جارديان: اعتراف دول أوروبا بفلسطين يعكس تراجع دور أمريكا في عملية السلام
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تحليلا يتطرق إلى مدى أهمية إعلان إسبانيا والنرويج وإيرلندا اعترافها بالدولة الفلسطينية اليوم الأربعاء.
وقالت الصحيفة، إن هذه الاعترافات تشير إلى تراجع "ملكية" الولايات المتحدة لعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية وتفتح الطريق أمام إقامة دولة فلسطينية.
وأشارت الصحيفة، إلى أنه في خطوة تم تصميمها بعناية وجاءت عقب أسابيع من المناقشات، قالت الحكومات النرويجية والإسبانية والإيرلندية إنها تنوى الاعتراف بدولة فلسطين.
وقالت النرويج، التى لعبت دورا محوريا فى الدبلوماسية فى الشرق الأوسط على مر السنين، واستضافت محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية في بداية التسعينيات والتي أدت إلى اتفاقات أوسلو، أن الاعتراف ضروري لدعم الأصوات المعتدلة وسط حرب غزة.
وأوضحت الصحيفة أن هذا الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس الأول من نوعه بالنسبة للدول الأوروبية، فقد أصبحت السويد أول دولة في الاتحاد الأوروبي تعترف بالدولة الفلسطينية فى أكتوبر 2014، وقالت وقتها إنها خطوة مهمة تؤكد حق الفلسطينيين في تقرير المصير.
ولفتت الصحيفة إلى أن الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي التي اعترفت بالفعل بالدولة الفلسطينية (والتى اتخذت الخطوة قبل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي) هي بلغاريا وقبرص وجمهورية التشيك وسلوفاكيا والمجر ومالطا وبولندا ورومانيا.
وقالت الجارديان، إن عشرات الدول اعترفت بالفعل بفلسطين كدولة مستقلة، لكن الزخم نحو الاعتراف بها، وخاصة بين الدول الأوروبية، ستكون له آثار مهمة.
وأضافت أن الأمر الأكثر أهمية قد يكون كيف تشير الاعترافات الجديدة إلى تراجع "ملكية" الولايات المتحدة لعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية منذ فترة محادثات واتفاق أوسلو للسلام.
ومع توقف عملية السلام إلى حد كبير منذ فترة طويلة، يعمل المسؤولون الفلسطينيون جاهدين لحشد الدعم فى أوروبا لعملية تسارعت فى عهد الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب مع تهميش الفلسطينيين بسبب نقل ترامب السفارة الأمريكية إلى القدس، ما أثار شعورا عميقا بانعدام الثقة فى الولايات المتحدة بين الفلسطينيين بأنها لم تكن وسيطا نزيها.
ويُنظر إلى السويد والنرويج وأيرلندا وإسبانيا منذ فترة طويلة على أنها متعاطفة مع الفلسطينيين. كما أشارت المملكة المتحدة إلى أنها قد تفكر فى الاعتراف بفلسطين وسط تزايد شعورها بالإحباط بسبب رفض إسرائيل الطويل ــوخاصة خلال عهد نتنياهوــ التقدم نحو حل الدولتين، حتى مع استمرار إسرائيل فى مصادرة الأراضى الفلسطينية لبناء مستوطنات.
ونقلت الصحيفة عن هيو لوفات من المجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية قوله أن هذا الأمر قد يفتح أيضا مسارا هادفا نحو إقامة الدولة الفلسطينية، وأضاف أن "الاعتراف خطوة ملموسة نحو مسار سياسى قابل للحياة يؤدى إلى تقرير المصير الفلسطيني".
وتطرقت الجارديان إلى التداعيات الخاصة باعتراف الدول الأوروبية الثلاث بدولة فلسطينية اليوم بالنسبة لإسرائيل، قائلة أنه بينما لا يزال هناك فجوة عميقة فى المجتمع الإسرائيلى بشأن النفور الدولى من حكومته اليمينية المتطرفة والطريقة التى تدير بها حملتها فى غزة، يدرك الإسرائيليون أيضا أن إسرائيل تُعامل بشكل متزايد على أنها منبوذة وتصبح معزولة دبلوماسيا أكثر من أى وقت مضى.
وقد أدى ذلك جزئيا إلى زيادة الانقسامات المفاجئة داخل حكومة بنيامين نتنياهو، ما أثار تساؤلات جدية حول المدة التى يمكن أن تستمر فيها حكومته.
اقرأ أيضاًالصحة تعلن ارتفاع عدد شهداء غزة لـ 35709 و79990 مصابا منذ الحرب على القطاع
الصحة العالمية: ثلثا مستشفيات غزة خارج الخدمة بسبب أوامر الإخلاء
وزيرة خارجية هولندا: نقدر الجهود الكبيرة التي تبذلها مصر لحل أزمة غزة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فلسطين الولايات المتحدة غزة عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية بالدولة الفلسطینیة
إقرأ أيضاً:
هآرتس: مشهد من ناغازاكي.. أجساد الفلسطينيين جنوب غزة تتبخر
قالت صحيفة هآرتس إن بعض التقارير تتحدث عن تبخر جثث بعض الشهداء الفلسطينيين الذين قضوا في غارة إسرائيلية على جنوبي قطاع غزة جراء شدة الانفجارات وعدم وجود ملاجئ تحمي السكان من القصف المتواصل.
وصرح جورجيوس بيتروبولوس، رئيس فرع الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في غزة، للصحيفة اليسارية الإسرائيلية، واصفا ما حدث في منطقة المواصي جنوبي القطاع بأن المشهد بدا وكأنه ناغازاكي أخرى، في إشارة إلى المدينة اليابانية التي قصفتها الولايات المتحدة بالقنبلة الذرية في التاسع من أغسطس/آب 1945 في نهاية الحرب العالمية الثانية.
هكذا بدت ناغازاكي بعد تعرضها للقنبلة النووية (رويترز)وكان المسؤول الأممي يتحدث عن الغارات الجوية التي شنها الجيش الإسرائيلي في الرابع من ديسمبر/كانون الأول الجاري على مخيم النازحين بمنطقة المواصي في خان يونس جنوبي القطاع، مما أدى إلى استشهاد 23 فلسطينيا -من بينهم 4 أطفال وامرأتان إحداهما حامل- وتدمير 21 خيمة، وفق الصحيفة.
وقال بيتروبوليس: "لقد أُحصيت الجثث، ولكن هناك قتلى تبخرت أجسادهم ببساطة. لقد اختفى 10 أو 20 شخصا كانوا داخل الخيام".
مخيمات النازحين الغزيين في منطقة المواصي الساحلية شمال غرب رفح الفلسطينية (الجزيرة)وأضاف: "كنت في المستشفى بعد القصف، كان يبدو وكأنه مسلخ، فقد كانت الدماء في كل مكان". وأفادت هآرتس بأن عائلة دُفنت في الرمال التي غطت خيمتها من القصف نفسه.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2موقع إيطالي: هل تنقل روسيا قاعدتها من طرطوس إلى ليبيا؟list 2 of 2كيف مات هتلر؟.. لوفيغارو: تحقيق مضاد مثير من قبل طبيب شرعيend of list إعلانوكانت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أوردت في تحقيق استقصائي أن سلاح الجو الإسرائيلي يستخدم في قصفه منطقة المواصي قنابل بزنة طن كامل، وتُسبب انفجاراتها أضرارا جسيمة، كما تخلف حفرا يبلغ قطر الواحدة منها 15 مترا.
وقد أجّلت الحكومة الأميركية تسليم هذه القنابل إلى إسرائيل الأشهر الأخيرة، بسبب "مزاعم" بأنها تسبب أضرارا بيئية واسعة النطاق وتقتل المدنيين، حسبما ورد في تقرير هآرتس.
ووفقا للصحيفة، فإن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة رفض، في تقرير أصدره بشأن غارة الرابع من ديسمبر/كانون الأول، ادعاءات الجيش الإسرائيلي بأنه كان يستهدف عناصر بارزة في حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وعلى الرغم من أن الجيش الإسرائيلي يصنف المواصي بأنها منطقة إنسانية آمنة، فإنه لم يتوقف قط -حسب صحيفة هآرتس- عن قصفها. وتقول الأمم المتحدة إن الغارات ازدادت حدة في الآونة الأخيرة.
ونقلت الصحيفة عن موقع "فورنسيك أركيتكتشر" -الذي يوثق بشكل منهجي الغارات في غزة- أنه تم تسجيل 5 غارات على المواصي ما بين أواخر مايو/أيار و10 سبتمبر/أيلول هذا العام.
وتكشف البيانات التي جمعها دكتور لي موردخاي من الجامعة العبرية، الذي يتابع التطورات في غزة، عن أنه في أقل من شهر ضربت إسرائيل المنطقة 8 مرات على الأقل، مما أسفر عن استشهاد العشرات.
ومنطقة المواصي عبارة عن شريط من الكثبان الرملية يغطي حوالي 14 كيلومترا مربعا بالقرب من الشاطئ في جنوب غزة.
ومنذ اندلاع الحرب في القطاع المحاصر، أجبر الجيش الإسرائيلي سكان المواصي -عبر رسائل نصية قصيرة ورسائل هاتفية ومنشورات- على النزوح.
وأوضحت هآرتس أن المواصي، "وهي منطقة تتشكل في معظمها من أراض زراعية أو كثبان رملية"، تحولت الآن إلى مخيم واسع مكتظ بمئات الآلاف من الأشخاص الذين يعيشون في أقسى الظروف.
إعلانوتقدر الأمم المتحدة أن حوالي 30 ألف شخص مكتظون في الكيلومتر المربع الواحد في تلك المنطقة، ويعانون من نقص في المياه النظيفة والغذاء، ومشاكل صحية وافتقار للمأوى المناسب.