احتلال نصف محور فيلادلفيا في رفح.. خدعة إسرائيلية (خرائط)
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
شهدت عملية الاحتلال الإسرائيلي العسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، تطورات متسارعة خلال الساعات الأخيرة، تمثلت في السيطرة على أكثر من نصف ما يعرف بـ"محور فيلادلفيا" الممتد على الحدود الفلسطينية المصرية.
وأكدت مصادر ميدانية لـ"عربي21" أن دبابات الاحتلال وصلت إلى بوابة صلاح الدين، الممتدة نهاية شارع ميدان العودة وسط مدينة رفح، موضحة أن جرافات الاحتلال وضعت سواتر ترابية في المنطقة لتمركز الآليات العسكرية خلفها.
ويمتد تمركز آليات الاحتلال إلى المنطقة الواقعة خلف مسجد ذو النورين وأطراف مخيم يبنا جنوب مدينة رفح، وسط اشتباكات مسلحة استمرت طوال ساعات الليل، وقصف جوي ومدفعي مكثف للاحتلال، أو ما يسمى "غطاء ناري للتقدم البري".
وتأتي السيطرة الواسعة على المحور الحدودي، تحت خدعة يروجها الاحتلال الإسرائيلي للعالم، أن عمليته العسكرية في رفح "محدودة"، وذلك وفق ما أكدت صحيفة "هآرتس" العبرية أن العملية المحدودة تتمثل حاليا في تسوية المباني بالأرض وإحداث دمار واسع النطاق في المناطق السكانية المتكتظة.
وأشارت الصحيفة إلى أن صور الأقمار الصناعية تظهر أنه بعد الاستيلاء على معبر رفح، تحرك الجيش الإسرائيلي على طول محور فيلادلفيا، باتجاه وسط المدينة.
وفي السياق ذاته، نقل موقع "كي كار" العبري عن جيش الاحتلال أن قواته باتت تسيطر على الأغلبية المطلقة في "محور فيلادلفيا"، وذلك بعد نزوح قرابة مليون فلسطيني من رفح، منوها إلى أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن حوالي 300 ألف نسمة الباقين حاليا في المدينة.
وكشف الموقع عن وجود آلية تنسيق بين الجيشين الإسرائيلي والمصري في ظل السيطرة على نصف "محور فيلادلفيا"، مشددا على أن هذا التنسيق يهدف بشكل أساسي لتفادي ضرب المدفعية الإسرائيلية سيناء عن طريق الخطأ.
من جانبها، ذكرت القناة الـ13 العبرية أن "العملية في رفح تتقدم بشكل أسرع من المتوقع، وذلك بعد السيطرة على معظم محور فيلادلفيا"، مبينة أن "قوات الفرقة 162 تعمل على تعميق القتال في رفح، وهي تسيطر بالفعل على 60% من المحور".
وتابعت القناة: "القوات الإسرائيلية تستمر في التحرك غربا، وتعمل بشكل كبير ضد أنفاق حماس الواصلة بين قطاع غزة ومصر، بهدف قطع خط الأكسجين الخاص بالحركة وعدم السماح لها بتهريب أسلحة جديدة من سيناء".
وفي الإطار ذاته، أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن حوالي نصف محور فلادلفيا يقع حاليا تحت السيطرة الإسرائيلية، مضيفة أنه "بعد نحو أسبوعين من بدء العملية في رفح، بات الجيش يتعمق في المدينة".
ولفتت الصحيفة إلى أن "تقديرات الجيش أن العملية في رفح ستستمر من أسابيع إلى أشهر، وستكون بطيئة وتدريجية، بسبب تعقيد العملية وحساسيتها تجاه الولايات المتحدة ومصر".
وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي يؤكد أن قواته تعمل فوق وتحت الأرض، وتداهم البنى التحتية الخاصة بحركة حماس، إلى جانب ضبط العديد من الأسلحة ومنصات الإطلاق والعبوات.
وأمام هذه المعطيات، تستعرض "عربي21" بالخرائط المنطقة التي سيطر عليها جيش الاحتلال بالفعل، والمناطق المتبقية من المحور.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال رفح محور فيلادلفيا الاحتلال اجتياح رفح خرائط محور فيلادلفيا المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة محور فیلادلفیا إلى أن فی رفح
إقرأ أيضاً:
قراءة إسرائيلية في تحقيقات الجيش وإخفاق 7 أكتوبر.. هذه البداية
أثارت نتائج التحقيق الأولية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في إخفاقه بصد عملية "طوفان الأقصى" وهجوم السابع من أكتوبر؛ ردودا إسرائيلية واسعة، والتي انتقدت التحذيرات الأمنية السابقة وتهميشها وصولا إلى الهجوم، والانهيار السريع لفرقة غزة.
وقال الصحفي الإسرائيلي بن كاسبيت في قراءة نشرتها صحيفة "معاريف" العبرية وترجمتها "عربي21"، إنّ "الغطرسة وتجاهل التحذيرات أدى إلى فشل مستمر"، مضيفا أن "التحقيقات التي قدمت أمس أجريت في ظروف صعبة للغاية، وفي ظل حرب على سبع جبهات، وتحت إطلاق النار".
وثيقة مذهلة
ولفت إلى أن فريق التحقيق جمع وثيقة مذهلة من 1000 صفحة حول واحدة من أعظم إخفاقات الاستخبارات في التاريخ، منوها إلى أنه رغم ذلك فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يقاتل بكل قوته لإحباط إنشاء لجنة تحقيق حكومية.
وذكر أن رئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي أراد تشكيل فريق تحقيق خارجي في فشل السابع من أكتوبر، فقام بتعيين رئيس الأركان السابق شاؤول موفاز رئيسا للفريق، وكان الهدف تجنيد مجموعة قوية من كبار المسؤولين السابقين إلى جانب موفاز.
وتابع: "لكن المستوى السياسي وفي مقدمته نتنياهو، هو الذي أحبط هذه الفكرة (..)، لقد أجبروا هاليفي على اتخاذ مسار مختلف وأكثر تعقيدا"، موضحا أنه "قام بتشكيل فرق تحقيق منفصلة لكافة القضايا".
وأشار إلى أن الطبقة السياسية وصناع القرار وضعوا لرئيس هيئة الأركان جدول زمني "مستحيل"، مشددا على أن الوثائق التي بين أيدي فرق التحقيق هي وثائق تاريخية، رغم أنها ليست كاملة، وسيكون من الضروري استكمالها.
ونوه إلى أن رئيس الأركان الجديد إيال زامير سيرغب في الخوض بشكل أعمق في بعض القضايا، وسيرسل الفرق في مهام أخرى، مضيفا أنه "ينوي تعيين فريق خارجي بنفس الأسلوب الذي أراده هاليفي، وتم منعه، ويفكر في تعيين اللواء المتقاعد سامي ترجمان رئيسا له".
استنتاجات نظامية صعبة
وأردف قائلا: "التحقيقات المنشورة تتضمن استنتاجات نظامية صعبة، وهي لا تحتوي على أي استنتاجات شخصية، وتهدف إلى البدء في عملية استخلاص الدروس"، معتبرا أن العمل الذي تم إنجازه يشير إلى جدية الأمر، والخطوات التي يتم اتخاذها بالفعل لاستخلاص الدروس تظهر استيعاب حجم الفشل.
وأكد أن هذه التحقيقات هي البداية وليست النهاية، مشيرا إلى أنه بعد أربعة أشهر من هجوم 7 أكتوبر نُشر تحقيق عن فشل الوحدة 8200 الاستخباراتية في التنبؤ بهجوم حركة حماس.
ولاحقا نُشرت تحقيقات إضافية، والتي تحدثت عن عشر إشارات أو علامات غابت عن قسم الأبحاث على مر السنين، ما أدى إلى تصور خاطئ بأن حماس تطمح إلى ممارسة حكمها في قطاع غزة وليس الأكثر.
وأفاد الصحفي الإسرائيلي بأن الإشارة الأولى كانت صعود يحيى السنوار إلى رئاسة "حماس" عام 2018، ولكن تلك كانت مجرد البداية، فقد جلبت الوحدة 8200 لأور مرة أحد السيناريوهات المبكرة لخطة الهجوم التي بدأت حركة حماس للتخطيط لها (طوفان الأقصى).
رسم سيناريو الهجوم عام 2018
ولفت إلى أنه في البداية أخذ قسم الأبحاث هذا السيناريو على محمل الجد، وفي 14 نيسان/ أبريل أصدرت الفرقة ورقة بعنوان: "قضية للمراجعة- هل يبني الجناح العسكري لحماس قوته لشن هجوم واسع النطاق في عمق أراضينا؟".
وورد في الورقة: "صاغت قيادة العمليات في الجناح العسكري لحماس خطة لتحرك هجومي استباقي بقوة واسعة النطاق (ست كتائب احتياطية؛ حوالي 3000 مقاتل) لمهاجمة والاستيلاء على قواعد في قطاع فرقة غزة، إلى جانب ضرب أهداف مدنية في غلاف إسرائيل وفي عمق الداخل".
وتابعت: "هذا يتم بشكل رئيسي من خلال اختراق المجال الجوي (اختراق السياج من قبل قوات الهندسة) وتنفيذ غلاف ناري من آلاف الصواريخ عالية الارتفاع على أهداف عسكرية ومدنية".
وبحسب الصحفي الإسرائيلي، "يجب أن تقرأ هذا عدة مرات لاستيعابه. في عام 2018، قبل خمس سنوات ونصف من الهجوم، كان قسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية قد بدأ بالفعل في تحليل نية حماس غزو إسرائيل. وكان هناك أيضًا وصفًا مرئيًا للأداء. وكذلك عدد الغزاة (3000)".
واستدرك بقوله: "في وقت لاحق من هذه الوثيقة يأتي الشك"، مبينا أنه بدأت الأوساط الإسرائيلية باستبعاد تنفيذ الخطة المقترحة بالكامل، لاعتبارات استراتيجية.
وتابع: "لنفترض أن هذا التحليل جاء في الوقت المناسب. فقد صدرت هذه الورقة في الوقت الذي كانت فيه عملية بناء القوى لدى حماس في أوجها. على الرغم من أنه كان مكتوبا هنا بالفعل أن عدد مقاتلي النخبة كان ثلاثة آلاف".
وتساءل: "لماذا لم يتعمق قسم الأبحاث في هذه القصة؟ لماذا لم يسحب نهاية هذا الموضوع ويستمر في سحبه حتى يصل إلى المخبأ؟ إن الصحافي الذي يتلقى مثل هذه المعلومات أو المعلومات من مصادره ولا يصل إلى القصة الحقيقية لابد وأن يُفصل من منصبه على الفور".
واستكمل قائلا: "ففي نهاية المطاف، جلبت الوحدة 8200 فيما بعد خطة الغزو الشاملة الكاملة. وكل ما كان لابد من القيام به هو مقارنتها بتقارير مراكز المراقبة، والاستماع إلى مشغلي اللاسلكي المخضرمين في الوحدة 8200، الذين كانت مكانتهم تتراجع بالتوازي مع صعود عصر الاستخبارات التكنولوجية (..)".