بين عُمان والأردن.. روابط تاريخية وشراكة اقتصادية متنامية
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
حمود بن علي الطوقي
عندما أعلن ديوان البلاط السلطاني عن زيارة الدولة التي يقوم بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- إلى المملكة الأردنية الهاشمية، ولقائه في قمة تجمع جلالته مع أخيه جلالة الملك عبدالله بن الحسين ملك الاردن، طاف بنا شريط من الذكريات حول البدايات الأولى كطلاب في المراحل الدراسية المختلفة؛ حيث كان الأساتذة من المملكة الأردنية الهاشمية، وأذكر جيدًا أساتذتنا بمدرسة المتنبي الابتدائية والإعدادية والثانوية في منتصف سبيعينيات القرن الماضي، الأستاذ سعيد الذيب وإبراهيم أبو الريش والأستاذ أحمد غطاشة والأستاذ تيسير أبو العلا والأستاذ ياسر خالد سلامة، وغيرهم من الأساتذة الذين كانوا بمثابة الآباء في تربية الأبناء؛ حيث اتصفوا بقوة الشخصية في الحزم، والعزم على التدريس.
كان أساتذتنا الأردنيون لهم مكانة كبيرة نظرًا لتمكنهم من التدريس ولتقارب العادات والتقاليد بين الشعبين الشقيقين.
تشير الوقائع التاريخية إلى عمق العلاقات بين الشعبين الشقيقين، وكلنا نعلم تلك العلاقات الوطيدة التي كانت تجمع بين السلطان الراحل قابوس بن سعيد وأخيه الملك الحسين بن طلال - طيب الله ثراهما. وتستمر هذه العلاقات بمسارها وبنهجها القويم بين جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وأخيه جلالة الملك عبدالله بن الحسين حفظهما الله. وقد كانت وما تزال علاقات بين البلدين تتركز على علاقات الأخوة والاحترام والمحبة، وهذه العلاقات تُرجمت في صورة شراكات تجارية واستثمارية وآفاق اقتصادية رحبة.
أتذكر أيضًا عندما كطلبة في المرحلة الجامعية، وكنا ندرس في المغرب، كان سفرنا من مسقط إلى الرباط عبر الخطوط الملكية الأردنية، وكنا نتوقف لليلتين وثلاث ليال في الأردن في رحلة الذهاب والإياب. وفي المغرب، جمعتنا علاقات دراسية مع أصدقائنا من الطلبة الأردنيين. وما زالت تلك العلاقات ممتدة ومتواصلة.
وتشهد علاقات البلدين زخمًا كبيرًا بعد زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى سلطنة عمان في 2022، ولقاؤه أخيه جلالة السلطان هيثم بن طارق؛ حيث تم على هامشها تشكيل فريق عمل مشترك لبحث فرص الاستثمار والتعاون الاقتصادي بين البلدين.
وعلى إثر تلك الزيارة وقع البلدان عدة مذكرات تفاهم في مجالات مختلفة، ولعل الجانب الاقتصادي والاستثماري تصدر تلك الاتفاقيات، من أجل استقطاب الاستثمارات المباشرة بين البلدين ورسم خارطة طريق للتطوير وللترويج التجاري ودعم التجارة الخارجية، وتشجيع وإقامة الشراكات التجارية والاستثمارية بين أصحاب الأعمال.
وبحسب بيانات إحصائية رسمية، فإن الأرقام تشير إلى النمو في حجم التبادل التجاري بين الأردن وسلطنة عمان خلال العام 2023، إذ سجل التبادل التجاري بين سلطنة عُمان والمملكة الأردنية الهاشمية نموًّا ملحوظًا خلال عام 2023 بزيادة نسبتها 25 بالمائة ليبلغ نحو 74 مليونًا و511 ألفًا و421 ريالًا عُمانيًّا مقارنة بعام 2022م البالغ 59 مليونًا و752 ألفًا و392 ريالًا عُمانيًّا. وتبين الإحصاءات أن الصادرات العُمانية إلى الأردن خلال عام 2023 ارتفعت بنسبة 28.2 بالمائة لتتجاوز قيمتها 43 مليونًا و850 ألف ريال عُماني، مقابل أكثر من 34 مليونًا و208 آلاف ريال عُماني في عام 2022م، في حين بلغ إجمالي قيمة واردات سلطنة عُمان من الأردن لعام 2023 نحو 27 مليونًا و517.5 ألف ريال عُماني أي بنسبة زيادة قدرها 41.5 بالمائة، مقارنة بعام 2022 البالغ أكثر من 19 مليونًا و441.3 ألف ريال عُماني.
كما بلغ عدد السياح العُمانيين الذين زاروا المملكة العام الماضي 21738 سائحا، فيما بلغ عددهم خلال الأشهر الأربعة الماضية من العام الحالي 6757 سائحا، كما بلغ عدد الشركات المسجلة في سلطنة عُمان التي يسهم فيها أردنيون حتى نهاية العام الماضي 988 شركة مقارنة مع 758 شركة في 2022، وبإجمالي رأس مال مستثمر بلغ نحو 79 مليون ريال عُماني.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
خبير علاقات دولية: السياسة الخارجية لمصر تشهد توسعا في علاقاتها مع الشركات الإقليمية
قال الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن السياسة الخارجية المصرية تشهد توسعًا ملحوظًا في علاقاتها مع الشركات الإقليمية والدولية، وهو ما يسهم بشكل كبير في تعزيز دور مصر على الساحة العالمية.
توسيع العلاقات مع الشركات الإقليميةوأضاف "البرديسي"، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "90 دقيقة" المذاع على قناة "المحور"، أن مصر تنتهج سياسة نشطة في تقوية علاقاتها مع الشركات والدول الإقليمية، وهو ما يعتبر من العوامل الأساسية التي تساهم في تعزيز قوتها في المحافل الدولية.
وأكد أن هذا التوسع في العلاقات الإقليمية يساعد في جذب المزيد من الاستثمارات ويعزز من التبادل التجاري مع الدول الشقيقة والصديقة.
تعزيز الرؤية المصرية على الساحة الدوليةوأوضح أن هذه العلاقات القوية تساهم في بلورة الرؤية المصرية وتعزز من مكانتها على الساحة العالمية.
ونوه بأن مصر تسعى لاستثمار تلك العلاقات لصالح الاقتصاد الوطني ولتحقيق المزيد من التنمية في مختلف المجالات، خاصة في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الراهنة.
وأشار إلى أن مصر تعمل على أن تكون لاعبًا رئيسيًا في الحوارات الإقليمية والدولية، وأن العلاقات القوية التي تربطها بالشركات والدول تؤهلها لتحقيق أهدافها على جميع الأصعدة، سواء في مجال الاقتصاد أو السياسة أو الثقافة.