عشرات أصيبوا بالرأس.. ركاب السنغافورية يروون تفاصيل رحلة الجنون
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
أدلى ركاب بتفاصيل جديدة عن لحظات الرعب التي عاشوها بعدما تعرّضت رحلة الخطوط السنغافورية "إس كيو321" إلى "مطبّات شديدة مفاجئة" فوق ميانمار، بعد عشر ساعات على إقلاعها من لندن، متوجّهة إلى سنغافورة الثلاثاء، لترتفع وتهوي مرّات عدة في غضون لحظات.
ويخضع 20 شخصا للعلاج في أقسام العناية المشددة في مستشفيات بانكوك، الأربعاء، بعد الحادث الذي لقي راكب مسن حتفه خلاله، وأدى إلى إصابة أكثر من مئة آخرين بجروح.
وقال أحد الركاب إن الأشخاص ألقوا في أنحاء الطائرة بعنف إلى حد أنهم تركوا أثرا في السقف خلال الحادثة التي وقعت على ارتفاع 11300 متر، وألحقت إصابات في الرأس في أوساط العشرات.
وأظهرت صور من داخل الطائرة المقصورة في حالة فوضى حيث تناثر الطعام وزجاجات المشروبات والأمتعة، كما تدلت من السقف أقنعة الأكسجين.
وأجبرت الطائرة التي كانت تقل 211 راكبا و18 من أفراد الطاقم على القيام بهبوط اضطراري في مطار سوفارنابومي في بانكوك، حيث نقل المصابون على نقالات إلى سيارات إسعاف كانت بانتظارهم على المدرج.
وقال أحد الركاب لوسائل إعلام أسترالية، الأربعاء، بعد وصوله إلى سيدني "قُذفت إلى السقف ومن ثم هوت الطائرة إلى الأمام وهويت أنا كذلك.. سقطت بعد ذلك على الأرض بقوة وسقطت جميع معدات الفطور والزجاجات. كان أفراد الطاقم يحضّرون وجبة الإفطار للجميع، لذلك كانت إصاباتهم الأسوأ".
ولقي بريطاني يبلغ من العمر 73 عاما حتفه وأصيب 104 أشخاص بجروح.
وأفاد مستشفى في بانكوك بأن موظفيه يعالجون، أو عالجوا، 85 من المصابين بينهم 20 شخصا في قسم العناية المركّزة.
والأشخاص الـ20 من أستراليا وبريطانيا وهونغ كونغ وماليزيا ونيوزيلندا وسنغافورة والفيليبين، وفق ما أفاد مستشفى ساميتيفيج من دون تحديد عدد الركاب أو أفراد الطاقم.
وهبطت رحلة إغاثية تحمل 131 راكبا و12 من أفراد الطاقم في مطار تشانغي في سنغافورة صباح الأربعاء.
واستقبل الأقارب القادمين بالعناق لكنهم كانوا جميعا في حالة صدمة منعتهم من التحدث إلى الصحافيين.
وقال أندرو ديفيز، وهو راكب بريطاني كان في الطائرة، لإذاعة "بي بي سي" إن الطائرة "انخفضت فجأة" ولم يتلقوا "سوى القليل من التحذيرات".
وأوضح "خلال الثواني القليلة التي تلت انخفاض الطائرة، سمعنا صراخاً مروعاً وما يشبه الضجيج" مشيراً إلى أنه ساعد امرأة "تصرخ مستغيثة" وكانت مصابة "بجرح في رأسها".
وقال في بودكاست لإذاعة "بي بي سي" إنه كان يعتقد أن الطائرة ستتحطم.
من جانبه، أفاد الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط السنغافورية غوه تشون فونغ، الأربعاء، بأن الشركة "تأسف بشدّة على التجربة الصادمة" التي مر بها الأشخاص الذين كانوا على متن الرحلة وقدمت تعازيها لعائلة المتوفي.
"رحلة مجنونة"وقدّم رئيس وزراء سنغافورة لورانس وونغ "تعازيه العميقة" لعائلة الراكب المتوفى جيف كيتشن، وهو مدير مسرح قرب بريستول.
وأرسلت سنغافورة فريقًا من المحققين إلى بانكوك، وأكد وونغ على فيسبوك أن بلاده "تعمل بشكل وثيق مع السلطات التايلاندية".
والركاب هم 56 أستراليا و47 بريطانيا و41 سنغافوريا، وفق شركة الطيران.
وذكرت الخارجية الماليزية بأن تسعة من مواطنيها نقلوا إلى المستشفى حالة أحدهم خطيرة، لكنها مستقرة.
وشاهد مصور لفرانس برس أشخاصا يرتدون سترات صفراء للخطوط السنغافورية وهم يدخلون الطائرة الأربعاء فيما بقيت متوقفة في بانكوك.
وقال خبير سلامة الطيران، ومقره الولايات المتحدة أنتوني بريكهاوس لفرانس برس "ما زال من المبكر جدا تحديد ما حصل تماما. لكنني أعتقد أن الركاب يتصرفون بارتياح شديد على متن الطائرات التجارية.. لحظة إطفاء الطيار إشارة ربط الأحزمة، يزيلها الناس مباشرة".
وقال الراكب ديفيز إن "الطائرة هوت فجأة" وفي اللحظة نفسها أضيئت إشارة ربط الأحزمة.
وذكرت أليسون باركر لشبة "بي بي سي" إن ابنها جوش الذي كان على متن الرحلة، بعث لها رسالة نصية أبلغها فيها بأنه على متن "رحلة مجنونة" تقوم بهبوط اضطراري.
وقالت "كان الأمر مروعا.. لم أعرف ما الذي يجري. لم نعرف إن كان نجا، أتلف الأمر أعصابنا. كانت الساعتان الأطول في حياتي".
ولطالما حذّر العلماء من أن تغير المناخ سيؤدي على الأرجح إلى ازدياد المطبات الهوائية في السماء الصافية، وهو أمر لا يمكن للرادارات التقاطه.
وخلصت دراسة من العام 2023 إلى أن المدة السنوية للمطبات الهوائية في السماء الصافية ازدادت بنسبة 17 في المئة من العام 1979 حتى 2020، مع ازدياد الحالات الأكثر شدة بأكثر من 50 في المئة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: أفراد الطاقم على متن
إقرأ أيضاً:
ناجون من مجزرة وطى الخيام يروون مأساة فقد ذويهم ومنع انتشال جثثهم
البقاع- "قتلوا أهلي وإخوتي وأقاربي، يا حسرتي عليهم" بهذه العبارات تتحدث الشابة كاملة علي المحمد عن مجزرة "وطى الخيام" الجنوبية، وإلى جانبها بقيّة من سَلِم من عائلتها النازحة إلى مركز إيواء في البقاع الغربي، هربا من الغارات الإسرائيلية المستمرة على البلاد منذ ما يزيد على عام ونيف.
ووقعت المجزرة عندما استهدفت الغارات الإسرائيلية عدة منازل لعائلة المحمد في 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مما أدى لاستشهاد 21 مواطنا جُلهم من المُسنين والنساء والأطفال، بينما حال رصاص القناصة الإسرائيليين بين الناجين وبين سحب جثث ذويهم من تحت الأنقاض لمدة 11 يوما.
كاملة المحمد فقدت أهلها وأقاربها في مجزرة "وطى الخيام" (الجزيرة) العناق الأخيرتستذكر كاملة (25 سنة) اللحظات الأخيرة في وداع أهلها قبيل مغادرتهم مركز نزوح في البقاع إلى "وطى الخيام" لتفقّد منازلهم وأماكن عملهم، وتقول "ودعتهم فرداً فردا، عانقتهم بشدة، كنت خائفة جداً، ربت أبي على كتفي قائلا: لا تخافي يا ابنتي نتفقد منازلنا ونرجع، وكانت هذه آخر عبارة سمعتها منه، كلماته لم تُدخل الاطمئنان إلى قلبي، بل ازداد خوفي، وانتابني إحساس غريب بأن رحلتهم طويلة".
وتضيف في حديثها للجزيرة نت أن المجزرة وقعت بعد يوم من وصول ذويها للمنطقة، وأن جثثهم أصبحت حبيسة تحت ركام المنازل التي تم قصفها.
وتصف شعورها آنذاك قائلة "اجتاحتني صور كثيرة لأبي وأمي وإخوتي تحت الركام، وارتسم مشهد قاسٍ في مخيلتي، طردته ثم عاد مجدداً، فنفضته عني لأستعيد وجوههم الباسمة زمن التئام العائلة في الدار أو في سهراتنا".
وتقول كاملة "بكيت كثيراً، بكيت دماً، سألت نفسي هل حقاً قتلوا؟ أأنا في واقع أم في حلم قاسٍ؟ وبماذا يشعرون الآن؟ آخ يا وجعي".
وعند سؤالها إن كانت تستطيع بلوغ "وطى الخيام" مع أقاربها لانتشال الجثث، أجابت كاملة بحسرة أنها لم تستطع الوصول إلى المنطقة بحكم تمركز الدبابات الإسرائيلية فيها لمدة 10 أيام، وتقول إنها ذاقت فيها المر، وتضيف "كانت المصيبة تكبر كل يوم، حتى أن انتشال جثثهم لم يخفف من هول الكارثة، فراقهم صعب وقاس".
هشام المحمد فقد في المجزرة أمه وأباه وإخوته وعددا من أقاربه (الجزيرة) "قُتلوا مرتين"تُعد مجزرة "وطى الخيام" واحدة من عشرات المجازر التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في لبنان حاصدا عائلات بأكملها، لكن ما جعلها مختلفة هو احتجاز قوات الاحتلال جثث مدنيين وأطفال تحت الركام، دون السماح بانتشالها إلا بعد مفاوضات مع الصليب الأحمر الدولي وقوات "يونيفيل" والصليب الأحمر اللبناني.
ويقول هشام المحمد (31 عاما) الوحيد الناجي من عائلة علي دياب المحمد، متسائلا "لا أصدق ما حصل معنا، هل صحيح أنهم رحلوا إلى غير رجعة؟ ما ذنبهم؟ ما ذنبنا؟ كيف كانت حالهم تحت ذلك الركام؟ بماذا شعروا؟ وماذا قالوا قبل لقاء ربهم؟ هكذا غادرونا كنسمة عابرة، يا الله".
وأضاف في حديثه للجزيرة نت "قُتل أبي وأمي و7 من إخوتي الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و35 عاما، وقتل عمي خالد وزوجته وأولاده الخمسة وزوجة ابنه و3 من أحفاده تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و3 سنوات، إضافة لشاب سوري يعمل معنا يدعى باسم التاجر، ولم يتبقّ من عائلة عمي خالد سوى ابنه حمزة".
ولم تقتصر خسارة عائلة المحمد على فقد ذويهم، بل تسببت الغارات بخسائر مادية كبيرة، ويشرح هشام "كل شيء تهدم في الوطى، منازلنا ومصادر المياه والبنى التحتية المتواضعة ومزارعنا التي كنا نربي فيها الأغنام والماعز، لم يتبقّ منها شيء" مؤكدا أن كل تلك الخسائر البشرية والمادية لن تمنعه من العودة فور استتباب الوضع ليعيد بناء ما تهدم. وقال "لن ننكسر، سنعيد وطى الخيام إلى سابق عهدها".
وسبق أن تعرضت "وطى الخيام" لاعتداء إسرائيلي مشابهة في حرب 2006، تعرض خلالها التجمع السكاني لعائلة المحمد تحديدا لدمار في الممتلكات لكنه كان أقل قسوة.
وتقول عليا المولى الناجية من عدوان 2006، والتي استشهد زوجها آنذاك، إن "ما حصل في العدوان الحالي لا يتصوره عقل، لقد أبلغونا ليلة 28 من أكتوبر/تشرين الأول أن ذوينا محاصرون، وفيما بعد قالوا لنا إنهم استشهدوا، لقد دفنوا مرتين مرة تحت الردم وأخرى تحت التراب، عشت أياما سوداء لم أعرفها في حياتي" مؤكدة أنها لم تستطع النوم طوال فترة احتجاز هذه الجثث.
عبدو عبد العال حاول انتشال جثامين عائلته قبل أن يعاود الطيران الإسرائيلي قصف المنطقة (الجزيرة) محاولات الانتشالكان عبدو عبد العال الذي يقع منزله على مسافة 500 متر من البلدة شاهدا على لحظات قصف منازل وطى الخيام قبيل ساعات من تقدم الدبابات الإسرائيلية نحوها.
ويستعيد عبد العال تلك اللحظات قائلاً "كانت الساعة 7 مساء عندما سمعنا أصوات طائرات حربية في سماء المنطقة، وفي موازاتها كنا نسمع من بعيد أصوات تبادل إطلاق المدفعية والصواريخ بين المقاومة والعدو الإسرائيلي، فجأة دوى انفجار قوي جداً أعقبه انفجارات متتالية، صبت جميعها فوق منازل الوطى".
وأضاف -في حديثه للجزيرة نت- أن القصف اشتد واستحال على أي من الأفراد أو سيارات الإسعاف الوصول إلى المنطقة، وبقي الوضع على حاله لساعات طويلة، لكنهم نجحوا اليوم التالي بالدخول وانتشال جثث 5 شهداء قبل أن يعاود الطيران الإسرائيلي القصف، فاضطروا للمغادرة وبقيت جثث بقية الشهداء محتجزة حتى الجمعة الماضية.
ويؤكد عبد العال أن "مجزرة وطى الخيام تعد واحدة من عشرات المجازر التي ارتكبها العدو الإسرائيلي، وستبقى في سجله الأسود كغيرها من المجازر التي يرتكبها اليوم في لبنان".
وقد أسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عن ما يزيد على 3 آلاف و136 شهيدا ونحو 14 ألف جريح، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو 1.4 مليون نازح.