لا شك أننا نعيش فترة عصيبة وفظيعة غليظ في التاريخ لكوننا سودانيين وايضا لكوننا مواطنين من مواطني العالم. ولكن هذه الفترة أيضا مثيرة إذ يتسارع التاريخ فيها ليس في السودان وحسب بل في جميع أنحاء العالم.
أهم ملامح التحول التكتوني هو إنحسار القوة النسبية للمعسكر الأمريكي ونهاية الأحادية القطبية وتشييع النيولبرالية إلي مثواها الأخير في أمريكا والغرب والصعود الأقتصادي والتكنولولجى المذهل في الصين وبروز إيران كقوة إقليمية لا يمكن تجاهلها.
فهذه أول مرة في تاريخ العدالة الدولية يتم توجيه إتهامات جنائية ضد رئيس دولة صديقة للغرب بل وجزء من الغرب الموسع. أيدت توجيه الاتهام دول أوروبية فرنسا ويرلندا وبجليكا وسولوفينيا. بينما أكدت غالبية من الدول الأورويبة إحترامها لإستقلال المحكمة الجنائية الدولية وفي ذلك قبول ضمني بالإتهام.
ولا يفاجئ أحد إدانة أمريكا وبريطانيا لقرار المحكمة وقد حددت أمريكا بفرض عقوبات علي قانونيي المحكمة – ولكن عزلة هتين الدولتين تتزايد في المحافل الدولية وبالذات في ملف الشرق الأوسط.
الجدير بالذكر أن ما حدث هو فقط طلب من المدعي العام للمحكمة – كريم خان، البريطاني من أصول باكستانية – إصدار قرار الاتهام والاستدعاء ولكن الموافقة علي الطلب من صلاحيات قضاة المحكمة الذين يتوقع منهم القبول لان المحكمة لم ترفض في تاريخها طلب المدعي العام. أو بطريقة أخري، المدعي العام لا يرفع طلبا قبل التاكد من أن المحكمة ستقبله.
وحتي لو أصدرت المحكمة الإتهام رسميا فمن المستبعد تطبيقه عمليا ولكن القرار في حد ذاته، حتي قبل صدوره رسميا من القضاة، عبارة عن زلزال سياسي مهول ودليل جديد علي تضعضع الهيمنة الغربية المتزامن مع صعود الصين وروسيا وصحوة في بعض نواحي الجنوب مثل جنوب أفريقيا التي وفرت أول دفرة لكرة الجليد المتدحرجة
واليوم قررت أسبانيا وايرلندا والنرويج الأعتراف رسميا بالدولة البلثتينية وبذا يرتفع عدد الدولة المعترفة بدولة محمود درويش 146 دولة من أصل 193 دولة تتمتع بعضوية الأمم المتحدة.
حصلت بلثتين على صفة دولة مراقبة غير عضو في الأمم المتحدة منذ عام 2012. ورغم أن ذلك أعطاها مكاسب سياسية وحقوق داخل المنظومة الأممية إلا أنها حتي الآن لا تتمتع بكامل حقوق الأعضاء الآخرين.
الحصول علي العضوية الكاملة يتطلب موافقة أغلبية الدول الأعضاء وقد تمت هذه الموافقة من قبل 146 دولة من أصل 193 ولكن الشرط الآخر للحصول علي العضوية الكاملة هو موافقة مجلس الامن الذي تملك فيه أمريكا حق الفيتو وهو آخر عقبات إعلان بلثتين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة.
تتعرض الأمم المتحدة لنقد حاد ومتواتر وهذا مفهوم لكن علي النقاد أن يحددوا – بالذات في ما يختص بالقضايا السياسية – هل المشكلة في الجمعية العامة أم في مجلس الأمن أم في نواح أخري.
وفي نهاية الأمر فان القرار الأخير في الأمم المتحدة في يد الدول الأعضاء في الجمعية العامة ومجلس الامن وليس في يد الأمين العام الشيء الذي كثيرا ما يدفعه لإبداء قلقو.
من الصعب التشكيك في أهمية الجمعية العامة التي تتساوي فيها الدول – صوت واحد لكل دولة- إذ أنها هي برلمان الكون الذي تجتمع فيه الدول لمناقشة أهم القضايا المشتركة مثل المناخ والاقتصاد وحقوق الأنسان والتجارة والسلم.
معتصم اقرع
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تنعى البابا فرنسيس: كان رسولا للأمل والإنسانية
أمين عام الأمم المتحدة أكد أن البابا فرنسيس كان رجل إيمان لجميع الأديان، وعمل مع أناس من جميع المعتقدات والخلفيات لإضاءة الطريق إلى الأمام.
التغيير: وكالات
قدم الأمين العام للأمم المتحدة خالص تعازيه في وفاة قداسة البابا فرنسيس، واصفاً إياه بأنه “رسول الأمل والتواضع والإنسانية”، وكان “صوتا ساميا من أجل السلام والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية”.
وفي بيان صحفي أشار الأمين العام إلى إرث البابا فرنسيس المتمثل في “الإيمان والخدمة والتعاطف مع الجميع، وخاصة أولئك الذين تُركوا على هامش الحياة أو حوصروا برعب الصراع”.
وشدد الأمين العام على أن البابا فرنسيس كان “رجل إيمان لجميع الأديان”، وأنه عمل مع أناس من جميع المعتقدات والخلفيات لإضاءة الطريق إلى الأمام.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة “استلهمت بشكل كبير من التزامه بأهداف ومُثل منظمتنا”، وأنه نقل هذه الرسالة في اجتماعاته مع البابا فرنسيس.
كما ذكر زيارة البابا التاريخية لمقر الأمم المتحدة عام 2015، حيث تحدث عن “أسرة بشرية موحدة”، وأشاد بإدراكه بأن “حماية بيتنا المشترك هي، في جوهرها، مهمة ومسؤولية أخلاقية عميقة تقع على عاتق كل شخص”.
وأشار إلى أن رسالته البابوية “لاوداتو سي” كانت مساهمة كبيرة في التعبئة العالمية التي أدت إلى اتـفاق باريس التاريخي بشأن تغير المناخ.
واقتبس الأمين العام كلمات البابا فرنسيس: “إن مستقبل البشرية ليس حصريا في أيدي السياسيين والقادة العظماء والشركات الكبرى… [بل] هو، قبل كل شيء، في أيدي أولئك الأشخاص الذين يتعرفون على الآخر باعتباره ‘أنت’ وأنفسهم كجزء من ‘نحن'”.
واختتم بيانه بالتعبير عن أمله في أن “يتبع عالمنا المنقسم والمتنافر مثاله في الوحدة والتفاهم المتبادل”، وقدم خالص التعازي للكاثوليك وجميع أولئك في جميع أنحاء العالم الذين استلهموا من الحياة الاستثنائية ومثال البابا فرنسيس.
الوسومأنطونيو غوتيريش الأمم المتحدة البابا فرانسيس الكاثوليك لاوداتو سي