«القلعة» تاريخ من الأزمات فى سوق المال
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
شكاوى للمستثمرين بسبب تضرر البورصة تأثرًا بكواليس زيادة رأس مال الشركة... والرقيب يتدخل لتصحيح المسار
استيقظ مجتمع سوق المال خلال الأيام القليلة الماضية على مشهد من مشاهد العجائب والغرائب، المثيرة للتساؤلات وعلامات الاستفهام فى البورصة.
المشهد الجديد واحد من المشاهد والحلقات التى تمتد لسنوات طويلة، وتضرب فى تاريخ البورصة، تتعلق بشركة القلعة للاستثمارات المالية، فمنذ عمل الشركة فى عام 2004، ثم فكرة الطرح الخاص بالبورصة، والتى بدأ التفكير فيها سبتمبر عام 2007، إلا أن الأزمة المالية حالت دون ذلك، ثم أعيدت فكرة الطرح من جديد، وبالتحديد فى الثلاثة أشهر الاخيرة من عام 2009، وكانت عبارة عن بيع حصة من الشركة بهدف زيادة رأس المال لتمويل مشروعات الشركة المتنوعة.
المشاهد التى مرت بها الشركة تعد تاريخًا من الأزمات وعلامات استفهام، مسجلة ومحفورة فى ذاكرة تاريخ شركات البورصة المصرية...... ومنها ما حدث منذ أيام قليلة حينما انشغل مجتمع سوق المال بإفصاح شركة القلعة، والذى تضمن أن الشركة تلقت خطابًا من Qalaa Holding Restructuring I Ltd (QHRI) تعرض فيه شراء المديونية المستحقة لأى من مقرضى الشركة بموجب عقد القرض المشترك المؤرخ فى 1 فبراير 2012 بمبلغ 325 مليون دولار، وهو القرض المشترك فيما بين شركة القلعة ومجموعة من البنوك والمؤسسات المالية، وذلك مقابل مبلغ يعادل 20% من رصيد أصل القرض المشترك الخاص بكل من هؤلاء المقرضين، واجبة السداد بالدولار وفقًا للشروط المحددة منها، للموافقة على بيع هذه المديونية.
شركة (QHRI) تم تأسيسها بحيث إنها تحل كدائن محل هؤلاء المقرضين القابلين لعرض شراء تلك المديونية فى جميع المبالغ المستحقة وفقًا لعقد القرض المشترك، وشركة (QHRI) التى تم تأسيسها وفقًا لقوانين جزر العذراء البريطانية عن طريق أحمد هيكل وهشام الخازندار وكريم صادق وتبلغ نسبة مساهمتهم وأطرافهم المرتبطة فى القلعة 23.48% منها 25.718 مليون سهم عادى، و401.738 مليون أسهم ممتازة.
خبراء سوق المال أثاروا العديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول صفقة شراء الدين قبل أن تتدخل الرقابة المالية برئاسة الدكتور محمد فريد لتصحيح المسار، وحماية حقوق المستثمرين.
تركزت تساؤلات خبراء سوق المال حول العديد من النقاط المهمة منها المدة الخاصة بالاكتتاب، ومنها عملة الاكتتاب قبل أن تحسمها الرقابة المالية، والشكاوى التى تلقتها البورصة من المستثمرين حول التأثير السلبى على السوق نتيجة زيادة رأس مال الشركة.
قال ياسر سعد خبير أسواق المال إن من العلامات التى تثير الاستفهام، هى عملية زيادة رأس المال بالقيمة الأسمية، رغم أن تداول السهم على الشاشات أقل من سعر القيمة الأسمية، وهو 5 جنيهات، فى حين أن السهم يتداول أقل بنحو 50%، وهو متوقع أن يدفع المستثمرين للإحجام عن الاكتتاب، مثلما تكرر قبل ذلك فى زيادة رؤوس الأموال السابقة التى كانت تقوم بتغطيتها جهات ومؤسسات مالية أخرى، بإلاضافة إلى أن الشركة لم تضع فى اعتبارها المستثمرين الأفراد رغم نسب التداول الحر الكبيرة فى البورصة، لكن تدخل الرقابة المالية بحسم العديد من البنود ومنها مد حق المشاركة فى شراء الدين لمالك السهم يوم الإثنين 27 مايو 2024، كذلك فيما يتعلق بقائمة المساهمين فى يوم الثلاثاء 7 مايو 2024 فإن هذا المساهم الذى قام ببيع أسهمه فى يومى 8 و9 مايو الجارى يظل له الحق فى المشاركة فى شراء الدين بالنسبة للأسهم التى قام ببيعها.
كما حسمت الرقابة أنه فى حال قيام ذلك المساهم البائع بتملك أسهم أخرى من القلعة بدءاً من 8 مايو 2024 وحتى 27 من الشهر نفسه فسيكون له حق المشاركة فى شراء الدين وفقاً لعدد الأسهم التى قام ببيعها يومى 8 و9 مايو أو عدد الأسهم المملوكة له فى 27 مايو 2024 أيهما أعلى، بإلا ضافة الى السماح بالاكتتاب بالعملة المحلية المصرية، بدلًا من الدولار.
طالب «سعد» بإجراء تحقيقات موسعة بسبب الأضرار التى لحقت بالسوق بسبب علامات الاستفهام حول شراء دين الشركة، خاصة فى ظل شكاوى المستثمرين بسبب زيادة رأس المال.
قال صلاح العدوى خبير أسواق المال إن الشركة تحولت إلى الربحية فى العاميين الماضيين، على اعتبار أن نشاط الشركة بالطاقة والتعدين، ورغم ذلك إلا عند الإعلان عن عملية التسوية بالدولار، أثر بالسلب على السوق، لكن تدخل الرقابة المالية أسهم فى تصحيح الأمور، والأوضاع المقلوبة.
المراقب لتاريخ شركة القلعة يتبين أنه منذ اليوم الأول لعملية الطرح فى البورصة أثارت العديد من علامات الاستفهام وقتها، حينما لم تقم الشركة بطرح نشرة الاكتتاب، باعتباره ليس طرحًا عامًا، وإنما تم إرسال الميزانيات الى البورصة، وقامت لجنة القيد بإدراج الشركة، كما أن عمليات نقل الملكية التى تمت بسوق خارج المقصورة حينها، كانت عند أسعار مختلفة، تارة 11 جنيهًا وأخرى 13 جنيهًا، وهكذا إلى أن بدأ التداول على السهم الذى شهد إقبالًا كبيرًا من المساهمين والذى دفع بعض شركات السمسرة «بالضغط على عملائها بالشراء، وتوجيه السيولة الى سهم القلعة الذى سجل نسبة ارتفاع 171% ووصل الى 13.90 جنيه فى ذلك الوقت.
توالت المشاهد الساخنة وقتها والأزمات فى الإفصاح بعد ثورة 25 يناير 2011، وكان من هذه الأزمات عدم الافصاح فيما يتعلق ببعض الأحداث الجوهرية، إلا بعد فترة بعدما أعلن وزير النفط لشئون المصافى العراقى وقتها إن الوزارة العراقية وقعت مذكرة تفاهم أولية مع شركة القلعة المصرية لتنفيذ بناء مصفى استثمارى فى الموصل بطاقة إنتاجية تبلغ 150 ألف برميل يوميًا، وأن المصفى ستتم تغذيته من النفط الخام المستخرج من حقلى النجمة والقيارة، ورغم ذلك إلا أن الشركة لم ترسل الإفصاح لإدارة البورصة، إلا بعد فترة، وبعد إعلان وزارة النفط العراقى بيومين، مما يعد مخالفة صريحة تجاهلتها إدارة الإفصاح ولم تقم بتوقيع غرامة على الشركة حينها.
لم يخل سجل صفحات الشركة من الأزمات أيضًا حينما دخلت الشركة فى مفاوضات لبيع أسهمها لشركة أبراج كابيتال، ثم ما أثير حول عرض شركة سى دراجون إنيرجى الكندية إحدى شركات الاستكشاف والتطوير، بشأن الاكتتاب الصادر بتاريخ 6 يناير 2012 بقيمة 75 مليون دولار كندى 75٫2 دولار أمريكى الخاص بإتمام عملية الاستحواذ على الشركة الوطنية للبترول إلى جانب تمويل عمليات أخرى إحدى الشركات التابعة للقلعة، وهو الاتفاقية التى قامت بتوقيعها القلعة فى 6 يناير لعام 2012 لبيع 100% من أسهمها فى الشركة الوطنية للبترول مصر المحدودة، إلا أن الشركة الكندية تراجعت عن عرض الاكتتاب بسبب مبررات تتعلق بعدم اتضاح الرؤية فيما يتعلق بالأنشطة الاقتصادية حول العالم.
واصلت الأزمات فى القلعة فيما يتعلق أيضا بزيادة رأس مال الشركة خلال تلك السنوات من 3.308 مليار جنيه الى 4.358 مليار بزيادة قدرها 1.050 مليار جنيه، كما أعلنت الشركة عن التزامها الصريح فى تغطية الاكتتاب كاملًا حال عدم تغطيته من خلال شركة سيتادل كابيتال بارتنرز بصفتها المساهم الرئيسى فى شركة القلعة للاستشارات المالى، ثم أعلنت الشركة عن تغطية الاكتتاب فى المرحلة الأولى حينها، بنسبة تغطية قدرها 41.72% بعدما رفض العديد من المستثمرين الافراد دخول الاكتتاب باعتبار ان الاكتتاب بالقيمة الاسمية 5 جنيهات فى حين ان القيمة السوقية التى يتداول عليها السهم فى البورصة فى حدود 3 جنيهات.
استمرت الشركة فى الأزمات لتدخل فى صدام من جديد مع الرقابة المالية، فى عام 2018 بشأن عملية القيمة العادلة للسهم، عندما طلبت الرقابة المالية من الشركة اعداد دراسة قيمة عادلة لسهم الشركة بسبب القفزات الجنونية الذى شهدها السهم ليرتفع بنسبة تجاوزت 167%، وبالتحديد فى شهر أبريل الماضى 2018، وفى 21 يونيه عام 2018، وأرسلت الشركة الى الرقابة المالية نتائج دراسة القيمة العادلة للسهم، ولكن تبين وجود العديد من الملاحظات الجوهرية المتعلقة بالمنهجيات والأساليب والمعايير والتى يجب أن تشملها دراسة القيمة العادلة، وبالتالى طلبت الرقابة من الشركة تصحيح الملاحظات.
أوضحت الرقابة المالية وقتها موقفها من التقييم، بقولها أنه «فى حالة استبعاد فروق إعادة تقييم المصرية للتكرير أكبر استثمار لشركة القلعة للاستشارات المالية، ستنخفض القيمة العادلة لسهم «القلعة» بمقدار 3.13 جنيه لتصبح 3.21 جنيه مقارنة بالقيمة الواردة بتقرير المستشار المالى المستقل والبالغة 6.34 جنيه.
مع إلزام شركتى القلعة وQHRI بإلافصاح الفورى للمساهمين كافة عن أى معلومات متوفرة لديهم من شأنها التأثير فى قرار المساهمين بالمشاركة فى شراء الدين من عدمه قبل وأثناء انعقاد العمومية فى نهاية مايو الجارى... هل يسدل الستار على أزمات القلعة؟
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سوق المال القلعة لتصحيح المسار مال الشركة الرقابة المالیة القیمة العادلة شرکة القلعة فى البورصة فیما یتعلق سوق المال العدید من زیادة رأس أن الشرکة مایو 2024
إقرأ أيضاً:
في تعقيبه على أسئلة الصحفيين بالمؤتمر الأسبوعي.. رئيس الوزراء: العودة إلى تخفيف أحمال الكهرباء ليس مطروحًا رغم زيادة أعبائه المالية.. وأرقام توريد القمح في بداية الموسم مبشرة جدًا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في تعقيبه على أسئلة الصحفيين بالمؤتمر الصحفي الأسبوعي..
رئيس الوزراء: العودة إلى تخفيف أحمال الكهرباء ليس مطروحًا.. رغم أن ذلك يؤدي إلى أعباء مالية كبيرة
دور البورصة السلعية هو حوكمة وتنظيم الأسواق وضمان التداول السليم والعادل دون استغلال
أرقام توريد القمح في بداية الموسم مبشرة جدًا.. والدولة قدمت دعمًا وميزة تفضيلية للفلاح المصريالمؤتمر الصحفي الأسبوعي لرئيس الوزراء
عقب الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على ما تم طرحه من أسئلة للصحفيين والإعلاميين خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مساء اليوم بعد انتهاء اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي.
وردا على تساؤل حول ملف البورصة السلعية وأهمية تفعيلها لتعظيم الاستفادة منها، أشار رئيس الوزراء، في هذا الصدد، إلى الاجتماع الذي عقده الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية بحضور عدد كبير من المسؤولين والمعنيين بهذا الملف المهم جدا، لافتا إلى أن دور البورصة السلعية هو حوكمة وتنظيم الأسواق وضمان التداول السليم والعادل دون استغلال للسلع الرئيسية الموجودة في الدولة المصرية، موضحا أن لدينا موروث كبير جدا، في هذا الصدد، وهو ما كان يعرف في الماضي باسم بورصة القطن وبعض السلع، والتي تميزت بالنجاح في هذا اليوم.
وأضاف رئيس الوزراء: نعمل من خلال موضوع البورصة السلعية على استعادة مرة أخرى هذه الفكرة، موضحا أننا نعاني في مصر من موجود العديد من الحلقات الوسيطة بين المنتج إلى المستهلك، ونتيجة لذلك يحصل ارتفاع غير مبرر في أسعار السلع، مشيرا إلى أن وجود البورصة السلعية من شأنه أن يكون هو هذا المكان الذي يتم من خلاله تداول هذه السلع الاستراتيجية المهمة، سواء كانت سلعا غذائية، أو منتجات مهمة في الدولة المصرية بطريقة أكثر شفافية تضمن تسعيرا عادلا ومحوكما لهذه السلع، وذلك بدون أن يحدث أي تدخل بإجراءات إدارية.
وأشار رئيس الوزراء إلى توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بأهمية اتخاذ ما يلزم من إجراءات لسرعة تنفيذ هذه الآلية على أرض الواقع، موضحا ما تم اتخاذه من خطوات في هذا الصدد، ومؤكدا أن هذه الآلية ستسهم في تحقيق الأمن الغذائي، وتوفير الحماية لصغار المزارعين والمنتجين، وحصولهم على سعر عادل لمنتجاتهم، هذا بالإضافة إلى أن هذه البورصة ستكون نافذة أيضا لاستيراد وتصدير بعض المنتجات المهمة، وتحديدا السلع الغذائية التي تحتاجها الدولة، وذلك سعيا للخفض من تكاليف الفاتورة الاستيرادية، وليس التقليل من الكميات.
وأضاف رئيس الوزراء أن فكرة البورصة السلعية موجودة بالفعل في مختلف دول العالم ودول كثيرة جدا سبقتنا حتى في المنطقة في هذا الأمر، مشيرا إلى ما تم اتخاذه من إجراءات تتعلق بإقامتها، وتزامن ذلك مع فترة انتشار فيروس كورونا، والتحديات والتداعيات المصاحبة لهذه الازمة، منوها إلى توجيه فخامة الرئيس بالإسراع بمعدلات التنفيذ.
وفى رده على سؤال بشأن إمكانية إضافة اسم الأم إلى بطاقة الرقم القومي، لإنهاء معاناة من تتشابه أسماؤهم مع آخرين، أشار رئيس الوزراء إلى أنها فكرة تأخذ في الاعتبار، ويتم الرجوع في ذلك للجهات المعنية، لمناقشة مدي إمكانية تفعيلها وتطبيقها، لافتا إلى أن المنظومة الحالية عند الكشف على الجهاز يظهر مختلف البيانات الخاصة بالشخص.
وردًا على أحد الأسئلة المطروحة، أكد رئيس الوزراء أن الحكومة تتعامل وفقا للأحداث الحالية وتتخذ الإجراءات التي من شأنها التحوط اتجاه بعض السلع الأساسية الغذائية التي يتم استيرادها من الخارج، وهي أحد سيناريوهات تعامل الحكومة خلال الازمات الحالية المحيطة بمصر، مشيرًا إلى الخطوات التي اتخذتها الحكومة المصرية فيما يتعلق برفع سعر توريد القمح، وكذا تشجيع الفلاح المصري على زراعته وتوريده للدولة، لافتا إلى النتائج الإيجابية في هذا الصدد، والتي أتت ثمارها خلال هذه الأيام، التي تمثل الأيام الاولي في موسم توريد القمح، مؤكدًا أن بداية ارقام التوريد مبشرة جدًا، وهو ما يؤكد على الخطوات التي اتخذتها الدولة المصرية بمنح ميزة تفضيلية للفلاح المصري وتحقيقه مكسبا أكبر بالرغم من دفع الحكومة أكثر للسلعة لكن يتم توفير عملة اجنبية، وهو ما يمثل جزءا من الدعم من الدولة المصرية للفلاح المصري.
وتطرق الدكتور مصطفي مدبولي، خلال حديثه، إلى ما يتم عقده من اجتماعات بصفه مستمرة تتعلق بملف الطاقة، مشيرًا الي اجتماعه مع وزير البترول قبل انعقاد المؤتمر الصحفي مباشرة، لاستعراض أهم النتائج المترتبة على الزيارة السابقة لوزير البترول لشركة "ايني"، حيث أكد وجود خطة واضحة لشركة "ايني" لتوسيع استثماراتها في مصر لإنتاج المزيد من الغاز الطبيعي ومشتقات البترول خلال الفترة القادمة.
وحول تساؤل بشأن القرارات الأمريكية والجهود المصرية لمواجهتها، واحتمال ارتفاع الأسعار -وخاصة أسعار السلع التي تهم المواطن- في الفترة المقبلة نتيجة الارتفاع الطفيف في سعر الدولار، والإجراءات الحكومية لمواجهة ذلك؛ أكد رئيس الوزراء أن أكثر ما يهم الحكومة هو استمرار الثقة في استقرار الاقتصاد المصري، وهذا ما أود تأكيده للمواطن المصري تحديدا.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: إن الدولة طالما تستطيع توفير الموارد الدولارية وإتاحتها، جنبا إلى جنب مع تشغيل المصانع المصرية بكامل طاقتها، فضلا عن توافر الإنتاج؛ فأي تغير طفيف نتيجة لتلك الأحداث يكون تأثيره "لا شيء" على الاستقرار الاقتصادي.
وتابع: أقول بوضوح إن السياسة النقدية المصرية هي سياسة سعر مرن للدولار لضمان استقرار الأوضاع الاقتصادية، وهذا ما نتحرك في إطاره، وما حدث في الأيام الأخيرة من زيادات في العملة هي أرقام طبيعية جدا في سوق العملات.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن جزءا من الحرب القائمة الان والمستهدفات الأمريكية منها، على سبيل المثال، تتمثل في كيفية توازن سعر الدولار واليوان الصيني، وتعزيز تنافسية الولايات المتحدة أمام الصين. وتتخذ الصين إجراءات مقابلة، وكذا أوروبا وعدد من الدول، وبالتالي تتحرك كل الدول من أجل استقرار أوضاعها الاقتصادية.
وأضاف: أؤكد أن الحكومة هدفها استقرار الأوضاع وهو ما لمسه المواطن المصري طوال الفترة الماضية، وكان شهر رمضان دليلا على ذلك الاستقرار من حيث استقرار السوق والأسعار.
واستطرد: بالتالي تعمل الدولة حاليًا وفي المدى القريب على تجنيب المواطن تداعيات الحرب، رغم عدم وجود رؤية واضحة لمداها، والحفاظ على استقرار الدولة، واستمرار معدلات النمو، والحفاظ على المؤشرات الاقتصادية جيدة بما يساعد على صمود الدولة المصرية وتعزيز قدرتها على استيعاب تبعات الأحداث الدولية المُحتملة على مواطنيها، قائلًا: هذا هو هدفنا جميعًا في الفترة الراهنة.
وأكد "مدبولي" أن عجلة الاقتصاد تدور، حيث تابعنا أرقام ومؤشرات الربع الأخير التي توضح معدل النمو الذي بلغ 4.3%، منوها إلى أنه بافتراض التشغيل الطبيعي لقناة السويس في الأوضاع العادية وكذلك قطاع البترول، فإن معدل النمو كان سيتجاوز الـ 6%. ومع ذلك يسير الاقتصاد المصري في المسار السليم.
وردًا على سؤال حول ما يثار من شائعات بشأن بيع المستشفيات الحكومية خاصة مستشفى "هرمل"، أكد رئيس الوزراء اننا جميعًا نتفق على السعي نحو تحقيق أعلى خدمة طبية للمواطن المصري البسيط بأقل تكلفة وبعلاج شبه مجاني تقدمه الدولة المصرية للمواطن، قائلا:" لدينا تحد مع مرور الوقت، حيث يحدث تدهور في بعض المؤسسات وليس فقط المنشاة، ولكن نحن في احتياج لاستقدام خبرات عالمية على اعلى مستوى تقدم الخدمة داخل مصر"، مضيفًا: نتحدث بشفافية لو مواطن مثلا أصيب بمرض السرطان، ورغم ما حدث من تطور كبير جدًا في هذا المجال مقارنة بالسنوات السابقة، لكن مازال بعض هذه الامراض تتطلب سفر المواطن للعلاج في الخارج على نفقة الدولة، موضحا أنه وفقا للاتفاق المبرم في الشأن سيتم العلاج متواجد على أرض مصر من أعظم المستشفيات في أوروبا وواحدة من أكبر ثلاثة مراكز في العالم في علاج الأورام بالشراكة مع الحكومة المصرية، وسوف يكون الجزء الأكبر من العلاج بالمجان للمواطن المصري، متسائلًا هل هذا خطأ ؟، مشددًا على أن منظومة الإدارة الجديدة تعمل بشكل محترف وتسعى لتطبيق منظومة المستشفى والعاملون بها مطابقة للمستشفى بفرنسا، مشيرًا إلى انه بالتالي يضع ضوابط لتشغيل المنظومة بشكل اكثر احترافيًا، وهذا ليس معناه تسريح الموظفين والعاملين، بالعكس، مؤكدًا على وضع منظومة محوكمة ومحترفة لتشغيل هذه القطاعات وهذه المنشأة.
وأضاف: لدينا اسم في مصر يُعد أهم مقصد للعلاج حول العالم يقدم هذه الخدمة للمواطن المصري بالمجان، مشيرًا إلى عدم استطاعة الدولة سفر جميع المواطنين للعلاج في هذا المستشفى بالخارج، ولكن المستشفى أصبح الآن على أرض مصر، منوهًا إلى عدم المساس باي موظف او عامل في هذه المنشآت.
وردًا على أحد الأسئلة الخاصة بالتوسع في انشاء صناديق الاستثمار في الذهب، أشار الدكتور مصطفى مدبولي، الي لقائه أمس مع رئيس هيئة الرقابة المالية، والذي تم خلاله استعراض الموقف التنفيذي الحالي لصناديق الاستثمار في الذهب، وما تم الإشارة إليه في هذا الصدد من الوصول الي حوالي 180 ألف مواطن، باستثمارات تصل إلى مليار و600 مليون جنيه، وهو ما فاق التوقعات، موضحا أن هناك توجها بإنشاء المزيد من هذه الصناديق لأنها تعد آلية استثمار جيدة للمواطن المصري البسيط الذي يستطيع وضع ارقام بسيطة في الاستثمار.
كما تطرق رئيس الوزراء للحديث عن البورصة المصرية، مشيرًا إلى لقائه مع رئيس هيئة الرقابة المالية ورئيس البورصة، حيث يتم التشاور حول منظومة تتضمن بعض التعديلات التشريعية لتعظيم أداء البورصة المصرية، وتشجيع وجذب المواطنين، مؤكدًا أن البورصة المصرية بالفعل على مدار السنوات الثلاث قد شهدت إقبالا كبيرا جدًا من الشباب المصري وأصبح حجم التداول الان كبيرا لكن نحن بصدد مضاعفة هذه الأرقام بصورة كبيرة جدًا، وبالتالي العمل على أي تعديلات تنظيمية او تشريعية.
وتعقيبا على سؤال حول طرح الشركات التابعة للقوات المسلحة في البورصة، أشار رئيس الوزراء إلى أن المكاتب والبنوك الاستشارية تضع للشركات تصورا لإعادة الهيكلة وكذا تحديد القيمة بصورة دقيقة جدًا تمهيدًا لطرحها سواء لمستثمر استراتيجي او طرح أسهم منها في البورصة، وذلك بناءً على التقييم، حيث يتم تحديد ذلك مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية في ضوء الرؤية المتعلقة بالنسب التي سيتم طرحها، سواء كانت بنسب حاكمة أو صغيرة طبقًا لطبيعة ونوع كل أصل من هذه الأصول، مؤكدًا على قوة الرسالة الخاصة بجدية الدولة المصرية فيما يتعلق بملف الطروحات، منوهًا البدء في الطرح خلال هذا العام على ان يستكمل باقي الشركات خلال العام القادم.
وفيما يتعلق بالاستفسار حول تراجع أسعار الوقود الحالية عالميا، ومدى تأثيرها على انخفاض سعره محليا، أوضح رئيس مجلس الوزراء أن السعر الذي تشتري به مصر والدول الأخرى لا يتم بالأسعار الحالية التي يتم متابعتها، لكنها تكون من خلال عقود آجلة مع الشركات تعتمد على متوسط أسعار متوقعة خلال فترة زمنية معينة، قد تكون شهرا أو شهرين أو ثلاثة.
وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور مصطفى مدبولي أن أسلوب السداد يكون بدفع جزء الآن وتأجيل الباقي طبقا للعقود التي تم إبرامها خلال فترة تتراوح بين 3 إلى 9 شهور، ونتيجة ذلك يتم تحميل نسبة على سعر البرميل مثل الفائدة التي ترتبط بالدفع على مدى 9 شهور، ولذا فهناك آلية أو معادلات يتم الاستناد إليها في تحديد سعر برميل البترول في الموازنة العامة خلال العام المالي، والحكومة حينما تقوم بعمل إجراءات تحوط تعمل على الاستفادة من فترات انخفاض أسعار الوقود عالميا، أو نقوم بشراء كميات تضمن تأمين الاحتياطي الاستراتيجي، وجميعنا نأمل أن تستمر الأسعار في الانخفاض أو على الأقل الموجودة حاليا.
ووجه الدكتور مصطفى مدبولي الشكر للاعلامي على هذا السؤال، حتى يتسنى توضيح الأمر للمواطنين بالكيفية والآلية المتبعة لعملية شراء الوقود، والتي تتم من خلال عقود طويلة الأجل، ولا يمكن القياس على الأسعار القائمة حاليا لأن الموضوع له أبعاد أخرى لابد من فهمها جيدا، كما أنه لا يمكن التوقع بأن تستمر الأسعار الآنية لفترة قادمة.
وردا على تساؤل بشأن ما أثير حول قانون الرياضة، قال رئيس الوزراء: كان هناك لقاء مع وزير الشباب والرياضة قبل قليل، حيث نحرص على مناقشة كل ما يثار في الرأي العام مع الوزراء المختصين، وكانت هناك مناقشة مع الوزير حول مشروع القانون.
وأضاف: لقد وافقنا على القانون بصورة مبدئية، ولكن هناك بعض المواد التي طلبنا أن تتم دراستها من قبل الخبراء القانونيين، وحتى الآن لم يخرج القانون من مجلس الوزراء.
وتابع: دائما في كل قانون يثار جدل حول بعض المواد، ونحن نحرص على توفير الحلول الممكنة لذلك، والأمر ليس موجها لناد أو أشخاص معينة وإنما يرتبط بالدولة، والدولة ليست مرتبطة بأفراد ولكن ما يهمنا هو وجود منظومة جيدة لسنوات قادمة.
وبشأن سؤال آخر عن عمليات الطرح لإدارة وتشغيل مباني وسط البلد والاستفادة من المنطقة وتطويرها مع الحفاظ على الطابع العمراني، قال رئيس الوزراء: الهدف الرئيسي للدولة هو الحفاظ على الطابع المعماري والعمراني للمباني التاريخية لأن ذلك هو ما يميز المنطقة، وهذا معيار مهم في عملية التطوير، حيث نستهدف الحفاظ على الطابع الخارجي الفريد مع إعادة تطوير وصياغة داخل المبنى للاستفادة منه في أنشطة متعددة.
وحول تساؤل بشأن قرب فصل الصيف وخطة الحكومة لمواجهة انقطاع التيار الكهربائي وإمكانية عودة قرارات تخفيف الأحمال مرة أخرى ومستجدات مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية. أجاب رئيس الوزراء بأن خطة الحكومة جاهزة بالفعل وتستهدف عدم العودة إلى تخفيف الأحمال، رغم أن ذلك يؤدي إلى أعباء مالية كبيرة على الدولة.
وقال: أؤكد أن العودة إلى تخفيف الأحمال ليس مطروحا في السيناريوهات لدينا.
وبالنسبة لمشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، أضاف الدكتور مصطفى مدبولي: نحن نسير بصورة جيدة جدا، مؤكدا أن فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة تتابع المشروع بصورة مستمرة، ونأمل في اتمام المرحلة الاولى للربط في خلال شهور الصيف القادمة بحيث تتبعها المرحلة الثانية.