???? الضغط لتحقيق أهداف محددة وفي استطاعة البرهان وقادة الجيش تنفيذها
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
بدلا من إطلاق الاتهامات بالتخوين وإشاعة الإحباط، يجب أن نعمل على الضغط لتحقيق أهداف محددة وفي استطاعة البرهان وقادة الجيش تنفيذها (مع الضغط اللازم لذلك).
أولا يجب تشكيل حكومة بصلاحيات حقيقية، برئيس وزراء له سلطة واستقلال يمكنه من الالتحام بالشعب وتوظيف طاقاته في الحرب عبر المقاومة الشعبية وكذلك توظيف طاقاته الأخرى والضرورية لأجل الاستمرار في الحرب والانتصار فيها.
تشكيل الحكومة قد يكون مخرج للبرهان نفسه ولقيادة الجيش، فهم من جهة سيشركون الشعب في الحرب بشكل حقيقي من خلال الحكومة التي ستتولى حشد طاقاته وتوظيفها بشكل صحيح، ومن جهة أخرى يتخلصون من الضغوط والاتهامات المستمرة وكذلك من الاحتقان داخل الجيش نفسه. الغضب الشعبي مع الاخفاقات التي تحدث هنا وهناك مع طول أمد الحرب كل هذه عوامل قد تقود لإنقلاب عنيف أو انشقاقات في الجيش أو لتمرد شعبي على الدولة نفسها. تشكيل الحكومة سيمنع كل ذلك.
يستمر الجيش في عمله العسكري، وسيكون من الأفضل للبرهان ولقادة الجيش لو تم تشكيل مجلس عسكري موسع ينهي حالة الاحتكار للقرار في الجيش نفسه ويضع حدا لكل الشكوك والمخاوف، ويعالج كذلك الخلل والتقصير والذي تورطت فيه القيادة الحالية للجيش؛ فهي في النهاية تتحمل جزء كبير من المسئولية فيما وصلنا إليه اليوم، من تمدد الدعم السريع إلى التفريط في الأمن القومي والسماح باختراق البلد وغير ذلك من الفشل والتقصير خلال الفترة الانتقالية وقبل الحرب، دعك عما حدث بعد ذلك. يجب أن تعلم قيادة الجيش أنها تتحمل الجزء الأكبر من المسئولية في كل الدمار والخراب والأورواح التي ذهبت والانتهاكات للعروض والتشريد والإفقار وكل مآسي الحرب التي حلت بالشعب السوداني، القيادة مسئولة لأنها فشلت في مهمتها الأساسية المتمثلة في حماية الدولة والمواطن وذلك بغض النظر عن حجم المؤامرة.
صحيح الجيش كمؤسسة صمد وقاتل وصحيح أن قيادة الجيش نفسها صمدت وقاتل وما زالت تقاتل ولكن يجب أن تعلم أن كل هذا لا يعفيها من المسئولية ناهيك عن أن يمنحها مكافأة باحتكار البلد وقرارها في لحظة هي أحوج ما تكون فيه لطاقات كل شعبها. لقد فشلت قيادة الجيش في حشد وتوظيف طاقات الشعب لأن هذه أساسا مهمة سياسية يجب أن يقوم بها السياسيون وقادة المجتمع وليس العساكر الذين ينحصر تخصصهم في المجال العسكري.
لن ننتصر في هذه الحرب اذا ظلت طاقات الشعب معطلة وقرار الحرب والسلام بيد مجموعة محدودة من العساكر الذين لم ينتخبهم أحد ولا يخضعون لمحاسبة أحد، وهم في النهاية عسكر وليسوا ساسة؛ عسكر جاءت بهم ملابسات ثورة ديسمبر الفوضوية ووثيقة كورنثيا والشراكة سيئة الذكر. كان يمكن لتاريخ السودان أن يكون مختلفا بعد أبريل 2019 لولا هؤلاء العساكر ومعهم بالطبع شركاءهم السابقين وحميدتي.
الخلاصة، يجب تشكيل حكومة بمهمة محددة هي بعث الروح من جديد في حطام الدولة وقيادة الشعب نحو الانتصار في الحرب، وذلك بالتوافق مع مؤسسة الجيش. و كذلك يجب تكوين مجلس عسكري موسع تمثل فيه كل وحدات الجيش ينهي حالة الاحتكار الحالية للجيش والدولة بواسطة عساكر مجلس السيادة ويعيد الثقة للشعب في جيشه والتي اهتزت كثيرا.
حليم عباس
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الجیش نفسه فی الحرب یجب أن
إقرأ أيضاً:
حرب المسيّرات.. التكنولوجيا التي أعادت تشكيل وجه النزاعات العسكرية
في السنوات الأخيرة؛ أصبحت الطائرات بدون طيار (المسيّرات) أحد العناصر الرئيسية في الحروب العسكرية الحديثة، حيث ساهمت بشكل كبير في تغيير موازين القوى وأساليب القتال، لتُستخدم تلك المسيّرات بشكل متزايد، ليس فقط كوسيلة للمراقبة والاستطلاع، بل كأداة هجوم فعّالة ذات دقة عالية وتكلفة منخفضة نسبيًا.
`•التطور التكنولوجي ومجال الاستخدام`
ومع التقدم العلمي وسباق التسليح التنافسي بين كبرى الدول؛ تطورت المسيّرات من أدوات صغيرة تُستخدم للاستطلاع إلى منصات متقدمة قادرة على تنفيذ هجمات دقيقة، نقل الإمدادات، وحتى خوض المعارك من مسافة الصفر، فهذه الطائرات أصبحت أساسية في حروب الدول، كما هو الحال في النزاعات العسكرية في أوكرانيا، اليمن، السودان، وناجورنو كاراباخ، حيث أثبتت أنها قوة فعالة لتحديد الأهداف وضربها، دون الحاجة إلى تعريض الطيارين للخطر.
`•الدور الاستراتيجي`
تلعب المسيّرات دورًا مزدوجًا في الحروب. فمن جهة، يمكن استخدامها لاستطلاع ميدان المعركة بدقة، ومن جهة أخرى تُستخدم لتنفيذ ضربات مدمرة ضد أهداف محددة، فعلى سبيل المثال؛ خلال الحرب في أوكرانيا، استخدمت كلاً من روسيا وأوكرانيا المسيّرات بكثافة لضرب البنية التحتية العسكرية والمدنية، مما زاد من تعقيد النزاع وجعله أكثر اعتمادًا على التكنولوجيا.
`•التكلفة مقارنة بالتأثير`
استطاعت هذه المسيّرات أن تحقق للدول معادلة صعبة، تمثلت في إمكانية تحقيق نتائج كبيرة بموارد أقل مقارنة بالطائرات التقليدية، فمسيّرات مثل "بيرقدار" التركية و"شاهد" الإيرانية أثبتت فاعليتها في تحقيق أهداف عسكرية مهمة، وغالبًا ما تكون أقل تكلفة مقارنة بالطائرات المقاتلة، كما تُستخدم هذه الطائرات من قبل الجماعات المسلحة الغير نظامية، مما يثير تساؤلات حول تأثيرها على الأمن العالمي وانتشارها في أيدي أطراف غير رسمية (الميليشيات).
`•التهديدات والتحديات`
وعلى الرغم من ميزاتها؛ فإن الاعتماد المتزايد على المسيّرات يثير تحديات عديدة، منها التحدي الأخلاقي المرتبط بتقليل التفاعل البشري في اتخاذ قرارات القتل، إضافة إلى التحديات الأمنية المتمثلة في إمكانية تعرّض هذه الطائرات للاختراق الإلكتروني أو إعادة استخدامها من قبل الأعداء.
`•المستقبل والحروب الذكية`
تُشير التوقعات؛ إلى أن حروب المستقبل ستكون أكثر ذكاءً واعتمادًا على المسيّرات، بما يشمل استخدام الذكاء الاصطناعي لتوجيهها، وتنفيذ هجمات معقدة بشكل ذاتي، ومع ذلك؛ فإن هذا التحول التكنولوجي يتطلب وضع ضوابط دولية لمنع الاستخدام السيء وضمان أن تبقى هذه الأدوات ضمن إطار القانون الدولي الإنساني.
وعلينا جميعًا أن نقر؛ بأن حرب المسيّرات أصبحت واقعًا لا يمكن تجاهله في المشهد العسكري الحديث، فهي تعيد تعريف طبيعة الصراعات بشكل جذري، مما يفرض تحديات كبيرة على الدول والمجتمع الدولي لمواكبة هذا التغير وضمان استخدام هذه التكنولوجيا بطرق تعزز الأمن والاستقرار بدلًا من الفوضى.