صور رفح قبل وبعد الهجوم الإسرائيلي.. دمار ساحق ومدنيون يفرون في كل اتجاه
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
أظهرت صور أقمار صناعية حديثة حجم الدمار الهائل الذي تركته الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وعلى الرغم من وصف إسرائيل التوغل البري بأنه "محدود"، إلا أنه "عمليًا عبارة عن عملية برية عميقة"، وفق صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، التي وصفت الدمار في جنوب القطاع بأنه "على نمط التدمير الذي شوهد في مدن أخرى في جميع أنحاء قطاع غزة خلال المراحل الأولى من الحرب".
التقطت أحدث صور الأقمار الصناعية في 19 مايو شركة الأقمار الصناعية الخاصة "بلانيت لابز"، وتظهر أن الجيش الإسرائيلي قد سوّى العديد من المباني بالأرض بين معبر كرم أبو سالم الحدودي ومعبر رفح.
Flattened buildings, destruction: What Israel's 'limited operation' in Rafah looks like.
Satimages show that after the seizure of the Rafah crossing, the IDF advanced northward along the Philadelphi corridor toward Rafah's city center
w @YardenMichaeli https://t.co/q00eLdL2up pic.twitter.com/KnnGMcXF3u
ويعتبر هذا النوع من صور الأقمار الصناعية بالغ الأهمية لرصد سير الحرب، حيث أن الجيش يفرض قيودًا مشددة على دخول الصحفيين إلى غزة.
وبدأ التوغل البري للجيش الإسرائيلي في رفح في 6 مايو، عندما أمر الجيش السكان في أجزاء من المنطقة بالإخلاء بسرعة.
ودخلت القوات الإسرائيلية عبر معبر كرم أبو سالم، وتحركت شمالاً على طول محور فيلادلفيا، بموازاة الحدود المصرية.
وبداية شهر مايو الجاري، قالت الأمم المتحدة إنّ إعادة إعمار قطاع غزة ستكون مهمّة "لم يسبق أن تعامل معها المجتمع الدولي منذ الحرب العالمية الثانية"، متحدثة عن دمار "غير مسبوق" بعد أكثر من سبعة أشهر من الحرب بين إسرائيل وحماس.
واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم شنته حماس في 7 أكتوبر 2023 وأسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصا، بحسب تعداد أرقام رسمية إسرائيلية.
وردّت إسرائيل على هجوم حماس بقصف مدمّر أتبع بعمليات برية في قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 35562 شخصا معظمهم مدنيون، وفق وزارة الصحة في القطاع.
وكانت صور أقمار صناعية أقدم بقليل أظهرت كيف أخلى المدنيون المناطق التي لجأو إليها سابقا هربا من هجمات الجيش الإسرائيلي.
تظهر صورة القمر الصناعي التي التقطتها شركة Planet Labs PBC مخيما قبل عملية إخلاء جماعية في رفح، في 5 مايو، 2024. (Planet Labs PBC via AP) تظهر الصورة نفس المخيم بعدما تم إخلاؤه في 8 مايو، 2024. (Planet Labs PBC via AP)وتظهر بعض تلك الصور كيف كانت مناطق في رفح مليئة بخيام اللجئين فيما أظهرت أخرى إخلاء نفس المناطق بشكل سريع، حيث فر المدنيون خوفا من اللحاق بقائمة الضحايا التي تجاوزت حتى الآن 35 ألف شخص، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
وتؤكد منظمات الإغاثة أن التوغل الإسرائيلي في رفح الذي بدأ رغم المعارضة الدولية الواسعة وبينما كان الوسطاء يأملون في تحقيق انفراجة في محادثات الهدنة المتوقفة، قد أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الحادة.
وكان المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قال إن 800 ألف شخص "أجبروا على الفرار" من رفح في أقصى جنوب قطاع غزة منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية في المدينة هذا الشهر.
Satellite imagery of Rafah, before & after #Gaza war. City now home to 1.4 million displaced Palestinians crammed in a 24 sq mile area. Any military push by Israel into Rafah would be beyond harrowing for civilians trapped with nowhere to go.
???? Planet labs pic.twitter.com/WxLd9HHg0E
وقال إن الناس يفرون إلى مناطق تفتقر إلى إمدادات المياه والصرف الصحي.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
ندوة لمناقشة كتاب الجولة العربية الإسرائيلية الرابعة 1973: رصد ودراسة
شهدت قاعة "فكر وإبداع" أمس أول أيام معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، ندوة لمناقشة كتاب "الجولة العربية الإسرائيلية الرابعة 1973: رصد ودراسة، الإعداد والتحضير ومعالم إدارة الحرب"، من إعداد اللواء محمود محمد طلحة، ناقش الكتاب كل من اللواء أركان حرب علي الببلاوي، واللواء أركان حرب محمد هلال.
في بداية الندوة، حرص اللواء علي الببلاوي، الذي أدار الندوة، على التعريف بشخصية اللواء محمود محمد طلحة، موضحًا أنه من مواليد عام 1942، واستعرض مسيرته العسكرية التي بدأت بتولي فصيلة كتيبة الصاعقة وتدرجه في المناصب العسكرية المختلفة.
كما تناول الببلاوي الدراسات التي حصل عليها طلحة في كلية قادة الحرب العليا وفي الأمم المتحدة، مؤكدًا على أهمية دوره في وزارة الأركان والمهام التي تولّاها في مجالات الخرائط والخطط العسكرية.
وأضاف: "اللواء طلحة دائمًا يقدم نفسه بأنه ضابط صاعقة، وفي تقديري أن هذا الكتاب يعد موسوعة ومرجعًا عسكريًا لكل المدنيين والعسكريين".
من ناحيته، قال اللواء أركان حرب محمد هلال: "على الرغم من صدور العديد من الكتب والمذكرات عن حرب أكتوبر 1973، إلا أن كتاب "الجولة العربية الإسرائيلية" تطرق للعديد من التفاصيل والوثائق التي لم يتناولها أحد من قبل، موضحا الكتاب يتناول أدق تفاصيل المعارك العسكرية من زوايا جديدة، وأطالب بضم هذا الكتاب إلى لجنة الوثائق بالقوات المسلحة".
وأشار هلال إلى أن الكتاب يتألف من 6 أبواب و21 فصلًا، حيث استعرض في الباب الأول خلفية تاريخية لنشأة الصراع العربي الإسرائيلي، مع شرح الموقف الإقليمي والدولي قبل حرب أكتوبر، مقدّمًا معلومات من وجهة النظر الإسرائيلية.
كما تناول الكتاب في الباب الثاني العقيدة المصرية في ذلك الوقت والصراع المسلح في فترة حرب الاستنزاف، واستعرض بشكل مفصل ذكريات هذه الحرب. في الباب الرابع، تناول الكتاب فترة الإعداد لحرب أكتوبر والجهود التي بذلتها الدولة المصرية، بينما خصص الباب الخامس للموقف الاستراتيجي ومعالم اتخاذ قرار الحرب على المستوى العسكري.
وتحدث مؤلف الكتاب، اللواء محمود محمد طلحة، عن فكرة الكتاب والموضوعات المختلفة التي تناولها، حيث بدأ حديثه بعرض مقولة الجنرال ديفيد اليعازر، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أثناء فترة الحرب، الذي قال: "حرب أكتوبر تختلف عن كل الحروب، وكانت المبادأة دائمًا في أيدينا وكان التحرك بالنسبة لنا أمرًا سهلاً، لأننا نحن الذين كنا نهاجم".
وأضاف اللواء طلحة: "مصر استعادت سيناء كاملة في هذه الحرب"، مشيرًا إلى أن هذا الكتاب يكشف الكثير عن تفاصيل الحرب.
كما تساءل طلحة عن "ما هي سيناء ولماذا سميت بهذا الاسم؟"، موضحًا عبر شاشة العرض حدود سيناء الدولية وأهمية المنطقة، مستعرضًا أفكار المفكر الكبير الدكتور جمال حمدان، الذي ألف كتابًا عن استراتيجية سيناء. وأضاف طلحة: "الذهنية الإسرائيلية مشبعة بالفكر التوسعي، وأنه قائم ومستمر".
واستعرض طلحة أيضًا تفاصيل حرب الاستنزاف والعدوان الثلاثي على مصر، مشيرًا إلى محاولات إسرائيل ضم سيناء إليها.
وقال إن الإسرائيليين كانوا يشيعون في العالم أن سيناء ليست مصرية، مؤكدًا أن فكرة الإسرائيليين للتمسك بسيناء وقناة السويس كانت فكرة صهيونية تهدف إلى إقناع العالم بذلك.
وفي ختام حديثه، عرض طلحة منشورات وبيانات عبر شاشة العرض لشرح سيناء في الفكر الإسرائيلي، مميزًا بين المنظور العسكري الإسرائيلي وسيناء من الناحية الجغرافية.
وأوضح طلحة مميزات سيناء بالنسبة للإسرائيليين، مثل عمقها البالغ 240 كم والمراكز السكانية الإسرائيلية، بالإضافة إلى الساحل الشرقي لخليج السويس وامتداد الحدود المصرية على البحر الأحمر.
واختتم اللواء طلحة الندوة بعرض خلاصة الموقف الإسرائيلي في تلك الفترة، مؤكدًا على عدم التخلي عن أي جزء من سيناء، واستمرار حالة السلم والحرب، والنظرة المتدنية للجيوش العربية، مع الإشارة إلى بناء إسرائيل لأقوى خط دفاع حصين.