القاهرة تندد بالحملات الصهيوأمريكية لتشويه الجهود المصرية

 

نددت أمس مصادر رفيعة المستوى، بحرب التصريحات المسمومة والحملات الإعلامية وممارسة بعض الأطراف للعبة توالى الاتهامات للقاهرة وللوسطاء واتهامهم بالانحياز وإلقاء اللوم عليهم للتهرب من اتخاذ القرارات المطلوبة فيما يتعلق بحرب الإبادة الجماعية التى تمارسها حكومة الاحتلال الصهيونية بدعم أمريكى وغربى، واستنكرت المصادر محاولات بعض الأطراف تعمد الإساءة إلى الجهود المصرية المبذولة للتوصل لوقف إطلاق النار فى غزة وإنجاز صفقة تبادل الأسرى بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية.

وأوضحت أن ممارسة مصر لدور الوساطة جاء بعد طلب وإلحاح متواصل للقيام بهذا الدور، وجاء نظرا لخبرة وقدرة مصر فى إدارة مثل هذه المفاوضات الصعبة» التى أشاد بها العالم خاصة لحكمة المفاوض المصرى فى مثل هذه القضايا.

ونفت المصادر صحة التقارير الصحفية الغربية، التى اتهمت مصر بتغيير شروط اقتراح وقف إطلاق النار فى غزة الذى وقعت عليه إسرائيل، ما أدى فى النهاية إلى إحباط الصفقة.

وكانت شبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية، قد نقلت عن مصاد زاعمة أن التغييرات التى أجرتها مصر، والتى لم يتم الكشف عن تفاصيلها من قبل، أدت إلى موجة من الغضب والاتهامات المتبادلة بين المسئولين الأمريكيين والقطريين والإسرائيليين، وأوصلت محادثات وقف إطلاق النار إلى طريق مسدود».

وشددت المصادر على احترام مصر لالتزاماتها ومعاهداتها الدولية، وأكدت أن ذلك لا يمنعها من استخدام كل السيناريوهات المتاحة للحفاظ على أمنها القومى والحفاظ على الحقوق التاريخية للشعب الفلسطينى. ونفت المصادر صحة ما تتداوله وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن وجود أى نوع من التنسيق المشترك مع إسرائيل بشأن عمليتها العسكرية فى مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة. 

وشددت على أن مصر حذرت إسرائيل من تداعيات التصعيد فى القطاع ورفضت أى تنسيق معها بشأن معبر رفح. 

وأشارت إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تتعمد نشر أخبار غير صحيحة لصرف الأنظار عن حالة التخبط التى تعانى منها إسرائيل داخليا.

وكان السفير أسامة عبدالخالق مندوب مصر بمجلس الأمن الدولى قد أكد أن إسرائيل تهدف إلى التلاعب بالحقائق وتحميل مصر والأمم المتحدة مسئولية عدم وصول المساعدات إلى غزة. ووصف ما يحدث فى رفح الفلسطينية، بأنه جريمة إنسانية وحمّل المجتمع الدولى المسئولية عنها.

 وأشار إلى أن احتلال إسرائيل للجانب الفلسطينى من المعبر جعل من المستحيل استئناف العمل الإنسانى. وأكد الاستمرار فى العملية العسكرية الإسرائيلية فى رفح جنوب قطاع غزة أمر مرفوض وأضاف «عبدالخالق» أن الوضع فى غزة وصل إلى حد المجاعة.

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دعمه الاحتلال الحرب الإسرائيلية العالم الجهود المصرية

إقرأ أيضاً:

مستر ترامب.. العالم ليس ولاية امريكية

فى عالم يتجه نحو التعددية القطبية واحترام سيادة الدول، يبدو أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ما زال يعيش فى حقبة مختلفة، حيث يتصور نفسه «حاكماً بأمره» فى شئون دول أخرى. ترامب، الذى يعتقد أن بإمكانه فرض إرادته على الشعوب والحكومات، يغفل حقيقة أساسية: أن العالم لم يعد يتقبل منطق التهديدات والاستعلاء، وأن عهد الاستعمار والهيمنة المطلقة قد ولى منذ زمن طويل.
ترامب، الذى يعمل وفقاً لسياسة «أمريكا أولاً»، يتصرف كأن العالم ولاية من الولايات المتحدة الأمريكية. لكنه ينسى أن لكل شعب حقاً فى تقرير مصيره، ورفض ما لا يتوافق مع مصالحه الوطنية. الشعوب اليوم ليست مستعدة للخضوع لإملاءات خارجية، خاصة عندما تأتى بشكل تهديدات واستعلاء.
فى قضية غزة، حاول ترامب فرض رؤيته الشخصية على مصر والأردن، متصوراً أن بإمكانه إجبارهما على استقبال لاجئين من غزة. لكن الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى كان واضحاً فى رفضه القاطع لهذا الطرح. السيسى أكد أن مصر لن تسمح بتهجير الفلسطينيين، ولن تكون طرفاً فى أى مخطط يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية. هذا الموقف يعكس إرادة شعبية راسخة، ترفض الانصياع لضغوط خارجية، مهما كان مصدرها.
ترامب، الذى اعتاد أسلوب التهديد، يبدو أنه لم يستوعب بعد أن هذا الأسلوب لم يعد يجدى نفعاً مع الشعوب التى تتمسك بسيادتها وكرامتها. مصر، كدولة ذات تاريخ عريق وإرادة قوية، لن تنكسر أمام تهديدات، ولن تسمح لأحد أن يفرض عليها ما يتعارض مع مصالحها الوطنية.
ترامب، الذى بدأ ولايته الرئاسية بموجة من القرارات المثيرة للجدل، لم يحصد سوى كراهية الشعوب حول العالم. من المكسيك إلى بنما، ومن الدنمارك إلى كولومبيا، توالت ردود الأفعال الرافضة لسياساته التهديدية والاستعلائية.
فى المكسيك، رفضت الحكومة استقبال طائرة محملة بالمهاجرين، وهددت بالتعامل مع الولايات المتحدة بالمثل. وفى بنما، رفض الرئيس خوسيه راؤول مولينو تصريحات ترامب التى طالبت بتبعية قناة بنما للولايات المتحدة، مؤكداً أن بنما دولة مستقلة ولن تقبل أى مساس بسيادتها.
أما فى الدنمارك، فقد رفضت رئيسة الوزراء ميتى فريدريكسن بشكل قاطع أى محاولة لشراء جزيرة جرينلاند، مؤكدة أن «جرينلاند ليست للبيع». وفى كولومبيا، وصف الرئيس جوستافو بيترو ترامب بأنه يمثل «عرقاً أدنى»، ورفض مصافحة «تجار الرقيق البيض»، فى إشارة إلى سياسات ترامب العنصرية.
حتى القضاء الأمريكي، رفض العديد من قرارات ترامب، خاصة تلك المتعلقة بالهجرة والمهاجرين. العالم بأسره، لأول مرة، يتفق على رفض سياسات ترامب، ما يعكس مدى العزلة التى يعيشها الرئيس الأمريكي.
ترامب، الذى يعتقد أنه قادر على فرض إرادته على العالم، يغفل حقيقة أن الشعوب لم تعد تقبل منطق التهديدات والاستعلاء. العالم اليوم مختلف، والسيادة الوطنية لم تعد مجرد شعارات، بل واقع يعيشه كل شعب. ترامب، الذى يحصد العداء من كل حدب وصوب، عليه أن يعيد النظر فى سياساته، وأن يدرك أن العالم ليس ملكاً لأحد، وأن الشعوب لن تقبل بأن تكون مجرد أدوات فى لعبة القوى العظمى.
فى النهاية، العالم يتجه نحو التعددية واحترام السيادة، وترامب، إن أراد أن يترك إرثاً إيجابياً، عليه أن يتكيف مع هذا الواقع الجديد، بدلاً من الاستمرار فى سياسات عفا عليها الزمن.

مقالات مشابهة

  • دفتر أحوال وطن «٣٠٨»
  • أستاذ علوم سياسية: الحكومة الإسرائيلية مارست كل أنواع الكذب والتضليل
  • صحة غزة تُصدر آخر إحصائيات الحرب الإسرائيلية على القطاع
  • يديعوت تكشف تكلفة الحرب الإسرائيلية على غزة
  • مستر ترامب.. العالم ليس ولاية امريكية
  • بعد 470 يوما من الحرب.. خسائر إسرائيل في غزة بالأرقام
  • استشهاد فلسطيني برصاص زوارق الاحتلال وسط قطاع غزة
  • ماذا حدث للنفط بسبب الحرب الروسية الأوكرانية؟
  • الرئيس المقاول
  • 18 شباط مهلة أمر واقع تفرضه إسرائيل لاستكمال تدابيرها