الجزيرة:
2024-10-02@14:21:27 GMT

جورج حاوي.. ناشط شيوعي لبناني اغتيل عام 2005

تاريخ النشر: 2nd, August 2023 GMT

جورج حاوي.. ناشط شيوعي لبناني اغتيل عام 2005

جورج حاوي قائد شيوعي لبناني بدأ نشاطه السياسي والفكري مبكرا، فانتسب في أوائل العشرينيات من عمره إلى منظمة الحزب الشيوعي في العاصمة اللبنانية بيروت، وهو أحد مؤسسي الحزب الشيوعي اللبناني عام 1955، وقاد في تلك الفترة نشاطا فكريا وجماهيريا بارزا.

تابع مسيرته السياسية والحزبية حتى انتخب أمينا عاما للحزب سنة 1979، وقد حفلت حياته بالمحطات السياسية والنضالية البارزة على النطاقين المحلي والإقليمي، إضافة إلى محطات كثيرة ومعقدة انتهت باغتياله صباح الثلاثاء 21 يونيو/حزيران 2005.

وكان جورج حاوي معروفا في الأوساط السياسية اللبنانية ببعده عن الطائفية، وكانت له عدة مبادرات سياسية وحدوية، من أبرزها مبادرات للمصالحة الوطنية عام 1991، زار خلالها عددا من أبرز المرجعيات الدينية والسياسية في البلاد، كان من أبرزها زيارة قائد القوات اللبنانية سمير جعجع في غدراس.

المولد والنشأة

جورج أنيس حاوي، أو الرفيق جورج كما هو معروف في الأوساط الشيوعية، ولد في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 1938، في قرية بتغرين في المتن الشمالي شرق بيروت.

ونشأ في عائلة متواضعة، إذ كان والده يعمل بالبناء، أما والدته فهي نور نوفل، وقد تزوج جورج حاوي من الدكتورة سوسي مادايان ابنة أرتين مادايان.

تلقى تعليمه في مدارس مسيحية، وبسبب جداله مع رجال الدين قرر اعتناق الماركسية، وظهر تأثره بالفكر الماركسي مبكرا، فقاد إضرابا قام به العمال ضد والده.

الدراسة والتكوين العلمي

ترك جورج حاوي الدراسة الثانوية ولم يباشر الدراسة الجامعية، واستعاض عن الاثنتين بانتسابه إلى الحزب الشيوعي المحلي عام 1955، وكانت سنه حينها 17 عاما.

التجربة السياسية والعملية

انتسب للنشاط الحزبي عام 1955، وأصبح أحد قادة الاتحاد الطلابي العام أواخر الخمسينيات، وقد شارك في معظم التحركات الجماهيرية والمظاهرات والإضرابات، وكان يقود معظمها، وكان لفترة طويلة مسؤولا عن اللجنة العمالية النقابية.

في عام 1959، انضم حاوي إلى قيادة الحزب الشيوعي السوري اللبناني المشترك، لكن التقارب الكبير بين الاتحاد السوفياتي والحزب الشيوعي السوري اللبناني دفعه إلى الانفصال عن الحزب عام 1964، ليشارك في تشكيل حزب شيوعي لبناني عربي مستقل.

تدرّج حاوي سريعا في كوادر الحزب الشيوعي اللبناني، فعام 1964 انتخب عضوا في اللجنة المركزية للحزب وكان أصغر أعضائها، وعام 1966 أصبح عضوا في المكتب السياسي، وأواسط السبعينيات انتخب أمينا عاما مساعدا للحزب إلى أن انتخب أمينا عاما للحزب في مؤتمره السنوي الرابع عام 1979، واستمر في هذا المنصب حتى عام 1993.

وعام 1999، انتخب رئيسا للمؤتمر الوطني للحزب، كما كان نائبا لرئيس المجلس الرئاسي للحركة الوطنية اللبنانية، التي أسسها كمال جنبلاط.

بحلول عام 1965، انضم الحزب الشيوعي إلى جبهة الأحزاب التقدمية والقوى الوطنية التي كونت في ما بعد الحركة الوطنية اللبنانية بقيادة كمال جنبلاط.

وعام 1969، أنشأ الحزب الشيوعي جناحا عسكريا له سماه "الحرس الشعبي"، وكانت مهمته الدفاع عن لبنان ضد الاعتداءات الإسرائيلية، وكان شعار هذه القوة هو تحصين الجنوب اللبناني بالخنادق والملاجئ، وتدريب الشباب اللبنانيين ليتمكنوا من الدفاع عن أرضهم.

وبالتوازي مع العمليات الدفاعية، أنشئت معسكرات في الجنوب اللبناني، وكانت عمليات التدريب تتم بشكل مشترك مع الفصائل الفلسطينية الموجودة داخل الأراضي اللبنانية.

جورج حاوي تدرج في مناصب الحزب الشيوعي اللبناني حتى ترأسه عام 1979 (رويترز)

وكان حاوي قد أشار لاحقا إلى أن هدف "الحرس الشعبي" كان عسكريا في المرحلة الأولى، وأنه كان اجتماعيا أيضا، فقد أقام في عدد واسع من القرى ملاجئ ومستوصفات ومخيمات كشفية، بهدف المساعدة على تأمين الحدود بأشكال مختلفة.

وعام 1976، اندلعت الحرب الأهلية في لبنان بين الكتائب المسيحية والفصائل الفلسطينية، التي وقف إلى جانبها الحلف اليساري والقومي، وكان جورج حاوي أحد قادته.

وفي يونيو/حزيران من العام نفسه، دخلت على خط الصراع قوات سورية قوامها 30 ألف جندي.

وبعد سنوات من الحرب الأهلية، وقّعت الأطراف المتحاربة اتفاقية الطائف عام 1989 برعاية سعودية سورية أميركية، لتضع نهاية للحرب الأهلية في لبنان. وبانتهاء الحرب، تجدد التوتر بين النظام السوري والحزب الشيوعي اللبناني.

ويونيو/حزيران 1982، بدأ الاحتلال الإسرائيلي اجتياحه الواسع للبنان، وبسرعة قياسية احتل الجيش الإسرائيلي جنوب لبنان ومناطق في الجبل والبقاع الغربي، وواجه في أثناء تقدمه قتالا متفرقا من القوى اللبنانية والفلسطينية.

وشارك جورج حاوي ميدانيا إلى جانب قوات "الحرس الشعبي" في القتال، ولكن لم تمضِ سوى أيام معدودة حتى وصلت طلائع الجيش الصهيوني إلى مشارف بيروت.

ابتعد جورج حاوي عن الساحة السياسية، ليعود مجددا مع بدايات القرن الحادي والعشرين.

وبعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في فبراير/شباط 2005، شارك حاوي في مظاهرات شعبية طالبت بمحاكمة المسؤولين عن الأمن العام، وعدم التمديد لرئيس الجمهورية إميل لحود، وإقامة لجنة دولية لمعرفة القاتل الحقيقي، وخروج الجيش السوري من لبنان.

اغتيال جورج حاوي

وفي صباح الثلاثاء 21 يونيو/حزيران 2005، دوى انفجار ضخم في حي وطى المصيطبة بالعاصمة اللبنانية بيروت.

وكان الشارع اللبناني متخوفا من حدوث أعمال عنف، بعد نجاح كبير حققته تحالفات حزبية معارضة لسوريا في الانتخابات البرلمانية، التي كانت قد جرت قبل الانفجار بأيام.

لم يكن أحد ليتوقع أن يكون المستهدف هو القيادي الشيوعي البارز جورج حاوي، فقد انفجرت سيارته بقنبلة ممغنطة وضعت تحت المقعد الأمامي، الذي يجلس عليه بجوار كرسي سائقه.

وكان جورج حاوي يعيش، حسبما تقول عائلته والمقربون منه، حتى آخر يوم في حياته في شقة مستأجرة بحي وطى المصيطبة، ولم يسبق أن غير من عاداته اليومية، فاحتمال الاغتيال لم يكن أمرا يقلقه.

ونظرا لغياب الأدلة الجنائية التي قد تؤدي إلى معرفة المتهم الحقيقي وراء اغتيال حاوي، تم استدعاء السياق السياسي من أجل محاولة معرفة الطرف المستفيد من اغتياله.

في هذا السياق، يرى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن اغتيال حاوي يأتي في نفس السياق والأسباب التي أدت إلى اغتيال رفيق الحريري وباسل فيحان وسمير قصير، وصولا إلى محمد شطا، متهما النظام السوري وحلفاءه في لبنان وحلفاءهم الإقليميين بالوقوف وراء تلك الاغتيالات.

وفي السياق ذاته، يعقِد بعض أنصار حاوي الأمل على محاكمة قتلة رفيق الحريري، من أجل التوصل إلى طرف الخيط المؤدي إلى قاتل حاوي، ففي 2005 تشكلت لجنة تحقيق دولية لجمع الأدلة وراء اغتيال الحريري.

وعام 2011 أبلغت "المحكمة الدولية الخاصة بلبنان" عائلة حاوي بوجود حلقة وصل بين تصفية جورج واغتيال الحريري، وكانت المحكمة قدمت عام 2014 أسماء 5 متهمين إلى محكمة دولية خاصة للبت في الدعوى، وجميع هؤلاء يُحاكمون غيابيا، وينتمون إلى حزب الله اللبناني.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

حزب التقدم والإشتراكية يدين اغتيال نصر الله

زنقة 20 | متابعة

أدان حزب التقدم و الإشتراكية، ما وصفها بـ”الاغتيالات الإرهابية التي أقدم عليها الكيانُ الصهيوني في حقِّ قياداتٍ سياسية بارزةٍ للمقاومة الفلسطينية واللبنانية، بمختلف فصائلها، وعلى رأسها السيد حسن نصر الله وقَبْلَهُ السيد إسماعيل هنية”.

الحزب و في بلاغ أصدره عقب اجتماع المكتبُ السياسي أمس الثلاثاء، اتهم الدول الغربية بقيادة أمريكا بـ”دعم الإجرامَ الصهيوني، بكل الوسائل، وبصورةٍ مُطلَقَة ومفضوحة”.

و ذكر الحزب، أن ” توسيع دائرة العدوان نحو لبنان، يمهدُ الطريقَ جدياّ نحو جرِّ المنطقة برمَّتها إلى الحرب الشاملة والمصير المجهول، في تهديدٍ حقيقيٍّ للسلم العالمي”.

مقالات مشابهة

  • حزب التقدم والإشتراكية يدين اغتيال نصر الله
  • المحاولات الفاشلة والناجحة لحل الحزب الشيوعي السوداني ذو النفوذ النقابي القوي ودوافعها الرئيسية: ماذا يريد الحزب الشيوعي في السودان؟ (2 من 3)
  • الحزب الشيوعي السوداني … مخترق ام مختطف – الحلقة الأخيرة
  • إعلام لبناني: فشل محاولة اغتيال قائد كتائب شهداء الأقصى منير المقدح في لبنان
  • ارتفاع أسعار السلع والخدمات والفقر المتزايد.. ناشط يحذر الحوثيين من استمرار تجاهل معاناة اليمنيين
  • إعلام لبناني: لا صحة لطلب اليونيفيل من الجيش اللبناني إخلاء مراكزه
  • مغردون: هل اغتيل نصر الله بقنابل أميركية أم بسبب ثغرات أمنية؟
  • إصابة جندي لبناني إثر استهداف إسرائيل لدراجة بالقرب من حاجز للجيش اللبناني في الجنوب
  • ممثل لبناني شهير يُشارك في مراسم تشييع أحد قادة الحزب (صورة)
  • حزب الله يتفرّغ لترتيب أوضاعه وتعويل لبناني على دور أكبر لبري