أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، أن الإمارات قادرة على الإبداع والابتكار والإنجاز في مجالات الذكاء الاصطناعي، تماشياً مع مسيرة النهضة والتنمية المستمرة التي تشهدها الدولة في جميع المجالات في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.


وقال معاليه، إن عمل صندوق الوطن عبر مبادراته كافة، ينطلق من الرؤية الحكيمة لصاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، لتمكين شباب الوطن ليكونوا النموذج والقدوة في جميع المجالات، منوهاً بأن قدرة أبناء وبنات الإمارات على الإبداع والابتكار في المجالات كافة جزء أساسي من هويتنا الوطنية وعبر عن أمله بأن تكون مذكرات التفاهم التي تم توقيعها بين صندوق الوطن وكل من وزارة الاقتصاد وشركة مايكروسوفت طريقاً للعمل المشترك والتعاون المثمر لصالح أبناء وبنات الدولة.
جاء ذلك خلال افتتاح معاليه فعاليات اليوم المفتوح لصندوق الوطن الذي يحمل عنوان «استكشاف الذكاء الاصطناعي من خلال الابتكارات والتطبيقات وآفاق المستقبل» يرافقه معالي سلطان النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب، وأعضاء مجلس إدارة الصندوق، وعدد كبير من الخبراء الدوليين.
كما افتتح معاليه المعرض التقني الذي يضم عدداً من الجهات الحكومية والخاصة، مثل هيئة الطرق والمواصلات، مركز محمد بن راشد للفضاء، أكاديمية سوق أبوظبي العالمي، هيئة كهرباء ومياه دبي، ومدينة «إكسبو دبي» لطرح برامجها في الابتكار وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والمكاسب والفرص التي يقدمها بمختلف القطاعات.
وافتتح معاليه أيضاً ساحة الإبداع والابتكار التي تحمل شعار «مشاريع الذكاء الاصطناعي من أجل الخير» وتضم عدداً من مشاريع الذكاء الاصطناعي لطلبة المدارس والجامعات الإماراتية للمساهمة في حل مشكلات العالم.
وحضر الجلسات الرئيسية وورش العمل المتخصصة باليوم المفتوح، معالي الدكتور زكي نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، وعفراء الصابري، المدير العام بوزارة التسامح والتعايش، وياسر القرقاوي، المدير العام لصندوق الوطن، وعدد كبير من طلاب المدارس والجامعات والأكاديميين، وممثلي الشركات الكبرى العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك في كلمته الافتتاحية: «أحييكم وأرحب بكم في اليوم المفتوح للإبداع والابتكار الذي ينظمه صندوق الوطن احتفاء بالرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في أن القدرة على الإبداع والابتكار هي جزءٌ أصيل في هوية أبناء وبنات الإمارات وهم يسعون بكل جدٍ والتزام نحو انطلاقة ناجحة إلى المستقبل، الذي تتحقق فيه التنمية الشاملة، وكذلك توجيهات سموه الصائبة بضرورة تنمية قدرة المؤسسات والأفراد في الدولة على تحمل مسؤولياتهم في تحقيق ريادة الإمارات في كافة المجالات، وأن يكون ذلك تعبيراً منهم عن الثقة بالذات والاعتزاز بالهوية الوطنية والإسهام في نهضة الوطن».
وأضاف معاليه: «أنتهز هذه المناسبة لأرفع عظيم الشكر وفائق التقدير والاحترام باسم كافة العاملين في صندوق الوطن، وباسمكم جميعاً إلى صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، الذي نعتز كثيراً بقيادته الرشيدة وتوجيهاته السامية وجهوده المتواصلة، لدعم الإبداع والابتكار لدى أبناء الوطن وكافة مؤسساته، وحرصه على أن تكون الإمارات موطنا للأفكار والمبادرات النافعة على مستوى العالم كله، وإننا في صندوق الوطن إنما نعاهد الله ونعاهد صاحب السمو رئيس الدولة وأبناء الإمارات جميعاً على بذل كل الجهود من أجل تحقيق رؤية الوطن في أن يظل الإبداع والابتكار والإنجاز في العمل العناصر المهمة التي يعرفها العالم عن أبناء وبنات الإمارات، وهي الطريق كي تحقق هذه الدولة كل ما تضعه لنفسها من أهداف وغايات، ونعلن أننا في صندوق الوطن ملتزمون بتشجيع الإبداع والابتكار في الوطن كله، باعتباره استثماراً ضرورياً لبناء الإنسان وبناء مجتمع المعرفة ولإسعاد المواطنين والمقيمين على حدٍ سواء، وكذلك من أجل تعميق الفخر والاعتزاز بهويتنا الوطنية التي تتجسد في توفير كافة الشروط التي تسمح للجميع بالإسهام الفاعل في المسيرة الظافرة للإمارات، وإطلاق كل ما وهبه الله لهم من طاقات وإمكانات».
وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك، أن اليوم المفتوح لصندوق الوطن يركز هذا العام على دور الذكاء الاصطناعي في دعم إنجازات الإنسان في كل مجال، ودورها في رفع الكفاءة في الأداء، وتحقيق الإتقان، وتأكيد القدرة على تحليل كل الظواهر والمتغيرات، والتعامل الذكي معها بثقة واطمئنان، منوهاً بأن التركيز على الذكاء الاصطناعي، باعتباره جانباً مهماً من جوانب الإبداع والابتكار، إنما يعكس قناعة كاملة بأننا نعيش في عصر الذكاء الصناعي، الذي يمثل تطوراً مهما في التاريخ البشري، وبأننا في الإمارات سوف يكون لنا شأن عظيم في هذا المجال، الذي سوف يسهم في تشكيل مستقبل الحياة في العالم أجمع.
وأوضح معاليه أن ما نعرفه عن تقنيات الذكاء الاصطناعي إنما يفسر ما نلاحظه من وجود حوار نشط حول المنافع الكثيرة لهذه التقنيات من جانب، والمخاطر التي قد تنشأ عنها من جانب آخر، مؤكداً أن المنافع واضحة في أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي سوف يجعل الإنسان أكثر قدرة وكفاءة وسرعة في إنجاز الأعمال في المجالات كافة، بما يؤدي إليه ذلك من تقدم إنساني قد يصاحبه القضاء على الحروب والتخلص من الأمراض ومكافحة الفقر، والارتقاء بمستوى الخدمات، وإعادة تشكيل المجتمعات البشرية نحو الأفضل، بالإضافة إلى آثار ذلك كله، على تحقيق السلام والرخاء في ربوع العالم.
وعن مخاطر الذكاء الاصطناعي، أكد معاليه أنها تصل في رأي البعض إلى تهديد الوجود البشري ذاته، وذلك إذا ما تحولت الأجهزة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لتصبح قادرة على التفكير المستقل، ولها سيطرة كاملة على تصرفاتها، مما قد يؤدي إلى تحولها إلى أدوات شريرة، يفقد الإنسان القدرة على التحكم فيها، كما يشير البعض إلى ما قد ينشأ عن تقنيات الذكاء الاصطناعي من تغيرات جذرية في أنماط التوظيف، ومن نشأة هيكلية جديدة وتغيرات جذرية في بنيان المجتمعات البشرية ذاتها منوهاً بما يراه البعض من أن الفجوة التقنية بين الدول المختلفة سوف يجعل من الذكاء الاصطناعي مصدر قوة للبعض، ومصدر ضعف للبعض الآخر، وأداة لتوسيع الفجوة بين دول العالم في مستويات التنمية والسعادة والرخاء، بالإضافة إلى ما قد يترتب على هذه التقنيات من تحيز ثقافي أو تمييز بين البشر على أساس العقيدة أو الجنسية أو العِرْق أو غيرها من الاختلافات.
وقال معاليه «إن هذا الحدث مناسبة جيدة لكي أدعوكم جميعاً إلى أن نستشرف معا ما يجب أن يكون عليه الذكاء الاصطناعي في الحاضر والمستقبل، فنحن نريد أجهزة ذكية تسهم في تحقيق جودة الحياة، نريد أجهزة يتم تصنيعها لخدمة الإنسان، كي تقدم خدماتها للجميع باحترام ورحمة واهتمام بمشاعر وثقافات الآخرين، وكي تعمل وفق مبادئ النزاهة والشفافية فلا تسبب الأذى لأحد، وتنبذ العنف والكراهية وتسعى إلى تعميق المعرفة والتفاهم والحوار بين البشر، وتتصرف بحكمة وثقة، وتحقق المساواة في التنمية بين دول العالم وسكانه بما يسهم في رخاء المجتمعات البشرية في كل مكان».
ودعا معاليه المشاركين في اليوم المفتوح إلى الإسهام في بناء قدراتنا الذاتية في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مع الوعي الكامل بالآثار الاقتصادية والمجتمعية لهذه التقنيات، بما في ذلك الجوانب القانونية والأخلاقية التي تكفل حُسن استخدامها في كافة مناحي الحياة.
من جانبه، قال معالي سلطان النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب، إن الإبداع والابتكار سيظل الركيزة الأساسية لنهضتنا الشاملة، ودعا أبناء الإمارات للاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي لبناء مستقبلهم والوصول للمكانة التي تليق بهم بين الأمم، وأضاف: «ولطالما منحتنا توجيهات قيادتنا الرشيدة السبل والأدوات لتعزيز ثقافة الابتكار، وحثتنا على دعم الشباب للتفكير بشكل متطور ومختلف ينسجم مع تطلعاتنا، لإيمانها بأن دور الشباب في الابتكار والإبداع أساسي، لأنهم محرك الأفكار الجديدة والطاقة التي تمهد الطريق أمام التطور في المجتمعات، وما يمتلكونه من حماس وشغف ورغبة في تحقيق التغيير، ما يجعلهم قادرين على تجاوز التحديات وابتكار الحلول، بفضل استخداماتهم للتكنولوجيا والتواصل مع مختلف الثقافات، ويمكنهم أيضاً أن يقدموا رؤى مبتكرة تسهم في تعزز التنمية المستدامة لنجعل من إماراتنا مركزا للابتكار والإبداع، حيث يمكن لكل شاب وشابة أن يطمح ويحقق أهدافه بما لديه من إمكانيات، ونعمل بجدية وإصرار لتحقيق التطور والتقدم، فالمستقبل ينتظر منا أن نجتهد ونبادر متسلحين بكافة علوم العصر».
فيما قدم نعيم يزبك، رئيس المجلس التنفيذي لشركة مايكروسوفت عرضاً مهماً عن «دور الذكاء الاصطناعي في نوعية الوظائف والتعليم المستقبلي»، باعتباره أحد إرهاصات الموجة الثانية وتحدث عن تأثير التحول إلى الذكاء الاصطناعي على سوق العمل المستقبلي، مع التركيز على ظهور مسارات وظيفية جديدة تجمع بين التكنولوجيا والإبداع وحل المشكلات والمهارات الشخصية وأشار إلى الحاجة الملحة لتطور الأنظمة التعليمية، وتعزيز قدرات الطلاب بالمهارات المتنوعة المطلوبة لهذه الأدوار المستقبلية.
وتحدث سعادة سلطان الحجي، نائب الرئيس للشؤون العامة وعلاقات الخريجين في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي عن اهتمام القيادة الرشيدة بالإمارات بالإسهام والإفادة من الذكاء الاصطناعي كي تكون الإمارات بيئة حاضنة لهذه التقنية، مؤكداً أهمية الدور الذي يمكن للجامعات أن تلعبه في إعداد الطلاب لمواجهة التحديات التي يطرحها الذكاء الاصطناعي، بتزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة للنجاح في بيئة تكنولوجية متقدمة ومتغيرة باستمرار، كما يجب على الجامعات أن تحدّث مناهجها التعليمية لتشمل البرامج الدراسية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات وتوفير فرص للتدريب العملي والبحث في هذا المجال، والتعاون بين التخصصات المختلفة لتمكين الطلاب من فهم كيفية تفاعل الذكاء الاصطناعي مع مختلف المجالات وبهذه الطريقة، تسهم الجامعات في إعداد جيل جديد قادر على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي بفاعلية ومسؤولية.
وركزت الجلسة النقاشية الرئيسية على ثورة الذكاء الاصطناعي، والبحث عن التوازن بين الابتكار، والقيم الإنسانية، وتمكين القوى العاملة، وتحدث بها الدكتور جورج كاشعمي، مدير مركز البحوث بالأميركية دبي (AUD)، والدكتور شريف عبد الله، أستاذ الذكاء الاصطناعي بالجامعة البريطانية في دبي، والدكتور عمر الدقاق أستاذ مشارك بجامعة السوربون أبوظبي، وجان لوك شيرر، مدير البرنامج بشبكة الحاضنات الوطنية، وأدارها الدكتور توماس ديفيس، من صندوق الوطن، وحضرها أكثر من 300 من المعلمين، والآباء، وممثلي الشركات والأكاديميين.
وركزت الجلسة على الابتكار في مواجهة التحديات، وكيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل الصناعات وماذا يعني ذلك للأدوار الوظيفية التقليدية، والتركيز على الاعتبارات الأخلاقية وحوكمة الذكاء الاصطناعي، للحفاظ على الخصوصية، ومواجهة التحيز في خوارزميات الذكاء الاصطناعي، والحاجة إلى إطارات حوكمة للذكاء الاصطناعي بكل شفافية ومسؤولية، وتمكين القوى العاملة من خلال وضع استراتيجيات لإعدادها للاقتصاد المدفوع بالذكاء الاصطناعي، على أن تشمل دور أنظمة التعليم في تجهيز الطلاب بمعرفة الذكاء الاصطناعي والمهارات الأساسية، فضلاً عن المبادرات التي تتبناها الحكومات والشركات لدعم جهود التطوير وإعادة التأهيل المهني، كما تناولت الذكاء الاصطناعي من أجل الخير والتنمية المستدامة، والتأثير الثقافي والاجتماعي، وتأثيره على الممارسات الثقافية والقيم المجتمعية، وخاصة ما يتعلق بقيم الإمارات.
وشهدت أنشطة اليوم المفتوح عدة ورش تخصصية منها ورشة عمل إعادة التفكير في مشروعك التجاري بوساطة الذكاء الاصطناعي، أما الورشة الثانية فتتناول تجربة استثمار Microsoft في الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم الحديث، الورشة الثالثة، فركزت على الذكاء الاصطناعي في مجال التدريس والتعلم.
واختتم اليوم المفتوح بتخريج الدفعة الثانية من الفائزين في مسابقة تحدي تصميم التطبيقات (iOS Design challenge) التي أطلقها صندوق الوطن وشارك فيها قرابة 3500 مشارك، وتأهل 250 منهم للمرحلة المتقدمة.

أخبار ذات صلة نهيان بن مبارك: الإمارات نموذج عالمي للتعايش والتعاون بين البشر افتتاح «مونديال الجودو» في أبوظبي المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: نهيان بن مبارك على الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی الذکاء الاصطناعی من الإبداع والابتکار السمو رئیس الدولة نهیان بن مبارک الیوم المفتوح لصندوق الوطن لصاحب السمو أبناء وبنات صندوق الوطن حفظه الله فی مجال محمد بن من أجل

إقرأ أيضاً:

نهيان بن مبارك يفتتح القمة العالمية لإدارة الطوارئ والأزمات 2025

افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، اليوم، أعمال القمة العالمية لإدارة الطوارئ والأزمات 2025، التي تنظمها الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، مستشار الأمن الوطني.

وتستمر على مدار يومين تحت شعار «معاً نحو بناء مرونة عالمية»، بمشاركة دولية هي الأكبر في تاريخ القمة.

كما افتتح معاليه «معرض تقنيات إدارة الأزمات»، و«معرض جاهزية الأجيال»، واللذَين يتم تنظيمها بالتوازي مع أعمال القمة في مركز أدنيك أبوظبي، بحضور حشد من المسؤولين الحكوميين المحليين والدوليين وصناع القرار والخبراء والأكاديميين، وممثلين عن المنظمات الدولية والشركات التكنولوجية، فضلاً عن روّاد عالميين في مجالات إدارة الأزمات والطوارئ والكوارث والإغاثة الإنسانية.

وألقى معاليه الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان الكلمة الرئيسية للقمة بعنوان «الصمود العالمي: حماية أجيال المستقبل»، حيث قال: «يسرني أن أرحب بكم جميعاً في القمة العالمية لإدارة الطوارئ والأزمات 2025، والتي تنعقد بدافع نبيل يتمثل في إنقاذ الأرواح والحفاظ على سلامة الأفراد والمجتمعات». 

وأضاف معاليه: «أتوجّه بخالص الشكر إلى سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم أبوظبي ومستشار الأمن الوطني، على رعايته الكريمة لهذه القمة، كما أشكر الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث على تنظيم هذا الحدث المهم، الذي يوفّر منصة دولية رفيعة المستوى للمختصين لتبادل الرؤى والمعارف وأفضل الممارسات في هذا المجال الحيوي». 

وأكد معاليه أننا في دولة الإمارات نفتخر بفعالية وكفاءة استراتيجياتنا الوطنية في التعامل مع الكوارث، سواء كانت طبيعية أو من صنع الإنسان، وتعمل الهيئة بالتعاون مع الشركاء الوطنيين على وضع السياسات والأنظمة التي تضمن تنفيذ الخطط الوطنية على أعلى مستوى من الكفاءة». 

وأشاد معاليه باستضافة أبوظبي لهذه القمة الدولية، مشيراً إلى أن دولة الإمارات حريصة على تمكين الأفراد والمؤسسات من تنمية معارفهم، وتحسين أدائهم، وبناء جسور التعاون الإقليمي والدولي، كما أكدت قيادة الدولة الرشيدة أن المجتمع المزدهر يقوم على دعائم الأمن والسلامة، كما أن الدعم المجتمعي الفاعل ضروري في أوقات الحاجة، ونحن نعتز بأن مجتمعنا في دولة الإمارات يتمتع بقدرة عالية على الاستجابة لاحتياجات أفراده.

وذكر أن هذه القمة تجسيد حي لالتزام الدولة بحماية الأرواح وتعزيز سلامة المجتمعات، ليس على المستوى المحلي فقط، بل في المنطقة والعالم أيضاً، مشيراً إلى أن المجتمع الناجح هو المجتمع الذي يُحسن الاستعداد لمواجهة التحديات، سواء كانت من صنع الإنسان أو من الطبيعة، فهذه القمة تساعدنا على فهم التهديدات المرتبطة بتغير المناخ، والأوبئة، والحروب، والمجاعات، والهجمات السيبرانية، والإرهاب، وغيرها من الأخطار، كما تتيح لنا تبني التقنيات الحديثة للتعامل معها، في إطار من التعاون الإقليمي والدولي. 

وأكد معاليه على أهمية القيم الإنسانية مثل التسامح والتضامن الإنساني في مواجهة الأزمات، مضيفاً: «متفائل بقدرتنا الجماعية على تجاوز التحديات، وهذا ليس مجرد تفكير إيجابي، بل قناعة راسخة بأن النجاح في المستقبل يتطلب استجابات مبنية على القيم الإنسانية العليا». 

واعتبر أنه من المشجّع أن نرى الدول حول العالم تتعلّم من تجارب غيرها الناجحة، وتسعى لبناء قدراتها في اتخاذ قرارات مدروسة وسريعة وفعّالة، بما يضمن الحفاظ على ثقة الشعوب ومشاركتها.

وقال معاليه: إن المرونة تمكّننا من التكيف مع المستقبل المتغير، وتعكس الطاقة الإيجابية الكامنة في كل فرد لإحداث فرق حقيقي في حياة الآخرين، موضحاً أن من أهم المهارات الإنسانية التي يجب تنميتها لمواجهة التحديات هي التواصل، والتنظيم، والحوار، وحل النزاعات، والتفاوض، وابتكار الفرص، والتعاطف، والعمل الجماعي، وكلها تسهم في تعزيز الصمود وبناء مجتمعات أكثر قدرة على التكيف.

واختتم معاليه كلمته قائلاً: «أجدد شكري لسمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان على دعمه اللامحدود لهذه القمة، كما أشكر جميع المشاركين على التزامهم النبيل في دعم المجتمعات وتطوير أنظمة الاستجابة، فلقد أتيحت لكم في هذه القمة فرصة فريدة لتشكيل أجندة فاعلة ومؤثرة في هذا المجال الحيوي، وأتمنى لكم كل النجاح والتوفيق». 

أخبار ذات صلة مباشر.. تغطية خاصة لفعاليات اليوم الأول من القمة العالمية لإدارة الطوارئ والأزمات 2025 الإمارات نموذج دولي في الجاهزية والاستجابة

من جانبه، قال معالي علي سعيد النيادي، رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث: «تؤكد هذه القمة المكانة العالمية التي باتت تحتلها دولة الإمارات في مجال الاستجابة للطوارئ، انطلاقاً من رؤية قيادتنا الرشيدة والتي جعلت من الدولة نموذجاً متفرداً في استشراف المستقبل، والتخطيط الاستراتيجي، وبناء الشراكات الدولية».

وأضاف معاليه: «نحن نؤمن بأن التحديات العابرة للحدود تتطلب حلولاً عابرة للحدود، ونهجاً استشرافياً واستباقياً، ومن هنا يأتي تنظيم هذه القمة لتكون منصةً دولية لتوحيد الجهود، وتبادل المعارف والخبرات، وتحقيق التكامل بين مختلف مكونات منظومة الطوارئ والأزمات في العالم». 

وشهد اليوم الأول من القمة انطلاق أعمال محور القدرات العالمية، حيث ألقى الدكتور سيف الظاهري، مدير مركز العمليات الوطني، كلمة بعنوان «فتح آفاق المستقبل»، شدد فيها على أهمية بناء أنظمة مرنة تدعم الابتكار وتعزز من استمرارية الخدمات الحيوية خلال الأزمات.

وأوضح، خلال الكلمة، أن استخدام الطائرات المسيّرة وذاتية القيادة في الاستجابة للكوارث سيزداد بمعدل 20 ضعفاً بحلول عام 2028، مشيراً إلى أن 70% من القرارات التي سيتم اتخاذها أثناء الطوارئ والأزمات والكوارث ستكون مدعومة بالذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030.

بدوره، ألقى معالي كمال الدين حيدروف، وزير حالات الطوارئ في أذربيجان، كلمة بعنوان «بناء أنظمة مرنة: تعزيز التعاون الدولي للاستعداد للأزمات»، تناول خلالها ضرورة بناء منظومات متكاملة للتعامل مع التحديات غير المتوقعة.

وشهدت الجلسة أيضاً مشاركة الدكتور فابيو تشيليلنو، رئيس دائرة الحماية المدنية الإيطالية، بمحاضرة بعنوان «مخاطر على تناغم: نهج قائم على المجتمع»، تطرق خلالها لدور المجتمعات المحلية في رفع الجاهزية العامة.

وألقى كارلوس توريس فيدال، مدير مركز الحوادث والطوارئ في الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)، محاضرة بعنوان «ربط القدرات العالمية: قوة موحدة»، أكد فيها على ضرورة التنسيق بين المؤسسات والجهات العالمية لتحقيق استجابة موحدة وفعالة، وتم اختتام محور القدرات العالمية بجلسة نقاشية شملت جميع المتحدثين.

وتواصلت أعمال القمة من خلال محور تجسير الإمكانيات، الذي بدأ بكلمة افتتاحية ألقاها فهد بطي المهيري، مدير إدارة السلامة والوقاية في الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، تحت عنوان «السعي نحو مبادئ مشتركة»، وأوضح فيها أن إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث اليوم لم تعد مجرد استجابة للأحداث، بل رؤية استباقية ومسؤولية عالمية مشتركة لبناء مجتمعات أكثر قدرة على المرونة، مشيراً إلى أن التعاون الدولي يعتبر أمراً أساسياً للحد من المخاطر، وأن الأمن الحقيقي لا يكمن في امتلاك الموارد فقط، بل في كيفية تجسيرها وربطها ومشاركتها لصنع واقع أكثر أماناً للجميع.

وفي محاضرة حملت عنوان «تعزيز المرونة من خلال الابتكار والتعاون»، تناول بيت غينور، المدير السابق للوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ (FEMA)، أهمية القيادة الاستثنائية خلال الأزمات.

كما شارك كيليان كلاينشميدت، خبير في الشؤون الإنسانية والتنموية، بمحاضرة ملهمة بعنوان «من الأزمات إلى الفرص»، واختُتمت جلسات المحور بجلسة تحفيزية قدمها لارس سدمان، خبير عالمي في القيادة العالمية والتغيير، بعنوان «كسر الحواجز من أجل غدٍ أفضل».  

ويتزامن مع انعقاد القمة تنظيم «معرض تقنيات إدارة الأزمات» ويتميز بكونه منصة دولية تجمع بين التقنية والمعرفة، حيث يستعرض أحدث أنظمة القيادة والتحكم الذكية، والتقنيات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الضخمة، وتقنيات توليد الإنذارات المبكرة للكوارث الطبيعية والبيئية والصحية.

كما يأتي تنظيم «معرض جاهزية الأجيال»، انسجاماً مع إعلان عام 2025 «عام المجتمع»، ويهدف إلى بناء ثقافة مجتمعية متقدمة في التعامل مع الأزمات، عبر منصات تعليمية وتفاعلية موجهة للأطفال والشباب لتعزيز الوعي الوقائي، من خلال ورش عمل وسيناريوهات للطوارئ تحاكي الواقع وتغرس ثقافة الاستعداد المبكر.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • نهيان بن مبارك يستقبل رئيسة «لجنة الشؤون الخارجية» بمجلس الشيوخ الإيطالي
  • نهيان بن مبارك يفتتح مؤتمر “عقول المستقبل: الذكاء الاصطناعي” في ⁧‫أبوظبي‬⁩
  • نهيان بن مبارك يفتتح مؤتمر «عقول المستقبل.. الذكاء الاصطناعي» في أبوظبي
  • نهيان بن مبارك: قيادتنا تضع الإنسان في صميم استراتيجياتها التنموية
  • نهيان بن مبارك يفتتح مؤتمر «حكومات العالم حاضنة للتسامح»
  • نهيان بن مبارك يفتتح مؤتمر “حكومات العالم حاضنة للتسامح”
  • نهيان بن مبارك وأحمد الصايغ يحضران احتفال سفارة باكستان باليوم الوطني
  • شخبوط بن نهيان يشارك في مراسم ذكرى إبادة التوتسي
  • نهيان بن مبارك يفتتح القمة العالمية لإدارة الطوارئ والأزمات 2025
  • شخبوط بن نهيان يحضر حفل سفارة رواندا بمناسبة اليوم الوطني