22 مايو، 2024

بغداد/المسلة الحدث:  تراجعت مفوضية الانتخابات في إقليم كردستان العراق عن قرارها السابق بإلغاء مقاعد المكونات غير الكردية في البرلمان، وقررت منح 5 مقاعد للمكونات من أصل 100 مقعد. وجاء هذا القرار قبل 3 أيام من جلسة مرتقبة للمحكمة الاتحادية لحسم قضية قانون الانتخابات في الإقليم، والتي من المتوقع تأجيلها لعدة أشهر.

ووفقًا للقرار الجديد، ستحصل المكونات غير الكردية مثل المسيحيين والتركمان على مقعدين في محافظة أربيل، ومثلهما في السليمانية، إضافة إلى مقعد واحد في دهوك. لكن هذا التوزيع قوبل بانتقادات من النائب المسيحي السابق يونادم كنا، الذي وصفه بـ”القرار السيئ”.

وقال كنا رئيس الحركة الديمقراطية الآشورية “هذا قرار سيئ وبائس، ومن كتبه لا يعيش معنا في العراق لأنه لا يعرف حقيقة تواجد المكونات في كردستان”، مستغربًا منح السليمانية مقعدين مثل أربيل رغم عدم وجود مسيحيين هناك، في حين يبلغ عدد العائلات المسيحية في أربيل نحو 100 ألف عائلة.

ويأتي قرار المفوضية في محاولة للتوفيق بين مطالب المكونات غير الكردية من جهة، وقرارات المحكمة الاتحادية السابقة بشأن تخصيص مقاعدهم في البرلمان من جهة أخرى، في ظل مخاوف من تصاعد التوترات حول هذا الملف قبيل الانتخابات المقبلة.

يعكس هذا الخبر الصراعات السياسية المستمرة في إقليم كردستان العراق بين القوى الكردية والمكونات الأخرى مثل المسيحيين والتركمان حول تمثيلهم في البرلمان.

من ناحية، يُظهر قرار مفوضية الانتخابات بمنح 5 مقاعد للمكونات محاولة للتوفيق بين المطالب المختلفة وتهدئة الأوضاع قبل الانتخابات المقبلة. لكن من ناحية أخرى، يبدو أن هذا القرار لا يرضي الجميع كما يتضح من انتقادات النائب يونادم كنا.

انتقاده لتوزيع المقاعد يكشف عن مخاوف المكونات غير الكردية بشأن إهمال مصالحها وعدم مراعاة الوزن الديموغرافي الحقيقي لها في الإقليم. هذا بدوره يعكس الشعور بالتهميش لدى هذه المجموعات التي تخشى هيمنة الأكراد على السلطة والمؤسسات.

كما يلفت الخبر الانتباه إلى دور المحكمة الاتحادية في النزاع حول قانون الانتخابات، وكيف قد يؤثر قرارها على مستقبل العملية السياسية في كردستان. كما ان تأجيل الجلسة يزيد المخاوف من تصاعد التوترات.

 

 

 

 

 

 

وقالت المتحدثة باسم المفوضية جمانة الغلاي إنه “صدر قرار الهيئة القضائية للانتخابات بتاريخ 20 من شهر أيار الجاري، والذي تضمن نقض قرار مجلس المفوضين الذي تضمن ردّ التظلم المقدم من ممثلي المكونات الدينية والقومية في إقليم كردستان الخاص ببرلمان كردستان 2024”.

وأوضحت في بيان أن قرار الهيئة القضائية صدر “بالاستناد الى قرار المحكمة الاتحادية العليا الذي قررت فيه عدم دستورية عبارة (11) بالمادة الأولى من قانون انتخابات برلمان اقليم كردستان العراق رقم (1) لسنة 1992 المعدل، وعليه نص قرار المحكمة الاتحادية على أنه يتكون برلمان اقليم كردستان 100 مقعد”.

وكما أكدت الغلاي، أن “المفوضية عندما قسّمت الـ100 مقعد الموزعة على أربع دوائر انتخابية كالاتي: 43 مقعدا في اربيل، و38 مقعدا في السليمانية، و25 مقعدا في دهوك، و3 مقاعد في حلبجة”.

وأشارت إلى أن “نقض القرار تضمن الزام المفوضية تمثيل سائر مكونات الشعب في انتخابات برلمان كردستان وبالتالي منحتهم خمسة مقاعد ضمن المقاعد الـ100، أي 95 مقعدا من المقاعد العامة وخمسة مقاعد للمكونات”، مبينة أن مقاعد المكونات الخمسة توزعت على النحو الآتي: مقعدان في اربيل، ومقعدان في السليمانية للمسيحيين والتركمان، ومقعد واحد للمسيحيين الأرمن في دهوك” وشددت المتحدثة باسم مفوضية الانتخابات أن “مجلس المفوضية سيعقد جلسة خاصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة بهذا الصدد كون قرار الهيئة القضائية للانتخابات قراراً باتاً وغير قابل للطعن”.

وأصدرت المحكمة الاتحادية في شباط الماضى حزمة من القرارات بشأن انتخابات برلمان كردستان تضمنت إلغاء مقاعد “الكوتا” الخاصة بالأقليات وتكليف المفوضية العليا المستقلة للانتخابات الاتحادية بإجراءات الاستحقاق الانتخابي عوضا عن الهيئة الكردستانية.

وفي غضون ذلك أعلن ايدن معروف، وزير الإقليم لشؤون المكونات في حكومة اقليم كردستان ان “قرار المحكمة الانتخابية العراقية بتوزيع المقاعد الخمسة للمكونات على محافظات اقليم كردستان “خاطئ وغير عادل ولا نتفق معه”.

وقال معروف، “إنهم غير راضين عن القرار، لأن وجود المكونات، والطوائف في إقليم كردستان أمر مهم”.

واعتبر الوزير في كردستان القرار بانه “يحقق مكاسب سياسية ويقلص من هيبة القوميات في الاقليم”، مشيرا الى ان توزيع المقاعد “جاء لصالح أحزاب معينة”.

وكان قرار المحكمة الاتحادية الاخير قد تسبب بازمة سياسية، حيث اعلن الحزب الديمقراطي مقاطعة الانتخابات.

وقدم مسرور بارزاني رئيس حكومة الإقليم في وقت سابق، دعوى الى المحكمة الاتحادية، قالت الاخيرة بانها ستنظر فيها يوم الاحد المقبل، تتضمن “طلب الحكم بعدم دستورية المادة 2 من نظام تسجيل قوائم المرشحين والمصادقة عليها لانتخابات برلمان كردستان العراق”.

وكان مجلس القضاء الأعلى اعلن قبل اسبوعين، قبول الطعن بتعليق الإجراءات الفنية والمالية لانتخابات برلمان كردستان.

وأوردت وثيقة صادرة عن المجلس أن “مفوضية الانتخابات وجدت ضرورة توقف العمل بجميع الإجراءات الفنية المتعلقة بانتخابات برلمان كردستان” إلى حين حسم الدعوى المنظورة أمام المحكمة الاتحادية.

واوقف القضاء اجراءات الانتخابات لتلافي ما أسمتها بـ”آثار يصعب تداركها مستقبلاً”.

وكان مسعود بارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني اتهم في بيان سابق المحكمة الاتحادية بخرق إحدى ضمانات إجراء انتخابات حرة ونزيهة تكفل فرص المساواة والعدالة في الإقليم.

وأكد الديمقراطي الكردستاني على لسان عدد من قياداته تمسكه بتصحيح المسار الانتخابي وتأجيل الانتخابات إلى حين معالجة ملاحظاته على القوانين الانتخابية، مشككا في إجرائها دون مشاركته.

وفي المقابل يتمسك الاتحاد الوطني الكردستاني بإجراء الانتخابات في موعدها المقرر في 10 حزيران.

وكانت اطراف في الاطار التنسيقي الشيعي قد تراجعت قبل زيارة محمد السوداني رئيس الحكومة، الاخيرة الى واشنطن، عن تصعيد الازمة مع كردستان.

وأرسلت الحكومة دفعتين من رواتب الاقليم، كما اعتبر هادي العامري، القيادي الابرز في التحالف الشيعي، بان الانتخابات في الاقليم يحددها رئيس الحكومة هناك، وقال في تصريحات لصحفيين قبل عدة ايام ان “بارزاني يفكر في يوم لإجراء تلك الانتخابات يكون مناسبا ومقبولا لدى جميع الجهات”.

وكانت مكونات إقليم كردستان قد طالبت بالضغط على السلطات العراقية للالتزام بالدستور وعدم الانقلاب عليه والالتزام بمبدأ الفصل بين السلطات، على خلفية قرار الغاء “كوتا المكونات”.

وقال ممثل المسيحيين آنو جوهر، في مؤتمر صحفي، ان قرار المحكمة بإلغاء مقاعد المكونات جاء بدعوى مضللة مقدمة من “الاتحاد الوطني الكردستاني، وبالتالي فإن قرار المحكمة الاتحادية يعد قراراً ظالماً”.

واشار جوهر الى إن هذه القرارات “تصب في مصلحة جهة معينة على حساب المكونات”.

وبدوره قال هوكر جتو، وهو خبير في شؤون الانتخابات في اتصال مع (المدى) ان “القرار كتبت بطريقة لاتظهر معرفة بطبيعة المكونات في الاقليم”.

وتوقع جتو ان “تقوم مفوضية الانتخابات بتغييرات لاحقة في توزيع المقاعد، بسبب ان المسيحيين اكثر في دهوك واربيل من السليمانية”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: انتخابات برلمان کردستان قرار المحکمة الاتحادیة مفوضیة الانتخابات فی إقلیم کردستان کردستان العراق الانتخابات فی اقلیم کردستان فی کردستان فی دهوک

إقرأ أيضاً:

خبير يحذر من أزمة جديدة في إقليم كردستان

بغداد اليوم - السليمانية

حذر الخبير الاقتصادي عثمان كريم، اليوم الجمعة (27 كانون الأول 2024)، من ظهور أزمة جديدة وهي غاز الطهي في محافظات إقليم كردستان.

وقال كريم في حديث لـ "بغداد اليوم" إن "أزمة الغاز باتت واضحة في أربيل وربما تنتقل إلى السليمانية وباقي مدن إقليم كردستان، كما يعيش الإقليم سلسلة أزمات أخرى، أبرزها أزمة الوقود والكهرباء".

وأضاف أن "سببين وراء أزمة الغاز، أولهما الاستخدام الكبير لغرض التدفئة نتيجة انخفاض درجات الحرارة، والانقطاع الطويل للكهرباء، وأيضا تهريب الغاز إلى سوريا عبر معبر سيمالكا، وإذا استمر الوضع فإن الإقليم مقبل على أزمة قد تصل فيها أسطوانة الغاز إلى 15 ألف دينار".

ويعتمد اقليم كردستان بشكل شبه كامل على انتاج غاز الطبخ من حقل خورمور في محافظة السليمانية، كما تعرض الحقل المذكور إلى قصف صاروخي مطلع العام الحالي، مما شكل تهديدًا بحدوث أزمة في "غاز الطبخ" في إقليم كردستان.

وينتج العراق 6800 طن يوميا من الغاز السائل "غاز الطبخ" مايعني ان انتاج كردستان في حقل خورمور الذي توقف والبالغ 1050 طن يوميا يعادل 15% من انتاج العراق الكلي، ومايعادل اكثر من 70 الف أسطوانة غاز الطبخ يوميا، في الوقت الذي ينتج العراق بالكامل 430 الف أسطوانة  يوميا، وفق بيانات حكومية رسمية وتحليل رقمي اقتصادي.

وكانت شركة (دانة غاز) الإماراتية أعلنت يوم الجمعة (26 كانون الثاني 2024) أن أحد خزانات حفظ السوائل ضمن مرافق خورمور في كردستان العراق قد تم استهدافه من قبل ما يعتقد أنها طائرة مسيرة، دون وقوع إصابات للأفراد.

وقالت الشركة :"تم إيقاف العمليات الإنتاجية بصورة مؤقتة للسيطرة على النيران التي تم إطفاؤها بالكامل" مبينة أن "فريق التشغيل يقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة كافة، لاستئناف العمليات التشغيلية في أسرع وقت ممكن، حيث من المتوقع أن يتم ذلك في موعد قريب"، وفق البيان.

يشار إلى أن الحقل يعد من أكبر حقول الغاز في إقليم كردستان، ويزود محطات إنتاج الطاقة الكهربائية بالغاز الطبيعي، فضلاً عن تأمين حاجة الأهالي من الغاز للخدمات المنزلية، وتستثمر فيه شركة "دانة" الإماراتية.

وكورمور هي قرية تابعة لناحية قادر كرم في قضاء جمجمال في محافظة السليمانية، ويعتبر الحقل من أغنى المناطق بالموارد الطبيعية وخاصة الغاز.

وتأسس مشروع غاز كردستان في عام 2007، عندما وقعت شركة دانة غاز ونفط الهلال عقداً مع حكومة إقليم كردستان للحصول على حقوق استكشاف وتطوير وإنتاج وتسويق وبيع المنتجات النفطية في محطتي كورمور وجمجمال في الإقليم.


مقالات مشابهة

  • الحركة الإسلامية بإقليم كردستان تفتتح ممثلية في دمشق
  • الزام “بائعي القات” بموعد رسمي لــ”الدوام” يثير السخرية..! 
  • الرئيس الألماني يأمر بـ حل البرلمان وتحديد موعد لإجراء انتخابات جديدة
  • لقاء مكونات اجتماعية مع “عبدالله السنوسي” يثير حفيظة أهالي ضحايا “مجزرة بوسليم”
  • ترامب يطلب من المحكمة العليا الأمريكية وقف قانون يهدد بحظر تطبيق “تيك توك”
  • أستاذ اقتصاد: ليبيا لديها كل المكونات لتكون قوة اقتصادية كبرى
  • خبير يحذر من أزمة جديدة في إقليم كردستان
  • «واشنطن بوست»: المقاعد القضائية معركة جديدة أشعلها فوز ترامب
  • عقدة تشكيل الحكومة.. انسجام مفقود وتفاهمات مترنحة بين الحزبين الكرديين
  • عقدة تشكيل الحكومة.. انسجام مفقود وتفاهمات مترنحة بين الحزبين الكرديين - عاجل