محمد عبدالله: سأبقى في خدمة الصافرة الإماراتية
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
أعلن الحكم المونديالي محمد عبدالله حسن قرار اعتزاله التحكيم رسمياً بعد مشواره الحافل بالنجاحات، الذي امتد إلى 24 سنة، جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عٌقد مساء الأربعاء في مقر اتحاد الكرة بدبي، بحضور عبيد سالم الشامسي، النائب الثاني لرئيس اتحاد الكرة، وسالم علي الشامسي رئيس لجنة الحكام، وحمد أحمد المزروعي، عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، نائب رئيس اللجنة، ولي بروبرت مدير إدارة الحكام، وعصام عبدالفتاح المدير الفني للحكام.
وبهذه المناسبة، قال الحكم الدولي محمد عبدالله حسن: «أتوجه بالشكر والعرفان لمجالس إدارات اتحاد الكرة، ولجان الحكام التي دعمتني خلال مسيرتي التحكيمية، وأسرتي وزملائي حكام كرة القدم، ووسائل الإعلام، وأندية الدولة والجماهير الإماراتية، وجميع من ساندني طوال السنوات التي قضيتها في الملاعب».
وأضاف محمد عبدالله حسن: «قرار الاعتزال صعب على حكم كرة القدم، لكنها اللحظة التي تعطي فيها الفرصة لإخوانك حتى يُكملوا شرف تمثيل الصافرة الإماراتية في المسابقات الكروية الآسيوية والدولية، وسأظل داعماً ومعاوناً لهم على الدوام».
وعن خططه المقبلة ضمن المنظومة الفنية للحكام، قال الدولي محمد عبدالله حسن: «بعد ختام الموسم الرياضي الحالي، ستكون لي لقاءات مع لجنة الحكام في اتحاد الكرة، وبإذن الله سأظل في خدمة الصافرة الإماراتية».
مسيرة كبيرة
التحق الحكم المونديالي محمد عبدالله حسن، بمنظومة التحكيم الإماراتية في الأول من شهر يونيو عام 2000، ونال عن جدارة واستحقاق الشارة الدولية في شهر يناير عام 2010.
وخلال مسيرته التحكيمية الحافلة، أدار حكمنا الدولي 682 مباراة محلية، من ضمنها 495 مباراة «حكم ساحة»، وشارك كحكم رابع وفيديو في 187 مباراة.
وعلى صعيد مشاركاته الخارجية، شارك المونديالي محمد عبدالله حسن في العديد من البطولات والمسابقات القارية والدولية، ويأتي أبرزها، بطولة كأس العالم للناشئين- الإمارات 2013، وأدار نهائي بطولة كأس آسيا تحت 22 سنة- عُمان 2014، ونصف نهائي بطولة كأس آسيا- أستراليا 2015.
وفي عام 2017، كانت مشاركته في مباراة ربع نهائي بطولة كأس العالم تحت 20 سنة في النسخة التي استضافتها كوريا الجنوبية، وشهد العام ذاته تكليفه بإدارة المباراة النهائية لبطولة كأس الاتحاد الآسيوي.
وظهر ضمن طاقم الحكام الذي أدار مباريات كأس العالم- روسيا 2018، وبطولة كأس العالم للأندية- أبوظبي 2018، وكأس آسيا- الإمارات 2019، ونصف نهائي بطولة كأس العالم للسيدات- فرنسا 2019، إضافة إلى نهائي بطولة كأس زايد للأندية الأبطال 2019.
وأدار نصف نهائي بطولة كأس العالم للأندية- قطر 2021، ونهائي مسابقة دوري أبطال آسيا 2021، وشارك في المونديال للمرة الثانية على التوالي- قطر 2022، وقاد ثلاث مواجهات قوية في بطولة كأس آسيا 2024، من ضمنها مباراته الدولية الأخيرة، والتي جمعت منتخبي كوريا الجنوبية والأردن.
وحصل الحكم الدولي محمد عبدالله حسن على جائزة غلوب سوكر لأفضل حكم عربي عام 2018، وجائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي 2019 مع الحكمين المساعدين الدوليين محمد أحمد الحمادي، وحسن المهري بعد مشاركتهم في مونديال روسيا، فيما نال جائزة الشيخ خليفة لأصحاب الإنجازات الرياضية مرتين عامي 2014 و2019، كما حصل على أفضل حكم إماراتي دولي في 9 استفتاءات لجريدة الاتحاد.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: تسجيل الدخول تسجيل الدخول فيديوهات الإمارات بطولة کأس العالم محمد عبدالله حسن نهائی بطولة کأس اتحاد الکرة کأس آسیا
إقرأ أيضاً:
د. عبدالله الغذامي يكتب: اختراعان استعماريان باقيان
اختراعان إنجليزيان هما كرة القدم واللغة الإنجليزية ذاتها، وكلاهما عبر طريقه للعالمية واكتسحا الفضاء البشري، وكل شعوب العالم اندمجت مع كرة القدم ممارسةً وتعشقاً لدرجات عميقة تصل لحد تصورها قيمةً وطنية تحمل شعار الوطن وترمز لمعانيه وهوياته ومكانته العالمية، ويتساوى في ذلك الدول العظمى مع الدول الأخرى، وتتسابق الأمم لكسب كأس عالمية هي كأس العالم لكرة القدم، وهي حدث يتكرر كل أربع سنوات تتبارز الأمم على استضافته، وتدفع أموالاً طائلةً لتحظى بمزية حدوثه على أرضها، كما تتوجه عيون البشر كلهم وقلوب المتنافسين من الجماهير الذين تحولوا ليكونوا أشد من اللاعبين أنفسهم حماسةً وتطلعاً مع قوة الانفعال والتحفز في بضعة أسابيع تأتي مرة كل أربع سنوات، وتسبقها مباريات حاسمة ومدوية لتأهيل أي فريق ليصل براية وطنه ولونه الوطني، فيظهر على شاشات الفضاء العالمي بنشيده الوطني وشعاره المميز والمطعم بقلوب الجماهير، وسيترتب على أي فوز موجاتٌ هادرةٌ من المشاعر المتضاربة بين كاسب يتباهى بكسبه وخاسر يتحسر على عثرته، والأصل كله ظهور اللعبة في وقت ملائم لصناعة التأثير، ويجاري ذلك حدثٌ وقع قبل قرنين حين اختارت أميركا اللغة الإنجليزية لتكون لغتها الوطنية بعد الاستقلال عن بريطانيا، فاستقلت عن سلطة الإمبراطورية البريطانية، لكنها سلمت عقلها وذوقها ونظام تفكيرها للغة المستعمر التي أصبحت لغة الدولة في تلك الولايات التي اتحدت لتصنع دولةً عظمى تكتسح العالم من مغاربه لتسيطر على المشارق والمغارب بذوقها في الملبس والمأكل وفي اللغة التي لم تك لها، ولكنها استولت عليها وجعلتها لغةً عالمية، ولم يبقَ لمخترعيها الأول سوى اسمها (الإنجليزية)، أما قوتها ودافعيتها وإغرائيتها فأصبحت أميركيةً، وتبعاً لقوة أميركا نشأت قوة اللغة ذاتها، وأصبحت سلطةً معنويةً ذات هيمنة عقلية وبلاغية معاً، وظلت أجيال العالم تتسابق لتعلم هذه اللغة وتعشقها، ومن هنا ساد مخترعان إنجليزيان ليكونا أهم رمزيات المعنى البشري المعاصر. وهذا يشير إلى قدرة القيمة المعنوية لتفعل أضعاف ما تفعله الجيوش الجرارة في قدرة القوة الرمزية على السيطرة على العقول والأذواق بأسلوب ناعم يتسلل للنفوس والعقول، فيحتلها ويستعمرها بدافع ذاتي يتبدى طبيعياً ومقبولاً وسلمياً ونفعياً كذلك، مما مكن كلتا الرمزيتين من الانتشار والتوغل حتى لم يعد أحد يشعر بأنهما من منتوج قوة استعمارية سيئة السمعة كتاريخ، ولكنها تمكنت من صناعة أثرها وتغلغلها المعنوي ليبقى هذا الأثر، ولا يطالب أحد برحيله.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض