السودان.. 75% من فرص الحج شاغرة بسبب الحرب والظروف الاقتصادية
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
الخرطوم- حرمت الأوضاع الأمنية وتدهور سعر صرف الجنيه السوداني واستنزاف المغتربين نحو 24 ألف مواطن في السودان من التقديم لأداء فريضة الحج هذا الموسم، وأكمل 8 آلاف شخص إجراءاتهم، أي (25%) من الفرص التي حددتها وزارة الحج السعودية للسودان، حسب مسؤول حكومي.
وسعت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف إلى تسهيل التقديم للحج عبر مواقع إلكترونية للولايات، وسداد التكاليف عبر تطبيقات مصرفية، فيما تم تمديد فترة التقديم غير مرة، لكن ذلك لم يكن كافيا سوى للعدد الذي أكمل إجراءاته لأداء الفريضة.
وأدى مناسك الحج العام الهجري الماضي (1444)، الذي كان بعد أسابيع من اندلاع القتال في الخرطوم، 14 ألف شخص من 32 ألف فرصة للسودان حددتها السعودية، وبلغت كلفة الحج 3 ملايين جنيه (5200 دولار) جوا و(5000 دولار) عبر البحر.
وتخلّف عدد مقدر عن الذهاب للأراضي المقدسة العام الماضي، بعدما فقدوا التواصل مع إدارة الحج والعمرة، أو فشل بعضهم في سداد الرسوم بسبب اندلاع الحرب.
كما عجز آخرون عن الوصول من إقليمي دارفور وكردفان برا إلى بورتسودان لطول المسافة (3 آلاف كيلومتر)، وانتشار قوات الدعم السريع وقطّاع الطرق مما يجعل السفر خطرا على سلامتهم.
ومع تدهور سعر صرف الجنيه السوداني مقابل العملات الأجنبية ارتفعت كلفة الحج للعام الهجري الحالي (1445)، إلى 6 ملايين جنيه للمسافرين جوا (5500 دولار) عبر مطار بورتسودان الوحيد العامل في البلاد منذ اندلاع الحرب، ونحو 5 ملايين جنيه (5 آلاف دولار) بحرا من ميناء سواكن على ساحل البحر الأحمر.
يقول الأمين العام للمجلس الأعلى للحج والعمرة أحمد سر الختم إن حصة السودان للحج التي حددتها وزارة الحج والعمرة السعودية 32 ألف فرصة، وأدى الفريضة العام الماضي 14 ألف مواطن، بينما أكمل هذا العام 8 آلاف مواطن إجراءاتهم، أي أن (75%) من الفرص شاغرة.
وفي تصريح للجزيرة نت يعزو سر الختم عزوف المواطنين عن التقديم لأداء الحج إلى ظروف الحرب والأوضاع الأمنية والاقتصادية، وتأثر صناديق التكافل الحكومية التي تؤهل عددا مقدرا من العاملين للحج.
ويكشف سر الختم أن المغتربين السودانيين في دول المهجر لعبوا دورا كبيرا في التخفيف عن قطاع عريض من المواطنين، ومساعدة عائلاتهم النازحين في الداخل أو اللاجئين في دول الجوار.
وبحسب الدراسات السابقة، فإن 66% من الحجاج تم تمويلهم من المغتربين برا ووفاء للوالدين والأقربين.
ويوضح المسؤول أن التدهور المستمر في سعر صرف الجنيه السوداني مقابل الريال السعودي، أدى إلى تضخم تكلفة الحج بالجنيه رغم أن التكلفة ظلت ثابتة بالريال ولم تتغير.
الحج بالنياتالمعلم المتقاعد "آدم" من نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور تحدث للجزيرة نت حزينا عن عدم قدرته على السفر برا من نيالا إلى بورتسودان (2500 كيلومتر)، بسبب خروج مطار المدينة الدولي من الخدمة منذ أول يوم في الحرب، وعدم توفر وسائل النقل، بجانب غياب الأمن، الأمر الذي يجعل السفر ضربا من المغامرة.
وحسب المعلم، فإن اثنين من أبنائه الذين يعملون في التجارة بدول غرب أفريقيا تكفلا بتوفير كلفة الحج، لكنه لم يستطع مغادرة نيالا، ويرى أن السفر إلى ليبيا المجاورة لدارفور أيسر من التوجه إلى بورتسودان في شرق السودان، حيث تفويج الحجاج من هناك.
ويختم المعلم حديثه بنبرة حزينة "ربنا يعلم أني نويت أداء الحج والأعمال بالنيات.. ما يحدث في بلادنا يدعو للأسى، وكنت أريد أن أقف على صعيد عرفات، وأبتهل بالدعاء حتى يعود الأمن والاستقرار للوطن.. والعام المقبل ليس بعيدا إذا أمد الله في الآجال".
وتتيح وكالات السفر وشركات السياحة "الحج السياحي" للحجاج الذين يرغبون في خدمات مميزة أثناء أداء مناسك الحج، مثل الإقامة في فنادق ووسائل نقل مريحة.
وتعرض وكالات السفر "الحج الاقتصادي" للفئات الاقتصادية التي تبحث عن خدمات ميسرة وتكلفة أقل، مثل الإقامة في مخيمات الضيافة ووسائل نقل أقل تكلفة.
ويقول الخبير في الحج السياحي علاء الدين الأمين إن الراغبين في الحج المقتدرين كانوا يتسابقون على "الحج الخاص"، وتنفد الفرص المخصصة في وقت مبكر.
وحسب حديث الخبير للجزيرة نت، فإن الشركات ووكالات السفر كانت تتنافس على نيل حصص للحج من مجلس الحج والعمرة، وتتقاسم ما يحدده المجلس نسبة للأرباح التي تجنيها، لكن الأوضاع الأمنية والاقتصادية أصابت هذا القطاع بالكساد لارتفاع كلفة الحج، والظروف الاقتصادية للمواطنين والمهاجرين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات سعر صرف الجنیه السودانی
إقرأ أيضاً:
كواليس الـ48 ساعة التي انقلب فيها ترامب على زيلينسكي
(CNN)-- مع تمزق العلاقة المشحونة منذ فترة طويلة بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، كان السؤال الذي ظل عالقًا بين حلفاء الرجلين هو ما إذا كانت المعركة ستبدد الآمال في التوصل إلى سلام بوساطة أمريكية؟
وفي رسالة غاضبة على منصته للتواصل الاجتماعي، وصف ترامب زيلينسكي بأنه "ديكتاتور بلا انتخابات"، وألقى باللوم عليه في تسليح الولايات المتحدة بقوة لإنفاق مئات المليارات من الدولارات "لخوض حرب لا يمكن الفوز بها".
وتحول الأمر إلى سلسلة من الاستهزاءات استمرت طوال اليوم، والتي ضخَّمها ترامب خلال خطاب ألقاه ليلة الأربعاء في ميامي، حيث أعلن: "من الأفضل لزيلينسكي أن يتحرك بشكل أسرع، وإلا لن يبقى له وطن".
وكان كلا الاتهامين بمثابة تكرار لنقاط حديث موسكو المليئة بالسخرية حول الحرب والرئيس الأوكراني، الذي أعلن الأحكام العرفية في بداية الغزو الروسي، الأمر الذي حال دون إجراء انتخابات مقررة.
لم يكن منشور ترامب هجومًا معزولًا، فلسنوات، كان ترامب ينظر إلى زيلينسكي بتشكك، وشكك في قراراته، وفي لحظة خلال أول إجراءات عزل ترامب، ضغط عليه لفتح تحقيق مع منافسه آنذاك جو بايدن، وقال ترامب ليلة الأربعاء: "لو كانت إدارة (بايدن) قد استمرت لعام آخر، لكنتم في حرب عالمية ثالثة ولن يحدث ذلك الآن".
ومع ذلك، في الآونة الأخيرة، كان مساعدو ترامب يراقبون عن كثب تصريحات زيلينسكي العامة، وخاصة انتقاداته للولايات المتحدة لاستبعاد أوكرانيا من المحادثات مع المسؤولين الروس في المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع، مع تصاعد الانفعالات.
وقالت المصادر إن إحباطهم كان يتزايد قبل يوم الأربعاء، لكن الأمر تفاقم بعد أن قال زيلينسكي للصحفيين في مكتبه في كييف إن ترامب يعيش في "شبكة من المعلومات المضللة".
وقال مسؤول يسافر مع ترامب إن الرئيس أخبر مساعديه الذين كانوا معه في فلوريدا بشكل خاص أنه يريد الرد مباشرة، وألقى هذا الصاروخ الدبلوماسي في طريقه إلى نادي الغولف الخاص به في ميامي، مع استمرار توسع تصريحاته العامة في مؤتمر الاستثمار الذي رعاه صندوق الثروة السيادية للمملكة العربية السعودية التي استضافت محادثات في وقت سابق من الأسبوع بين مسؤولين أمريكيين وروس.
وقال مسؤال آخر في البيت الأبيض لشبكة CNN "إنه إحباط.. هناك شعور قوي ومشروع بأن هذه الحرب الوحشية يجب أن تتوقف وأن هذا المسار يتضاءل بسبب خلال تصريحات زيلينسكي العامة".
ومع ذلك، فمن وجهة نظر زيلينسكي، فإن نهاية الحرب التي يتصورها ترامب تبدو مشابهة إلى حد كبير لما كانت تطالب به روسيا، وبالفعل، استبعد أعضاء في إدارة ترامب عضوية كييف في حلف شمال الأطلسي وقالوا إن القوات الأمريكية لن تساعد في ضمان أمن أوكرانيا عندما تنتهي الحرب، ولهذه الأسباب، يقول زيلينسكي إنه لا يستطيع إلا أن يتكلم.
ولعدة أشهر، سعى زيلينسكي بعناية إلى تجنب حدوث قطيعة كاملة مع نظيره الجديد في واشنطن، وقام بترتيب اجتماع في الأسابيع التي سبقت انتخابات العام الماضي بهدف تهدئة بعض شكوك مرشح الحزب الجمهوري آنذاك حول تورط الولايات المتحدة في الحرب.
وظهر الرجال في بداية المناقشة في برج ترامب في مانهاتن لإظهار رغبتهم في الانسجام. وقال ترامب إن لديه "علاقة جيدة للغاية" مع الرئيس الأوكراني، لكنه يتمتع أيضًا "بعلاقة جيدة جدًا" مع خصمه في موسكو، فلاديمير بوتين، فقاطعه زيلينسكي قائلاً: "آمل أن تكون لدينا المزيد من العلاقات الجيدة"، ليجيب ترامب: "لكن، كما تعلمون، يتطلب الأمر شخصين لرقصة التانغو".