يعيش الكثير من الناس في جميع أنحاء العالم بفيروس التهاب الكبد "سي" في أجسامهم لسنوات، وقد يتمكن الجهاز المناعي لبعض الناس من علاجه في غضون أشهر قليلة، لكن في الغالبية يظل الفيروس الصامت في الجسم دون أعراض شديدة حتى يبدأ في إتلاف الكبد.

ويكتب أشوين داندا، أستاذ مشارك في أمراض الكبد في جامعة بليموث بمقال على موقع "كونفرسايشن"، إن الفيروس صامت، وقد يظل كامنا في الجسم لسنوات مع أعراض خفيفة مثل التعب وألم العضلات.

وعلى الصعيد العالمي ، هناك الآلاف الذين يعيشون مع الفيروس دون علمهم.

والتهاب الكبد "سي" هو نوع من الفيروسات المنقولة بالدم التي تستهدف الكبد بالالتهاب والتلف، وينتشر بين الناس عن طريق الاتصال بالدم، كما حدث في المملكة المتحدة بعد أن تلقى المرضى منتجات علاجية مصنوعة من الدم من أشخاص مصابين بالفيروس.

ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية، "يعيش 1,750 شخصا في المملكة المتحدة مع عدوى التهاب الكبد "سي" غير المشخصة بعد إعطائهم دم ملوث بالفيروس".

وفي حالات أخرى، يمكن أن تنتشر العدوى عن طريق تعاطي المخدرات عن طريق الوريد أو عن طريق لمس الدم الملوث أثناء الإجراءات الطبية أو التجميلية  وهو ما يحدث عادة في الأماكن التي يكون فيها التهاب الكبد "سي" شائعا جدا مثل أجزاء من جنوب آسيا.

والأشخاص الذين ولدوا بين عامي 1945 و 1965، لديهم معدلات أعلى من عدوى التهاب الكبد الوبائي سي (تصل إلى 1 من كل 30 مصابا في الولايات المتحدة) بسبب عمليات نقل الدم والإجراءات الطبية التي أجريت قبل اكتشاف الفيروس.

وعلى الصعيد العالمي، يعيش حوالي 50 مليون شخص مع التهاب الكبد "سي" وتحدث مليون إصابة جديدة كل عام. وفي بعض الناس ، يمكن أن تؤدي العدوى طويلة الأمد إلى تندب الكبد (تليف الكبد) ثم فشل الكبد والإصابة بسرطان الكبد ، وهو المسؤول عن حوالي ربع مليون حالة وفاة سنويا.

وتم التعرف على التهاب الكبد "سي" لأول مرة حتى عام 1989، وهو اكتشاف أدى إلى جائزة نوبل في الطب لعام 2020. وبحلول عام 1991، بدأ فحص التبرعات بالدم بشكل روتيني بحثا عن الفيروس .

وفي المملكة المتحدة، تلقى عشرات الآلاف من الأشخاص بالفعل منتجات دم ملوثة بالتهاب الكبد "سي" قبل هذا التاريخ، ما أدى ذلك إلى إصابة الكثيرين بعدوى طويلة الأمد ووفاة الآلاف بسبب أمراض الكبد.

والتهاب الكبد الوبائي "سي" هو عدوى صامتة بشكل عام. وفي وقت الإصابة، قد يعاني الناس من أعراض فيروسية خفيفة مثل التعب وآلام العضلات. وفي بعض الأحيان، يمكن أن يسبب اليرقان، حيت ينتشر اللون الأصفر في العينين والجلد، لكن مع ذلك ، فإن معظم الناس ليس لديهم أي أعراض.

ويقوم الجهاز المناعي بشكل طبيعي بإزالة الفيروس في حوالي ثلاثة من كل عشرة أشخاص. ولكن بالنسبة لأي شخص آخر،  يصبح عدوى طويلة الأمد لا تختفي عادة دون علاج.

وقد لا يعاني المصاب بالفيروس على المدى الطويل من أي أعراض ولا يدركون تماما أنهم مصابون وقد يشعرون فقط ببعض الأعراض الغامضة كالتعب وآلام العضلات و "ضباب الدماغ"، وضباب الدماغ هو عندما يجد الناس صعوبة في التركيز أو النسيان أو يفتقرون إلى الوضوح العقلي.

وقد يعاني الأشخاص المصابون بعدوى التهاب الكبد على المدى الطويل أيضا من تغيرات في الحالة المزاجية والاكتئاب والقلق، وفقط عندما يبدأ الكبد في الفشل، تصبح الأعراض ملحوظة ، بما في ذلك اليرقان والتورم بالسوائل والارتباك والقيء الدموي.

أما فيما يخص العلاج، فقد كانت العلاجات المبكرة تخلف آثارا جانبية وفرصها منخفضة للشفاء، وفي 2013 تم ترخيص أول علاج بالأقراص وبعده ظهرت علاجات أخرى، ما جعل نسبة الشفاء تصل إلى 100 في المئة في جميع أنحاء العالم.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: التهاب الکبد یمکن أن عن طریق

إقرأ أيضاً:

فنلندا تطالب واشنطن بخارطة طريق أمريكية لآلية انسحابها من أوروبا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أطلق وزير الدفاع الفنلندي أنتي هاكانين تحذيرًا استراتيجيًا واضحًا حول مستقبل الأمن الأوروبي، داعيًا إلى ضرورة إعداد "خارطة طريق واضحة" بالتنسيق مع الولايات المتحدة، تحسبًا لأي تحول في السياسة الدفاعية الأمريكية تجاه آسيا. 

وجاءت تصريحات هاكانين في مقابلة هاتفية مع مجلة بوليتيكو عقب اجتماع غير رسمي لوزراء الدفاع الأوروبيين في وارسو، حيث أكد أن وجود خطة مشتركة أمر بالغ الأهمية في حال قررت الولايات المتحدة تقليص حضورها العسكري في أوروبا لصالح منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث تتصاعد التوترات مع الصين.
تأتي هذه التصريحات في وقت يتزايد فيه القلق الأوروبي بشأن اتساع الفجوة في القدرات الدفاعية بين أوروبا والولايات المتحدة، خاصة أن أوروبا – كما أشار هاكانين – "ضعيفة للغاية بدون القدرات الأمريكية".

 وتشارك فنلندا، التي أصبحت عضوًا كاملًا في "الناتو" ولديها حدود برية تمتد 1340 كيلومترًا مع روسيا، هذا القلق بدرجة أكبر نظرًا لموقعها الجغرافي وحساسيتها الأمنية المباشرة.
هاكانين أبدى تفهمه لضغوط واشنطن، خصوصًا في ظل التصعيد الصيني في منطقة المحيطين، إلا أنه حذّر من أن انسحابًا غير منسق قد يفتح ثغرات تستغلها روسيا لزعزعة أمن القارة، داعيًا إلى ضرورة توافق أي تحول أمريكي استراتيجي مع خطط الاتحاد الأوروبي لتعزيز دفاعاته.
في هذا السياق، رحّب هاكانين بمقترحات المفوضية الأوروبية الهادفة لتعزيز البنية الدفاعية للاتحاد عبر تسهيلات مالية تشمل تخفيف قواعد الإنفاق وزيادة الاستثمارات العسكرية، والتي قد تصل إلى 800 مليار يورو بحلول 2030، منها 150 مليار في شكل قروض دفاعية. هذه الخطط تمثل محاولة حقيقية لبناء استقلالية دفاعية أوروبية تدريجية عن الدعم الأمريكي.
دعوة هاكانين تتقاطع مع تصريحات مماثلة من وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، الذي طالب سابقًا بوضع "خارطة طريق لتقاسم الأعباء" في حال تقليص الوجود الأمريكي. 

ورغم هذه المخاوف، أكدت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في بروكسل التزام بلاده بالناتو ورفضه لما أسماه "الهيستيريا" الأوروبية، مشددًا على بقاء الولايات المتحدة داخل الحلف، لكن مع إعادة ترتيب الأولويات.
ورغم تطمينات قادة الناتو – وعلى رأسهم الأمين العام مارك روته – بأن أي تحولات أمريكية ستكون "منسقة"، فإن التحركات الجارية داخل الاتحاد الأوروبي تعكس قلقًا حقيقيًا من اعتماد مفرط على المظلة الأمريكية، في وقت يهدد فيه صعود اليمين الأمريكي، ممثلًا في دونالد ترامب، مستقبل التحالفات التقليدية.

مقالات مشابهة

  • يوم علمي لمناقشة أحدث طرق الجراحات وزراعة الكبد بمستشفى معهد ناصر
  • هل يمكن أن تتوصل أمريكا الجريئة و إيران الضعيفة إلى اتفاق نووي جديد؟
  • أتربة وتقلبات جوية .. هؤلاء الأكثر عرضة لالتهاب الجيوب الأنفية وهذه طرق الوقاية
  • الكرملين: لا يمكن تجاهل الترسانات النووية للدول عند الحديث عن الحد من التسلح
  • هل يمكن أن تتحول المظاهرات إلى قوة ضغط حقيقية تجبر الحكومات على كسر الصمت؟
  • الأونروا: مليونا إنسان في غزة مصابون بجراح غير مرئية  
  • تعليم العاصمة يؤكد أهمية دور المدرسة في نشر ثقافة الخدمات الصحية
  • ستارمر: بريطانيا لن تبرم صفقة تجارية مع أمريكا دون مراعاة مصلحتها الوطنية
  • تركيا أمام فرصة استراتيجية: كيف يمكن تحويل تعريفات ترامب الجمركية إلى مكسب اقتصادي؟
  • فنلندا تطالب واشنطن بخارطة طريق أمريكية لآلية انسحابها من أوروبا