بوابة الوفد:
2024-12-26@20:21:12 GMT

تعليم جديد أو الكارثة؟٢

تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT

طرحت السؤال الآتى فى ختام مقالى الأسبوع الماضى: ما الذى يفعله أب وأم مفحوتان فى المصاريف من أجل تربية -وتعليم- أولادهما؟! بمنطقنا القديم فإن الأولاد عزوة.. وكل منهم يأتى برزقه.. ثم يأتى يوم على الأسرة لا تستطيع أن تدفع قيمة المصروفات الدراسية ولا اقول قيمة الدروس الخصوصية! ينهمك الأبوان فى العمل صباحا ومساء، ويقترضان من البنوك ويستبدلان من المعاش -ان كان هذا الحل معمولًا به حتى الآن- ويحاولان توفير كل قرش من أجل تدبير نفقات المعيشة، وفى وضع كهذا من الصعب إن لم يكن مستحيلًا أن تكون هناك متابعة للأولاد، وتربيتهم كما كان يحدث فى سوابق الأيام.

.عندما كان الأب يجد وقتا ليعلم ابنه طريقة الوضوء، ويطلب اليه أن يذهب معه إلى العزاء: تدخل فتسلم وتعزى بثقة واحترام وتخشع للقرآن. «البس هدوم كويسة علشان نبارك لعمك جرجس النجار بالعيد».. تعالى نروح الغيط نسبخ الأرض ونروى الزرع الخ». كل هذا يخلق فى وجدان الابن وعقله طبقات جيولوجية راسخة يبنى عليها شخصيته فى الحياة مستقبلًا. لا ترفع صوتك فى حضرة من هم اكبر منك. لا تجلس فى المواصلات العامة بينما يقف من هو أكبر منك سنًا. لا تهمل دروسك أو تعتمد على الغش فى امتحاناتك، من غشنا فيس منا. كل هذا النبل الإنسانى الذى كان الابناء -زمان- يحفظونه فى ذاكرتهم ويمارسونه فى حياتهم كاد أن يختفى، وحل محله سلوكيات بشعة للأجيال الجديدة: يقام العرس بينما هناك جار متوفى! البيت الواحد أصبح جزرًا منعزلة تتعامل مع بعضها وفق مصلحتها الفردية فقط. القيم تغيرت لأن الأب والأم لا يجدان الوقت الكافى لغرسها فى نفوس الأولاد. من خطايا وزارة التعليم أنها سمحت لكبار مستشاريها ان يقرروا للوزارة مستقبلًا مظلما، فبعد ان كانت المدرسة مصنع الرجال ومكانا لتربية النشء اصبح مرتعًا لأشياء أخرى مريعة، يتبارى فيها الطلاب الأقوياء بدنيا ويمارسون التنمر ويؤذون مشاعر زملائهم من ديانات أخرى، ويسبون الملة والدين لكل من يستصغرونهم فى عيونهم، ويا للأسف فهم آمنون من العقاب، ومن أمن العقوبة أساء الأدب!

ما يحدث فى البيت يحدث فى المدرسة وفى المسجد والكنيسة والنادى ويحدث أسوأ منه فى الشارع. كلما نزل ابنائى إلى الشارع ظللت أدعو الله ألا تأتينى مصيبة أو كارثة.. فكل ما هو مريع يحدث الآن فى نطاق المدارس..رغم أن الغالبية العظمى لا تذهب إليها وإن ذهبت فلكى تمارس فجورها لا تقواها! تكتفى المدارس بـ«رفت» الطلاب أيامًا أو أسبوعًا على أقصى تقدير، مع استدعاء لولى الأمر، الذى يعرف أن ابنه انفلت عياره ولم يعد يستجيب لما ظنه انه تربية حسنة راسخة فى وجدانه، لانه ابنه وإن لم يقدمها له! يفاجأ الأب بأن ابنه اكتسب قيم الشارع التعس والتى حل فيها التنمر محل المروءة والبلطجة محل الشهامة والتحرش محل احترام الفتاة التى تكاد تكون مثل أخته أو بنت خاله أو بنت عمته! ينفق الابن عشرات الجنيهات كل يوم على الدروس الخصوصية وعلى متطلباته الشخصية، كشراء المطاوى والشيبسي والمشروبات وربما يستبدل البلاى ستيشن بالدرس. حياته تمحورت حول السايبر والشارع ومع الموبايل! تعليم جديد أو الكارثة! يتبع

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: البنوك المعاش

إقرأ أيضاً:

عن الوضع الإنساني في غزة.. الكارثة تتعاظم

عن الوضع الإنساني في غزة.. الكارثة تتعاظم

مقالات مشابهة

  • قـ,تل ابنه بسبب خلاف على موعد الزفاف.. الأب يواجه عقوبة الإعدام بالقانون
  • أيمن الجدي .. في غزة فقط يرحل الأب لحظة ولادة ابنه
  • غير ميعاد الفرح دون علمه..استمرار حبس المتهم بقتل ابنه في الهرم
  • جنازة مش زفة.. قرارات النيابة في قتـ.ـل أب لابنه عريس الهرم
  • فاجئني بمعاد جديد للفرح.. كواليس قتـ.ـل أب لابنه العريس بالهرم
  • لبس الكفن بدل البدلة.. أب يبكي بجوار جثمان ابنه بعدما قتله لتغييره موعد الزفاف
  • الكفن بدل البدلة.. القصة الكاملة لقتل أب لابنه العريس وسط الشارع بالهرم
  • اعترافات المتهم بقتل ابنه قبل زفافه في الهرم: مقصدتش اقتله لحظة شيطان
  • عن الوضع الإنساني في غزة.. الكارثة تتعاظم
  • فاجعة.. أب يقتل زوجته وابنته ويدخل ابنه الإنعاش بسطيف