جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-23@21:05:02 GMT

وداعًا رئيسي ومرافقيه

تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT

وداعًا رئيسي ومرافقيه

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

كان الضباب كثيفًا والهواء بارد والعاصفة قوية والرؤية شبه منعدمة، إلى أن حانت اللحظة الأخيرة فتلاشى كل شيء.

ارتطمت الطائرة وربما سقطت وسقطت معها أجسادنا بسرعة كبيرة جدا على الأرض التي كانت تجذبنا إليها بشدة، وشبت النيران من حولنا ولم يكن لنا حول ولا قوة.

هذا ما حدث عندما سمعنا أصوات المروحيات وأصوات الكلاب البوليسية وصوت الإسعاف من حولنا وكانت حالتنا الصحية سيئة جدا، ولم نستطع انتشال ما تبقى منا، بقينا تحت رحمة الله وتحت الثلوج المحيطة بنا في أرضنا العبقة بالتاريخ والمجد والعزة والكرامة والسلام.

تلك الأرض التي كانت يسكنها الحب والتفاؤل والتفاهم والأمل وهي التي تمنح الآخرين ذلك السلام الدائم أرضا وجوا وبحرا، وكم كانت مرآة للتعاضد والقوة ومثالا يحتذى به تلقن الدروس والعبر لكل من تسول له نفسه أن يتدخل في شؤون الغير وشؤون البلاد.

الأرض نفسها التي دفعنا حياتنا من أجلها كانت لها كلمة أخرى وشهدت الطبيعة والجبال والعواصف والضباب والمطر على المشهد الأخير، وشهدت الشطآن وحبات الثلج والأمواج والطيور المهاجرة ورائحة الزعفران الإيراني ومحطات الأمل على موت الأمل.

كانت القافلة الأخيرة التي تقل المسافرين إلى مثواهم الأخير سريعة جدا، وكانت ملطخة بدماء من فقدوا أرواحهم خدمة لوطنهم وخدمة لأرضهم وخدمة للشعوب العالم العربي والإسلامي كافة، ورغم أن الموت حق إلا أن الاحزان التي طالت شعوبنا وزنها كبير وضخم وعالي وحجمها أكبر بكثير من حجم أي خسارة أخرى، فرب رجل يكون وطن ورب وطن يكون رجل واحد ورب مستقبل على وشك الانهيار.

وعندما تكون هناك خيانة ما أو مؤامرة ما أو حكاية ما، يحسن الله عزاء البلاد والعباد في مصابهم الجلل وفي أحزانهم التي ستتوالى وفي نفوسهم الثكلى وفراقنا الأصعب.

الدولة لا تقام على الفساد ولا على الاتكال وإنما تقام الدولة على الثقة والحب والمودة والتفاهم والتلاحم واليد الواحدة والتعاون الذي يجمع كل الأطراف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، ونحن كنا لحمة واحدة وضميرا متكلما واحد وكانت قوتنا محط أنظار الأشرار ومحط أنظار العالم أجمع، وكانت قوتنا وعزيمتنا عالية وكان بمقدورنا العطاء أكثر، إلا أن مشيئة الله قبل كل شيء كانت وحدثت، والأمر كله لله من قبل ومن بعد.

أصوات الإسعاف وأصوات البكاء وأصوات الوجع تنطلق من سماء حدود أذربيجان الإيرانية وتصل لأبعد نقطة في طهران وما يجاورها، لنسمع صوت انفجار كبير لحق بالطائرة المقلة لصوت الأمل الذي رحل.

إن الدول التي تبنى على التعاون والتضامن والاحترام المتبادل يسودها الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في كل المجالات الحياتية والحيوية المحيطة بواقع الأمم وواقع الشعوب تبنى على أسس سليمة ومتينة وقوية، ولايمكن أن يطالها أي شيء، ولكن إذا ما دخل المجتمع دخيل آخر فستكون هناك مرحلة جديدة من الصراع بين الطرفين، وهذا أمر طبيعي جدا بالنسبة لمن يريد البقاء والاستمرار والعطاء في خدمة وطنه ودينه ومجتمعه وعقيدته.

السلام عليكم أيها العالقون في أذهان العالم بعطائكم وخيراتكم، والسلام عليكم يوم تبعثون ويوم اللقاء العظيم، والسلام على أرواحكم الطيبة الشهيدة المناضلة، والسلام على مجدكم الباقي إلى يوم يبعثون، والسلام على الأمن والأمان الذي كان يسود قلوبكم الطيبة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

سعود بن صقر: رأس الخيمة ملتزمة بتعزيز العلاقات الدولية وتحقيق الازدهار والسلام

شهد الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، ووانغ وي تشونغ، حاكم مقاطعة قوانغدونغ في الصين، بالعاصمة قوانغتشو، توقيع اتفاقية بين إمارة رأس الخيمة والمقاطعة، تهدف إلى تعزيز التعاون المشترك وتبادل الخبرات في عددٍ من القطاعات ذات الاهتمام المشترك.

وتم توقيع الاتفاقية بحضور حسين إبراهيم الحمادي، سفير الدولة لدى الصين، ومريم الشامسي، القنصل العام لدولة الإمارات في قوانغتشو الصينية، حيث تنص بنودها على تعزيز التعاون مع المقاطعة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في الصين، في العديد من المجالات من ضمنها، الاقتصاد الرقمي، الابتكار العلمي والتكنولوجي، الصناعة المتقدمة، المدن الذكية، بالإضافة إلى الثقافة والسياحة. وتؤكد الاتفاقية على عمق العلاقات بين دولة الإمارات، وجمهورية الصين الشعبية، وتطورها خلال الأعوام الأخيرة، مع الحرص على تعزيز التفاهم وأواصر الصداقة وترسيخ التعاون المثمر والمستدام.

حقبة جديدة من التعاون

وبهذه المناسبة، قال الشيخ سعود بن صقر القاسمي: تمثل هذه الاتفاقية بين إمارة رأس الخيمة ومقاطعة قوانغدونغ بداية حقبة جديدة من التعاون والنمو المشترك، كما أنها تعكس عمق العلاقات التاريخية التي تربط الإمارة بالصين، إذ تؤكد الأدلة الأثرية، التي تعود إلى القرنين الثالث عشر والرابع عشر، وجود تبادل تجاري بين الجانبين.
وأضاف: تجسد هذه الاتفاقية التزامنا المشترك بتعزيز الروابط الاقتصادية والثقافية والتكنولوجية، وفتح آفاق جديدة للابتكار والفرص التي نسعى من خلالها إلى تحقيق ازدهار مشترك، وتقوية العلاقات الثنائية، والإسهام في صياغة رؤية أوسع للترابط العالمي.
وأشار  إلى أن رأس الخيمة تؤكد التزامها الراسخ بتعزيز العلاقات الدولية والمساهمة في تحقيق الازدهار والسلام العالميين، مع تطلعها إلى بناء مستقبل أكثر إشراقاً بالتعاون مع مختلف الشركاء.
وقع الاتفاقية كل من محمد سلطان القاضي، عضو مجلس إدارة مكتب الاستثمار والتطوير في رأس الخيمة، وتشين قوانغجون، القائم بأعمال المدير العام لمكتب الشؤون الخارجية في مقاطعة قوانغدونغ. وعقب ذلك، حضر صاحب السمو حاكم رأس الخيمة، والوفد المرافق له، حفل العشاء الذي أقامه حاكم المقاطعة تكريماً لزيارة سموه.
يُذكر أن مقاطعة قوانغدونغ تحتضن أكثر من 126 مليون نسمة، وتمتلك أكبر اقتصاد بين مقاطعات الصين، حيث بلغ ناتجها المحلي الإجمالي 1.9 تريليون دولار أمريكي (نحو 6.98 تريليون درهم إماراتي) في عام 2023. كما تُعد المقاطعة مركزاً رئيسياً للتصنيع، وتشمل قطاعاتها الرئيسية الإلكترونيات، السيارات، المنسوجات، الأدوية، التقنيات المتقدمة، التمويل، والعقارات.

مقالات مشابهة

  • موتسيبي : المغرب بلدي الثاني وأفريقيا ممتنة لجلالة الملك بإستضافة المنتخبات الإفريقية التي لا تتوفر على ملاعب
  • كم حصتك من “أموال العالم مجتمعة” لو وزعت على سكان الأرض بالتساوي؟
  • أكبر منطقة كهوف جليدية تحت الأرض في العالم.. تشكلت قبل 100 مليون سنة
  • زيلينسكي يعلق على الضربة التي شنتها روسيا بصواريخ "أوريشنيك"
  • سعود بن صقر: رأس الخيمة ملتزمة بتحقيق الازدهار والسلام العالميين
  • سعود بن صقر: رأس الخيمة ملتزمة بتعزيز العلاقات الدولية وتحقيق الازدهار والسلام
  • قيصر الحدود يرحب باستخدام الأرض التي منحتها تكساس لتنفيذ خطط الترحيل
  • فوائد الصلاة والسلام على النبي: إزالة الهم وغفران الذنوب
  • فى وداع العالم الدكتور محمد المرتضى مصطفى
  • أمين الفتوى: قطع صلة الرحم فساد فى الأرض