حقيقة العلم الذى أثار الجدل!

لماذا قبل الرئيس السيسى الرئاسة الشرفية للاتحاد ولم يقبل رئاسة بعض الأحزاب؟

كيف تلاقت مصالح الإخوان وإسرائيل فى استهداف الشيخ إبراهيم العرجانى؟

إذا وقف الإخوان ومن يدافع عنهم ومن يتحدث باسمهم وكتائبهم الإلكترونية واليسار النائم فى فراشهم وقنواتهم المشبوهة على جانب من الطريق فاعلم أن الدولة الوطنية على الجانب الآخر.

. هذه هى حقيقة الواقع والتاريخ والمستقبل منذ عصر الملكية إلى عصر الجمهورية الثانية، ومن مواجهة ثورة يوليو معهم إلى حرب ثورة يونيو عليهم وعلى كل الأفكار الضالة التى دفعت مصر ثمنها من دم أنبل وأطهر أولادها.

وإذا وجدت خطاب الإخوان مدعومًا من أدوات إسرائيلية فى الإعلام العبرى والدولى بتنسيق وتناغم واضح وأهداف محددة.. هنا عليك أن تنتبه أن المستهدف وطن وليس شخصًا.. وهنا أعنى الشيخ إبراهيم العرجانى رئيس اتحاد القبائل العربية، والرقم الذى شكله فى معادلة وجودية بالنسبة للإخوان وبالنسبة لأطماع إسرائيل.

هذه المعادلة الذى تحدث عنها العبقرى جمال حمدان فى رائعته «شخصية مصر» عندما وصف حساسية الأمن القومى المصرى تجاه سيناء وأرض فلسطين، وأن من يسيطر على فلسطين يهدد سيناء، ومن يتحكم فى سيناء يهدد الوادى، من هنا كان ولم يزل صراع وجودى للحفاظ على كل حبة رمل فى سيناء، ومن هنا أيضًا كانت حتمية وجود تنمية شاملة لسيناء وتعميرها، وهو ما يزعج إسرائيل على الدوام، ومن هنا أيضًا كانت حربًا لا تُبقى ولا تذر على الإرهاب فى سيناء، بل منتخب العالم للإرهاب دون مبالغة، جماعات التكفيرين الذين استقدموهم الإخوان على وهْم قدرتهم بتشكيل حرس ثورى لهم فى سيناء.

وهنا ظهرت قدرة الدولة المصرية وعنفوانها وجرأة وشرف قيادة سياسية وطنية لا تساوم ولا تعقد صفقات على حساب مصير الأمة المصرية وهنا يسجل التاريخ صفحة جديدة من البطولة لقبائل سيناء ومشايخها باصطفافهم الوطنى خلف القيادة السياسية والقوات المسلحة، ومثلما فعلوها من قبل مع العدو الإسرائيلى فعلوها اليوم مع العدو الإرهابى.. فى لحظة الاختيار اختاروا الوطن ولم يقفوا على الحياد، ولم يتعاونوا مع التكفيريين وبيان حالهم «قالوا نموت ولا يدخل مصر خسيس وجبان»، ولا توجد قبيلة فى سيناء إلا ودفعت الثمن من دم أولادها فداء لمصر، وهنا مربط الفرس فى معادلة الشيخ العرجانى فى معركتى الإرهاب والتنمية بتوحيد القبائل فى خندق الدولة بالأدوات والإمكانيات لتحقيق المستهدف وقد كان، وفى بقعة كانت مرتعًا للإرهاب تم تشييد مدينة السيسى لتبقى الذاكرة الوطنية حاضرة، ودخلت شركات أبناء سيناء ومصر سيناء فى معترك التعمير يدًا بيد مع الدولة لتحقيق حلم التنمية فى سيناء، وهذا ليس حديثى، ولكن حديث مشايخ القبائل فى سيناء.

ومن هنا أيضًا قبل الرئيس عبد الناصر فى الماضى رئاسة المنظمة العربية للقبائل، ومن هنا أيضًا قبل اليوم الرئيس عبد الفتاح السيسى الرئاسة الشرفية لاتحاد القبائل العربية.. وهو ما يعنى أن تقدير الدولة المصرية للقبائل ليس لحظة زمنية ولكنه نسق له جذور فى الماضى ومعطيات فى الواقع وأبعاد مستقبلية.

خذ كل ما سبق وأطلق للعقل وظائفه فى التفكير، وأطلق للمنطق حكمته فى الاستشراف والتدبر.. وحديثى هنا للرأى العام المصرى وليس للإخوان وإعلامهم - الخنزير لا يصارع فى الوحل - ولإسرائيل وأدواتها الإعلامية، فلا مجال للاشتباك مع اطماع ومخططات معلنة الآن - سيأتى وقتها قريبًا - ولكن ما يهمنى هو الرأى العام المصرى، الذى لديه أسئلة مشروعة بعد زحام من التشويش والجدل وآخرها صورة علم مصر وقد وضع عليه شعار اتحاد قبائل سيناء يوم افتتاح مدينة السيسى، ولم ينتبه أحد أن لا أحد من الحضور قد رصد هذا العلم، ولم يفكر أحد أن هذه الصورة تحمل شعار اتحاد قبائل سيناء وهو مسمى قديم لاتحاد القبائل العربية.. قمت بسؤال الشيخ عبد الله جهامة رئيس جمعية مجاهدى سيناء عن حقيقة هذه الصورة؟ وكان رده أن الصورة كانت قبل خمس سنوات فعلها بعفوية شاب اسمه عيسى تعبيرًا عن وقوف قبائل سيناء مع الوطن.. وعندما سألته عن إمكانية التواصل مع الشاب كان رده صادمًا: «استشهد يا ولدى.. عيسى نحتسبه عند الله شهيدًا مثله مثل كل أولادنا اللى راحوا فى حربنا مع التكفيريين.. لا توجد قبيلة إلا وقدمت شهداء.. الشيخ إبراهيم العرجانى نفسه اللى بيهاجموه استشهد ابنه ومئات من أبناء قبيلته».

انتهى حديثى مع الشيخ عبد الله جهامة وأنا أفكر.. إلى أى حد وصل بنا التلاعب بالعقول؟ لم نتحقق، لم نفكر، ولماذا تركنا القصة التى تستحق أن تروى وهى قصة الشهيد عيسى واستسلمنا لأبواق السموم وروايتها؟

الإنسان بطبعه يخشى من المجهول لديه.. والشيخ إبراهيم العرجانى لا يتفاعل مع الإعلام منذ دخوله عالم المال والأعمال قبل ١٢ عامًا، وليس من المتنطعين على الوطن ليقص ويحكى ما قام به مع القبائل جنبًا إلى جنب مع قواتنا المسلحة للقضاء على الإرهاب، وبعض هذه التفاصيل موثقة ومصورة بحسب ما ذكره أحد مشايخ سيناء، وربما لم يحن الوقت بعد لنعرف حكايته مع الشهيد العقيد أحمد منسى وأبطال ملحمة البرث.. ولكن المنطقى أن نطمئن إلى المعلوم لدينا وهو الوطن الذى ننتمى إليه والدولة التى ندعمها وندافع عنها ومؤسساتها وقيادتنا الوطنية.. مصر التى ترسى دعائم الدولة الوطنية فى الإقليم كله ويقولها الرئيس السيسى بوضوح فى كل المحافل هل ستقبل بوجود ميليشيات على أرضها؟ مصر وهى الدولة الوحيدة فى الإقليم التى دشنت قواعد عسكرية لها فى كل الاتجاهات الاستراتيجية ستقبل أن تنتقص حبة رمل من سيادتها؟ مصر التى تحدت العالم وهى تعيش ظرفًا اقتصاديًا قاسيًا ولم ترضخ لضغوط تصفية القضية الفلسطينية على حساب سيناء هل من الممكن أن نظن ولو لحظة أنها من الممكن أن تفرط فيها؟ وكيف لنا أن نشوه أهل سيناء وبطولاتهم ونعتهم بمثل هذه الأوصاف؟

وللحديث بقية

——-

من افتتاحية مجلة روزاليوسف

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الرئيس السيسي أحمد الطاهري الشيخ إبراهيم العرجاني اتحاد القبائل العربية اتحاد القبائل العربیة فى سیناء

إقرأ أيضاً:

سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ونائباه سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة يبعثون برقية تهنئة إلى رئيس الجمهورية العر

2025-01-30mohamadسابق خطاب رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع للشعب السوري انظر ايضاً خطاب رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع للشعب السوري

خطاب رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع للشعب السوري على الرابط التالي: https://t.me/SyrianArabNewsAgency/122256

آخر الأخبار 2025-01-30سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ونائباه سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة يبعثون برقية تهنئة إلى رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع، بمناسبة توليه رئاسة الجمهورية في المرحلة الانتقالية 2025-01-30خطاب رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع للشعب السوري 2025-01-30القائم بأعمال وزارة الصحة يطلع على واقع العمل في مشفى الجولان الوطني ‏بالقنيطرة ‏ 2025-01-30رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع يتلقى رسالة تهنئة من رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان أكد فيها الرئيس التركي على وقوف بلاده إلى جانب الشعب السوري والارتقاء بالعلاقات الثنائية واللقاء في أقرب وقت 2025-01-30التعليم العالي تمدد مواعيد تسجيل الطلاب المستجدين والقدامى حتى الـ 27 ‏من شباط القادم‏ 2025-01-30التربية والتعليم: طي العقوبات الامتحانية المفروضة سابقاً بحق طلبة ‏الشهادات العامة بحرمانهم دورتين امتحانيتين ‏ 2025-01-30الرئيس الشرع: أشكر أمير دولة قطر على زيارته الكريمة 2025-01-30لجنة تسيير الأعمال في جامعة دمشق تبحث مع السفير الهنغاري التعاون ‏العلمي المشترك ‏ 2025-01-30الملك عبد الله الثاني يهنئ الرئيس الشرع بتوليه رئاسة الجمهورية العربية السورية 2025-01-30الخطوط الملكية الأردنية تستأنف تسيير رحلاتها إلى دمشق بدءاً من الغد

صور من سورية منوعات تيك توك تستأنف خدماتها في الولايات المتحدة بفضل ترامب 2025-01-20 الصين تطلق مجموعة جديدة من الأقمار الصناعية إلى الفضاء 2024-12-05فرص عمل جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23 الخارجية تعلن برنامج اختبارات المرحلة الرابعة في مسابقتها لتعيين عاملين ‏دبلوماسيين 2024-12-05حدث في مثل هذا اليوم 2024-12-077 كانون الأول-اليوم العالمي للطيران المدني 2024-12-066 كانون الأول 2004- اقتحام القنصلية الأمريكية في جدة بالمملكة العربية السعودية 2024-12-05 5 كانون الأول – اليوم الوطني في تايلاند 2024-12-033 كانون الأول 1621- عالم الفلك الإيطالي جاليليو جاليلي يخترع التلسكوب الخاص به 2024-12-022 كانون الأول- اليوم الوطني في الإمارات العربية المتحدة 2024-12-011 كانون الأول 1942 – إمبراطور اليابان هيروهيتو يوقع على قرار إعلان الحرب على الولايات المتحدة
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ونائباه سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة يبعثون برقية تهنئة إلى رئيس الجمهورية العر
  • رئيس الدولة ونائباه يهنئون أحمد الشرع برئاسة الجمهورية العربية السورية في المرحلة الانتقالية
  • استقبال رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع لأمير دولة قطر سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني
  • محافظ جنوب سيناء: شرم الشيخ ستظل وجهة للمؤتمرات الدولية
  • اتحاد القبائل: تهجير الفلسطينيين من غزة خيانة لن نسمح بها
  • مستقبل القبائل العربية بعد هزيمة الدعم السريع في السودان
  • سيناء الغزاوية وسوريا الداعشية والأحزاب الإخوانية!
  • أحمد حسام: الدولة اتخذت إجراءات عديدة لتمكين الشباب
  • خيري حسين سكرتير عام جنوب سيناء والغمريني لـ شرم الشيخ وعابدين لـ دهب
  • القبائل في مأرب تعلن النفير العام لتحرير المديريات الجنوبية من الحوثيين