منظمة بحرية إقليمية تلفظ انفاسها
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
شهدت المنظمة الاقليميه لحمايه البيئه البحرية (روبمي – ومقرها الكويت)، شهدت أفضل أيامها على يد الراحل الدكتور عبدالرحمن العوضي. وما أن انتقل هذا الرجل إلى رحمة الله حتى جاءوا بشخص سبق له أن رسم خارطة الفشل فى ملف البيئة الكويتية، فكان له التأثير السلبي على المنظمة. ظهر ذلك جليا في تدهور مشاريعها، وتعثر برامجها التدريبية، وترهل صلتها بالدول الأعضاء على مدى أربعة أعوام.
قالوا ان المرشح البديل يحمل اعلى المؤهلات في علوم البيئة، وقالوا انه درس في الجامعات الأوروبية الرصينة، لكن شهاداته لم تكن مصدقة أصولياً، وغير معترف بها من الجهات الكويتية المعنية بالأمر. ثم تبين انه غير مشمول بالمعايير المتعارف عليها دولياً، ولا يصلح للعمل في المنظمات الإقليمية والدولية. .
اللافت للنظر انه سار على السياق نفسه، وقرر تعيين مستشارين وموظفين يعملون في فريقه من دون ابلاغ الدول الأعضاء عن تلك الشواغر. والأدهى من ذلك ان الأمين التنفيذي الجديد قرر تعيين الأمين السابق بوظيفة مستشار، وذلك على الرغم من علمنا باستقالته بذريعة العجز والمرض. ولا ندري كيف يتسنى له العمل بوظيفة موازية لوظيفته السابقة بعد تخليه عنها ؟. فهل أصبحت المنظمة مقاطعة حصرية مجيرة بالكامل لرجال الكويت ؟. وهل باتت الدول الأعضاء مهمشة ومستبعدة بقرار كويتي انفرادي ؟.
المشكلة ان القرارات الارتجالية ظلت تتكرر من وقت لآخر على الرغم من علم الجميع بدور المنظمة واهميتها لدول المنطقة، وعلى الرغم من علمهم بعلاقاتها المرتبطة بالمنظمات الدولية المتخصصة في مجالات البيئة البحرية، وحماية المسطحات المائية من أخطار التلوث سواء بالزيت أو المواد الكيماوية أو المواد السامة والخطرة. آخذين بعين الاعتبار ان الدول الأعضاء لم تستفد من تعيينات المستشارين والموظفين الذين أقحمتهم الكويت للعمل في هذه المنظمة بعد ان باتت حكرا على شخص الأمين التنفيذي والمقربين منه، وإلا بماذا تفسرون عدم طرح المناصب الشاغرة لاستقطاب الخبراء من الدول الأعضاء ؟. ألا يفترض ان تقول الدول الأعضاء كلمتها قبل انهيار المنظمة كلياً وقبل ان تفقد توازنها ؟. ألا يفترض ان تحرص الدول الأعضاء على تصحيح المسارات المنحرفة لا سيما أنها تتكبد مساهمات مالية سنوية مقابل عضويتها الدائمة ؟. .
تواجه المنطقة الآن تحديات صعبة، ويتعين عليها التصدي للكوارث البيئية الخطيرة والكبيرة. فإذا لم نتداركها الآن فإنها ستلفظ انفاسها وتموت في مقابر الاهمال والبيروقراطية البغيضة. .
ختاما اسمحوا لنا بتوجيه مناشداتنا إلى كل من معالي وزير الخارجية ومعالي وزير النفط بدولة الكويت قبل ان تُقرع نواقيس الخطر، ونوجه التحذيرات نفسها إلى وزراء الخارجية ووزراء النفط ووزراء البيئة في الدول الأعضاء، نناشدهم بضرورة انقاذ المنظمة، وتفعيل دورها، وانتشالها من الخمول والركود والسبات الطويل الذي شهدته بعد مغادرة رائدها الأول الدكتور العوضي رحمه الله. .
اللهم إني بلغت اللهم فاشهد. . . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
دولة الكويت: مصادقة الاحتلال على تصنيف “الأونروا” منظمة إرهابية تعد سافر على الأمم المتحدة
أكدت دولة الكويت أن مصادقة برلمان الاحتلال الإسرائيلي (كنيست) على مشروع قانون يصنف وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) “منظمة إرهابية” تمثل تعديا سافرا على المنظمة الدولية ووكالاتها وميثاقها.
جاء ذلك في كلمة وفد دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة التي ألقاها الملحق الدبلوماسي ضاري إظبية مساء أمس الخميس أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة المعنية بالمسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار.
وقال إظبية إن “هذه الممارسات ما هي إلا جزء من سلسلة انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي الصارخة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والشرعية الدولية وفي مقدمتها قرارات مجلس الأمن بما فيها القرار (2417) الذي يدين بشدة استخدام تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب القتال في حالات النزاع”.
وأعرب إظبية عن إدانة الكويت واستنكارها الشديدين للتشريعين الصادرين في (الكنيست) بحظر عمل وكالة (أونروا) بالأرض الفلسطينية المحتلة ما سيحد من قدرة الوكالة على تقديم الدعم والخدمات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين العزل.
وحذر من خطورة إعلان الاحتلال قطع علاقته بالوكالة الأممية الأمر الذي سيؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة واستمرار معاناة الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت وطأة مشاهد القتل والتجويع والتهجير القسري التي أدت إلى سقوط الآلاف من الضحايا فاق عددهم 42 ألف شهيد.
كما حذر من أن ما يعيشه الشعب الفلسطيني من واقع مأساوي طاول أيضا المرضى والطواقم الطبية في مستشفى (كمال عدوان) ومستشفى الإندونيسي ومستشفى (العودة) والعاملين في مجال الإغاثة على حد سواء.
وأعرب أيضا عن إدانة الكويت لاستهداف قوات الاحتلال العاملين في المجال الإنساني ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 243 موظفا من وكالة (أونروا) في غضون أكثر من عام بالإضافة إلى استهداف وتدمير مباني الأمم المتحدة ما يعد انتهاكا صارخا لقرار مجلس الامن (2286).
وطالب بتوفير الحماية اللازمة للعاملين الإنسانيين معربا عن رفضه لأي محاولات من شأنها المساس بولاية وكالة (أونروا) أو تغيير مهامها أو استهداف العاملين فيها.
وفي السياق قال إظبية إن دولة الكويت تثمن جهود وكالة (أونروا) المتمثلة بتقديم المساعدة الإنسانية والمساهمة في حماية اللاجئين عبر توفير الخدمات الأساسية لهم كالتعليم والرعاية الصحية بما فيها حملتا التطعيم ضد شلل الأطفال.
وجدد موقف دولة الكويت المبدئي والثابت في دعم أعمال وكالة (أونروا) وتمكينها من تحقيق أهدافها النبيلة باعتبارها ركيزة أساسية للاستقرار في المنطقة وحجر الأساس للعمل الإنساني في الأرض الفلسطينية المحتلة.
ولفت إلى أن الكويت تشرفت بالتعاون مع كل من الأردن وسلوفينيا بالإضافة إلى 120 دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بتوقيع وثيقة “الالتزامات المشتركة” لدعم وكالة (أونروا).
وجدد إظبية تأكيد التزام الكويت التام بمساهماتها الطوعية ل(أونروا) وذلك منذ نشأتها كما دأبت على تلبية النداءات العاجلة التي تطلقها الوكالة عبر العديد من المؤسسات الوطنية كالصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية وجمعية الهلال الأحمر والهيئة الخيرية الإسلامية وصندوق إعانة المرضى.
وحثت دولة الكويت الدول الأعضاء على عدم ادخار الجهد في مواصلة وفائها بالتزاماتها المالية لموازنة (أونروا) داعية في الوقت ذاته المجتمع الدولي إلى ضرورة دعم الوكالة الأممية عبر تسخير أنواع الدعم المادي والسياسي في مواجهة مخططات الاحتلال المستمرة التي تستهدف منظومة الأمم المتحدة.
وختم الملحق الدبلوماسي كلمة الكويت بالتشديد على دعمها لحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967 وفقا لقرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها قرار الجمعية العامة رقم 194 ومبادرة السلام العربية كأساس لإقامة السلام في الشرق الأوسط.
كما أعرب عن ترحيب الكويت بجهود السعودية بشأن إطلاق (التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين) وما أسفر عن القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة لبحث استمرار عدوان الاحتلال على الأرض الفلسطينية المحتلة والأرض اللبنانية.
المصدر كونا الوسومالأمم المتحدة الأونروا الاحتلال الإسرائيلي فلسطين