يخوض لبنان معركة صامتة في مواجهة المفوّضية العليا لشؤون اللاجئين في بيروت. وهي معركة تتّسم بالحدّية، خاصة أنّ المفوّضية تجاهر بخطواتها لإبقاء النازحين على الأراضي اللبنانية مستخدمة وسائل الترهيب والترغيب.

وكتبت غادة حلاوي في" نداءالوطن": وإزاء هذا التعامل الفوقي كان من الطبيعي أن يكون ردّ وزارة الخارجية اللبنانية بالشكل الذي كان عليه، وأنّ يتوجّه عبدالله بو حبيب إلى ممثّلها في لبنان بلغة التهديد لسحب رسالته التي وجّهها إلى وزارة الداخلية مباشرة، ويمهله حتى آخر الشهر لتسليم «الداتا» المتعلقة بالنازحين أو إجراء المقتضى.


وبناءً على هذا الإجراء الصارم من وزير الخارجية يفترض أن يلتزم ممثل المفوّضية بتسليم لبنان «الداتا» التي ستكشف عن أعداد النازحين المسجّلين وأسمائهم، ومن لا ينطبق عليه القانون يمكن ترحيله، ويقدّر عدد هذه الشريحة الأخيرة بما يقارب 700 ألف نازح سوري مقيم بصورة غير شرعية يمكن للبنان ترحيلهم. ويفترض إلى جانب هؤلاء وجود ما يقارب 500 ألف من اليد العاملة ممّن حازوا إقامات للعمل في لبنان ويلتزمون شروط الإقامة القانونية، ويمكن ترحيل المخالفين من بينهم، وهذا أمر طبيعي ومشروع تمارسه كل دول العالم. وبناءً على تلك المعلومات سيتبيّن حكماً عدد النازحين الهاربين من النظام السوري. وتلك الأرقام التي لا تقدّمها مفوّضية اللاجئين يقال إنّها وصلت إلى مليون ونصف المليون نازح سوري ما يعني وجود مليونين و500 ألف نازح سوري في لبنان ما بين شرعي وغير شرعي وهارب من النظام.
وعلى المستوى الخارجي يتأهّب لبنان للمشاركة في مؤتمر بروكسل الثامن المنعقد من أجل مناقشة قضية النازحين السوريين. ثمانية مؤتمرات لم تتمّ دعوة الدولة المعنية أي سوريا لإشراكها في النقاشات واقتراحات الحلول للعودة. والأسوأ أنّه من بين البنود المطروحة للنقاش تلك التي تعكس إصرار الاتحاد الأوروبي على اعتبار أن لا حل في سوريا إلا من خلال القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن والذي يتحدث عن أنّ الحل في سوريا لعودة النازحين يكمن في تشكيل حكومة انتقالية فيها تقوم بحوار سياسي يؤدي الى دستور جديد وانتخابات. ما يعني أنّ الغرب الذي لم يستطع إخراج الرئيس السوري بشار الأسد من المعادلة السياسية، يرفض إعادة النازحين كي لا يعترف بوجوده، ما يجعل لبنان راضخاً لمعادلة صعبة. أي أن تستمرّ إقامة النازحين إلى أن ينكسر الأسد الذي يرفض من ناحيته إعادة النازحين إلا بعد رفع «قانون قيصر» وإعادة الإعمار.

وزير الخارجية الذي سيشارك في مؤتمر بروكسل لن يكون تعامله أقل حدّة من أسلوب مخاطبته ممثل المفوّضية، وهو يحمل تفصيلاً عن واقع حال النازحين والأزمة الناتجة من وجودهم في كل أبعادها محاولاً «القوطبة» على ما سيصدر من توصيات لتخفيف العواقب، وإلا كان لبنان أمام مواجهة مفتوحة وعلنية.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

تصعيد إسرائيلي في لبنان والجيش يدعوه للانسحاب من المناطق التي يحتلّها

أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن “مقتل سوريين اثنين في غارة إسرائيلية على طريق الدردارة الخيام جنوبي البلاد”، كما “أصيب شخص إثر غارة من مسيرة إسرائيلية استهدفت سيارته في بلدة بيت ليف جنوب لبنان”.

وشنت مسيرة إسرائيلية “غارة على تلة الكنيسة بين الطيبة ورب ثلاثين جنوب لبنان مستخدمة قنابل صوتية، في وقت لوحظ تحليق مكثف للمسيرات الإسرائيلية من نوع هرمز 900 مسلحة في أجواء قرى قضاء صور، على مستوى منخفض جدا”.

قائد الجيش اللبناني: انسحاب الجيش الإسرائيلي يجب أن يتم اليوم قبل الغد من المناطق التي يحتلها

قال قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل إن “انسحاب الجيش الإسرائيلي يجب أن يتم اليوم قبل الغد من المناطق التي يحتلها”.

وأضاف قائد الجيش اللبناني خلال استقباله نقيب محرري الصحافة جوزيف القصيفي في مكتبه في اليرزة، “أن الانسحاب يؤدي إلى الاستقرار ويوطد حضور الدولة الفاعل في كل المناطق اللبنانية”.

ووفق ما نقله جوزيف القصيفي، أكد العماد رودولف هيكل، “أن الجيش اللبناني ملتزم بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 وقرار وقف النار الصادر عن هذا المجلس”.

وصرح بأن “الجيش منتشر في منطقة جنوب الليطاني ويقوم بمهماته من دون إبطاء أو معوقات، بالتعاون الكامل مع المجتمع الجنوبي في تلك المنطقة”.

‌‏الرئيس اللبناني: سحب سلاح “حزب الله” يتم عبر الحوار

قال الرئيس اللبناني جوزيف عون، إن ‌ “سحب سلاح “حزب الله” يتم عبر الحوار”، مشيرا إلى “العمل سيبدأ قريبا على صياغة استراتيجية الأمن الوطني، التي تنبثق منها استراتيجية الدفاع الوطني”.‌‏

وأكد الرئيس اللبناني، أن “لبنان ملتزم بتنفيذ الإصلاحات وبالقرار 1701 بشكل كامل، معتبرا أن بقاء إسرائيل في النقاط الخمس التي أحتلتها لن يكون مفيدا للبنان ويعقد الوضع أكثر”.

وقال: “نطالب واشنطن بالضغط على إسرائيل للانسحاب من النقاط الخمس التي احتلتها في جنوب لبنان”.

وشدد عون، على أن “الإصلاحات وسحب السلاح مطلبان لبنانيان ونحن ملتزمون بالعمل من أجل تحقيقهما”.

وقال الرئيس اللبناني إن “القوى الأمنية اللبنانية فككت 6 تجمعات كانت تحت سيطرة مجموعات فلسطينية خارج المخيمات، وصادرت أو دمرت الأسلحة فيها”.

وأكد عون أن “الأولوية هي لتخفيف حدة التوتر في الجنوب، والإرادة موجودة لذلك”، لافتا إلى أن “لبنان بحاجة إلى الوقت والمساحة لحل الأمور بروية”.

وقال عون إن الحكومة، قبل ثلاثة أسابيع، “وافقت على تجنيد 4500 جنديا بالجيش اللبناني لزيادة استعدادنا في الجنوب”.

وفي شأن “حزب الله”، قال عون، “بالنسبة لطريقة سحب سلاح “حزب الله”، هناك أهمية للجوء إلى الحوار، وكما  قلت في خطاب القسم، لا يوجد مكان لأي أسلحة، أو أي مجموعات مسلحة، إلا ضمن إطار الدولة”.

وأضاف: “المسائل تحل بالتواصل والحوار ففي نهاية المطاف، “حزب الله” هو مكون لبناني.. سنبدأ قريبا في العمل على صياغة استراتيجية الأمن الوطني، التي تنبثق منها استراتيجية الدفاع الوطني”.

وأكد الرئيس عون أن “الموقف اللبناني موحد، وجميعنا ملتزم العمل باتجاه الهدف عينه. أحيانا يكون لدينا اختلاف في الرأي، وهذا أمر طبيعي وهو يشكل جوهر الديمقراطية، علينا أن نناقش ونتحاور. وفي النهاية، هدفنا واحد”.

مقالات مشابهة

  • تحرير مخطوف سوري في الهرمل وتوقيف 3 مواطنين... هذا ما أعلنه الجيش
  • غوتيريش يؤكد على حضوره لمؤتمر القمة العربية الذي سيعقد في بغداد
  • لو سمعوا من ديفيد هيل... ما الذي كان يمكن تجنّبه؟
  • تصعيد مضاعف في الجنوب الأمامي فما الذي تريده إسرائيل مجدداً؟
  • الصين تطور طائرة ركاب »صامتة« أسرع من الصوت!
  • سلام عرض ومبعوث الرئيس الفرنسي التحضيرات لمؤتمر اعادة الاعمار
  • توقيف شخص في بعلبك لمحاولته تهريب 17 سوريًا إلى لبنان
  • بالفيديو.. شاهدوا آثار الغارة التي استهدفت بعلبك
  • الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية: 400 ألف شخص نازح في غزة
  • تصعيد إسرائيلي في لبنان والجيش يدعوه للانسحاب من المناطق التي يحتلّها