انضم رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية ونعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني إلى دول قطر ومصر وتونس والعراق ولبنان للمشاركة في مراسم عزاء الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان.

فمن قطر أفاد الديوان الأميري في قطر بأن أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني توجه إلى إيران، لتقديم واجب العزاء في وفاة الرئيس الإيراني والوفد الذي كان يرافقه في حادث تحطم المروحية.

وأضاف أن الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية ووفد رسمي رافقوا الأمير إلى إيران.

من جهتها، قالت الخارجية المصرية إن وزير الخارجية سامح شكري توجه إلى طهران "لتمثيل مصر في مراسم العزاء الرسمية" للرئيس الإيراني ووزير خارجيته ومرافقيهما.

كما أعلنت الرئاسة التونسية في بيان أن الرئيس قيس سعيد غادر إلى طهران للتعزية في الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.

وفي وقت سابق اليوم، توجه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى طهران للمشاركة في مراسم العزاء، والتقى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي وقدم التعازي، وفق بيان للمكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء.

وقال المرشد الأعلى لدى استقباله السوداني إن القائم بأعمال الرئاسة محمد مخبر يتحمل اليوم مسؤولية كبيرة، معربا عن أمله في أن يتواصل مسار التعاون والتفاهم مع الحكومة العراقية خلال فترة عمل مخبر في هذه المهمة.

وغادر كذلك رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري على رأس وفد يضم وزير الخارجية عبد الله بوحبيب للمشاركة في مراسم العزاء، بحسب وكالة الأنباء اللبنانية.

حماس وحزب الله

كما وصل إلى طهران وفد من حركة حماس برئاسة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية للمشاركة في مراسم التشييع.

وفي كلمة خلال مراسم التشييع عبر هنية عن تعازيه باسم الشعب الفلسطيني في وفاة رئيسي ووزير خارجيته ومرافقيهما في حادث تحطم المروحية، كما أكد هنية على مواقف الرئيس الإيراني الراحل الداعمة لمحور المقاومة، مشددا على أن إيران مستمرة في دعم القضية الفلسطينية.

وانضم إلى موكب التشييع نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله، وكان الحزب تقدم "بأحر التعازي ومشاعر المواساة" بوفاة رئيسي ووزير خارجيته ومرافقيهما.

مراسم التشييع

وتتواصل في طهران مراسم تشييع الرئيس الإيراني الراحل بمشاركة وفود نحو 40 دولة.

وكان المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أمَّ المصلين في الصلاة على الرئيس الإيراني الراحل اليوم الأربعاء في طهران، حيث توافدت حشود ضخمة للمشاركة في مراسم تشييعه.

وأدى خامنئي محاطا بكبار المسؤولين الصلاة على جثامين القتلى الثمانية، وبينهم وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان.

وألقى الإيرانيون في "المصلى الكبير" بطهران نظرة الوداع على جثامين القتلى قبل أن توارى الثرى غدا الخميس في مراسم رسمية بحضور شخصيات ووفود دولية.

وتحدث التلفزيون الرسمي عن "وداع مليوني" لرئيسي الذي رأى فيه كثر الخليفة المحتمل لخامنئي في منصب المرشد الأعلى.

ورُفعت لافتات ضخمة في العاصمة تشيد بالرئيس الراحل "شهيد الخدمة"، في حين ودع آخرون من كان "عون المحرومين".

وكانت مراسم التشييع قد بدأت أمس الثلاثاء من مدينة تبريز مركز محافظة أذربيجان الشرقية بشمال غربي إيران، ثم لاحقا في مدينة قم بمشاركة عشرات الآلاف من المشيعين الذين ارتدوا اللباس الأسود.

وأول أمس الاثنين، أعلن التلفزيون الإيراني وفاة رئيسي وعبد اللهيان والوفد المرافق لهما بحادث تحطم مروحية الأحد الماضي في محافظة أذربيجان الشرقية أثناء عودتهم من مراسم افتتاح سد على الحدود بمشاركة رئيس أذربيجان إلهام علييف.

واستطاعت طائرة مسيرة تركية من طراز "أقينجي" كشف موقع تحطم المروحية، بعد أن شاركت في أعمال البحث بناء على طلب إيراني من السلطات التركية.

كما توفي في الحادث كل من محافظ تبريز مالك رحمتي وإمام صلاة الجمعة في تبريز محمد علي هاشم، إضافة إلى اثنين من كبار الضباط في الحرس الثوري، وطاقم المروحية المكون من 3 أفراد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات للمشارکة فی مراسم الرئیس الإیرانی وزیر الخارجیة المرشد الأعلى ووزیر خارجیته مراسم التشییع إلى طهران

إقرأ أيضاً:

كيف ينظر الشارع الإيراني إلى مسار المفاوضات مع واشنطن؟

طهران- تتجه الأنظار داخل إيران نحو تطورات ملف المفاوضات النووية مع واشنطن، وسط مؤشرات متباينة على احتمال استئناف الاتفاق النووي المبرم سنة 2015، أو صياغة تفاهم جديد قد يُخرج البلاد من الأزمة الاقتصادية التي تفاقمت منذ انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق عام 2018.

ونص الاتفاق على تخفيف العقوبات الدولية عن طهران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.

ومع كل تسريب إعلامي أو تصريح دبلوماسي، تتصاعد ردود الفعل في الداخل الإيراني في ظل واقع اقتصادي صعب وضغوط معيشية تدفع المواطنين إلى التفاعل مع أي بصيص أمل، ولو بحذر بالغ.

ترقب صامت

في طهران، كما في مشهد وأصفهان، باتت تفاصيل المفاوضات النووية تُناقش على أرصفة الأسواق وفي طوابير الخبز وعلى موائد العائلات التي تقلب الأسعار قبل أن تقرر ماذا تطبخ. وبين من يعلق آماله على انفراجة قريبة ومن يُذكّر بتجارب الخذلان، يعيش الإيرانيون حالة من الترقب الصامت، حيث الأمل لا يفارقهم، لكن الثقة لم تعد كما كانت.

"نحن تعبنا من الانتظار"، هكذا بدأ رضا، وهو موظف حكومي في الـ40 من عمره، حديثه عن التفاوض، ويضيف "منذ سنوات ونحن نمنى بأن الاتفاق سيحسن أوضاعنا. إذا كان هناك أمل حقيقي في رفع العقوبات وتحسين حياتنا، فليعودوا إلى الطاولة. لكن دون ضمانات لا معنى لأي اتفاق".

إعلان

هذه النبرة التي تمزج بين التعب والتمني، تعبر عن المزاج العام الذي رصدته الجزيرة نت خلال جولة في شوارع العاصمة الإيرانية.

أما ليلى، طالبة جامعية في كلية الاقتصاد، فتتحدث بعين على الداخل وأخرى على الخارج وتقول "لا أريد أن أعيش حياتي كلها تحت العقوبات والانغلاق. نحن نريد أن نعيش مثل باقي شعوب العالم. إذا كانت المفاوضات ستحقق ذلك، فأنا أدعمها، لكن لا أريد أن نخدع مرة أخرى".

وتجسد ليلى فئة واسعة من الشباب الإيراني الذين يرون في الاتفاق نافذة على العالم وفرصا لحياة أكثر انفتاحا، لكنهم أيضا أكثر حذرا من وعود لا تترجم على الأرض.

فقدان الثقة

يُشار إلى أن الجولة الثانية من المحادثات بين طهران والولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني، في روما، انتهت في 19 أبريل/نيسان الجاري.

وصرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأنها كانت بناءة وبأنه من المقرر عقد مفاوضات فنية عبر فرق متخصصة في سلطنة عُمان لوضع أطر عامة لاتفاق. وكشف أن طهران وواشنطن اتفقتا على استئناف المحادثات التقنية على مستوى الخبراء في الأيام القادمة.

وتوسطت مسقط المحادثات بين وزير الخارجية الإيراني والمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف.

من جهته، عبّر حسن، بائع خضار في السوق الشعبي، عن غضب صريح، قائلا "نحن لا نعيش على التصريحات. كلما سمعنا خبرا عن التفاوض، قفز الدولار وارتفعت الأسعار. فقدت الناس الثقة بكل الأطراف. نريد نتائج لا شعارات".

بدورها، تعبّر نرجس، وهي ربة منزل في جنوب طهران، عن موقف عملي مباشر وتؤكد "لا يهمني من يوقع أو مع من. أريد فقط أن أتمكن من العيش بمستوى متوسط، وأن لا أخشى من فاتورة الكهرباء. إن كان الاتفاق يحقق ذلك، فليوقعوه اليوم قبل الغد".

ويتكرر رأي نرجس كثيرا خصوصا في المناطق التي تعاني من انعدام الأمان الاقتصادي.

إعلان آراء مختلفة

في المقابل، يرى علي، وهو ناشط سياسي شاب، أن المفاوضات ضرورية لكنها ليست كافية، ويوضح "نحن بحاجة إلى إصلاحات داخلية حقيقية. الاتفاق قد يفتح الباب لكنه لا يعالج الفساد أو سوء الإدارة. يجب أن تكون هناك إرادة داخلية لتحسين حياة الناس، لا انتظار الحلول من الخارج فقط".

وأبدى أحد طلاب الدراسات العليا في جامعة الإمام الصادق موقفا أكثر تحفظا مؤكدا "لقد جربنا الاتفاق من قبل. وقّعنا ثم انسحبوا. الثقة كانت خطأ لن نكرره. يجب أن نفاوض من موقع قوة، لا أن نقدم تنازلات بلا مقابل". وتتجلى هنا وجهة النظر المحافظة التي لا تعارض المفاوضات من حيث المبدأ، لكنها تشترط ألا تكون على حساب ما يُسمى بـ"الثوابت الوطنية".

من خلال هذه الأصوات، يتضح أن الشارع الإيراني ليس كتلة موحدة في الموقف من المفاوضات، بل خليط من التجارب الشخصية والتوجهات الفكرية والظروف الاقتصادية. تتفق الغالبية على أن الأوضاع باتت صعبة للغاية، وأن أي انفراجة ولو جزئية قد تكون محملة بالأمل الذي لا يفصح عن نفسه بسهولة، فقد غلفته السنوات الأخيرة بطبقة سميكة من الحذر.

ولا شيء يلخص موقف الشارع الإيراني أفضل من الجملة التي قالها أحد الباعة عند زاوية السوق "نحن نعيش على الأمل.. لكن لا نعيش به".

وكانت العاصمة العُمانية مسقط قد استضافت، في 12 أبريل/نيسان الجاري، الجولة الأولى من المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة التقى خلالها عراقجي بالمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ويتكوف.

وتم خلالها تبادل الرسائل 4 مرات بين الوفدين اللذين كانا في قاعتين منفصلتين، وفقا لما ذكرته الخارجية الإيرانية. وأوضحت الخارجية أن الوفدين تبادلا عبر الوسيط العماني "مواقف حكومتيهما بشأن برنامج إيران النووي السلمي ورفع العقوبات غير القانونية".

وفي حين كررت واشنطن وصفها للمحادثات بأنها مباشرة، تؤكد طهران أنها غير مباشرة.

إعلان

مقالات مشابهة

  • في بيان مُشترك.. إليكم ما أعلنه نتنياهو وكاتس عن استهداف الضاحية وحزب الله
  • وزيرة الصناعة تصل طهران للمشاركة في منتدى التعاون الاقتصادي الإيراني الأفريقي
  • الأمير يعزي الرئيس الإيراني بضحايا انفجار ميناء رجائي
  • وزيرة الشؤون الاجتماعية تشارك في مراسم تشييع قداسة البابا فرنسيس
  • رئيس مجلس السيادة يتلقى دعوة من الرئيس العراقي للمشاركة في القمة العربية في بغداد في مايو المقبل
  • الرئيس السيسي يوفد مندوبين للتعزية
  • رئيس الجمهورية ينيب وزير الأوقاف في حضور عزاء بابا الفاتيكان
  • الرئيس السيسي ينيب وزير الأوقاف في حضور عزاء بابا الفاتيكان
  • الرئيس السيسي يُنيب وزير الأوقاف في حضور عزاء بابا الفاتيكان
  • كيف ينظر الشارع الإيراني إلى مسار المفاوضات مع واشنطن؟