حماس وحزب الله ودول عربية تشارك في مراسم عزاء رئيسي
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
انضم رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية ونعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني إلى دول قطر ومصر وتونس والعراق ولبنان للمشاركة في مراسم عزاء الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان.
فمن قطر أفاد الديوان الأميري في قطر بأن أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني توجه إلى إيران، لتقديم واجب العزاء في وفاة الرئيس الإيراني والوفد الذي كان يرافقه في حادث تحطم المروحية.
وأضاف أن الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية ووفد رسمي رافقوا الأمير إلى إيران.
من جهتها، قالت الخارجية المصرية إن وزير الخارجية سامح شكري توجه إلى طهران "لتمثيل مصر في مراسم العزاء الرسمية" للرئيس الإيراني ووزير خارجيته ومرافقيهما.
كما أعلنت الرئاسة التونسية في بيان أن الرئيس قيس سعيد غادر إلى طهران للتعزية في الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
وفي وقت سابق اليوم، توجه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى طهران للمشاركة في مراسم العزاء، والتقى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي وقدم التعازي، وفق بيان للمكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء.
وقال المرشد الأعلى لدى استقباله السوداني إن القائم بأعمال الرئاسة محمد مخبر يتحمل اليوم مسؤولية كبيرة، معربا عن أمله في أن يتواصل مسار التعاون والتفاهم مع الحكومة العراقية خلال فترة عمل مخبر في هذه المهمة.
وغادر كذلك رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري على رأس وفد يضم وزير الخارجية عبد الله بوحبيب للمشاركة في مراسم العزاء، بحسب وكالة الأنباء اللبنانية.
حماس وحزب اللهكما وصل إلى طهران وفد من حركة حماس برئاسة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية للمشاركة في مراسم التشييع.
وفي كلمة خلال مراسم التشييع عبر هنية عن تعازيه باسم الشعب الفلسطيني في وفاة رئيسي ووزير خارجيته ومرافقيهما في حادث تحطم المروحية، كما أكد هنية على مواقف الرئيس الإيراني الراحل الداعمة لمحور المقاومة، مشددا على أن إيران مستمرة في دعم القضية الفلسطينية.
وانضم إلى موكب التشييع نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله، وكان الحزب تقدم "بأحر التعازي ومشاعر المواساة" بوفاة رئيسي ووزير خارجيته ومرافقيهما.
مراسم التشييع
وتتواصل في طهران مراسم تشييع الرئيس الإيراني الراحل بمشاركة وفود نحو 40 دولة.
وكان المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أمَّ المصلين في الصلاة على الرئيس الإيراني الراحل اليوم الأربعاء في طهران، حيث توافدت حشود ضخمة للمشاركة في مراسم تشييعه.
وأدى خامنئي محاطا بكبار المسؤولين الصلاة على جثامين القتلى الثمانية، وبينهم وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان.
وألقى الإيرانيون في "المصلى الكبير" بطهران نظرة الوداع على جثامين القتلى قبل أن توارى الثرى غدا الخميس في مراسم رسمية بحضور شخصيات ووفود دولية.
وتحدث التلفزيون الرسمي عن "وداع مليوني" لرئيسي الذي رأى فيه كثر الخليفة المحتمل لخامنئي في منصب المرشد الأعلى.
ورُفعت لافتات ضخمة في العاصمة تشيد بالرئيس الراحل "شهيد الخدمة"، في حين ودع آخرون من كان "عون المحرومين".
وكانت مراسم التشييع قد بدأت أمس الثلاثاء من مدينة تبريز مركز محافظة أذربيجان الشرقية بشمال غربي إيران، ثم لاحقا في مدينة قم بمشاركة عشرات الآلاف من المشيعين الذين ارتدوا اللباس الأسود.
وأول أمس الاثنين، أعلن التلفزيون الإيراني وفاة رئيسي وعبد اللهيان والوفد المرافق لهما بحادث تحطم مروحية الأحد الماضي في محافظة أذربيجان الشرقية أثناء عودتهم من مراسم افتتاح سد على الحدود بمشاركة رئيس أذربيجان إلهام علييف.
واستطاعت طائرة مسيرة تركية من طراز "أقينجي" كشف موقع تحطم المروحية، بعد أن شاركت في أعمال البحث بناء على طلب إيراني من السلطات التركية.
كما توفي في الحادث كل من محافظ تبريز مالك رحمتي وإمام صلاة الجمعة في تبريز محمد علي هاشم، إضافة إلى اثنين من كبار الضباط في الحرس الثوري، وطاقم المروحية المكون من 3 أفراد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات للمشارکة فی مراسم الرئیس الإیرانی وزیر الخارجیة المرشد الأعلى ووزیر خارجیته مراسم التشییع إلى طهران
إقرأ أيضاً:
هيبة التشييع ورسائل المقاومة: من بيروت إلى ما بعد الحدود
لم يكن يوم تشييع الأمين العالم لحزب الله، الشهيد الأممي السيد حسن نصر الله مجرد حدث جنائزي، بل كان استفتاءاً شعبياً على طبيعة المعركة الدائرة في المنطقة. بيروت، التي لطالما كانت في قلب الصراع، استيقظت على مشهد لا يُخطئه أحد: بحرٌ من المشيعين يتدفق في الشوارع، يعلنون بأجسادهم وأصواتهم أن المقاومة ليست مجرد تنظيم مسلح، بل هي فكرة، وهوية، وعهدٌ لا يسقط.
في اللحظة التي قررت فيها الطائرات الإسرائيلية التحليق فوق بيروت، كان القرار محسوماً: لا أحد سينظر إلى الأعلى، لا أحد سيأخذ خطوة إلى الخلف. بل على العكس، ارتفعت الهتافات، تردد صدى القسم: “على العهد باقون”. أراد العدو أن يستعرض قوته، فوجد نفسه أمام شعب لا يخشى سوى التفريط بكرامته. إنها معادلة جديدة، تُكتب في شوارع الضاحية كما كُتبت من قبل في مارون الراس وبنت جبيل: الخوف أصبح سلاحاً مستهلكاً، لم يعد له مكان هنا.
في حديثه مع قناة الجديد، قال عضو المجلس السياسي في حزب الله، غالب أبو زينب ما يعرفه الجميع لكنهم يفضلون عدم الاعتراف به: هذا المشهد ليس طارئاً، وليس عاطفياً. إنه تعبير واضح عن خيار استراتيجي اتخذه الناس عن وعي وإدراك. هذا الحشد لم يأتِ تحت التهديد أو بدافع المجاملة، بل جاء ليقول للعالم إن حزب الله ليس قوة عسكرية فقط، بل هو مجتمع، قاعدة شعبية تزداد صلابة مع كل تهديد.
أبو زينب شدد على أن المقاومة ليست مجرد رد فعل، بل هي مشروع متكامل، رؤية سياسية وأمنية واقتصادية تمتد إلى ما هو أبعد من المواجهة العسكرية. في ظل الحديث عن تغييرات إقليمية وتسويات محتملة، أراد الرجل أن يقول بوضوح: لا أحد يمكنه القفز فوق هذه الحقيقة، ولا أحد يستطيع اختصار المقاومة في معادلات سطحية تحاول إسقاطها من المشهد.
الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، كان أكثر وضوحًا في كلمته خلال التشييع. “نحن هنا، باقون على عهدنا، لا نخاف من طائراتكم، ولا نرتعب من استعراضاتكم”، بهذه الكلمات لخص قاسم جوهر الرسالة. لم يكن ذلك خطاباً احتفالياً، بل كان إعلاناً بأن زمن فرض الوقائع على الأرض قد انتهى. إن كان العدو يراهن على ترهيب الناس، فهو واهم، وإن كان يظن أن المقاومة تعيش قلقاً وجودياً، فهو أكثر من واهم.
الرسالة هنا ليست فقط للإسرائيليين، بل أيضاً لكل من يعتقد أن حزب الله يمكن احتواؤه أو تحجيمه عبر التسويات الدولية أو الضغوط الداخلية. المقاومة ليست حالة يمكن ضبطها بقرارات خارجية، ولا يمكن تطويقها بحسابات سياسية قصيرة النظر. هذا التشييع كان إعلاناً جديداً للثبات، وكان على الجميع أن يقرأ المشهد جيداً.
لم يكن التشييع مجرد وداع لرجل، بل كان إثباتاً جديداً أن هذه المعركة لا تُخاض فقط بالسلاح، بل بالعزيمة، بالالتزام، بالإيمان بأن الطريق الذي بدأ لن يتوقف. في لحظةٍ أرادت فيها إسرائيل أن تقول إنها لا تزال قادرة على تهديد لبنان، جاء الرد دون حاجة لبيان أو تصريح: هذه الجماهير ليست خائفة، هذه الشوارع لم تُقفل بسبب الغارات، هذا العهد لم يُكسر.
عندما يتجمع عشرات الآلاف وسط بيروت، يرفعون صور الشهداء، يرددون ذات العبارات التي قيلت منذ عام 1982 حتى اليوم، فهذا ليس مجرد حدث عاطفي، بل هو تثبيت لمعادلة جديدة: نحن هنا، لا نخاف، ولا نتراجع. التشييع لم يكن وداعًا، بل كان وعدًا بأن القادم لن يكون كما يريده الأعداء، بل كما يريده من لا يزال يؤمن بأن هذه الأرض لا تُحرَّر إلا بالمقاومة.