مشاهد مرعبة عاشها 211 راكبا.. مصرع شخص على متن طائرة تعرضت لمطبات هوائية شديدة
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
لقي شخص مصرعه وأصيب آخرون جراء تعرض طائرة سنغافورية لاضطرابات جوية عنيفة ومطبات هوائية شديدة، قبل أن تهبط اضطراريا في تايلند.
وغادرت الطائرة من طراز "بوينغ 777" مطار هيثرو في العاصمة البريطانية لندن متجهة إلى سنغافورة الاثنين الماضي 19 مايو/أيار 2024، وعلى متنها 211 راكبا و18 من أفراد الطاقم، لكنها تعرضت لاضطرابات شديدة أثناء تحليقها بالقرب من المجال الجوي لميانمار في منطقة تتعرض لعواصف رعدية استوائية شديدة.
A post shared by The Project (@theprojecttv)
وبعد حوالي 11 ساعة من الطيران، هبطت الطائرة بشكل حاد من ارتفاع حوالي 37 ألف قدم إلى 31 ألف قدم في غضون 5 دقائق فقط بعد عبورها بحر أندامان واقتربت من تايلند.
ووصف الركاب المذعورون لحظات الرعب التي عاشوها قبل أن تهبط الطائرة بشكل مفاجئ، فقال أحدهم إن الركاب الذين لم يكونوا يضعون أحزمة الأمان "طاروا إلى السقف"، واصطدمت رؤوسهم بخزائن الأمتعة العلوية.
وقال أحد الركاب: "تناثرت أمتعة الركاب، وتناثرت القهوة والماء على السقف، وشوهد الكثير من الجرحى إثر تمزقات في الرأس، ونزيف في الأذنين، وكانت سيدة تصرخ من الألم. لم أستطع مساعدتها، فقط أحضرت لها الماء".
وتوفي رجل بريطاني يبلغ من العمر 73 عاما بسبب ما يعتقد أنه نوبة قلبية تعرض لها على متن الطائرة، بينما لا يزال بعض الركاب الآخرين يعانون من إصابات جروح خطيرة.
وقالت الخطوط الجوية السنغافورية في بيان نشر على منصة "إكس" (تويتر سابقا): "واجهت رحلة الخطوط الجوية السنغافورية رقم "إس كيو 321″ (SQ321)، التي انطلقت من لندن (هيثرو) إلى سنغافورة في 20 مايو/أيار 2024؛ مطبات هوائية شديدة في طريقها. حولت الطائرة مسارها إلى بانكوك وهبطت في الساعة 1545 بالتوقيت المحلي في 21 مايو/أيار 2024. يمكننا أن نؤكد أن هناك إصابات وحالة وفاة واحدة".
Singapore Airlines flight #SQ321, operating from London (Heathrow) to Singapore on 20 May 2024, encountered severe turbulence en-route. The aircraft diverted to Bangkok and landed at 1545hrs local time on 21 May 2024.
We can confirm that there are injuries and one fatality on…
— Singapore Airlines (@SingaporeAir) May 21, 2024
وخرج رئيس الخطوط الجوية السنغافورية، جوه تشون فونغ، صباح اليوم الأربعاء، في مقطع فيديو على فيسبوك قائلا، "تأسف شركة الطيران بشدة للتجربة المؤلمة وهي تتعاون بشكل كامل مع السلطات المعنية في التحقيقات".
كما أعرب عن تعازيه لأسرة الضحية، مضيفا أنهم "سيقدمون كل المساعدة الممكنة" للركاب وأفراد الطاقم المتضررين.
من جانبه، عبّر رئيس وزراء سنغافورة لورانس وونغ عن أسفه للحادث قائلا: "شعرت بالارتياح لسماع أن 131 راكبا و12 فردا من أفراد الطاقم على متن رحلة الخطوط الجوية السنغافورية رقم "إس كيو 321″ قد عادوا بأمان إلى سنغافورة في وقت مبكر من هذا الصباح. سنجري تحقيقا شاملا".
Relieved to hear that 131 passengers and 12 crew onboard Singapore Airlines flight SQ321 have safely returned to Singapore early this morning. We will conduct a thorough investigation. On behalf of ????????, I thank the authorities in ???????? for their support.
????: https://t.co/i26yvh0uOI pic.twitter.com/sWfNhtiSAb
— Lawrence Wong (@LawrenceWongST) May 22, 2024
المطبات الهوائية والتيارات النفاثةتحدث تلك المطبات (الاضطرابات) الهوائية بسبب تحرك الهواء المرتفع الضغط أسفل الأجنحة ودورانه حول أطراف الأجنحة إلى منطقة ذات ضغط هوائي منخفض أعلاها.
وهناك 4 مستويات رئيسية من الاضطراب؛ خفيفة، ومعتدلة، وشديدة، وشديدة جدا، وفي حالات الاضطرابات الجوية الخفيفة والمتوسطة، قد يشعر الركاب بضغط على أحزمة الأمان، وقد تتحرك بعض القطع غير المربوطة في المقصورة.
أما في الحالات الأكثر خطورة، فيمكن أن تؤدي المطبات الهوائية إلى رمي الركاب حول المقصورة، وهو ما يؤدي إلى إصابات خطيرة أو حتى الوفاة.
وحسب خبراء الطيران فإن سبب الاضطرابات أثناء الرحلات الجوية يمكن أن يعود إلى العواصف والجبال والتيارات الهوائية القوية التي تسمى "التيارات النفاثة" وهو ما يطلق عليه اضطراب الهواء الصافي، وقد يكون من الصعب تجنبه لأنه لا يظهر على رادار الطقس في مقصورة القيادة.
واضطراب الهواء الصافي هو حركة الهواء الناتجة عن الضغط الجوي والتيارات النفاثة والهواء حول الجبال والجبهات الجوية الباردة أو الدافئة أو العواصف الرعدية، وفقا لموقع إدارة الطيران الفدرالية.
وتنتج عن هذه الظاهرة حوادث تقع بشكل متكرر، وقد كان أخطرها في نوفمبر/تشرين الثاني 2001 عندما تحطمت طائرة "أيرباص إيه 300" في مقاطعة كوينز بمدينة نيويورك بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار جون كيندي الدولي.
وتعد حوادث الطيران المرتبطة بالاضطرابات الجوية هي النوع الأكثر شيوعا، وفقا لدراسة أجراها المجلس الوطني لسلامة النقل عام 2021.
وفي الفترة من عام 2009 حتى عام 2018، وجدت الوكالة الأميركية أن الاضطرابات الجوية تسببت بأكثر من ثلث حوادث الطيران المبلغ عنها وأدى معظمها لإصابة خطيرة واحدة أو أكثر، بدون أن تتعرض الطائرات لأي أضرار.
وفي 11 مارس/آذار 2024، عاش ركاب طائرة بوينغ من طراز "787-9 دريملاينر"، لحظات من الرعب إثر فقدان قائدها السيطرة نتيجة خلل فني وهبوطها بسرعة كبيرة أثناء تحليقها من أستراليا إلى تشيلي عبر نيوزيلندا.
#WATCH | Passengers and crew on an inbound flight to Auckland International Airport were thrown into the roof of the plane after a sudden loss of altitude on Monday.
???? https://t.co/JZVuA1l9Aa pic.twitter.com/OpM44cDv6F
— nzherald (@nzherald) March 11, 2024
وهبطت الرحلة التابعة لشركة "لاتام" فجأة وبسرعة، حيث قفز بعض الركاب من مقاعدهم واصطدموا بسقف الطائرة، وهو ما تسبب بإصابة نحو 50 شخصا من بين 263 راكبا و9 من أفراد طاقم الطائرة.
تغير المناخ وراء زيادة الاضطرابات الشديدةوأفادت دراسة أجرتها جامعة ريدينغ أن الاضطرابات الشديدة زادت بنسبة 55% في العقود الأربعة الماضية بسبب تأثير تغير المناخ.
ووجد التقرير، الذي نُشر في يونيو/حزيران 2023، أنه عند نقطة متوسطة فوق شمال المحيط الأطلسي، وهو أحد أكثر مسارات الطيران ازدحاما في العالم، ارتفع إجمالي المدة السنوية للاضطرابات الشديدة بنسبة 55% بين عامي 1979 و2020.
وفي عام 2022، قال وليامز، الذي شارك في تأليف الدراسة، لشبكة "سي إن إن" إنه يعتقد أن الاضطرابات الشديدة "يمكن أن تتضاعف أو تتضاعف 3 مرات في العقود المقبلة".
وأرجع ذلك إلى "الاضطرابات الجوية الواضحة"، وهو نوع من الاضطرابات التي تحدث فجأة ومن الصعب للغاية تجنبها.
وتنبأ تحليل وليامز بأن اضطرابات الهواء الصافي ستزداد بشكل كبير في جميع أنحاء العالم في العقود القادمة.
وأضاف: "عادة، في رحلة عبر المحيط الأطلسي، قد تتوقع 10 دقائق من الاضطرابات الجوية".
"أعتقد أنه في غضون بضعة عقود قد يرتفع هذا إلى 20 دقيقة أو إلى نصف ساعة. سيتم تشغيل إشارة حزام الأمان كثيرا -لسوء الحظ- بالنسبة للركاب.
حزام الأمان بات ضرورةوأشار تقرير صدر عام 2021 عن المجلس الوطني لسلامة النقل (إن تي إس بي) هو وكالة تحقيق حكومية أميركية مستقلة مسؤولة عن التحقيق في حوادث النقل المدني، إلى أن غالبية الركاب الذين أصيبوا في حوادث "مرتبطة بالاضطرابات" لم يكونوا يرتدون أحزمة الأمان.
ونظرا لأنه من المستحيل في بعض الأحيان توقع متى ستواجه الطائرة اضطرابات هوائية صافية، فإن الطريقة الوحيدة لتكون آمنا بنسبة 100% هي البقاء مربوطا طوال الرحلة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الخطوط الجویة السنغافوریة الاضطرابات الجویة
إقرأ أيضاً:
طراز جديد مشتق من طائرات إيرباص سغيّر خريطة الطيران العالمية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يُتوقّع أن تصبح حانات مدينة ناشفيل بولاية تينيسي الأمريكية أكثر ازدحامًا بحلول أبريل/ نيسان المقبل، وذلك تزامنًا مع إطلاق شركة الطيران الوطنية لجمهورية أيرلندا ،"إير لينغس"، أول رحلة مباشرة لها إلى عاصمة موسيقى الريف من أيرلندا، الوجهة التي تعد أقل شهرة لمحبي موسيقى الريف.
وستصبح الرحلة الجديدة إلى ناشفيل، من العاصمة الإيرلندية دبلن، ممكنة بفضل طائرة جديدة ذات مدى أطول من شركة "إيرباص"، هي "A321XLR".
ويمكن للطائرة المشتقّة من "إيرباص إيه 321 نيو" الشهيرة، التي ظهرت لأول مرة في العام 2017، أن تحلّق لمسافة أبعد من أي طائرة أخرى ذات ممر واحد، في سوق الطائرات.
وصرّحت "إيرباص" أيضًا أنّ هذه الطائرة تستهلك وقودًا أقل بنسبة 30% لكل مقعد من طائرات الجيل السابق.
وفي إشارة إلى الطائرات ذات الممرين مثل "إيرباص A330" أو "بوينغ 787" المستخدمة عادة خلال الرحلات عبر الأطلسي، أفاد ريد مودي، رئيس قسم الاستراتيجية والتخطيط لدى شركة طيران "إير لينغس": "إنها تسمح لنا بالذهاب إلى مدن لم نكن لنتمكن من المخاطرة بالذهاب إليها على متن طائرة عريضة الهيكل".
وتشغّل شركة الطيران الأيرلندية حاليا طائرتين من طراز A321XLR، وتخطط لإضافة أربع طائرات أخرى بحلول نهاية العام.
مئات الطائرات قيد الطلبوتتوق شركات الطيران في جميع أنحاء العالم للحصول على الطائرة الجديدة.
وتقوم شركتا "إير لينغس" ونظيرتها الإسبانية، "الخطوط الجوية الأيبيرية"، وكلاهما مملوكتان من قبل مجموعة الخطوط الجوية الدولية، بتشغيل طائرة A321XLR، ولدى "إيرباص" طلبات مؤكدة لأكثر من 500 طائرة من هذا الطراز، وفقًا لبيانات شركة تحليلات الطيران "Cirium".
وتعتبر كل من طيران كندا، والخطوط الجوية الأمريكية، وخطوط "كانتاس" الجوية، والخطوط الجوية المتحدة بين شركات الطيران التي تنتظر تسلّم أولى طائراتها من طراز "XLR".
ولطالما حلّقت الطائرات ذات الممر الواحد عبر شمال الأطلسي، فطائرة "بوينغ 757" قامت برحلات بين أمريكا الشمالية وأوروبا لعقود، لكنها باتت قديمة، حيث خرجت آخر طائرة منها من خط الإنتاج في إيفرت بواشنطن، العام 2004.
وتتطلّع شركات الطيران التي لا تزال تشغل طائرة 757 إلى استبدالها بالطراز الجديد المقتصد للوقود "XLR". ومن ناحية أخرى، تسعى شركات مثل "أير لينغس" إلى استخدام نموذج طائرة "إيرباص" الجديد لتوسيع مساراتها عبر الأطلسي، إلى مدن جديدة.
وما أن يُستعاض بها عن طائرات "757" القديمة، يتوقع أن تُمكّن طائرات "XLR" شركات الطيران من تجاوز المحاور الرئيسية على جانبي المحيط الأطلسي، وفتح مسارات جديدة ومباشرة إلى مدن أصغر.
من جانبه صرح الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية المتحدة، سكوت كيربي، خلال برنامج بودكاست "The Air Show في يونيو/ حزيران الماضي: "سنقصد بين 10 و12 مدينة جديدة في أوروبا الشرقية وشمال إفريقيا من مطاري نيوارك وواشنطن دالاس. نحن متحمسون لذلك".
وبينما لم يكشف كيربي عن أسماء المدن التي تدرس الخطوط الجوية المتحدة إضافتها، فإن خطط التوسع الأخيرة للشركة تلّمح إلى وجهات غير تقليدية، مثل بلباو بإسبانيا، ونوك في غرينلاند.
وتتوقع الخطوط الجوية المتحدة أن تصل أولى طائراتها من طراز A321XLR من أصل 50 طائرة في مطلع العام 2026.
بالمثل، تتطلع الخطوط الجوية الأمريكية أيضًا إلى أوروبا مع وصول طائراتها من طراز XLR.
من جهته، قال برايان زنوثينز، المسؤول عن تخطيط الشبكات لدى الخطوط الجوية الأميركية، لموقع "The Points Guy" في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي:"نحن ننظر إلى وجهات جديدة وثانوية في إسبانيا، ,البرتغال، المملكة المتحدة، أي مكان ضمن النطاق مثل، فرنسا، ألمانيا، الدول الإسكندنافية، وجميع هذه الوجهات الأصغر التي نعتقد أن الطائرات العريضة ليست مناسبة لها بشكل جيد".
من المقرّر أن تُستخدم أول طائرة "XLR" تابعة للخطوط الجوية الأمريكية التي ستصل في وقت لاحق من هذا العام، في البداية على الرحلات الفاخرة العابرة للقارات بين نيويورك وكل من لوس أنجلوس، وسان فرانسيسكو.
إضافة إلى فرص التوسّع، قد يلاحظ المسافرون أن شركات الطيران تستخدم طائرات "XLR" الخاصة بها لزيادة رحلات إضافية على المسارات التي قد تكون لها رحلة واحدة فقط حاليًا. أو يمكن استخدام الطائرة لتمديد مسار موسمي؛ على سبيل المثال، تحويل رحلة تعمل فقط خلال فصل الصيف إلى وضع التشغيل على مدار العام من خلال الطيران في موسم الشتاء ذي الطلب المنخفض.