دول أوروبية تعلن اعترافها بالدولة الفلسطينية: إسرائيل تتوعد والعرب يرحبون
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
القدس المحتلة "أ.ف.ب": أعلنت ثلاث دول أوروبية اليوم اعترافها بدولة فلسطين في خضم الحرب الدامية في قطاع غزة التي تشنها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر، في مبادرة سارع الفلسطينيون إلى الترحيب بها فيما رفضتها إسرائيل بشراسة.
وأعلن رئيس الوزراء النروجي يوناس غار ستور أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين اعتبارا من 28 مايو.
وقال سانشيز أمام النواب الإسبان "الثلاثاء المقبل في 28 مايو، ستقرّ إسبانيا في مجلس الوزراء الاعتراف بالدولة الفلسطينية"، واتهم نظيره الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأنه "يعرّض للخطر" حلّ الدولتين في الشرق الأوسط من خلال سياسة "المعاناة والدمار" التي ينتهجها في قطاع غزة.
وقال سايمن هاريس من جهته "اليوم، تعلن إيرلندا والنروج وإسبانيا اعترافها بدولة فلسطين"، مضيفا أنه "يوم تاريخي ومهم لإيرلندا وفلسطين".
وأعلنت إسرائيل أنها استدعت سفراء إسبانيا وإيرلندا والنروج لديها، كما استدعت سفيريها في البلدين الأخيرين "لإجراء مشاورات طارئة".
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان "أوجه اليوم رسالة شديدة اللهجة إلى إيرلندا والنروج: لن تلزم إسرائيل الصمت على ذلك"، وأضاف "الخطوات المتسرعة للبلدين ستكون لها عواقب وخيمة، وإذا نفذت إسبانيا وعودها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية فستُتّخذ خطوات ضدها".
أما الفلسطينيون فسارعوا إلى الترحيب.
وقال أمين سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ عبر حسابه على منصة "إكس" إنها "لحظات تاريخية ينتصر فيها العالم الحرّ للحقّ والعدل بعد عقود طويلة من الكفاح الوطني الفلسطيني والمعاناة والألم والاحتلال والعنصرية والقتل والبطش والتنكيل والتدمير الذي تعرّض له شعب فلسطين".
ورأت حركة حماس في ذلك "خطوة مهمة على طريق تثبيت حقنا في أرضنا وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس"، ودعت "الدول حول العالم إلى الاعتراف بحقوقنا الوطنية المشروعة، ودعم نضال شعبنا الفلسطيني في التحرر والاستقلال، وإنهاء الاحتلال الصهيوني لأرضنا".
وأصدرت الدول الثلاث في مارس مع كل من سلوفينيا ومالطا، بيانا مشتركا أعربت فيه عن نيتها الاعتراف بدولة فلسطين.
"مكافأة"
ونشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية الثلاثاء رسالة مصوّرة موجّهة إلى إيرلندا عبر منصة "إكس" لتحذيرها من أن "الاعتراف بدولة فلسطينية من شأنه تحويلها إلى بيدق في أيدي إيران" وحماس.
وترى إسرائيل أن الاعتراف بدولة فلسطينية من دون حلّ تفاوضي يشكّل "مكافأة" لحركة حماس.
واعتبر وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه أن الاعتراف بدولة فلسطين "ليس من المحظورات"، لكن الوقت ليس مناسباً الآن لبلاده للقيام بذلك، وفق قوله.
في المقابل، رحّب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط "بالخطوة الهامة" التي تضع هذه الدول الثلاث "على الجانب الصحيح من التاريخ في هذا الصراع".
وعبّر مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن ترحيبه بالقرار أيضًا، واعتبر الأمين العام للمجلس جاسم محمد البديوي في بيان أن هذا الاعتراف هو "خطوة محورية وإستراتيجية نحو تحقيق حل الدولتين، ودافعاً قوياً لكافة الدول للقيام بخطوات مماثلة.. مما سيساهم في حصول الشعب الفلسطيني على كافة حقوقه".
كذلك رحبت مصر بالقرار في بيان صادر عن وزارة خارجيتها رأى أن "قرار كل من النرويج وإيرلندا وإسبانيا الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين هو خطوة مقدرة تدعم الجهود الدولية الرامية إلى خلق أفق سياسي يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
ودعت الخارجية المصرية الدول الأخرى التي لم تتخذ هذه الخطوة بعد الى "المضي قدماً نحو الاعتراف بدولة فلسطين".
ورحّب الأردن على لسان وزير الخارجية أيمن الصفدي بالقرار الذي اعتبره "خطوة مهمة وأساسية على طريق حل الدولتين الذي يجسّد دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من يونيو من عام 1967".
وشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي ضربات جوية اليوم في قطاع غزة لا سيما في رفح في الجنوب وجباليا وحي الزيتون ومدينة غزة في الشمال، وفق شهود.
وصباح اليوم، سجّل فريق وكالة فرانس برس حصول قصف مدفعي داخل مدينة رفح وفي محيطها. وباتت هذه المدينة المكتظة بالسكان والنازحين مسرحا لعمليات برية منذ مطلع الشهر الحالي رغم تحذيرات المجتمع الدولي.
واستشهد عشرة أشخاص وأصيب آخرون في الزوايدة في وسط قطاع غزة في ضربات ليلية، على ما أفاد مستشفى شهداء الأقصى.
وأشار الدفاع المدني في غزة إلى انتشال ست جثث من بين أنقاض منزل أصيب بقصف إسرائيلي في جباليا.
وقالت وزارة الصحة في غزة اليوم في بيان إنه تم إحصاء "62 شهيدا و138 اصابة خلال 24 ساعة" حتى صباح اليوم، وارتفعت الحصيلة إلى 35709 شهيدا كما بلغ عدد الجرحى الإجمالي 79990 منذ بدء الحرب.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الاعتراف بدولة فلسطین قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الجامعة العربية: إسرائيل تسعى للتطهير العرقي وتهدد استقرار المنطقة
القاهرة – وجه الأمين العام أحمد أبو الغيط اتهامات صريحة لإسرائيل بممارسة “حرب إبادة” ضد سكان غزة، مؤكدًا أن هدفها التطهير العرقي عبر القتل والتجويع أو التهجير القسري.
وأدان أبو الغيط في كلمته خلال افتتاح الدورة 163 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية بالقاهرة استمرار القصف الإسرائيلي وهدم المنازل والحصار الذي يمنع وصول المساعدات، مشيرًا إلى أن إسرائيل استأنفت هجومها في 18 مارس 2024 بعد هدنة قصيرة ما أسفر عن مقتل أكثر من 2000 فلسطيني وتدهور الأوضاع الإنسانية في غزة إلى مستويات غير مسبوقة منذ أكتوبر 2023.
ووصف أبو الغيط صمت المجتمع الدولي إزاء هذه الانتهاكات بأنه “مخزٍ ومشين”، مستذكرًا مواقف البابا الراحل فرنسيس الذي دافع عن حقوق الفلسطينيين حتى ساعاته الأخيرة، مطالبًا بوقف إطلاق النار وإغاثة غزة.
وأكد أن الدول العربية رفضت سيناريو التهجير غير القانوني، وقدمت في القمة العربية الطارئة التي عقدت في مارس الماضي خطة واقعية لإعادة إعمار غزة وتجسيد حل الدولتين كأساس للسلام.
وأعرب عن تطلع الدول العربية إلى عقد مؤتمر دولي في يونيو 2024، برئاسة سعودية-فرنسية، لتحويل هذا الحل إلى واقع ملموس، داعيًا المجتمع الدولي لدعم هذه الرؤية ضد “مخططات اليمين الإسرائيلي المتطرف”.
ووسع أبو الغيط انتقاداته لتشمل السياسات التوسعية الإسرائيلية التي تهدد المنطقة بـ”توتر مستديم وعنف يومي”، منددًا بالاعتداءات على سوريا ولبنان، والتي قال إنها تنتهك السيادة وتؤجج الصراعات.
وحذر من أن هذه السياسات تهدد أسس السلام وتدفع المنطقة نحو صراعات لا نهائية، داعيًا العالم للضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي العربية المحتلة.
المصدر: RT