صحيفة إسرائيلية: بسبب “مصيبة التسريبات”.. استبعاد وزراء في “الكابينت” من معلومات حساسة
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
الجديد برس:
كشفت صحيفة “إسرائيل هيوم” الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، أن بعض الوزراء في “الكابينت السياسي – الأمني” لا يتلقون معلومات حيوية وحساسة، وذلك بسبب “مصيبة التسريبات”، وهي قضية أُثيرت مراراً في كيان الاحتلال خلال الحرب.
وفي تقرير لمحلل الشؤون العسكرية للصحيفة، يوآف ليمور، نقل عن مصادر “كبيرة” تأكيده، أن بعض الوزراء مستبعدون من الحصول على معلومات، موضحاً أن بعض المواد التي تسربت في الماضي “عرضت العمليات العسكرية والجنود الإسرائيليين للخطر”.
وفي السياق نفسه، نقلت الصحيفة عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن الأمر يتعلق بالفوضى أيضاً، مؤكداً أن هؤلاء الوزراء “يعرضون الأمن للخطر، بدلاً من أن يحافظوا عليه”.
وأضاف المصدر: “ليس فقط التسريبات التي تعرض الأمن القومي للخطر، بل حقيقة أن الكابينت لا يستطيع بسببها القيام بدوره في زمن الحرب”.
وأكدت الصحيفة أن استبعاد وزراء في “الكابينت السياسي – الأمني” من المعلومات الحساسة خوفاً من التسريبات، سيؤدي إلى أن يتخذ هؤلاء قرارات “من دون أن يتم تزويدهم بالمعلومات والأبعاد الكاملة”.
“الكابينت يخون وظيفته.. الوضع أسوأ مما كان عليه في حرب 2006”كذلك، أوضحت “إسرائيل هيوم” الدور المنوط بـ”الكابينت السياسي – الأمني” في “إسرائيل”، مشيرةً إلى أنه مكلف من قبل الحكومة بصياغة سياسة بشأن القضايا الحساسة للأمن القومي، وخاصةً في مجالات الأمن والعلاقات الخارجية.
ووفقاً لها، فإن الهدف من “الكابينت” أن يكون بمنزلة هيئة صغيرة وسرية، حيث يكون من الممكن إجراء مناقشاتٍ متعمقة، واتخاذ قرارات بشأن قضايا حساسة.
ويضم “الكابينت السياسي – الأمني” 6 وزراء دائمين، هم: رئيس الحكومة، وزير الدفاع، وزير الخارجية، وزير المالية، وزير القضاء، ووزير الأمن الداخلي، بينما يمكن أن يُضاف وزراء إضافيين إليه، شرط ألا يزيد عددهم على نصف عدد وزراء الحكومة.
في الماضي، كان رؤساء حكومة الاحتلال يعرضون قراراتٍ حساسة على “الكابينت”، من أجل توسيع دائرة المشاورات والمسؤولية، كما كانت هناك حالات أُجريت فيها مشاورات حساسة في منتديات أخرى غير رسمية، تسمى “المطبخ الصغير” و”السباعية” و “الثُمانية”، تبعاً لتكوينها.
وبحسب ما تابعت الصحيفة، فإن القرارات المتخذة في هذه المنتديات “كان لا بد من تقديمها إلى الكابينت أو الحكومة للموافقة عليها، حتى تصبح رسميةً”.
وفي حالات أخرى، سمح “الكابينت” لهيئة صغيرة باتخاذ قرارات بدلاً منه، بهدف تبسيط العملية، أو الحفاظ على سرية توقيت عملية معينة.
وأشارت الصحيفة إلى أن تفويض رئيس الحكومة الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت، ووزيري الدفاع والخارجية الأسبقين، إيهود باراك وتسيبي ليفني، باتخاذ قرار بشأن التاريخ الدقيق للهجوم على محافظة دير الزور في سوريا، في سبتمبر عام 2007 (زعم الاحتلال أن العملية استهدفت مفاعلاً نووياً)، تم وفقاً لآلية العمل هذه في “الكابينت”.
وأضافت أن التفويض سبقه نقاش موسع في “الكابينت”، بحيث تم عرض جميع المعلومات والموافقة على الهجوم من حيث المبدأ، أي أن “جميع أعضاء الكابينت شاركوا السر والقرار”. وفي حالات أخرى أيضاً، تم إشراك أعضاء “الكابينت” في المعلومات وعملية اتخاذ القرارات، بحسب ما أضافت.
أما في الوقت الحالي، فإن الوضع مختلف جذرياً، بحسب “إسرائيل هيوم”، حيث “تمتنع الأجهزة الأمنية عن مشاركة معلومات حساسة في اجتماعات الكابينت، خوفاً من تسريبها أو كشفها”.
وفي هذا الإطار، أكدت الصحيفة حدوث حالات تسريب لتلخيصات مفصلة، مصدرها اجتماعات “الكابينت السياسي – الأمني”.
وفي بعض الحالات، “عرضت هذه المعلومات عملياتٍ تنفيذية وجنوداً على الأرض للخطر”. وفي حالات أخرى، “تم الكشف عن معلومات استخبارية سرية”، وفقاً لها.
وأشارت “إسرائيل هيوم” إلى أن أحد الأمثلة البارزة لـ”مصيبة التسريبات” التي يعانيها “الكابينت” هو “تسريب التفاصيل الكاملة تقريباً للهجوم الاستباقي الذي دُرس في الـ11 من أكتوبر الماضي، ضد لبنان”.
ونقلت عن أحد المصادر قوله: “الكابينت يخون وظيفته. قررت لجنة فينوغراد أن الكابينت لم يقم بدوره في حرب لبنان الثانية (حرب تموز عام 2006). الوضع اليوم أسوأ وأكثر خطورةً بعدة مرات”.
“نتنياهو رفض إجراء اختبارات كشف الكذب للوزراء”
“إسرائيل هيوم” أضافت أن الشخص المسؤول عن إثارة القضايا المطروحة للمناقشة في “الكابينت” هو رئيس الحكومة، وذلك من خلال سكرتيره العسكري و”هيئة الأمن القومي”، مضيفةً أنه مسؤول أيضاً عن توزيع المواد على الوزراء.
وأكدت الصحيفة أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، “يدرك مشكلة التسريبات جيداً”، مشيرةً إلى أن رؤساء المؤسسة الأمنية والعسكرية عرضوا هذه المشكلة عليه عدة مرات.
وعلى الرغم من أن نتنياهو “أوضح أنه يعتزم اتخاذ إجراءات من أجل تحديد المسربين ودفع قانون حول هذا الموضوع، فإن وعوده لم تترجم إلى أفعال حتى الآن”، كما أكدت الصحيفة.
وفي هذا الإطار، أضافت أن رئيس حكومة الاحتلال “قام برفض أو تمييع مقترحات تقضي بإجراء اختبارات كشف الكذب للوزراء، بحجج مختلفة”.
ولفتت “إسرائيل هيوم” إلى “حرمان الوزراء من المعلومات التي كانت ضروريةً لصنع القرار، قبل الحرب”، مشيرةً إلى “تحذيرات قادة المؤسسة الأمنية والعسكرية حول تداعيات التشريع القانوني – والشرخ الناتج عنه – على الأمن القومي الإسرائيلي والردع”.
وأمام كل ذلك، أكدت الصحيفة أن “مسألة المناقشات في الكابينت وإخفاء معلومات عن الوزراء ستكون محور تركيز لجنة التحقيق، التي ستحقق في الإخفاقات التي أدت إلى هجوم الـ7 من أكتوبر وإدارة الحرب”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: إسرائیل هیوم إلى أن
إقرأ أيضاً:
معلومات الوزراء: تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي عن الأمن السيبراني 2025 غير مطمئن
سلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، الضوء على التقرير الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي بعنوان "توقعات الأمن السيبراني العالمي لعام 2025" .
و يتناول التقرير الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي بعنوان "توقعات الأمن السيبراني العالمي لعام 2025" ، التعقيد المتزايد في المشهد السيبراني وتأثيراته العميقة على المؤسسات والدول، ويشير إلى أن هذا التعقيد لا يقتصر على الجوانب التقنية فقط، بل يشمل أيضًا أبعادًا اقتصادية واجتماعية تتطلب استجابة شاملة ومتكاملة.
وأوضح التقرير التقرير الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي بعنوان "توقعات الأمن السيبراني العالمي لعام 2025" ، أن العوامل التي تساهم في تعقيد المشهد السيبراني تتمثل في التوترات الجيوسياسية وسلاسل التوريد المعقدة، والتقنيات الناشئة، والمتطلبات التنظيمية، بالإضافة إلى نقص المهارات، إذ أن الصراعات والتوترات الدولية تزيد من حالة عدم اليقين وتجعل الهجمات السيبرانية أداة في هذه الصراعات، حيث تُستَهدَف الحكومات والبنية التحتية الحيوية والاقتصادات، في حين يؤدي الاعتماد على سلاسل التوريد المتشابكة إلى ظهور نقاط ضعف يمكن استغلالها، ويزيد من هذه المخاطر الافتقار إلى الشفافية والرقابة على أمن الموردين.
بالإضافة إلى ذلك، يساهم التبني السريع للتقنيات مثل الذكاء الاصطناعي في ظهور ثغرات أمنية جديدة، يستغلها مجرمو الإنترنت لتعزيز أساليبهم الهجومية، أما عن المتطلبات التنظيمية فقد يؤدي انتشار القوانين واللوائح المختلفة في جميع أنحاء العالم إلى زيادة العبء على المؤسسات التي تجد صعوبة في الامتثال لها
وأضاف التقرير التقرير الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي بعنوان "توقعات الأمن السيبراني العالمي لعام 2025" أن النقص في المهارات المتخصصة في الأمن السيبراني يساهم في تفاقم الوضع، حيث تفتقر العديد من المؤسسات إلى الكفاءات اللازمة لإدارة المخاطر السيبرانية.
وأشار التقرير التقرير الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي بعنوان "توقعات الأمن السيبراني العالمي لعام 2025" إلى أن آثار هذا التعقيد تتمثل في عدة نقاط منها:
-تفاقم التفاوتات السيبرانية: حيث يؤدي التعقيد المتزايد إلى زيادة الفجوة بين المنظمات الكبيرة والصغيرة، والدول المتقدمة والنامية، وتكافح المنظمات الصغيرة لتأمين نفسها، بينما تتقدم المنظمات الكبيرة بخطى ثابتة.
-تطور الهجمات الإلكترونية: يزداد عدد الهجمات الإلكترونية وتتطور أساليبها، خاصةً مع استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل مجرمي الإنترنت، مما يجعل هجمات الفدية والاحتيال والتصيد أكثر انتشارًا.
-مخاطر على البنية التحتية الحيوية: أصبحت البنية التحتية الحيوية أهدافًا متزايدة للهجمات الإلكترونية، مما يعرض السلامة العامة والأمن القومي للخطر.
-مخاطر في التكنولوجيا الحيوية: إذ تؤدي التطورات في هذه المجالات إلى ظهور مخاطر جديدة تتطلب تدابير أمنية متقدمة، حيث يمكن أن تؤدي الهجمات إلى تعطيل الأبحاث أو المساس بالبيانات الحساسة.
وأكد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار أن التقرير أفاد بأنه استجابة لهذه التحديات يمكن استغلال الذكاء الاصطناعي في الدفاع، حيث يجب تقييم أمان أدوات الذكاء الاصطناعي قبل نشرها، ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز قدرات الدفاع من خلال الكشف السريع عن المخاطر والاستجابة لها، كما يجب على المؤسسات اعتماد نهج شامل لإدارة المخاطر، مع التركيز على تحديد المخاطر وتقييمها وتنفيذ تدابير وقائية، وأيضًا تعزيز التعاون، حيث ينبغي تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص وبين الدول المختلفة لمواجهة التهديدات السيبرانية العابرة للحدود، مع التركيز على تبادل المعلومات والتهديدات.
واستعرض مركز المعلومات عدد من التوصيات الناتجة عن المنتدى لتعزيز جودة الأمن السيبراني وتجنب المخاطر الناتجة عنه، وذلك من خلال:
-الاستثمار في الأمن السيبراني: يجب اعتبار الأمن السيبراني استثمارًا استراتيجيًا وليس مجرد نفقات، مع تخصيص الموارد اللازمة لتعزيز القدرات الدفاعية.
-تنمية المهارات: يجب التركيز على تنمية المهارات في مجال الأمن السيبراني، وخاصةً المهارات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.
-رفع الوعي: ينبغي رفع مستوى الوعي بأهمية الأمن السيبراني في جميع أنحاء المجتمع، مع ضرورة فهم جميع الموظفين للمخاطر السيبرانية والمشاركة في تعزيز ثقافة الأمن.
-التحضير للمستقبل: يجب الاستعداد للتهديدات المستقبلية من خلال البدء في تقييم المخاطر وتنفيذ التدابير الوقائية.
أكد التقرير في ختامه أن المشهد السيبراني يتسم بالتعقيد والتغير المستمر، ويتطلب استجابة سريعة ومتكاملة من جميع الأطراف المعنية. لذا، يجب على المؤسسات والدول العمل معًا لتعزيز القدرة على الصمود السيبراني، وحماية البنية التحتية الحيوية، وضمان أمن البيانات والمعلومات.