أبى ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.

مشروع تنويري
وبدوره قال وكيل وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة الشيخ صالح الخولاني: الصرخة في وجه المستكبرين هي موقف من مواقف الشهيد القائد ومشروعه التنويري في إصلاح واقع الأمة ونصرة المستضعفين ومقارعة الطغاة والمستكبرين والذي ساهم بمشروعه القرآني، في تعزيز الصحوة الإسلامية، وكشف مؤامرات المشروع الأمريكي الصهيوني على الأمة، ما جعل قوى الهيمنة تشن حرباً على اليمن في محاولة لإجهاض المشروع والمسيرة القرآنية التي أسسها الشهيد القائد، ولذك فإن من المهم إحياء ذكرى الشهيد القائد لاستلهام الدروس والعِبر من حياته ومواقفه في تعزيز الصمود والثبات لمواجهة العدوان الأمريكي والبريطاني على اليمن بسبب موقفه الداعم لغزة الصمود، وكذلك لمحاربة كل أوجه الفساد المالي والإداري، وفي ذكرى الصرخة لهذا العام 1445هـ لا بد أن نتذكر مشروع الشهيد القائد للتعرف على مضامينه وإدراك الحقيقة التي سطعت فيه لمواجهة الطواغيت والمستكبرين لأن مسيرة حياة الشهيد القائد حملت قضية الشعب اليمني فكانت حياة حافلة بالتضحية والفداء وقدم روحه في سبيلها .

أهداف الشعار
بينما تحدث العلامة عبدالحفيظ الخزان عن أهمية فعالية إحياء الصرخة قائلا: انطلق شعار الصرخة من عدة عوامل أولها منطلق شعور الشهيد القائد بالمسؤولية ووعيه بطبيعة التحرك الأمريكي الإسرائيلي وثانيها من واقع المعاناة وثالثها من منطلق قوله تعالى «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة» ورابعها من منطلق «يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله» وكذا البراءة من أعداء الله، والمشروع القرآني الذي شعاره الصرخة في وجه المستكبرين، يهدف إلى استنهاض الأمة لمواجهة التحديات والمخاطر التي تهدد وجودها نتيجة الهجمة الأمريكية والإسرائيلية غير المسبوقة عليها، بالإضافة إلى تصحيح وضع الأمة بالعودة إلى القرآن الكريم والتثقف بثقافته والاهتداء به قولاً وعملاً»، أما أهداف شعار الصرخة فهي التحرك العملي وفقاً لخطوات متعددة منها مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية ونشر الوعي في أوساط الأمة، فالمشروع القرآني الذي أسسه الشهيد القائد ركز على شعار الصرخة للتحريض على مقاطعة بضائع أمريكا وإسرائيل، لما تمثله من سلاح فاعل في مواجهة قوى الاستكبار واستهداف عماد قوتها وإمكاناتها الاقتصادية والتصدي لمؤامراتها على الأمة.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الصرخة فی وجه المستکبرین المشروع القرآنی الشهید القائد شعار الصرخة أعداء الله هذا الشعار عن أهمیة

إقرأ أيضاً:

مُحاضرات القائد هُدىً وبصائر

خديجة المرّي

المحاضرة الأولى للسيّد -سلام الله عليه- محاضرة عظيمة جِـدًّا ينبغي علينا الاستفادة منها، الإنصات لها أولًا بقلوبنا، بمشاعرنا، بضمائرنا، التأمل لكل كلمة يقولها، التطبيق والتحَرّك من خلالها، ومُعالجة كُـلّ خللٍ ما زال باقيًا في نفوسنا.

وفي كُـلّ محاضرة يبدأها يركز على التقوى؛ لأهميتها الكُبرى وحاجتنا الضرورية والماسَّة إليها، وأن تكون عنايتنا بها تفوق كُـلّ العنايات الأُخرى التي نسعى إليها؛ لأَنَّنا إن التزمنا بالتقوى، كنا على غيرها أقوى، ولأن التقوى هي صفةٌ من صفات المؤمنين الذين وصفهم الله بالمتقين، وهم من يلتزم بأوامر الله، ويجتنب نواهيه.

ومطلوب منا جميعًا أن نعرف أهميّة التقوى، وما يترتب عليها من نتائج طيّبة في عاجل الدُّنيا والآخرة، ونُدرك جيِّدًا بأن الغاية من فريضة الصيام التي شرعها الله هي “التقوى” أن نتقي الله سبحانه وتعالى في أقوالنا، وفي أفعالنا، وفي مُعاملاتنا مع الآخرين، وفي تصرفاتنا في واقع حياتنا، ولنصدق بوعود الله لمن صدق به وأتقاه بأنه حتى سيرزقه من حَيثُ لا يعلم وحيثُ لا يحتسب: {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ}.

وتحدث -سلام الله عليه- بأن هناك من الناس لا يتفاعل مع الأعمال التي هي ذات أهميّة كُبرى، وأجرها عظيم، ومُضاعف عند الله سبحانه وتعالى، مثل: “الجهاد في سبيل الله” الذي سماه بالتجارة الرابحة التي لا بوار فيها ولا خسارة، الذي خلاله يمكن للإنسان أن يُحقّق الخير الكبير في حياته ومُستقبله الأبدي الدائم، فيكون عندهم تهاون ومسألة اللامُبالاة في ذلك، ولكن نتائجها تكون عليهم خطيرة ورهيبة جِـدًّا، وهذا كما ذكر السيد “نقص من التقوى”.

وأوضح لنا أن الخلل عند الكثير من الناس هو: اتباعهم لأهواء أنفسهم، وتصرفاتهم اتّجاه غريزي، وبناء على هوى النفس، وعلى شهواتها، وهذا السبب الذي قد يُؤثر في مسألة التقوى نفسها.

ويرشدنا -حفظه الله- إلى أن نتلو كتاب الله، ونتدبره، ونتأمله، وأن يكون أكثر تركيزًا على الوعد والوعيد وعلى ما في القرآن من هداية عظيمة لنا، وذكر بأن المبدأ المُهم الذي يجب علينا أن نستحضره في أذهاننا هو مبدأ الجزاء فيما نعمله نُجازى عليه؛ لأَنَّ غفلة الإنسان عن ذلك قد تجعله يستهتر تجاه ما يعمل، أَو لا يتفاعل مع الأعمال ذات الأهميّة، وإن على الإنسان أن يستحضر مبدأ الوعد والوعيد، ويرسخ في نفسه مسألة التقوى، وأنه سيجازى على كُـلّ أعماله إن كانت خيرًا أَو شرًا، وأن الإنسان عندما يتجرأ في أعماله وأفعاله وأقواله وتصرفاته السيئة، فَــإنَّ جرأته تلك سببها غفلته عن ربه، وابتعاده عن إيمانه.

ويُبين لنا -سلام الله عليه- بأن كُـلّ ما يفعله الإنسان هو في رصيده، وهو المُستفيد منه، أما الله فهو غنيٌ عنه وليس بحاجته، وعندما يُحسن سيزيده من فضله وكرمه، وخَاصَّة الأعمال التي يضاعف فيها الثواب والأجر مثل: الإنفاق في سبيل الله الذي يترتب عليه الفضل العظيم عند الله عز وجل، وكيف أُولئك المتقون والمحسنون في ساحة المحشر في فرحٍ دائم وسرور؛ لأَنَّهم يُدركون بأن مصيرهم الجنة هم فيها خالدون.

ويُوضح كيف مصير ممن يكتسبون السيئات في هذه الحياة، ويبتعدون عن تقوى الله وهداه، وتأثروا بوساوس الشيطان، وغرتهم أمانيهم، واتبعوا رغبات وهوى أنفسهم، كيف سيكون مصيرهم في الأخير إلى جهنم وسوء الحساب.

إن علينا كما أكّـد السيد القائد “أن نعي جيِّدًا أهميّة الأعمال، وأهميّة التقوى فيما تعنيه لنا في ما يترتب على أعمالنا في الآخرة، وأن نُرسخ إيماننا بوعده ووعيده، وأن نتأمل ما ورد في القرآن الكريم من الوعيد الإلهي.

إن محاضرة السيّد القائد كلها هُدىً وبصائر، من المهم جِـدًّا الحرص على متابعتها، والاهتمام بها، وعدم التفريط في سماعها، فهي نُورٌ من نورِ القرآن الكريم، تُهدينا، وتُرشدنا، وتُبصرنا، وتُعزز من إيماننا بالله سبحانه وتعالى.

مقالات مشابهة

  • بطل ضحى لأجل وطنه.. القوات المسلحة تحيي ذكرى يوم الشهيد (فيديو)
  • «قد العهد».. القوات المسلحة تحيي ذكرى يوم الشهيد |فيديو
  • القوات المسلحة تنشر عدداً من البروموهات بمناسبة ذكرى يوم الشهيد
  • عالم بالأوقاف يكشف أعظم نعمة يمنحها الله لعباده في الدنيا
  • مُحاضرات القائد هُدىً وبصائر
  • شيخ الأزهر: إحياء الفتنة بين الشيعة والسنة فتيل سريع الانفجار
  • محافظ الدقهلية:علماء مصر تخرجوا في المدارس الحكومية ما يعكس أهمية التعليم النظامي
  • تحت شعار شعب أصيل.. مصر تحتفل بيوم الشهيد
  • غزل المحلة يحيي ذكرى يوم الشهيد طوال شهر مارس
  • الرئيس اليمني في خطاب للشعب بمناسبة شهر رمضان : الأمة التي تجتمع على الخير لا تهزم أبدا