صحيفة الاتحاد:
2025-01-22@21:58:37 GMT

محمد عبلة: الفن تحريض داخلي على الجمال

تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT

محمد عبدالسميع (الشارقة)
الفن التشكيلي له آفاق عديدة، وله لغته وتنافذاته مع الكثير من الآداب والفنون، بل ودخل هذا الفن في حقول نفسية واجتماعية عديدة، أمّا الرسم فهو النافذة التي يتطلع منها الإنسان نحو الحياة، وجمال الانعتاق من أسر الضغوط في هذه الحياة.
والفنان المصري محمد عبلة، وفضلاً عن تجربته في علاج المرضى بالفن؛ كرسّام له سمعته وحضوره، تشتمل سيرته الإبداعية على نجاحات عديدة.

فقد حصل الفنان، المولود بمدينة بلقاس بالمنصورة عام 1953م، على وسام غوته الألماني. واتسمت أعماله بجانبها الإنساني، عبر رحلة طويلة مع الفنّ توسّعت فيها معارضه محلياً وعربياً وعالمياً، وهو فنان طموح استمع إلى صوته الخاص رغم معارضة والده دراسته الفنون الجميلة، فكانت الإسكندريّة المحطة الأولى التي درس فيها الفنّ التشكيلي، ليسافر بعدها إلى ألمانيا والنمسا، وسويسرا التي كانت محطةً بارزةً له في موضوع العلاج النفسي بالفن.
يقول الفنان محمد عبلة: إنّ الفن وسيلة علاج رائعة؛ اعتماداً على إحساس الإنسان بما يتيحه فن الرسم من تحريض داخلي على عالم الجمال، فلا مجال لاصطناع العواطف والمشاعر.
حققت عيادة الفنان محمد عبلة حضوراً جيداً، وزارها مراجعون آمنوا بهذا النوع من العلاج، في التعرف على المشكلة تمهيداً للبدء بالعلاج.

أخبار ذات صلة الفنون التشكيلية.. تثري المشهد الثقافي ترسم 10 لوحات في وقت واحد

الفنان المغرم بالفن ساقه إبداعه أيضاً إلى حيث فن الكاريكاتير، الذي عمل له متحفاً في منزله بالفيوم التي أحبّها، منذ 35 عاماً، مستذكراً أنّه حاول في بداياته العمل كرسام للكاريكاتير في مجلة «صباح الخير»، لكنه لم يُقبل، ومع ذلك ازداد إصراراً في الوفاء لهذا الحب، من خلال متحف متميّز جمع رسوماته من الكاريكاتير، رسومات لفنانين مصريين وعرب، لتشتمل المدينة المعروفة بهدوئها على متحف يُعدّ الوحيد في مصر والشرق الأوسط.
ويؤكد محمد عبلة أهميّة التعرف، كجزء من الثقافة العامة والمتخصصة، على لغة الفن وفهم دوره الإنساني ودلالات اللون، وحول تغيّر المجتمعات ما بين القديم والحديث، يؤمن الفنان محمد عبلة بالجديد في نمط الحياة وقابلية الأفكار لأن تتغيّر.
وحول تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في الفنّ، يؤكد الفنان محمد عبلة أنها بيئة مشجعة على الفن ومحفّزة للإبداع فيه، من خلال القوانين المنضبطة، ودعوة الضيوف والمجلات المتخصصة، والمزادات الفنية، وطرق التسويق والمهرجانات وشحن الأعمال، وغير ذلك من وسائل دعم هذا القطاع.

ويؤكّد الفنان محمد عبلة حضور الفنّ المصري وإبداعاته، داعياً إلى الاهتمام بالشباب، وتدريس هذا الفنّ في المدارس.
جمع الفنان محمد عبلة ما بين الرسم والنحت؛ باعتبار الفنّ لا يتجزأ. ومن أهمّ أعماله الفنية التي يعتز بها، تمثال «سيزيف» الذي قام بنحته في ألمانيا منذ 20 سنة، لما يحمله من معاناة إنسانيّة عبر فكرة وأسطورة «سيزيف» وصعوده المتكرر إلى الجبل.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الفن التشكيلي الفنون التشكيلية الرسم الفنان محمد عبلة

إقرأ أيضاً:

بين هسهسة القبح وهمسات الجمال

إبراهيم برسي

20 يناير 2025

القبح ليس نقيضًا للجمال، بل هو وجهه الآخر الذي يختبئ في هسيس الظلال، حيث يولد الضوء من شقوقه المجهولة.

هو شقيقه الذي نسج من ذات الطينة، لكنه اختار أن يترك الخضرة جانبًا ليروي حكاية أخرى.

هو سردية لا تصفق لها الأغصان الغضة، ولا تحتفي بها الزهور المشرقة، لكنها سردية تهمس بما لا يُقال.

هناك، بين الأغصان اليابسة التي تحمل وطأة الفناء، وفي هسهسة الرياح التي تعبر دون وعد، يزهر الجمال همسًا.

هل رأيت الفراشات وهي تتراقص فوق خراب الأغصان؟

نسيم الجناح لا يحتاج خضرة ليحمل موسيقى الحياة، ولا همس الجناح يشترط اكتمال الأغصان ليخبرنا أن الجمال لا يُصنع من البهرج.

ضوء التنسيب المشرق الذي يتسلل من بين الأغصان الجافة لا يزيف الحقيقة، بل يكشفها.

القبح، في عمقه، هو تأويل آخر للجمال، فصلٌ ناقص من حكاية الكون، لكنه يحمل الحقيقة أكثر من سذاجة الزهور المتفتحة التي تخنق نفسها بالاكتمال.

القبح لا يصرخ، بل يهمس.

هو الهسيس الذي يمر عبر حطام الأغصان، الحفيف الذي لا ينسجم مع لحن المألوف، لكنه يحمل صمودًا صامتًا.

الجمال لا يزهر دائمًا في النضارة، بل أحيانًا في الأغصان التي انكسرت لكنها لم تسقط.

هناك، في فجوات الزمن التي تتركها الطبيعة بلا اكتمال، تكمن الحقيقة: حتى الموت أخضر، إذا أصغيت إليه بما يكفي.

وماذا عن الظلال؟

تلك التي تراقص الضوء وتتمايل معه في حوار لا ينتهي؟

الجمال يكمن في الظلال التي تمنح الضوء بُعده الآخر.

الظل ليس نقيضًا للضوء، بل شريكه الذي يعيد تعريف الأشياء، كما يُعيد الجفاف تعريف الخضرة.

أو كما قال كونديرا: الجمال ليس في ما يُرى، بل في ما يُحجب، في الفراغ الذي يتركه الظل لتملؤه العين بالخيال.

في الظلال يسكن الجمال البعيد عن الصخب، جمال يزهر في صمت ويكشف نفسه لأولئك الذين يرون ما وراء الضوء.

الأغصان التي تخنقها الخضرة لا تفهم سر الجفاف.

إنها تعتقد أن الحياة زهوٌ دائم، لكنها تجهل أن الجمال يزهر في الرماد كما يزهر في التراب.

حين يسقط الضوء على الأغصان الميتة، يكشف تأويلًا جديدًا: الجمال ليس في اكتمال الصورة، بل في هشاشتها.

هو في الرمزية التي تتسرب بين الشقوق، في الحكاية التي ترويها الريح وهي تعبر دون أن تنتظر تصفيقًا.

الجمال هو كأس ممتلئة حتى الحافة، لكنه ليس بالخمر الذي يسكر في لحظة، بل رشفة تتسلل إلى الوعي ببطء، تفتح أبواب الحقيقة وتجعلها أشبه بنشوة لا تنطفئ.

القبح هو الكأس التي نظنها فارغة، لكنها مليئة بالاحتمالات.

الضوء الذي يخترق الزجاج لا يَعد بالكمال، لكنه يعكس الحياة وهي تلمع في هشاشتها، في تأرجحها المستمر بين الكمال والانكسار.

حين تنزع الطبيعة زينتها وتبقى العظام العارية للأغصان، تبدأ في كتابة شعرها الأكثر صدقًا.

الهسيس الذي يلف هذا العراء ليس إلا موسيقى البدء، لحظة الخلق الأولى التي تنكرها الخضرة لكنها تحتضنها الحياة.

نسيم الجناح حين يمر على القبح لا يبحث عن عطر، بل عن حقيقته المتأرجحة بين الحي والميت.

الجمال ليس في الزهور المشرقة وحدها، ولا في الأغصان الغضة التي تنحني لتمدح الريح.

إنه يسكن القبح كما يسكن النضارة، يعيش في الظل كما يعيش في الضوء، ويتمايل بينهما كفراشة ثملة، لا تعرف حدود الرقص ولا تتوقف عن اختراق الخواء.

الجمال، في نهاية المطاف، لا يطلب الكمال، بل يعترف بهسيس الحياة وهمسها، بأن القبح ليس ضدًا للجمال، بل هو الجمال وقد نزع عن نفسه كل بهرج، وبقي خالصًا، كأسًا من الحقيقة التي لا تنتهي.

 

zoolsaay@yahoo.com

   

مقالات مشابهة

  • فوائد ورق السدر عديدة.. تعرف عليها
  • السلطات السورية تمنع الرسم على الجدران في اللاذقية.. وتحذر
  • بين هسهسة القبح وهمسات الجمال
  • إرباك صهيوني داخلي بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • محمد سعد: الجمهور كسب الرهان ممن توقعوا فشل «الدشاش».. وحذفنا مشهد وفاة عبلة كامل من «اللمبي»
  • غياب نجوم الفن عن عزاء والد زوجة محمد فؤاد
  • «ترامب»: نواجه أزمة ثقة في حكوماتنا منذ سنوات عديدة
  • ترامب: نواجه أزمة ثقة في حكوماتنا منذ سنوات عديدة
  • من العزاء إلى اللوكيشن.. كيف تغلب نجوم الفن على فقدان ذويهم؟
  • سباق داخلي في ملاقاة المتغيِّرات الخارجية