يضطر عديد من الأشخاص إلى الاصطفاف في طوابير لساعات ليحظوا بفرصة الدخول إلى قاعة المحكمة لرؤية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وهو يمثل أمام المحكمة، مما حدا بالبعض إلى دفع مبالغ تصل إلى ألفي دولار.
ووصف ريتشارد بارتنغتن (43 عاما)، الذي وصل إلى خارج مقر المحكمة قبل يومين من بدء الإجراءات لزيادة فرصه في الدخول، المحاكمة بأنها "إحدى التجارب الأكثر سحرا وإثارة في حياتي".
وبعد مرورهم عبر سلسلة نقاط تفتيش ومصاعد قديمة وممر طويل، تمكن بارتنغتن إلى جانب 6 أو 7 أشخاص آخرين من متابعة مجريات أول قضية جنائية في التاريخ يواجهها رئيس أميركي سابق، يوميا.
ويواجه ترامب اتهامات بتزوير سجلات تجارية لإخفاء تعويضات دفعها لمحاميه السابق مايكل كوهين، ليقدمها بدوره إلى نجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز لشراء صمتها، إذ تتهم "قطب العقارات" بإقامة علاقة جنسية معها.
وقال بارتنغتن "عرفت الكثير من متابعة الأخبار، لكنني أعتقد أن هناك جزءا من الحقيقة تكتشفه عندما تكون داخل قاعة المحكمة، عندما ترى دونالد ترامب يمر من المكان 8 مرات يوميا، وترى القاضي وهيئة المحلفين".
وأضاف أنه "يرجح أن تؤثر نتيجة هذه المحاكمة على الانتخابات في اتجاه ما"، مؤكدا خشيته من ولاية رئاسية ثانية لترامب.
أما جاستن فورد من كونيتيكت -الذي يعمل في تكنولوجيا المعلومات- فأفاد بأنه اصطف من أجل فرصة لرؤية "رئيس الولايات المتحدة السابق الذي تجري محاكمته، وهي ليست متلفزة. أريد أن أشاهدها بعيني".
لم يتمكن فورد (42 عاما) من دخول قاعة المحكمة رغم وصوله عند منتصف الليل.
يشار إلى أن طابور الدخول يعتمد أساس منح الأولوية لمن يسبق، وهو ما يمكّن البعض من جني المال عن طريق الانتظار مكان أشخاص يدفعون لهم.
ويصطف أشخاص احترفوا الأمر مكان الساعين للدخول إلى المحكمة لقاء مبلغ مقداره 50 دولارا للساعة تقريبا، علما أن المواقع الأفضل في الطابور بيعت بمبلغ وصل إلى ألفي دولار عندما أدلى خصم ترامب اللدود مايكل كوهين بشهادته.
وصف فورد ظاهرة "ادفع لتشاهد" بأنها "مؤسفة".
وفي السياق، دفعت فونك سانغوديي -التي وصفت نفسها بأنها "مدمنة تماما للسياسة"- مبلغا مقداره 700 دولار للحصول على مكان في الغرفة الاحتياطية.
يحالف الحظ متابعي المحاكمة أكثر في غرفة احتياطية، حيث تبث مجرياتها مباشرة لنحو 30 شخصا من العامة والصحفيين غير القادرين على الحضور في قاعة المحاكمة الرئيسية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
ترامب يقر عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية
أعلن مسؤول في البيت الأبيض، الخميس، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقع أمرا يقضي بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية.
وفي وقت سابق من الخميس، قال مسؤول أميركي بارز إن سبب قرار ترامب هو أن المحكمة “استهدفت الولايات المتحدة وحلفاءها مثل إسرائيل”.
وأضاف المسؤول أن العقوبات مالية وأخرى متعلقة بالتأشيرات على الأفراد وأسرهم، الذين يساعدون في تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية بشأن مواطنين أميركيين أو حلفاء للولايات المتحدة.
وتأتي الخطوة بعد أن عرقل الديمقراطيون في مجلس الشيوخ الأميركي الأسبوع الماضي، جهودا يقودها جمهوريون لمعاقبة المحكمة، احتجاجا على مذكرتي اعتقال أصدرتهما ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت بسبب حرب غزة.
ويزور نتنياهو واشنطن حاليا، وشهدت العاصمة الأميركية احتجاجات من مؤيدين للفلسطينيين يطالبون باعتقاله.
ولم ترد المحكمة الجنائية الدولية على طلب للتعليق بعد.
وقالت مصادر لـ”رويترز” الشهر الماضي، إن المحكمة اتخذت إجراءات لحماية موظفيها من عقوبات أميركية محتملة، إذ دفعت رواتب 3 أشهر مقدما واستعدت لقيود مالية قد تعرقل جهودها.
اقرأ أيضاًالعالمتوضيح من البيت الأبيض بعد تصريحات ترامب
وفي ديسمبر الماضي، حذرت رئيسة المحكمة القاضية توموكو أكاني من أن العقوبات من شأنها أن “تقوض عمليات المحكمة في جميع المواقف والقضايا سريعا، وتهدد وجودها ذاته”.
والعقوبات الأميركية الجديدة هي الواقعة الثانية من نوعها، إذ فرضت واشنطن خلال إدارة ترامب الأولى في 2020 عقوبات على المدعية العامة آنذاك فاتو بنسودا وأحد كبار مساعديها، بسبب تحقيق المحكمة في جرائم حرب مزعومة ارتكبتها قوات أميركية في أفغانستان.
ويبلغ عدد الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية 125 دولة، وهي محكمة دائمة يمكن لها مقاضاة أفراد بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية وجرائم العدوان على أراضي الدول الأعضاء أو العدوان من قبل مواطنيها.
يشار إلى أن الولايات المتحدة والصين وروسيا وإسرائيل ليسوا أعضاء بالمحكمة.