مزج الإبداع بالتراث فن لا يجيده الكثيرون، تلك هى حكاية «العم» غالى فى محافظة الشرقية، حيث استطاع ان يسطر اسمه بحروف من نور فى عالم صناعة وتلوين العرائس الخشبية وتثبيت التراث المصرى.

 

ففى محافظة الشرقية، وخاصة فى مدينة الزقازيق، تقع هناك ورشة صغيرة وبداخلها غالى أحمد عبد العظيم فنان تشكيلى يبلغ من العمر نحو 77 عامًا، افنى أكثر من نصف القرن من حياته فى الحفاظ على التراث المصرى عن طريق صناعة وتلوين العرائس الخشبية .

البداية كانت حينما كان العم «غالى» فى عمر 22 عامًا، شاهد عرائس مع صديقه قادمة له من روسيا، فقرر كيفية صناعتها بالطابع المصرى من خلال نحتها على الخشب بأشكال ورموز بسيطة تجذب كل من يشاهدها .

استطاع العم «غالى» المحافظة على التراث المصرى من خلال أعماله الفنية على الخشب حتى وقتنا هذا، وانتج العديد من العرائس الخشبية التى تعبر عن المجتمع المصرى ذو الطابع الخاص، عن طريق خشب «البرتقال» وقام بصناعة عرائس لسيدة تحمل البلاص والخفير، فى أول نماذج تنفيذ فكرته، فحازت على إعجاب الكثيرين وطالبوه بإنتاج العديد من الأشكال، فضلًا عن مطالبة البائعين لكميات كبيرة لها وهو ما دفعه للاستمرار والمواصلة فى تنفيذ فنه ودعم موهبته .

 بعدها انطلق الفنان التشكيلى ابن مدينة الزقازيق وقرر إنتاج المزيد من الشخصيات للحفاظ على التراث ونجح فى تنفيذ عرائس «العمدة، وشيخ البلد، والخفير، وناظر المزرعة، والفلاحة، وحاملة البلاص، وبائع العرقسوس، والقهوجي، بالإضافة إلى الطبال»، وجميعهم شخصيات تميز التراث المصرى وخاصة المجتمع الريفي .

ذاع صيت العم «غالى» بعدما انتشرت العرائس والفن التشكيلى الذى يقدمه وغزت الأسواق، وبدأ فى نقل موهبته وتدريب المهتمين بالفن التشكيلى والعرائس الخشبية حتى يومنا هذا، ولم يتوانى يومًا عن الذهاب لورشته البسيطة التى أنجبت أجيال من الفنانين.

يقول غالى أحمد عبد العظيم، أكتشفت موهبتى حينما كنت فى المدرسة الابتدائية فى عمر 10 سنوات، اقوم بتشكيل المجسمات بإستخدام الطباشير فى الفصل الدراسي واصنع منها مجسمات مثلها مثل ما اصنعه بالخشب الآن، بإستخدام آله حادة «القطر»، ولكن زادت موهبتى كوننى من عائلة تشكيلية الأب كان فنان تشكيلى والأشقاء أيضًا .

وأضاف الفنان التشكيلى، موهبتى فى الرسم جعلت أعمالى التشكيلية فى صناعة العرائس الخشبية والمجسمات ذات طابع خاص واعطتها رونقًا وشكلًا جماليًا جذاب يجذب أعين الناظرين حوله .

وأوضح صاحب الـ 77 عامًا، إلى انه فكر حينما صنع العرائس والمجسمات الخشبية فى تخليد ذكرى التراث المصرى من خلال صنع مجسمات لرموز المجتمع المصرى مثل حاملة الذلعة، والخفير وبائع العرقسوس والطبال، وشيخ البلد، مؤكدًا على نجاح تلك الشخصيات بسبب عشق المصريين لها .

وأكمل الفنان التشكيلة حديثة للوفد، مجسماتى والعرائس الخشبية الخاصة وصلت لجميع أنحاء العالم من خلال ترويجها فى عدد من المزارات المختلفة بمصر، والطلب عليها فى زيادة دائما، وهو ما جعلنى اخطوا خطوات نحو تدريب الشباب والفتيات على الحرفة لسد احتياجات الطلب بالأسواق المصرية .

واختتم الفنان التشكيلى حديقة قائلًا: " أعتقد أن العمر ما هو إلا رقم لا يستطيع أن يقف فى وجه الطموح والنجاح، والدليل على ذلك أننى لازلت أمارس موهبتى التى أحبها واعشقها حتى الآن، ولا استطيع الجلوس فى المنزل لأننى أعشق العمل وما أقدمه من خلاله" .

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: غالي الشرقية تراث أقدم صانع التراث المصرى من خلال

إقرأ أيضاً:

المهرجانات المحلية.. نافذة على التراث ورافد للتنمية

- مصعب الهنائي: ملتقيات للأسر وتنافس في الحراك الاقتصادي

-هلال الشقصي: تشجيع المشاركة المجتمعية وتحسين البنية الأساسية

- أحمد المحروقي: تعزيز التواصل والتبادل الثقافي بين مختلف المحافظات

شهدت محافظات سلطنة عمان في الفترة الأخيرة إقامة العديد من المهرجانات المحلية التي لاقت إقبالًا كبيرًا من الزوار، وتميزت هذه المهرجانات بتنوع فعالياتها التي شملت الجوانب الثقافية والفنية والرياضية والترفيهية، مع إبراز التراث والعادات الخاصة بكل محافظة، "عمان" سلطت الضوء على أبرز ما تميزت به هذه المهرجانات وانطباعات الزوار.

يصف أحمد بن مطر الربخي مهرجان محافظة الظاهرة بأنه كنسمة عذبة وفعاليات متفردة تُحيي أرواح الزائرين، ويشير بأنه أكثر من حدثٍ عابر فهو حكاية تُروى بلغة بسيطة صادقة، تحمل بين طياتها عبق التاريخ وروح الأصالة التي لطالما ميزت هذه الأرض، ومنذ انطلاق الفعاليات اجتمعت القلوب على أنغام مختلفة بين المتعة والترفيه والتراث، ففي كل ركن، كانت هناك لمسة فنية تحمل رسالة أمل وإلهام، تُذكرنا بأن البساطة قادرة على رسم أجمل لوحات السعادة، لقد منح مهرجان الظاهرة دفعة قوية لحركة السياحة الداخلية، حيث فُتحت الأبواب لتكون الظاهرة منارة للتلاقي والمُتعة، خاصةً في ظل افتقار المحافظة لفعاليات مماثلة، هذا المهرجان لم يكن مجرد تجمع ترفيهي، بل كان رحلة جعلت من كل لحظة قصة تُخلد في ذاكرة كل أسرة شاركت فيه، وأرى أن مهرجان الظاهرة كان رسالة حب وعطاء لكل من يبحث عن متنفس يجمع بين عبق الماضي وحيوية الحاضر.

مطلب ترفيهي

أما شهاب بن حمد الشندودي يعبر عن رأيه قائلاً: تعد هذه المهرجانات مطلب تلبي احتياجات المواطنين من الجانب الترفيهي، كما أن توقيتها كان مناسبًا لفترة الإجازة المدرسية والأجواء الشتوية، ويؤكد الشندودي دورها في التعريف بالولاية واستقطاب السياح من داخل المحافظة وخارجها من خلال التعريف بالتاريخ العماني والعادات والتقاليد، حيث إن المهرجانات تتضمن المسارح والقرية التراثية والتي تحتوي على معالم تاريخية تستعرض تاريخ البلد والعادات والتقاليد مثل وجود القرية البدوية، والحرف التقليدية والزراعة، ويرى الشندودي أهمية إشراك الإعلاميين وحضور وسائل التواصل الاجتماعي لنشر المحتوى الذي تقدمه هذه المهرجانات سواء أكان محتوى تراثيا أم ثقافيا أم حفلات مسائية، ولا ننسى أن هذه المهرجانات تعزز من القيمة التجارية في الولاية نفسها، كما أن للمهرجان دورا كبيرا في تعزيز الجانب الاقتصادي للولاية وتفعيل الفنادق والمحلات التجارية، وحقيقة ثمة توجه من الجهات المعنية في النهوض بهذا الجانب لتعزيز وإثراء السياحة الداخلية، ورأيت حقيقة إقبالا كبيرا من المجتمع لهذه المهرجانات، وتفعيل الحصون والقلاع والحارات القديمة الموجودة في الولايات لتنشيط الحركة السياحية فيها والتعريف بتاريخ هذه الأماكن.

تقديم المزيد

ويرى الدكتور مصعب بن سالم الهنائي صاحب مجموعة النسيم ومنظم مهرجان شتاء بهلا ٢٠٢٥م في نسخته الأولى بقرية بلادسيت بولاية بهلا بأن تنظيم المهرجان ليس بالأمر السهل فهناك تحديات وعقبات كبيرة ولكن الشغف والطموح كرجل أعمال كانا الدافع لتقديم شيء بسيط تجاه الوطن، وأن نكون جزءا من هذه النجاحات التي تحققها هذه المهرجانات، مضيفاً: لقد عكس توافد الجماهير الغفيرة إلى مهرجان شتاء بهلا ٢٠٢٥م من مختلف الولايات والمحافظات نجاح المهرجان وقد لمست إشادات على المستوى الرسمي والمجتمعي من ارتياح بالغ ورضا تام من الزوار وسعادتهم بالفعاليات والتميز في الفقرات، مؤكدًا على أن تنوع المهرجانات التراثية والترفيهية وتعدد الفعاليات في مختلف محافظات سلطنة عمان تساهم في بلورة فكر وثقافة وإبداع الترويج السياحي لمكونات البلاد وتبرز ثقافة الإنسان العماني، وأكد الهنائي أن ثقافة المهرجانات باتت ضرورة ملحة لتواكب ما يحدث في دول الجوار، ولعل سلطنة عمان كانت سباقة في هذا المنحى من خلال مهرجان ليالي مسقط ومهرجان خريف صلالة، وتشكل المهرجانات ملتقيات للأسر وتنافسا في الحراك الاقتصادي وإبداعا للمواهب في كل مضمار، ونتمنى بصفتنا منظمين أن نجد الدعم المناسب فما ننفقه لهذا الحدث يتجاوز ما يعود ماديا إلينا ولكن هدفنا تقديم متنفسات من خلال هذه المهرجانات العابقة بالإرث الحضاري والملهمة للأجيال للمجتمع، مضيفًا: مهرجان شتاء بهلا ليس مجرد حدث عابر بل هو منصة تعكس مواهبنا وثقافتنا العمانية وهو احتفاء بروح التعاون والتكامل وبقصص النجاح التي تلهمنا جميعا للمضي قدما في طريق الإنجاز والتميز، وسعينا من خلال هذا المهرجان إلى تقديم تجربة فريدة تجمع بين الترفيه والمعرفة وبين الأصالة والتجديد مؤكدا أن المهرجانات تشكل أحد روافد التنمية الاقتصادية وتشغيل القوى الوطنية وإضافة حراك وطني ويدفع بأصحاب الحرف والصناعات والمهن والأسر المنتجة لمزيد من العطاء.

تقييم آراء الزوار

أما هلال بن حمود الشقصي فيعبّر عن مهرجان شتاء بهلا بأنه مثال حيّ على الفعاليات الثقافية والترفيهية التي تساهم في تعزيز الهوية الثقافية والتراثية للمنطقة؛ فهو يتيح للزوار فرصة التعرف على التراث العُماني الأصيل الذي تتمتع به الولاية، مثل الفنون الشعبية، والمأكولات التقليدية، والحرف اليدوية، وتحريك الاقتصاد المحلي إذ يساعد المهرجان على زيادة مبيعات الحرفيين والمزارعين وأصحاب المشاريع الصغيرة، ووضع الشقصي بعض المقترحات لاستدامة هذه المهرجانات منها تشجيع أبناء الولاية على المشاركة في تنظيم المهرجان وتقديم أفكارهم، وتحسين البنية الأساسية كتوفير مرافق أفضل للزوار مثل مواقف السيارات، ودورات مياه نظيفة، ومناطق استراحة مظللة، والتسويق الفعال واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام التقليدي للترويج للمهرجان على نطاق أوسع، وتعزيز المشاركة المجتمعي، أيضاً استخدام مواد صديقة للبيئة وتقليل النفايات خلال المهرجان، والتعاون مع وكالات السفر والفنادق لتوفير عروض خاصة للزوار، وتقييم الزوار من خلال جمع آراء الزوار بعد انتهاء المهرجان لمعرفة نقاط القوة والضعف والعمل على تحسين أولويات التطوير وتعزيز مواطن القوة في النسخ القادمة.

مشاركة المحافظات

وحول مهرجان سناو يفيد أحمد بن يعقوب المحروقي بأن مهرجان سناو يُعد فسحة رائعة للتعريف بمحافظة شمال الشرقية وولاية سناو بشكل خاص ومعالمها السياحية والتراثية، فهو فرصة للمستفيدين من أبناء المحافظة، من الباحثين عن عمل والأسر المنتجة وأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة لعرض منتجاتهم وخدماتهم، كما يتميز المهرجان بتنوع فعالياته التي تستهدف مختلف الفئات العمرية، مما يثري تجربة الزوار ويجذب أعدادًا كبيرة منهم، مشيراً إلى أن المهرجان ضم مختلف محافظات سلطنة عمان منها الوسطى والداخلية والشرقية والظاهرة، مما ساهم في تعزيز التواصل والتبادل الثقافي بين مختلف المحافظات، وأكد المحروقي على دور القرية التراثية في المهرجان، والتي جسدت تاريخ ولاية سناو العريق، وتعرض الحرف التقليدية والفنون الشعبية وأنماط الحياة القديمة والحديثة، وقد حظيت هذه القرية بإعجاب وتقدير كبيرين من قبل زوار المهرجان من المواطنين والمقيمين، وعن أبرز الأنشطة التي تضمنها المهرجان قال المحروقي: مشاركة خيمة وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه التي أقامت معرضًا لمعداتها وأدواتها، بالإضافة إلى سوق بيع المواشي بالمناداة المتطورة، ويُعتبر هذا السوق نموذجًا ناجحًا يجب تفعيله في كافة أسواق عمان، ولتحسين مستوى المهرجان في السنوات القادمة أرى من الأفضل إيجاد مساحة أوسع لإقامة المهرجان، وإضافة أنشطة متنوعة تستهدف المجتمع المحلي والمرأة العمانية بشكل خاص

مقالات مشابهة

  • فيديو | يوم التأسيس.. ”ذاكرة الأرض“ يُحيي تراث الزينة الشرقية
  • صور | يوم التأسيس.. ”ذاكرة الأرض“ يُحيي تراث الزينة الشرقية
  • طلب متزايد على السلال الخشبية في يوم التأسيس
  • المهرجانات المحلية.. نافذة على التراث ورافد للتنمية
  • أهم قرارات اجتماع مجلس إدارة اتحاد كرة اليد
  • تعرف على قرارات اجتماع مجلس إدارة اتحاد كرة اليد
  • ضربها بعصا خشبية.. مصرع سيدة ثلاثينية على يد زوجها في قنا
  • خلال مشاركته في المنتدى السعودي للإعلام.. وزير الطاقة: ولي العهد صانع التأثير والتغيير
  • الحرية المصرى يشيد بكلمة الرئيس السيسى خلال لقائه بملك إسبانيا
  • عصام السقا: أقدم شخصية الصديق «الجدع» في مسلسل «فهد البطل»