حمود بن علي الطوقي

عندما أعلن ديوان البلاط السلطاني عن زيارة الدولة التي يقوم بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- إلى المملكة الأردنية الهاشمية، ولقائه في قمة تجمع جلالته مع أخيه جلالة الملك عبدالله بن الحسين ملك الاردن، طاف بنا شريط من الذكريات حول البدايات الأولى كطلاب في المراحل الدراسية المختلفة؛ حيث كان الأساتذة من المملكة الأردنية الهاشمية، وأذكر جيدًا أساتذتنا بمدرسة المتنبي الابتدائية والإعدادية والثانوية في منتصف سبيعينيات القرن الماضي، الأستاذ سعيد الذيب وإبراهيم أبو الريش والأستاذ أحمد غطاشة والأستاذ تيسير أبو العلا والأستاذ ياسر خالد سلامة، وغيرهم من الأساتذة الذين كانوا بمثابة الآباء في تربية الأبناء؛ حيث اتصفوا بقوة الشخصية في الحزم، والعزم على التدريس.

كان أساتذتنا الأردنيون لهم مكانة كبيرة نظرًا لتمكنهم من التدريس ولتقارب العادات والتقاليد بين الشعبين الشقيقين.

تشير الوقائع التاريخية إلى عمق العلاقات بين الشعبين الشقيقين، وكلنا نعلم تلك العلاقات الوطيدة التي كانت تجمع بين السلطان الراحل قابوس بن سعيد وأخيه الملك الحسين بن طلال - طيب الله ثراهما. وتستمر هذه العلاقات بمسارها وبنهجها القويم بين جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وأخيه جلالة الملك عبدالله بن الحسين حفظهما الله. وقد كانت وما تزال علاقات بين البلدين تتركز على علاقات الأخوة والاحترام والمحبة، وهذه العلاقات تُرجمت في صورة شراكات تجارية واستثمارية وآفاق اقتصادية رحبة.

أتذكر أيضًا عندما كطلبة في المرحلة الجامعية، وكنا ندرس في المغرب، كان سفرنا من مسقط إلى الرباط عبر الخطوط الملكية الأردنية، وكنا نتوقف لليلتين وثلاث ليال في الأردن في رحلة الذهاب والإياب. وفي المغرب، جمعتنا علاقات دراسية مع أصدقائنا من الطلبة الأردنيين. وما زالت تلك العلاقات ممتدة ومتواصلة.

وتشهد علاقات البلدين زخمًا كبيرًا بعد زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى سلطنة عمان في 2022، ولقاؤه أخيه جلالة السلطان هيثم بن طارق؛ حيث تم على هامشها تشكيل فريق عمل مشترك لبحث فرص الاستثمار والتعاون الاقتصادي بين البلدين.

وعلى إثر تلك الزيارة وقع البلدان عدة مذكرات تفاهم في مجالات مختلفة، ولعل الجانب الاقتصادي والاستثماري تصدر تلك الاتفاقيات، من أجل استقطاب الاستثمارات المباشرة بين البلدين ورسم خارطة طريق للتطوير وللترويج التجاري ودعم التجارة الخارجية، وتشجيع وإقامة الشراكات التجارية والاستثمارية بين أصحاب الأعمال.

وبحسب بيانات إحصائية رسمية، فإن الأرقام تشير إلى النمو في حجم التبادل التجاري بين الأردن وسلطنة عمان خلال العام 2023، إذ سجل التبادل التجاري بين سلطنة عُمان والمملكة الأردنية الهاشمية نموًّا ملحوظًا خلال عام 2023 بزيادة نسبتها 25 بالمائة ليبلغ نحو 74 مليونًا و511 ألفًا و421 ريالًا عُمانيًّا مقارنة بعام 2022م البالغ 59 مليونًا و752 ألفًا و392 ريالًا عُمانيًّا. وتبين الإحصاءات أن الصادرات العُمانية إلى الأردن خلال عام 2023 ارتفعت بنسبة 28.2 بالمائة لتتجاوز قيمتها 43 مليونًا و850 ألف ريال عُماني، مقابل أكثر من 34 مليونًا و208 آلاف ريال عُماني في عام 2022م، في حين بلغ إجمالي قيمة واردات سلطنة عُمان من الأردن لعام 2023 نحو 27 مليونًا و517.5 ألف ريال عُماني أي بنسبة زيادة قدرها 41.5 بالمائة، مقارنة بعام 2022 البالغ أكثر من 19 مليونًا و441.3 ألف ريال عُماني.

كما بلغ عدد السياح العُمانيين الذين زاروا المملكة العام الماضي 21738 سائحا، فيما بلغ عددهم خلال الأشهر الأربعة الماضية من العام الحالي 6757 سائحا، كما بلغ عدد الشركات المسجلة في سلطنة عُمان التي يسهم فيها أردنيون حتى نهاية العام الماضي 988 شركة مقارنة مع 758 شركة في 2022، وبإجمالي رأس مال مستثمر بلغ نحو 79 مليون ريال عُماني.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بن طوق: الإمارات وأوزبكستان نموذج ناجح في بناء شراكات اقتصادية برؤية مستقبلية

عقد عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد، اجتماعاً مع لزيز قدرتوف وزير الاستثمار والصناعة والتجارة في جمهورية أوزبكستان.

وبحث الطرفان سُبل تعزيز التعاون المشترك في مختلف القطاعات الاقتصادية والتنموية، خاصة في قطاعات الاقتصاد الجديد والسياحة وريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والتكنولوجيا المالية والابتكار والنقل والطاقة المتجددة والخدمات اللوجستية والزراعة.
وأكد عبدالله بن طوق، خلال اللقاء الذي عقد في مقر الوزارة في دبي، أن العلاقات بين دولة الإمارات وأوزبكستان تمثل نموذجاً ناجحاً في بناء شراكات اقتصادية قائمة على المصالح المشتركة والرؤى المستقبلية، إذ تجمعهما علاقات إستراتيجية متينة وتعاون مثمر في شتى المجالات ذات الاهتمام المتبادل.
وأشار إلى أن العلاقات بين البلدين الصديقين شهدت خلال السنوات الماضية زخماً متواصلاً، خاصة مع تمتعهما بالعديد من الفرص الاقتصادية الواعدة، بما يسهم في تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة وشاملة لكليهما.
وقال: إننا ننظر إلى أوزبكستان باعتبارها شريكاً اقتصادياً واعداً في منطقة وسط آسيا، ويعكس اللقاء مع الجانب الأوزبكي الحرص المتبادل على مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية في القطاعات الاقتصادية المتقدمة والمستدامة، كما يشكل فرصة لتطوير أوجه التعاون الاقتصادي الإماراتي الأوزبكي والارتقاء بها إلى مستويات أعلى من التنسيق والتفاهم المتبادل، بما يسهم في نمو وازدهار اقتصادَي البلدين.
وأشار إلى أن الإمارات بفضل بيئتها الاقتصادية الجاذبة وتشريعاتها الاقتصادية المرنة، تعد منصة إستراتيجية للشركات الأوزبكية لدخول الأسواق العالمية والاستفادة من شبكة العلاقات الاقتصادية الدولية التي تتمتع بها الدولة.

مقومات الاقتصاد الوطني

واستعرض المقومات التي يتمتع بها الاقتصاد الوطني والمزايا التي توفرها الإمارات للمستثمرين ورواد الأعمال، في قطاعات السياحة والشركات العائلية والتجارة الإلكترونية والتصنيع والنقل المستدام والتكنولوجيا، بالإضافة إلى بنيتها التحتية المتطورة، والمبادرات الرائدة، وإستراتيجياتها الوطنية لدعم نموذجها الاقتصادي الجديد، لافتاً إلى أهمية استمرار تعزيز الربط بين القطاع الخاص في كلا البلدين لتطوير مشاريع نوعية تسهم في تحقيق الأهداف الاقتصادية المشتركة.
وناقش الاجتماع سبل تعزيز أواصر العلاقات الاقتصادية بين البلدين بما في ذلك دعم الشراكات في قطاعات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا والنقل والخدمات اللوجستية والزراعة والأمن الغذائي، كما بحث الاجتماع أهمية دعم القطاع الخاص في كلا البلدين وتبادل الخبرات في هذا القطاع الحيوي.
وجرى تسليط الضوء على الجهود المبذولة ضمن إطار اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين، التي تعد منصة محورية لتطوير العلاقات الثنائية.
ووجه عبدالله بن طوق الدعوة إلى الجانب الأوزبكي للحضور والمشاركة في النسخة الرابعة من "إنفستوبيا" المقرر انعقادها الشهر المقبل، حيث ستكون فرصة مهمة لمناقشة سُبل الاستفادة من الممكنات الواعدة التي تتيحها الإمارات أمام المستثمرين من كل أنحاء العالم وتطوير أوجه التعاون في قطاعات الاقتصاد الجديد.

مقالات مشابهة

  • 225.58 مليون ريال عُماني أرباح بنك مسقط في 2024
  • عُمان والبحرين.. علاقات مُتجذِّرة ومُستقبل واعد
  • سلطنة عمان ومملكة البحرين.. علاقات حضارية راسخة
  • الميزان التجاري لسلطنة عُمان يسجل فائضًا بـ 6 مليارات و562 مليون ريال عُماني
  • عن الجذور الحضارية والاجتماعية بين عُمان والبحرين
  • عُمان والبحرين.. وشائج تاريخية وآفاق مستقبلية
  • "قمة مسقط" تعانق حضارتي دلمون ومجان
  • سلطنة عُمان ومملكة البحرين .. علاقات تاريخية راسخة وآفاق جديدة من التعاون المثمر
  • العلاقات العمانية البحرينية .. شراكة تاريخية تمتد من حضارتي مجان ودلمون
  • بن طوق: الإمارات وأوزبكستان نموذج ناجح في بناء شراكات اقتصادية برؤية مستقبلية